أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم عبدالله ابو عطايا - مستقبل المشروع الصهيوني في ظل التحولات الإقليمية والدولية ( ورقة بحثية)















المزيد.....



مستقبل المشروع الصهيوني في ظل التحولات الإقليمية والدولية ( ورقة بحثية)


باسم عبدالله ابو عطايا

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدرك (إسرائيل) وبشكل جدي بأن التغيرات الحاصلة في الإقليم لن تكون في صالحها، وان كانت مستفيدة الآن من الحروب في محيطها لكنها على موعد مع قوى أكثر تشددا، بالإضافة إلى ذلك فإن (إسرائيل) لا تنظر بارتياح إلى الخلخلة الحادثة للأنظمة العربية الصديقة وعلى رأسها الأردن ومصر.
فهي تراقب باهتمام وعدم استخفاف للثورات العربية ، فقد تواصلت متابعاتها الحثيثة لتطورات الموقف الميداني في العواصم العربية، على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والعسكرية، وطغى المشهد العربي، على مجمل التحركات السياسية الإسرائيلية، الداخلية والخارجية، فان ما يحصل في شوارع القاهرة وتونس وطرابلس وصنعاء ودمشق لم يعد شأنا عربيا داخليا بل تراه إسرائيليا بامتياز!
مرد ذلك إلى فشل أجهزتها الأمنية و الاستخبارية تتوقع الثورات العربية؟ فكرست كل اهتمامها لهذه الثورات، لمعرفة مدى تأثيرها على الواقع الإسرائيلي؟ وإلى أي حد يمكن أن تتدخل في بعضها، لتجيرها لخدمة لمصالحها الإستراتيجية؟ وما الأثر الذي ستتركه هذه الثورات على واقع القضية الفلسطينية؟.
إن الموقف الإسرائيلي من تعاظم "كرة الثلج" رويدا رويدا، وتغير الأنظمة العربية المقربة منها، أسفر عنه تغير جذري في الموقف الإقليمي، فازدادت مخاوفها من أن لا يكون بوسع تلك الأنظمة تجاهل مشاعر جماهيرها فيما يتصل بالعلاقة مع تل أبيب، حتى الدول التي قد لا تتغير أنظمتها بالكامل لاعتبارات معينة، ستضطر لتغيير موقفها من القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي.
هناك شعور عارم يسود الداخل الصهيوني مفاده أن "إسرائيل" خسرت وعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة كثيراً من المواقع المهمة خسرت إيران الشاه كحليف استراتيجي وكادت أن تخسر تركيا بعد التحولات في السياسات الخارجية التركية مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة والانفتاح على المنطقة وما حصل تغييراً جذرياً في مصر من "إسرائيل" بالرغم مما يحاول النظام الانقلابي في مصر من بناء جسور بينه وبين ( إسرائيل ) إلا أنها ستعاني من عزلة تحتم عليها بناء سياساتها الجديدة على استنتاج إن رفض "إسرائيل" من الشارع العربي أمر قائم وهي تدرك بأن الدول الديمقراطية لن تفرط بالحقوق العربية الفلسطينية لأن الجماهير العربية برمتها تقف وراء هذه الحقوق.‏
مما لاشك فيه أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تغيراً سريعاً يضع "إسرائيل" أمام تحديات صعبة من أهمها اضطرارها للتعامل مع اللايقين الغالب على السيناريوهات المنتظرة الأمر الذي يحتاج إلى ديناميكية في التعامل ورسم استراتيجيات متوافقة مع معدلات تغيير كثيفة وسريعة.‏ إلا أن حالة التخبط والانقسام داخل مواقع صنع القرار في الكيان الصهيوني تضع قيوداً كبيرة أمام التعامل مع شرق أوسط يحتوي على تنافس مشروعات مختلفة غير متوافقة ولا متوائمة مع مستجدات العصر.
• حالة من الإرباك الصهيوني
إن وتيرة الأحداث المتلاحقة في المنطقة تجعل من الصعب على الجانب الإسرائيلي بناء استراتيجيات محددة في مواجهة هذه الزلازل المتلاحقة، ما إن تستكين لبناء مخططاتها حتى تنهار تلك المخططات مع كل إشراقه شمس فقد جاء في صحيفة التقديرات الاستخبارية التي حملت توقيع قائد قسم الاستخبارات في الجيش الجنرال" افيف كوخافي" أن الدولة ( إسرائيل ) ستواجه خلال الأعوام القادمة حالة من عدم الاستقرار في المنطقة التي يتوقع أن تواصل توترها ووضعا يميل نحو الاتجاه الإسلامي ما سيخلق سلسلة من الأزمات الإقليمية والداخلية وتزيد من حساسية اللاعبين الأساسيين في المنطقة ما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات غير مخطط لها سلفاً.
وأشار رئيس الاستخبارات المعروف صهيونياً باسم "المتوقع القومي" للتهديدات المركزية إضافة للفرص التي قد تلوح من أجواء التغيرات مركزا حديثه عما اسماه بمحور الشر المتمثل بإيران، سوريا، حزب الله وحماس وفقا لما قاله موقع "والله" العبري.
بلا شك فإن الكيان الصهيوني يعيش حالة صعبة هذه الأيام لأنه يفقد لاعبيه في الشرق الأوسط لتقف في وسط الملعب تتأمل وتدرس الفريق المقابل في اللحظات الأخيرة قبل سماع صفارة البدء، هذا يصعب الأمور ويربك القيادات الصهيونية في تقدير الموقف وتوزيع المهام، بعد أن كانت في السابق تتوقع نتيجة أي مباراة تخوضها مع أي دولة سلفا بفضل حلفائها، وما كان عليها إلا أن تحصد النتائج دون عناء.
-;---;-- مكاسب ( إسرائيل )
لا شك بان العقل الاستراتيجي الإسرائيلي حاول تخفيف خسرته من التحولات الإقليمية في المنطقة فقد حدد مؤتمر هرتسيليا 2015 المكاسب التي يمكن أن تستثمرها (إسرائيل) من هذه التحولات
فقد أجمع المتحدثون في المؤتمر على أن عام 2015 شهد تواصل التحول الذي طرأ مع اندلاع ثورات الربيع العربي، والمتمثل في انهيار الدولة العربية القطرية وتفكك الجيوش التقليدية، وهو ما أفضى إلى تحسن مكانة إسرائيل في ميزان القوى الإستراتيجي بشكل جذري. فقد تراجع التهديد العسكري التقليدي العربي بسبب التفكك الفعلي للجيشين السوري والعراقي، وانكفاء الجيش المصري على ذاته واهتمامه بالشأن الداخلي.
وخلص هؤلاء إلى أنه لم يعد هناك خطر يتهدد إسرائيل من الجبهة الشرقية، علما بأنها ظلت مصدر التهديد الرئيسي بالنسبة( لإسرائيل ) منذ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
وأكدوا أن هذا التطور مكّن إسرائيل من إعادة بناء جيشها بشكل يقلص من الاستثمار المادي التقني في مجال تطوير القدرات التقليدية التي كانت تصلح لمواجهة الجيوش التقليدية، مع كل ما يعنيه الأمر من تقليص النفقات الأمنية.
وحرص المتحدثون على الإشارة إلى أن انهيار الدولة القطرية أفضى إلى ولادة كيانات مريحة لإسرائيل، كما تجلى ذلك في تعزيز مكانة إقليم كردستان العراق واقترابه من إعلان الاستقلال، علما بأن هذا الكيان يحتفظ بعلاقات خاصة مع إسرائيل.
** تحسن البيئة الإستراتيجية
تم تحديد ثلاثة تطورات ضمنت تحسين البيئة الإقليمية والمكانة الإستراتيجية في نظر المتحدثين في المؤتمر، وهي:
• الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي على الرئيس المصري محمد مرسي،
• التقاء المصالح بين تل أبيب وعدد من الدول العربية بسبب الخوف المشترك من إمكانية إقدام الغرب على تسوية مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل وهذه الدول،
• إلى جانب غياب مصلحة لدى كل من حزب الله وحركة حماس في إشعال الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وقد عُني رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الجنرال عاموس جلعاد بإبراز العوائد الإستراتيجية التي حصلت عليها إسرائيل في أعقاب الانقلاب، لدرجة أنه عدّ الانقلاب "معجزة لإسرائيل".
واللافت أن جلعاد اعتبر أن ترسيخ الشراكة بين مصر و(إسرائيل )في الحرب على المقاومة الفلسطينية أهم التحولات التي شهدها العام المنصرم، حيث أشار إلى أن نظام السيسي لعب دورا رئيسيا في تجفيف منابع هذه المقاومة عبر إغلاق الإنفاق ومنع تدفق السلاح إلى قطاع غزة. ولم يكن ثمة خلاف خلال المؤتمر على أن إسرائيل تستفيد بشكل كبير من الحرب التي يشنها السيسي على جماعة الإخوان المسلمين والجهاديين في سيناء.
وقد حث بعض المتحدثين على استغلال نقاط التقاء المصالح بين إسرائيل والدول العربية في بناء تحالفات إقليمية تمكّن الكيان الصهيوني من تحقيق مصالحه بتوظيف أقل قدر من الإمكانات. وأكدوا أنه لا يوجد ميل لدى حزب الله لإشعال الجبهة الشمالية بفعل تورطه في القتال بسوريا وبسبب نجاح حرب 2006 في ردع الحزب، بينما أشارت المداولات إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة تقع على رأس أولويات حركة حماس في المرحلة الحالية، مما يقلص من رغبة الحركة في إشعال الجبهة الجنوبية.
-;---;-- (إسرائيل إلى زوال)
يزداد يوماً بعد يوم الاعتقاد بأن نهاية إسرائيل حاضرة في عقول قادتها ونخب يهودية وغير يهودية وفلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية، لأنها أقيمت على أساس استعمار استيطاني عنصري وإرهابي وبدعم من الدول الاستعمارية واستغلال معزوفتي الهولوكوست النازي واللا سامية، والمبالغة فيهما لتهويد فلسطين العربية، في قلب الوطن العربي والبلدان الإسلامية.
ردد مجرم الحرب موشي ديان هذا الاعتقاد عام 1953 وقال: «علينا أن نكون مستعدين ومسلحين، أن نكون أقوياء وقساة حتى لا يسقط السيف من قبضتنا وتنتهي الحياة (أي تزول إسرائيل من الوجود)».
ونقلت جيروزاليم بتاريخ 14/5/2011 عن نتنياهو قوله: «إذا تخلى أعداؤنا عن أسلحتهم فيسود السلام، ولكن إذا تخلت إسرائيل عن أسلحتها فلن يكون لدولة إسرائيل وجود» وتالياً ستبقى إسرائيل ثكنة عسكرية مدججة بجميع أسلحة الدمار الشامل وكيان استعمار استيطاني عنصري وإرهابي على غرار ألمانيا النازية التي لاقت مصيرها المحتوم وهو الزوال
منذ قيامها لم تعرف ( إسرائيل ) فترة طويلة من الهدوء، فهي من أكثر المناطق في العالم التي تواجه مخاطراَ أمنية كونها دولة احتلال، ويرجع ذلك لأسباب موضوعية أهمها سعي الشعب الفلسطيني للتحرر من هذا الاحتلال .
ومع مرور الوقت تواجه (إسرائيل) خطرا متزيدا من التحديات الأمنية والداخلية التي تدفعها في كل عام إلى بلورة إستراتيجية أمنية تلاءم التغيرات الحاصلة سواء على مستوى الداخلي ( المقاومة الفلسطينية ) ، أو على المستوى الإقليمي و العالمي.
ولعل كثرة التحديات التي تواجه دولة الاحتلال، جعلت منها دولة اتكاليه من الناحية الأمنية في ظل عجز جيشها عن مواجهة العديد من الملفات، بعد أن كانت دولة مبادرة لا تناقش فيما يتعلق بأمنها أبرز حلفائها.
أمام هذا الواقع برزت جملة من التحديات التي تواجها( إسرائيل) منها:
-;---;-- أولا: الملف الأمني الداخلي،
حيث أظهرت الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 فشل قدرة (إسرائيل ) على الردع، فلم تستطع طيلة 51 يوما من العدوان تحقيق أهدافها المعلنة والتي بدت مستحيلة في ظل وجود مقاومة استعدت جيدا لملاقاتها، ليدور الحديث مؤخرا بأن غزة استعادت قوتها بل واستطاعت أن تمتلك قوة صاروخية أكبر ، وشبكة متطورة من الأنفاق التي وفق تعبير بنت وزير التعليم الإسرائيلي وزعيم حزب البيت اليهودي، بأن لا فائدة من طائرات ف 35 التي لا تستطيع مواجهة تلك الأنفاق.
أضف إلى ذلك أن أحداث الانتفاضة في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني أظهرت ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتي قال حولها “بنيامين نتنياهو” إننا لا نملك حلولا سحرية، ملوحا باتخاذ خطوات قمعية اكبر لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية.
وعلى رغم إدراك الجميع بأن (إسرائيل) لم تترك وسيلة إلا و اتبعتها من اجل قمع الانتفاضة الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يجدي نفعا، لتجد (إسرائيل) نفسها محرجة أمام قطاع كبير من الجمهور الذي بات يتساءل، إلى متى سنصبر وماذا لو واجهنا قوة اكبر؟ .
-;---;-- ثانيا: التغيرات الإقليمية
، تدرك (إسرائيل) وبشكل جدي بأن التغيرات الحاصلة في الإقليم لن تكون في صالحها، وان كانت (إسرائيل) مستفيدة من الحروب في محيطها، لإضعاف كافة خصومها، حيث تدرك أيضا في ذات الوقت أن تلك التغيرات قد تقود إلى وجود قوى متشددة سرعان ما تجد (إسرائيل) نفسها في مواجهة معها، خاصة عندما يدور الحديث عن جبهة النصرة أو حتى تنظيم الدولة وبقية القوى المقاتلة في سوريا، إضافة إلى ذلك فإنها ترى بأن تغيير النظام السوري الذي (قاومها) اصطلاحيا ، سيخلفه بالتأكيد نظاما قد يعبر عن طموح شعوب المنطقة في مواجهتها فعليا، بالإضافة إلى ذلك فإن (إسرائيل) لا تنظر بارتياح إلى الخلخلة الحادثة للأنظمة العربية الصديقة وعلى رأسها الأردن ومصر.
-;---;-- التحديات الأمنية لـ ( اسرائيل)
تواجه (إسرائيل) في الوقت الراهن بيئة أمنية بالغة الصعوبة في الشرق الأوسط. فالظروف سريعة التغير في جميع أنحاء المنطقة قد أرغمتها على التكيف حتى وإن كان انكشاف الأحداث لم يكتمل بعد. وفي حين أن العديد من المشاكل التي تواجهها إسرائيل ترتبط بالأمن إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً بارزاً، من بينها التباينات الاقتصادية وتضخم أعداد الشباب وندرة الموارد والإسلام (المتطرف)، التي تشكل إطار عملية صنع القرارات الإستراتيجية.
مصادر القوة المتغيرة
لقد كان الجيش والدين يمثلان مصدرا القوة الرئيسيين في الشرق الأوسط من الناحية التاريخية. وقد انتصرت المؤسسات العسكرية بصورة عامة في هذا الصراع، وكان الاستثناء الأبرز هو الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ومع ذلك فهذا الاتجاه قد تغير مؤخراً، حيث بدأ في غزة بانتصار «حماس» على «فتح» وأصبح العرف السائد في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فالأحزاب السياسية الدينية - التي كانت مهمشة لفترات طويلة - أصبحت مصدراً جديداً للقوة في المنطقة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات مروعة (لإسرائيل) والمجتمع الدولي ككل.
تحليل البيئة الأمنية والسياسية للجبهات المحيطة (الشمالية، الجنوبية، والشرقية)
أ‌. الحدود الشمالية (لبنان،سوريا)
تعد الجبهة الشمالية من الجبهات التي ترى فيها دولة الاحتلال، هاجسا أمنيا حقيقا، لتعدد اللاعبين، سواء كانت إيران وفروعها حزب الله اللبناني، و بعض الفصائل المسلحة السورية، عدا عن مصالح الدول المختلفة على الأرض السورية.
القراءة الإسرائيلية ترى أن تدهور الأوضاع الأمنية في هذه المنطقة، حتمي معها، خاصة مع حزب الله، برغم الحالة التي يعيشها، بسبب انخراطه في الملف السوري بقوة، وزج جزء مهم من قواته المقاتلة في الملف بدرجة كبيرة.

الجديد في جانب التوجسات الأمنية الإسرائيلية، حضور الفصائل السورية المسلحة، في خارطة التوجسات الفعلية، من قيام بعضها بشن هجمات على أهداف إسرائيلية في منطقة الجولان المحتل، وحتى من الأراضي اللبنانية.
مبعث الخطر كما تراه دولة الاحتلال، هو في انزلاق هذه الجبهة، إلى شكل من أشكال المواجهة مما يدفع كثيرا من الفصائل العسكرية(التي لم تحسم قرارها بالمواجهة مع الاحتلال) إلى شكل من الواجهة في هذه المرحلة.
القراءة الأمنية الاسرائيلية، وتعاطيها مع جبهة الشمال، يسعى لتوثيق تحالف استراتيجي مع روسيا، والولايات المتحدة قائم على الأرض، ليضمن سلوك بعض حلفاء (أو المدعومين) من قبل الطرفين.
خشية إسرائيل في جبهة الشمال من تلك الجماعات التي لا قبلة لها، لذلك تحاول من خلال الضربات الأمنية والعسكرية أحيانا إلى معالجة هذه الجماعات كما حصل مؤخرا من استهداف بعض المجموعات المسلحة المقربة من حزب الله، وقبلها تعاون مع الروس في استهداف جماعات مسلحة أخرى.
لكن أكثر ما يخلق للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تخوفا هو قيام فصائل فلسطينية بالتحرك على جبهة الشمال، (المفتوحة) أو خلق تحالفات مع بعض منها، الأمر الذي من شأنه قلب الموازين رأسا على عقب، خاصة في مسألة التحليل والتقييم للجبهة الشمالية.
تأثير الجبهة الشمالية على مسار الأحداث والقضية الفلسطينية، كبيرا كونه يرتبط بلبنان وسوريا، والتواجد الفلسطيني المهم فيهما.
الفصائل الفلسطينية، على ما يبدو مازالت القراءة العامة لهذه المنطقة تراوح مكانها، من خلال تجميد رؤيتها على (مبدأ اتقاء التأثر).
هذا الأمر غير ممكن، لذلك هذه السياسة أصابت وستصيب بعض مواطن الوجود الفلسطيني بمقتل كما حدث في مخيم اليرموك السوري على سبيل المثال.
ب‌. الحدود الجنوبية مع سيناء
يعد هذا الملف من الملفات التي حققت فيه دولة الاحتلال نجاحات مهمة، على صعيد بناء تعاون استراتيجي مع مصر، وفتحت من خلاله نوافذ تحرك في أكثر من ملف منها، ملف قطاع غزة وحصارها، والتسبب في ضرب خطوط امداد المقاومة في القطاع، من خلال تعاون كبير بين الجانبين، وصل إلى مستويات كبيرة للغاية.
في رؤية دولة الاحتلال للواقع الأمني في سيناء، ترى أن التعاون الأمني مع مصر أثمر بالمس بالجماعات المسلحة المختلفة، وخلق حالة تفوق للجهات الأمنية المصرية في تلك المنطقة، مما تسبب في إضعاف إمكانية الهجمات على منطقة إيلات وغيرها من المناطق الحدودية.

وفي هذا السياق تأمل( إسرائيل) توسيع دائرة التأثير المصري في المنطقة، لتغيير البيئة الأمنية في غزة، و منع تهريب السلاح، بالإضافة إلى مواصلة الحصار القائم على القطاع.
علاقة غزة مع مصر من الملفات الشائكة، والخطيرة للغاية، لارتباط الملف، بجملة من المتغيرات (إسرائيل )والولايات المتحدة، التصور المصري والإماراتي عن الإخوان المسلمين والحرب عليهم، بالإضافة إلى ملف الترتيبات لشكل القيادة الفلسطينية بعد الرئيس محمود عباس.
ستواصل مصر استخدام سيناء كزاوية من زوايا التحشيد على غزة، وربط وجود (داعش) فيها، بحركة حماس، الأمر الذي يتطلب رؤية حذرة قائمة على فهم الاندفاع المصري في حصار غزة.
أن ملف سيناء، سيحفظ (لإسرائيل تفوقا في العلاقات المصرية الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية، لتوسع شكل التحالف الإسرائيلي المصري، على سبيل المثال .
أولا: الاستمرار في اعتبار العلاقة الإسرائيلية المصرية بوابة ترزق النظام من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وهذا ما سعت له إسرائيل.
ثانيا: مراكمة إسرائيل ملفات العلاقة مع مصر، كملف النيل وعلاقات (إسرائيل) بدول المنبع، وحركة الغاز تجارة وتبادل، لضمان وسائل الضغط على مصر.
ثالثا: تطوير دور مصر في هذه المرحلة في ملفات مختلفة تتجاوز غزة، إلى ترتيب ما يعرف بعلاقة (إسرائيل) مع العرب، وشكل الحل المستقبلي للقضية الفلسطينية الأمر الذي تحدث عنه السيسي في الشهور الثلاثة الماضية.
ج. البيئة الأمنية للحدود الشرقية
تعد البيئة الأمنية الشرقية من أكثر البيئات استقرارا لإسرائيل في هذه المرحلة، للعلاقات الإسرائيلية الأردنية، المتطورة، والتي أثمرت جملة من المشاريع الإستراتيجية، كمشروع القناة المائية، والمنطقة الصناعية المشتركة، ومشروع تطوير البحر الميت، عدا عن المشروع الأخطر ترسيم الحدود الشرقية مع دولة الاحتلال، والذي يلزم إسرائيل تفاهمات مع الأردن، على حساب الأرض الفلسطينية.
السلوك الأردني تجاه إسرائيل، يضمن لإسرائيل حيوية التحرك في جملة ملفات، منها المسجد الأقصى، والعلاقة مع الجانب الفلسطيني، عدا عن جوانب أمنية مختلفة، كشفت عنها الاعتقالات التي شنها النظام الأردني ضد بعض النشطاء المساندين للقضية الفلسطينية.
في الرؤية الإسرائيلية نوع من التغير، ففي العام 2014 كانت ترى (إسرائيل )الأردن على شفى انهيار جراء توسع نشاط (داعش) في سوريا والعراق.

لكن مع ضعف التنظيم، وقدرة الأردن على التكيف مع البيئة الجديدة، الأمر الذي جعل (إسرائيل) تخفض مستوى التخوفات في هذه المرحلة على الأقل.
البوابة الشرقية لفلسطين، لا تقل توصيفا، عن الجبهة الجنوبية (لدور مصر)، لكن بصورة أقل حدة، على الرغم من خطورة الملفات التي تحملها البوابة الشرقية، والتي فيها الأقصى، وشكل القيادة الفلسطينية المستقبلية، وواقع دعم المقاومة على الساحة الأردنية.
حالة الجبهة الشرقية (الأردنية) تفتح نقاشا واسعا، حول الدور العربي تجاه القضية الفلسطينية والذي يمكن تلخيصه من خلال الآتي.
أولا: نجاح إسرائيل في بناء علاقات متينة مع 3 دول عربية بصورة استراتيجية(الأردن، مصر، الإمارات) وتجاوز هذه العلاقات إلى دول في المغرب العربي والخليج، الأمر الذي يوجب على صانع القرار الفلسطيني فهم التداخلات في هذا الملف من جوانب مخلفة.
ثانيا: ارتباط ملف العلاقات الإسرائيلية العربية، بالجانب الأمني من خلال ما يعرف (بالغرفة الأمنية المشتركة) التي تضم في عضويتها دولا عربية وإسرائيل، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وأطراف أوروبية.
ثالثا: تجاوز ملفات العلاقات (الأردنية والعربية) الملف الفلسطيني إلى ملفات المنطقة، مما يجعل الملف الفلسطيني هامشا سوى من جانبه الأمني.
رابعا: ضعف حضور السلطة في هذا الواقع، مما جعل حضور القضية الفلسطينية(وظيفي) في ظل مخططات إسرائيل الكبرى تجاه الملف الفلسطيني.
قطاع غزة ومستقبله في ظل الواقع المعقد
يعد قطاع غزة من الملفات الفلسطينية الأكثر تناولا في مساحات النقاش الإسرائيلي، برغم واقعه الصعب
حضور المقاومة على أرض غزة، جعلها من الملفات دائمة التفكير لدى صانع السياسة الإسرائيلية.
وبذلك عمدت دولة الاحتلال، إلى جملة من المخططات، استقرت آنيا على ضرورة تفريز الواقع في غزة، ثم إذابة حالة التفريز، رويدا رويدا، لمنع حالة انفجار متوقعة.
هذا المخطط الإسرائيلي، يتزامن مع منهجية، تحفظ لإسرائيل الحصار القائم على غزة من الجانب المصري، بهدف ضمان دائرة التحكم بغزة عبر بوابات المعابر الإسرائيلية.
تنازل إسرائيل عن هذا الخيار يعد صعبا، كما يعد أفقه معقدا، برغم محاولة حماس تحريك الملف التركي حول ميناء عائم يدور الحديث عنه مؤخرا.

دولة الاحتلال ليست اللاعب الوحيد في ملف غزة وإن كان لها اليد الطولى، بل تتجاوز حركة التأثير في الملف إلى دول عربية، مثل مصر، ورؤى مختلفة لعناصر متعددة في الساحة الفلسطينية.
ما يراد لغزة يمكن تلخيصه بجملة من التصورات بحسب الجهة المؤثرة:
أولا: الجانب الاسرائيلي: يرى في غزة تحت حكم حماس، خطرا قابلا للانفجار في كل لحظة، لذلك تسعى بكل قوة استبدال البيئة السياسية فيها من غير وسيلة الحرب لارتفاع التكلفة.
ثانيا: مصر ترى غزة بنسخة حماس، مهمة يجب الانتهاء منها لارتباط ذلك بدور مصر في هذه المرحلة.
ثالثا: السلطة الفلسطينية أكثر الأطراف ارباكا في التعاطي مع الملف في غزة، لتشابك روؤيتها، بين الموقف من حماس، وارتباطها بحركة تحالفات لها أهداف في غزة، ودحلان المتربص لمستقبل فلسطيني يرى في ذاته القائد القادم لفتح.
رابعا: حماس تعتبر غزة لها حالة قاعدة وجود،واستنزاف في آن واحد، ما بين المتناقضين، تعيش الحركة باحثة عن آفاق للحل، المهمة في ذلك تزداد تعقيدا، لتحول حماس وغزة، نقطة التقاء للمحاور والمصالح المختلفة.
تحليل للواقع في غزة" أن واقع الهدوء في غزة لا يضمنه أحد على الرغم من المصاعب التي يواجهها القطاع". " انتفاضة القدس، لم تتطور بعد للحالة التي يمكن التعويل عليها في تغيير واقع غزة، كما أن الحالة السياسية الفلسطينية(الفصائل) ليست مؤهله لخلق تحولات في المشهد العام قريبا.
لذلك "كلما أصبح الواقع في غزة ضيقا على أصحابه، سينتج عنه توجهات منظمة وغير منظمة، تأخذ الأمور إلى حدود مصر، أو سيوفر بيئة لميلاد مجموعات منفلتة تهدد أمن الاحتلال.
هذا الواقع أجبر( إسرائيل) ومصر في عصر مبارك، القبول بمساحة من الحرية لغزة تبقي الأمور تحت السيطرة.
هذا (السيناريو) يمكن حدوثه، ويمكن حدوث توجهات أخرى، يظل ضابطها تصور حماس، للمشهد العام .
سيناريوهات غزة الممكنة في العام 2016 تحتمل جملة من التصورات.
أولا: سحب حكومة غزة حضورها الأمني على الحدود مع مصر، هذا الخيار ممكنا، لكنه سيفتح المشهد أمام خيارات مختلفة.
ثانيا: تسليم حماس، المعابر للجنة فصائلية، خيار لا تقبله السلطة ولا مصر، لكنه يظل خيار لسحب الذرائع (علاقات عامة).
ثالثا: خوض حرب مع( إسرائيل.) البيئة تدفع لهذا الخيار، لكن نتائج هذا الخيار على الأرض لا يستطيع أحد التنبؤ بها، خاصة في ظل بيئة تريد رأس غزة.


رابعا : نجاح التحرك التركي، لصالح حل اقتصادي يمكنه المحافظة على هدوء غزي لسنوات، هذا الحل تعارضه أطراف مهمة في المنطقة، لذلك فرص نجاحه يتطلب شعور إسرائيل بالكلفة والربح.
العام 2016 سيكون ثقيلا على غزة لكنه في ذات الوقت يحمل إمكانات مهمة لتحريك ملفات الحصار.
-;---;-- اغتنام الفرص
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة د."بوعاز غانور"، (الرئيس التنفيذي لمعهد مكافحة الإرهاب في مركز الدراسات متعددة الاختصاصات بهرتسليا)، ذكر فيما اسماه "التغيرات الكونية" التي تحدث في العالم العربي تشكل تحديا أمنيا رئيسيا (لإسرائيل) وغيرها من الدول الغربية الحليفة، ونظرا للتداعيات السياسية الأمنية أمامها بفعل هذه الثورات يمكن القول إن الصراعات الداخلية في المستقبل ضمن الأنظمة الجديدة ستعمل على تفاقم التهديد الأمني لإسرائيل ضمن عدة مستويات:
• المستوى الأول: في المدى القصير، من حيث إن زعزعة استقرار الحكومات العربية قد تساعد في تسهيل الهجمات المسلحة عبر الحدود ضد (إسرائيل).
• المستوى الثاني: في المدى المتوسط، التي قد تكون عبر هذه الحكومات العربية الجديدة، من خلال قيادتها للمنظمات المسلحة، وفي السير على طريق ذات اتجاه واحد نحو صراع عسكري ضد (إسرائيل.)
• المستوى الثالث: فترات طويلة، من خلال إنشاء الأنظمة الإسلامية الجديدة في العالم العربي التي قد تؤدي لظهور المنظمات الجهادية الجديدة.
وهذا أيضا ما ذهب إليه الكتاب البروفيسور "أفرايم عنبار"، الذي تناول عبر جملة من النقاط الأساسية الآثار الكبيرة للربيع العربي على الأمن القومي الإسرائيلي، والمتمثلة في:
• إضعاف الدول العربية الحليفة لإسرائيل، التغيرات في موازين القوى في المنطقة لغير صالح (إسرائيل)، والانسحاب الأميركي الواضح من المنطقة.
• المخاوف الجديدة التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي، تصاعد مخاطر التغير السريع والمفاجآت الإستراتيجية
• زيادة النشاط المسلح المعادي .
• انخفاض الردع الأمني.
• تزايد العزلة الإقليمية.
• التهديد النووي الإيراني
مقترحا جملة من النقاط لإبداء استجابة إسرائيل لهذه التهديدات
1. توسيع الجيش لمكانته.
2. وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير.
3. وإقامة حدود يمكن الدفاع عنها.
4. وتشكيل تحالفات إقليمية جديدة.
5. والحفاظ على علاقتها الخاصة مع الولايات المتحدة

-;---;-- مستقبل المشروع الصهيوني
اولا : لازالت المقاومة الفلسطينية الباعث الأكثر حيوية في التأثير على منظومة الأمن الإسرائيلي من حيث تأثيرها على البيئة المقاومة في المنطقة واستدعاء الجبهات على الأرض الأمر الذي من شأنه تسريع حالة المواجهة مع إسرائيل.
ثانيا: النظرة الغربية لإسرائيل: بعد الحروب الثلاث الفاشلة لإسرائيل على غزة، وعدم قدرتها على خلق متغيرات واضحة في الملفات (لبنان سوريا) وتخوفها من عدم ثبات البيئة السياسية العربية المحيطة، جعل الغرب يرى بأن القوى الناضجة في المنطقة دولا يمكنها القفز إلى حسم مواقف تضر بالنفوذ الغربي، مما حول حلفاء الغرب إلى مخالب ضاربه(كما يجري الآن في ليبيا، سيناء، اليمن).
يرى العديد من الباحثين العرب في العلوم السياسية والإستراتيجية بأن المشروع الصهيوني في المنطقة العربية آخذ في الانحسار والتقوقع ويستند هؤلاء إلى الحقائق التالية:
1- الواقع الديموغرافي الآخذ في التحول لصالح العرب في فلسطين، فقد أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2012 بأن الفلسطينيين في القدس بلغ عددهم (397) ألف نسمه، بينما المستوطنون (262) ألف نسمه، كما أن تقارير الأمم المتحدة ترى أن عدد العرب في فلسطين عام 2050 سيصل إلى 11,8 مليون نسمه بينما اليهود 10.1 مليون نسمه.
2- تنامي القدرة النوعية للمقاومة سواءً على مستوى المقاومة الشعبية الآخذة في الاتساع داخل فلسطين، أو على المستوى العمل العسكري،ولعل هزيمة حرب تموز شكلت نقطة تحول في نمط تفكير العرب والمنطقة بشكل عام.
3- عدم استقرار القيادة السياسية في إسرائيل وغياب القادة التاريخين، وانتهاء حقبة زعامة الحزبين العمل والليكود. فقد أكدت الانتخابات الأخيرة والتي سبقتها على تراجع دور وتأثير هذان الحزبان في الحياة السياسية الإسرائيلية بعد الانشقاقات التي عصفت بهما في الآونة الأخيرة، بالمقابل أكدت هذه الانتخابات أيضاً صعود الأحزاب القومية والدينية الأكثر تطرفاً مما يعني أن المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو مزيد من العنف والتطرف، ناهيك عن فقدان الكيان حالة الاتزان السياسي التي كان يتمتع بها في الماضي.
4- تراجع الهجرة إلى فلسطين من قبل (يهود الشتات) في العالم. فقد اعتمد الكيان ومنذ نشأته على الهجرات المتكررة ليهود العالم، وكان أخرها هجرة يهود الفلاشا في ثمانينيات القرن الماضي وهجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي. بل الأخطر من ذلك على الكيان الصهيوني هو الهجرة المعاكسة، فالأجيال الحالية وارتباطها بما يسمونه أرض الميعاد آخذه في التراجع تدريجياً.
5- الانسحاب من مستوطنات غزة وبعض مستوطنات الضفة يشير إلى التراجع والتقوقع في المشروع الصهيوني والعودة إلى ما كان يطلق علية سابقا "العودة إلى حدود آمنة يمكن الدفاع عنها".
6- من المتوقع أن يؤدي تقليص المعونات الاقتصادية والعسكرية المقدمة من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني خلال السنوات المقبلة – جراء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي- إلى إضعاف قدرة هذا الكيان على شن حروباً جديدة في المنطقة، وخصوصاً تلك الحروب عالية التكلفة وطويلة الأمد.
تؤكد هذه المعطيات وغيرها بأن وهج الكيان الصهيوني أخذ يخبو تدريجياً، فلم يعد حامي الحمى كما أريد له ذلك، وأن دوره المحوري لم يعد كما كان سابقاً، وأصبح بقاءه واستمراره في المنطقة العربية مرهون بالتغيرات الدولية والإقليمية والعربية بالتأكيد.
إن الصهيونية العالمية عندما أنشأت مشروعها في فلسطين، والذي هو أرث استعماري أوروبي تقليدي عكس العقلية الاستعمارية القائمة على الكراهية والعنصرية والحقد على الشعوب، إلا أن الفارق بين الكيان الصهيوني والاستعمار القديم هو أنه أريد لهذا الكيان أن يعيش في المنطقة العربية إلى الأبد، لكن الأسس التي بني عليها هذا المشروع وكان منها قتل الشعب الفلسطيني وتهجيره وتوطين شعب آخر مكانه، وممارسة العنصرية والعدوانية ضد شعوب المنطقة.... كل ذلك جعل من بقاء هذا الكيان واستمراره أمراً مشكوكاً فيه. فشعوب المنطقة لم تتقبل وجود هذا الكيان حتى بعد أكثر من (60عاماً) على إقامته، وعاش الكيان في حالة من العزلة الكاملة من شعوب المنطقة، وكانت الشعوب العربية التي أقامت حكوماتها اتفاقيات سلام مع إسرائيل هي أكثر الشعوب رفضاً للتطبيع معه.



#باسم_عبدالله_ابو_عطايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة .. غياب الاستراتيجية واستثمار الاحتلال
- انتفاضة بلا قيادة مصيرها الفشل
- الكاسب والخاسر من ( فشل مبادرة بلير )
- لهذه الاسباب لم تغتال المقاومة (غانتس)
- ما بين ليبرمان، ويعلون والعدوان على غزة
- شواهد اسرائيلية على التنسيق الأمني
- صديقي الفتحاوي وكرامات المجاهدين
- المضخمون والمنكرون شركاء في جريمة الهجرة
- الضامن الوحيد لالتزام ( اسرائيل ) سلاحكم
- المصالحة الفلسطينية وثقافة الاختلاف


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم عبدالله ابو عطايا - مستقبل المشروع الصهيوني في ظل التحولات الإقليمية والدولية ( ورقة بحثية)