سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 5123 - 2016 / 4 / 4 - 17:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الارهاب الاسلامي المتطرف ليس وليد صدفه انه نتاج طبيعي لسياسة التلقين وبرمجة عقول اتباع المسلمين من المهد الى اللحد.
فالمناهج الدراسيه تبدء من الصفوف الدنيا بتلقين المسلمين التاريخ الاسلامي, والحديث عن الدين الاسلامي ,والفتوحات الاسلاميه, والغزوات الاسلاميه, والحروب الاسلاميه, وابطال المسلمين والانتصارات الاسلاميه .
السيره النبويه وكيف تأمر المشركين واليهود على النبي محمد والمعارك والحروب مع الكفار والصليبين والصراع الفلسطيني والاسرائيلي الذي تحول الى صراع ديني بين المسلمين واليهود.الاستعمار والاحتلال الاجنبي لدول الاسلام واعتباره نوعا من الحروب الدينيه على الاسلام.
كل هذا وغيره الكثير ينزل تحت بند التاريخ الاسلامي ويبدء تلقينه وتدريسه من الصفوف الابتدائيه وحتى سنوات التخرج ويتبعه مساقات وحصص دراسيه في الجامعات المحليه.
بعيدا عن التاريخ الاسلامي هناك حصص الدين الاسلامي والتي تبدء بالحديث عن خير امة انزلت للناس وان الاسلام وحده هو الدين المختار من الله وبقية الاديان والمعتقدات فهي ليست اديان واتباعهم مشركين وضالين و لادينين وجميع هؤلاء مصيرهم جهنم وعليهم اتباع الاسلام الدين الحق والا فهم اما من اهل الذمه والكفار والمشركين وغيرهم من غير المسلمين عليهم دفع الجزيه وهم صاغرون.
من هنا نرى ان المسلم منذ البديات يبرمج عقله ويغسل دماغه ويلقن ويدرس على انه الافضل دينا والاسمى خلقا وان دينه وحده الذي يملك الحقيقه المطلقه.
لو تركنا المناهج الدراسيه والتعليم نجد انه في البيت ايضا يبرمج على افضليته عن بقية مخلوقات الارض مع قناعته التامه بعد تلقينه وتدريسه ان القرأن هو المصدر الوحيد للتشريع لدى المسلمين هو كتاب الله المنزل والذي يجب عليه قبوله كاملا دون اصلاحه او غربلته او حتى استحداث بعض وقائعه ومحاولة تجديدها لتوائم العصر, و عليه القبول به كله رزمه واحده لا تقبل التجزئه وانه لا يخضع للتأويل والمنطق.
ثم هناك دور المساجد ودور العباده من قبل الشيوخ والدعاه والائمه وخطبهم الدينيه التي تشحن وتجيش وتبرمج وتلقن عقول اتباع المسلمين على مدار الاعوام يوميا وخصوصا ايام الجمع والاعياد.
فالاف الخطابات الدينيه هي خطابات عدائيه حاقده وكارهه للاخر المختلف والتي تحضد على الارهاب والقتل من مبدئ الدفاع عن الاسلام.
ما الذي يتلقاه المسلم من تلقين وبرمجة عقل وغسيل دماغ في البيت والمدرسه والجامع والاعلام المرئي والمكتوب ووسائل التواصل الاجتماعي بكافة تسميتها اليوم,,,
سوى الشحن بالغضب والكراهيه والحقد على كل اتباع ومعتقدات الارض الذين كلهم حاربوا الاسلام ويضمرون له الشر وان المسلمين هم الاخيار وبقيه اهل وشعوب الارض هم الاشرار.
فالمسيحي كافر وضال واليهودي عدو ومشرك والبوذي لا يعبد الله والهندوسسي يعبد البقره و و .
كل هؤلاء يعادون الاسلام .الاوليه في من يحاربوا هم اليهود لاحتلالهم فلسطين والمسيحين في الغرب لانهم كانوا مستعمرين ومحتلين واليوم هم ناهبي الثروات ومهيمنين على مقدرات بلاد المسلمين ومتأمرين على الاسلام.
المسلم يؤمن ان الموت في سبيل الدين هو شهاده واجره عظيم وثوابه اعظم فيه حور العين وانهار من الخمروالخلود.ان الشهاده باعتقاد المسلمين هي اسمى درجات الموت لذا فالارهاب يسمونه دفاع عن الدين بعد غياب الوعي وبرمجة العقل لقبول هذه الفكره.
الدفاع عن الدين والنبي محمد اهم من الدفاع عن الارض والعرض والشرف.
سؤالنا هنا هل هناك حروب اخلاقيه مهما كانت اسبابها ومسبباتها ؟ الجواب: قطعا لا .
لان الحروب هي الوجه القبيح والشر الذي مارسه الانسان على اخيه الانسان ونتج عنه قتل ودمار وهتك اعراض واسباحة اراضي.
من هنا خلال مراحل ظهور الدعوه للاسلام مر هذا الدين بحروب كثيره كانت طاحنه ورغم نتأجها التي ادت الى تثبيت الاسلام الا انها كانت لا اخلاقيه من منظور انساني.مثلها مثل كل الحروب في التاريخ .
كل الشعوب والاعراق والملل والعقائد وحتى الاديان تعرضت للحروب اعتدت واعتدي عليها والاسلام ليس استثناء.
كل التاريخ الاسلامي مليئ بالحروب والقتال منذ ظهور الدعوه وحتى يومنا هذا.
الصراع ليس مقتصرا على غير المسلمين بل انه صراع وقتال وحروب بين الاخوه الاعداء .
الصراع والحروب وصولا الى الارهاب تطال الجميع. الشيعه والسنه ,والسنه واخوتهم من السنه والمتأسلمين المتطرفين وارهابهم وقتلهم للاقليات المسيحيه والازيديه.
الارهاب العالمي الذي طال الغرب ا هو احد افرازات برمجة العقول وغسل الادمغه.
مشكلة المسلمين انهم يعتبرون كل حروبهم عادله وان الاخرين هم من يعتدون عليهم وهذا ما يثبت اليوم في الوعي الفكري لدى الاتباع ويبرمجوا على ان العالم في صراع دائم معهم ويجب عليهم الدفاع عن انفسهم.
المسلمين يسقطون ويستنسخون احداث الماضي على الحاضر وهم في حالة وهم ان هناك اليوم صراع حضارات ويخلطون بين الحضاره والدين.
المسلمون يعتبرون حروبهم فتوحات وحروب الاخرين استعمار واحتلال فلا زالو حتى اليوم يعتبرون ان الاندلس فتحت ولم تحتل. حروب العباسين والاموين والفاطمين والعثمانين كلها كانت حروب عادله لنشر الاسلام وكان كل هذه الحروب لها مبرراتها.
الحروب الصليبيه واساس عقدة الكراهيه تجاه الغرب والتي حفظنها جميعا وسمعنا فقط وجهة النظر الاسلاميه ولقنا حسب الروايه الاسلاميه ولم نسمع او نتعلم من الروايه المقابله او حتى المحايده ولازلنا نسمعها اليوم وكانها حصلت حديثا..
يقول علماء النفس ان الانسان عندما يسمع او يشاهد او يقراء موضوعا لاكثر من 8 مرات ترتسخ فكرته في وعيه ويتقبلها عقله ويحاول التعامل معه او التأقلم بوجوده.
من هنا ما هو الاستغراب بجود هذا الكم من الحقد والكراهيه وصولا الى الارهاب المتأـسلم لدى قطاعات واسعه من المسلمين.
فالمسلمين معبئين ومشحونين وملقنين ومبرمجه عقولهم على احداث الماضي ويعيشونه في الحاضر .
المسلم يتعلم في البيت والمدرسه والجامع ومن على الفضائيات تاريخه وسيرة نبيه وحروبه وان لبقاء معتقدته عليه ان يحارب الجميع متناسيا اننا في قريه كونيه هناك المختلف وان الدين حاله شخصيه وفرديه وموضوع خاص بين الخالق والمخلوق.
لا يمكن ان يستمر المسلمين على حالة اجترار الماضي والاستنساخ والاسقاط,, عليهم ان يتعايشوا مع كل الاعراق والمعتقدات الاخرى في هذه القريه الكونيه على مبادئ حقوق الانسان والديمقراطيه والحريه.
سؤالنا الاخير هنا: هل سياسة التلقين وبرمجة العقول وشحن الاجيال الشابه من المسلمين وتغيب عقولهم وحجب وعيهم بهذا الكم من الحقد والكراهيه من خلال المناهج الدراسيه والتوجيه الاسري والخطاب الديني سنشئ جيل من العباقره والعلماء والمبدعين والتنورين ام انه سيفرز قتله وارهابين ومرضى نفسين واصحاب عقد.
الا يجب اعادة برمجة البرامج التدرسيه على العلم والمنطق والفلسفه والحداثه وانطلاق الفكر الخلاق بدل الغوص في التاريخ والاجترار والاسقاط من احداث الماضي.
اين هي الخطوات للامام الا يكفي اكثر من 1400 عام لنبقى في مكانك استرح ونخرج من التاريخ قبل ان يخرجنا.
#سناء_بدري (هاشتاغ)