أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - بعد أوكرانيا، مساع أميركية لفتح جبهة أرمينيا-أذربيجان، تشاغل بها روسياعن سوريا















المزيد.....

بعد أوكرانيا، مساع أميركية لفتح جبهة أرمينيا-أذربيجان، تشاغل بها روسياعن سوريا


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتضح للأميركيين تدريجيا أن الانسحاب الروسي المعلن من سوريا، لم يكن الا انسحابا جزئيا، ولم يمنعها من خوض معركة كبرى الى جانب السوريين في تدمر، قيل بأنها تضمنت الفي اغارة جوية على تلك المدينة الأثرية. كما لم يمنعها من مواصلة تقديم الدعم الجوي، وربما الأرضي أيضا، في معركة تحرير مدينة القريتين في ريف حمص، والتي دخلتها القوات السورية فعلا من عدة اتجاهات.

فمنذ النجاح الكبير الذي حققته في تدمر، يبدو أن الادارة الأميركية وجدت من الضرورة أن تلجأ الى فتح جبهة جديدة تشاغل الادارة الروسية. وتلك كانت جبهة أرمينيا أذربيجان، بعد أن فشلت محاولتها الأولى قبل عامين أو أكثر، بفتح جبهة أوكرانيا التي انتهت الى نهاية سيئة، اذ أفرزت اقدام روسيا على احتلال وضم شبه جزيرة القرم اليها، والتي كانت أصلا جزءا من الأراضي الروسية تبرع خروتشوف الأوكراني الأصل، بضمها الى أوكرانيا. كما انتهت بحرب ضروس في شرق وجنوب أوكرانيا ذات الأغلبية من المواطنين الروس، تطالب بالاستقلال عن أوكرانيا، أو بحكم ذاتي موسع في أدنى الحالات، وتحاول اتفاقية مينسك وضع نهاية لها.

وكانت روسيا الاتحادية، مستشعرة وجود خطر كهذا على أرمينيا، قد بادرت منذ عدة شهور الى ارسال قوات روسية للمرابطة على الحدود الأرمنية التركية التي بينهما ثأر تاريخي نتيجة المذبحة التركية العثمانية لآلاف من الأرمن في بدايات القرن الماضي. وكانت مخاوفها آنئذ تقتصر على مخاوف من قيام تركية بممارسة الضغط على أرمينيا كوسيلة لانتقام تركي من روسيا التي بادرت، اثر اسقاط أحدى طائراتها العسكرية في الأجواء السورية، الى فرض حظر على قيام المواطنين الروس بزيارات سياحية الى تركيا، اضافة الى حظر اقتصادي يمنع التعامل مع البضائع التركية أو غيرها من النشاطات التركية، اضافة الى عقوبات أخرى عديدة.

ولم يكن هناك آنئذ مخاوف جدية من الخطر التركي على أرمينيا. أما الآن، فقد بات يبدو للروس، بعد التحرك الأذربجاني المفاجىء، أنه مخطط مدروس يشارك الآن الأميركيون فيه، كوسيلة لفتح جبهة جديدة للروس تضاف الى الجبهة التي فتحت لها قبل أعوام في أوكرانيا، بغية تشتيت الاهتمام، وخفض التركيز الروسي على سوريا سعيا لتعزيز موقف حكومتها.

وموضوع النزاع الجديد هو "ناغورنو كارباخ" المتنازع على السيادة عليها بين الدولتين الأذرية والأرمنية، والتي شهدت حربا بين الدولتين في تسعينات القرن الماضي، لكنها انتهت باعلان وقف لاطلاق النار في عام 1994. الا أن أذربيجان باتت فجأة وبقدرة قادر، تسعى لاشعالها من جديد. وقد أعلن الناطق باسم الحكومة الأذربيجانية بعد الاشتباكات الأخيرة في اليومين الماضيين، أنه يعلن من جانب واحد وقفا لاطلاق النار الذي أدى لوقوع ضحايا من الجانبين، ولكنه سوف يرد بشدة اذا لم يلتزم الأرمن به، كما قال، مضيفا أن بلاده قد حررت بعض التلال الاستراتيجية في المنطقة، في مسعى منه لاستفزاز الأرمن لمواصلة القتال ضمن خطة مبيتة تسعى لاستدارج روسيا، الجار لأرمينيا والذي تربطه بها علاقة مودة واضحة، للتدخل في تلك الحرب، مع وجود مؤشر سابق على تدخل الروس قبل أشهر قليلة، بقيامها فعلا بارسال قوات روسية لحماية الحدود الأرمنية من مخاطر التهديد التركي. ومن هنا قد تجد روسيا نفسها مستدرجة لارسال مزيد من القوات الروسية لحماية أرمينيا و"ناكورنو كاراباخ" من التدخل الأذربيجاني المعزز بتشجيع تركي وأميركي على الأرجح، بغية تفتيت الجهد الروسي في سوريا.

ولكن كما فشلت المحاولة الأميركية في مشاغلة روسيا عن سوريا بفتح الجبهة الأوكرانية، يرجح المراقبون أن تفشل أيضا الجهود الحالية لمشاغلتها في حرب مرشحة للاشتعال على نطاق واسع بين أرمينيا وأذربيجان، خصوصا وأن الرئيس الأرمني قد سارع للتعليق على الاعلان الأذربيجاني بوقف اطلاق النار من جانب واحد، بأنه مجرد لعبة سياسية.

فالمخططون الأميركيون يتناسون أن روسيا كانت هي قلب الاتحاد السوفياتي، بل كانت الاتحاد السوفياتي ذاته، الذي كان قادرا في الماضي على مواجهة كل المؤامرات والتدخلات الأميركية في طول أراضي العالم وعرضها، بما فيها حرب فيتنام وحرب كوريا. ولا شيء يحول بينها الآن وبين خوض معارك على جبهات عدة، تماما كما كان الاتحاد السوفياتي يعد نفسه لمواجهة العديد من الاحتمالات والجبهات في آن واحد.

وقد لاحظ المراقبون، أن ذلك قد تزامن مع اقدام جبهة النصرة التي لا يشملها وقف اطلاق النار في سوريا وتتعرض لهجمات سورية روسية، على مهاجمة والسيطرة على موقع في ريف حلب الجنوبي وهو تل العيس وتلال أخرى. لكن ما لاحظه المراقبون أيضا، أن ذاك الهجوم قد شاركت في تنفيذه كتائب الأقصى التابعة للاخوان المسلمين، وكذلك أحرار الشام، وكلاهما ممن يشملهما وقف اطلاق النار. وفي ذلك ما فيه من احتمالات انقضاء وقف اطلاق النار، واعادة فتح الجبهة السورية، نتيجة خرق كتائب الأقصى وأحرار الشام له باعتبارهما ممن يشملهم وقف اطلاق النار، وقد خرقوه بالمشاركة في ذاك الهجوم على تلال في ريف حلب. ويعزز مشاركة كتائب الأقصى وأحرار الشام في تلك المعركة، قيامهما بنعي شهداء لهم على صفحاتهم الأليكترونية، قضوا في تلك المعركة. وفي ذلك ما فيه من استفزاز مقصود للقوات الروسية، بغية استدراجها لمواصلة الحرب ضد المعارضة المسلحة الموصوفة بالمعارضة المعتدلة.

فالاتفاقات الروسية الأميركية حول القضية السورية، تظل في نطاق التمنيات، وربما اضطرت الولايات المتحدة لتقبلها على مضض، وخصوصا بعد الاحراج الكبير الذي تسبب به لها التدخل الروسي القوي في سوريا. حيث نفذ الروس خلال ستة أشهر فحسب، آلاف الغارات على الدولة الاسلامية، بل وعلى المعارضة المسلحة قبل اعلان وقف اطلاق النار. وهي اغارات تفوقت كثيرا على حفنة من الاغارات الجوية التي نفذها التحالف الأميركي ضد الدولة الاسلامية على مدى عامين أو أكثر من اعلان الحرب عليها.

فهذا التنافس بين المواجهة الجدية الروسية ضد الدولة الاسلامية، والمواجهة الأميركية الصورية أو الضعيفة ضدها، كان يفرض عليها أحيانا تقديم بعض التنازلات...ولكن على مضض وكسبا للوقت، انتظارا منها لتطور آخر منتظر، وقد تكون احتمالات حرب بين أرمينيا وأذربيجان يستدرج الروس اليها، هو ذاك الحل المنتظر أميركيا وتركيا، رغم الخلافات المعلنة بين أميركا وتركيا التي تطلق الوعود باغلاق حدودها، مانعة دخول المسلحين الى سوريا، في وقت يؤكد فيه الروس، كما قال ناطق روسي رسمي مؤخرا، بأنها لم تزل تأذن بمرورهم عبر حدودها.

وحاولت الولايات المتحدة مؤخرا، أن تخوض حربا استخبارية ضد الدولة الاسلامية والقاعدة في محاولة لتعزيز موقفها العاجز، أو غير الراغب، في تكثيف اغاراتها الجوية الفعلية. فقامت يوم أمس باغتيال أحد قادة شباب الصومال بطائرة بدون طيار. وفعلت الشيء ذاته قبل أيام قليلة، باغتيال بعض قادة الدولة الاسلامية والقاعدة في اليمن، وكذلك في ليبيا مستخدمة أيضا طائرة بدون طيار. ويرجح أن الهجوم الجوي الواسع الذي نفذه السعوديون اليوم على محافظة المكلا في اليمن التي تسيطر القاعدة عليها، قد تم بتشجيع ونتيجة معلومات استخبارية أميركية. لكن هذا التطور في النهج الأميركي، لم يكن كافيا لتجميل صورتها كمنافسة بشكل جدي للجهود الروسية في ملاحقة الدولة الاسلامية بشكل خاص، والارهاب بشكل عام.

فذلك كله، لن يجمل وجهها بما فيه الكفاية، ولن يقدمها كمنافس حقيقي للمجابهة الروسية الحقيقية مع الدولة الاسلامية. ومن هنا بات من المرجح أن تسعى لفتح جبهة أخرى لروسيا، تشاغلها بعض الشيء ولو الى حين، عن تفرغها الكامل للتعامل مع الورقة السورية. لكن التصميم الروسي الساعي للمحافظة على مصالحها وقواعدها في سوريا، لن يردعها عن مواصلة القتال هناك، وربما بشكل أوسع قد يفاجىء الأميركيين والأتراك في آن واحد، خصوصا وأن أرمينيا المحاذية في حدودها لروسيا الاتحادية، لن يشكل تقديم العون لها عبئا كبيرا عليها، تماما كما لم يشكل فتح الجبهة الأوكرانية ذات الحدود المشتركة مع روسيا، عبئا كبيرا عليها. فالولايات المتحدة، ومعها تركيا، تسعى لفتح جبهات جديدة لروسيا، لكنها، أي الولايات المتحدة، لا تحسن اختيار الجبهات البعيدة عن الحدود الروسية والتي قد يشكل مشاغلتها فيها عبئا أكبر على روسيا الاتحادية.
ميشيل حنا الحاج
مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب – برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي – واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن – ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين – الصفحة الرسمية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعة صوت اللاجئين الفلسطينيين.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تدمر، هل تتوجه العمليات العسكرية القادمة الى الرقة، دير ...
- من جعبة ذاكرتي الفلسطينية - 6: بصمات فلسطينية في ثورة ايران ...
- التناقض الغريب في موقف الولايات المتحدة بصدد مقاتلة الدولة ا ...
- بداية الارهاب في اوروبا مع احتمالات انحسارها في سوريا وانكما ...
- كتاب مفتوح للقادة في دول تضم بيرناردينو، باريس، بيروت، بن قر ...
- أسباب التفاوت في الموقف الأميركي نحو الدولة الاسلامية في الع ...
- من جعبة ذاكرتي الفلسطينية -5 : عندما أنقذتني ورقة من -فتح-، ...
- عودة الدماء للجريان في شرايين جسم تنظيم القاعدة
- من جعبة ذاكرتي الفلسطينية–4: فاروق القدومي والرسالة السرية ا ...
- من جعبة ذاكرتي الفلسطينية – 3 : عندما قدم عرفات خدمة شخصية ل ...
- من جعبة ذاكرتي الفلسطينية– 2: أنا والشهيد -أبو جهاد-
- تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية، يسعى لاضعاف آخر قوة عربية قاد ...
- لقائي الأول مع ياسر عرفات (أبو عمار)
- ما المقصود بخطة ب؟ تفتيت سوريا أم تكريس ظهور قطبين جديدين ال ...
- هل ننتظر -سيسي- تركي يريح انقره من أردوغان، كما أراح السيسي ...
- صراخ ضد قتل يحصد خطأ بعض الأرواح، وصمت ازاء قتل يحصد أرواحا ...
- الهدية في فالنتاين ليست وردة حمراء، بل تسامح وتعايش مع الآخر ...
- المعارضة السورية تؤخر جنيف بانتظار (غودو)، وأسباب ارتياح سور ...
- من يقف في مواجهة من؟ العالم في مواجهة داعش، أم داعش في مواجه ...
- داعش: بين سعي أميركي لتحجيمها، واستراتيجية روسية لاستئصالها، ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - بعد أوكرانيا، مساع أميركية لفتح جبهة أرمينيا-أذربيجان، تشاغل بها روسياعن سوريا