أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس














المزيد.....

(حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


كان المساء هادئا وجميلا ، يغري أي عاشق لجمال اللقاء ان يختبئ بين اغصان الحب ، ليمارس طقوس صوفية روحية تتعلق كما هي قصيدة (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس والتي تلوذ بهدوء المساء وتبقى تتدلى في دروب الاياب .. ليكون الشعر بوابة للدخول الى عالم واسع الافاق يتطلب اجنحة هلامية للتحليق بعيدا عن مكان اللقاء ، ثم يصاب بدوار التيه وسعي الوصول نحو اكتمال اللهاث يقول الشاعر تحسين عباس :

(المساءُ المُدَّثِرُ بلهاثِ قصَّتنا
اوحى الى الدروبِ أن تُدَوِّنَ في عَــينيَّ
ثباتَ النجومِ ،
في البالِ لم تَخفُقْ إلا هَمَساتُ
اختبائِنا،
حيثُ الشتاءُ المحتشدُ بين احْضانِنا
يختلسُ من مُقلةِ اللقاءِ
رَبيعَ القُبُلاتِ
فيشتعلُ الوقتُ بفوضى الذوبان)

الثبات كمحور تدور حوله كلمات تدل على الحركة مثل الدروب ، (الاختباء ، الاحتشاد ، والوقت) وغيرها هذه كونت حالة من الفوضى حول ثبات النجوم رغم تباعد الافاق بالحركة .. اعطت دلالة واضحة من ان الشاعر يبحث عن جمال الحب من خلال بريق النجوم وثباتها ، أي انه يدور في فضاءات الحركة ظنا منه بالوصول الى اثبات رؤية حياتية خاصة به ، قد تتبلور عن فلسفة علاقة الحركة بالمكان وعلاقة الثبوت بالمكان وتقريب وجوه التضاد بينهما .. هذا المسار اعطى للاخرين في ظنون الشاعر لتبرير حالة الجنون او اطلاقها في فضاء المعنى استنادا لقول الشاعر:

(المنقِّبون عن سريرة حالي كان يراودهم اليقين
اني على شفا غمرةٍ من الجنون
لكنهم لم يصرحوا بذلك
لأنهم ......
الغناءُ هو من افردَ اجنِحَتهُ،
يَسْتنْشِقُ النَغماتِ من أنْفاسِكِ
سيمفونيةً
من تنهداتِكِ يتَنغَّمُ
ولعي
ارتوي الهاماً ، ارسمُ شبقي)

لكن بارقة الامل المبرر لجنونه في اذهان الاخرين هو (الغناء) المنطلق من تنهدات الحبيبة باتجاه تثبيت الحان العشق الحقيقي للشاعر نفسه ، لانه المشكلة الحقيقة في العلاقة الانسانية لاتتخذ سياقا واحدا في الحلم ، انما هناك صناعة ذهنية تحلق حول صورة الواقع كما هي (حلمة الهذيان) و(قرقعة سرير شطره الغياب) أي استبدال صورة واقعية بصورة هلامية تبتعد هاربة عن الواقع كما هو ذهن الجنون ، أي صورة عقلية واخرى تصارع بعيدا ، وهكذا كما في صورتي الحركة والثبات ، هذا التعاقب في الصور خلق لوحة (تميمة قلب) التي جعلت تحسين عباس يذهب (الى حيث تحتفل الحياة) ، أي (ان الشاعر يسخر كل مايملك من طاقات فنية في سبيل خلق الصورة ونقلها الينا بكامل صفاتها وخصائصها ، وبما يتلاءم وواقع تجربته في القصيدة ، فهو "يصور الاشياء كما يراها ، يلتقط ظلالها الهاربة واشكالها المتغيرة لكي يجعلنا نحس بها كما يحس هو بها" بثباتها وحركتها وفعالياتها المتنوعة والمتعددة ، وهي تخضع لطبيعة التجربة وكيفية حضورها الشعري في القصيدة.)، وهنا لابد من الالتفات الى مسألة الادراك (فوظيفة الادراك والفهم هي التمييز بين محتويات الوعي وتصنيفها واللذات التي تصاحب عمليات التمييز والتصنيف هذه هي التي يتكون منها جمال العالم المحسوس) ، وجمال العالم اللاحسي في صورة حلمة النهد كعالم محسوس وصورة حلمة الهذيان كعالم لامحسوس ....


كتاب (عضوية الأداة الشعرية) أ.د.محمد صابر عبيد سلسلة كتاب جريدة الصباح الثقافي رقم 14 2008م ص98

كتاب (الاحساس بالجمال) تأليف الدكتور سانتبتيانا ، ت/الدكتور مصطفى بدوي ، مراجعة الدكتور زكي نجيب محمود / الناشر مكتبة الانجلو المصرية القاهرة ص211

قصيدة (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس المنشورة في جريدة الزمان بتاريخ 14 /8/2012



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس تبريزي ورباعيات مولانا صراع مرير مع القبح الأرضي
- صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)
- رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) الدكتورة الناقدة عالية ...
- فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الح ...


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس