أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - موسم قطف ثمار الاوهام














المزيد.....

موسم قطف ثمار الاوهام


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 22:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حركة العبادي الاخيرة في رمي قائمة التشكيلة الوزارية على طاولة البرلمان، هي مناورة ذكية، في انقاذ سفينته، وسفينة التحالف الشيعي. وكأن مقتدى الصدر لم يصدق، بأن العبادي قدم تشكيلة وزارية الى البرلمان، حتى أنهي اعتصامه وامر جماعته بالانسحاب من امام بوابة المنطقة الخضراء، واعلانه بأنه حقق انتصار كبير، دون ان ينطق بكلمة واحدة او يسال حول مصير قائمته التي قدمها للعبادي من عشرات الاسماء.
العبادي راض على اداء الصدر، بالرغم انه من اقترح تشكيل حكومة تكنوقراط، لكن سرعان ما تلقفه الصدر، ليكون أحد شعاراته الرئيسية، للالتفاف على الاحتجاجات والمطالب الجماهيرية التي خرجت في تموز المنصرم ضد انقطاع الكهرباء والفساد ونقص الخدمات.
المثير للسخرية، وفي نفس الوقت افتضاح امر الضحك على الذقون، هو بأن وزيري الدفاع والداخلية لم يطرا عليهما التغيير، بالرغم ان الاول من قائمة المتحدون "السنية" والثاني من قائمة بدر "الشيعية". ويمكن له ما يبرره العبادي بأنه في حرب مع داعش وليس هناك وقت لتغييرهما. ولكن الا يشمل التكنوقراط اولئك الوزيرين الذي اثير اللغط حولهما، تارة من انفلات عقال المليشيات في بغداد، وازدياد حالات الخطف والسرقة والقتل على الهوية، وتارة من الانفجارات التي ضربت مدن بغداد وبابل وديالى!
الجميع في التحالف الشيعي، خرج فائز في لعبة احتجاجات الصدر - حكومة تكنوقراط. ومرة اخرى تجد ازمة العملية السياسية مخرج لها نحو ازمة لن تطيل انتظارها. فالصدر اعادة انتاج نفسه، وظهر كجزء من المعادلة الشيعية، وبعث برسالة واضحة بأن لا أحد يمكن اخراجه او تهميشه في المعادلة السياسية، حتى بعد تشكيل الحشد الشعبي، وانه قوة لا يمكن الاستهانة بها. وأكثرمن ذلك استطاع ان يبعد جميع ازلامه وزرائه الفاسدين بامتياز، بدء من بهاء الاعرجي، من دائرة المحاكمة والقضاء. والعبادي برأ ذمته امام "التأريخ" و"الشعب"، فأنه رجل يريد الاصلاح، لكن لا يريد ان يشمله الاصلاح من جهة. ومن جهة اخرى، انه هكذا يفهم الاصلاح من خلال الالتفاف على مطالب الجماهير، بدعم واسناد احتجاجات الصدر، واللعب على عامل الوقت، حتى تحقيق انتصارات في جبهة المعركة على داعش، عسى ولعل تكون حقنة جديدة في اطالة عمر ادارته للازمة السياسية بحنكة مثل سلفه المالكي. اما الاطراف الاخرى في التحالف الشيعي، فتنفست الصعداء ولو لفترة اخرى. فعلى الاقل نجحت بالحفاظ على وحدة صفها، وعدم الانحناء امام زوبعة فنجان العبادي - الصدر، والتي اطرت بعنوان الحرب على الفساد واعلان الاصلاح.
الخاسر الاكبر في كل هذه الزوبعة هو من أطلق على نفسه بالتيار المدني، فلقد خرج كما توقعنا بخفي حنين. فلقد اضاف مشاركته مع الاحتجاجات الاخيرة، اوهام على حركة الصدر، والتي كانت حركة سياسية ولها افاق ومطالب واهداف غير التي كانت موجودة في احتجاجات تموز ٢-;-٠-;-١-;-٥-;-.
ليس جديد على الذين توهموا بالعبادي، واليوم يغسلون ايديهم منه، كما توهموا بالمالكي، ثم عضوا اصابع الندم على تأييدهم لهم، ليصل بهم بعد ذلك الى حركة الصدر الرجعية، ليتوجوا من زعيمها، منقذ الجماهير، في الوقت الذي لم تكن مكانته في تخريب العراق اقل من المالكي والحكيم والجبوري وعلاوي. فهم اي المتوهمين وما اكثرهم، مثل الضائع في الصحراء، وحر الشمس أطار الصواب من راسه، فيلهث وراء السراب ليصل اليه، ثم يكتشف انه سراب، وبعد ذلك ينظر الى سراب اخر، ويركض ورائه، ليكتشف بعد ذلك انه سراب ايضا، حتى يصل الدوران به في تلك الصحراء الى حد الاعياء ثم الموت.
في هذا العمود، كما في الاعمدة الاخرى على صفحات هذه الجريدة، قلنا وأكدنا وبينا، بأن حركة الصدر، حركة ليس لها اية علاقة بالاحتجاجات الجماهيرية التي خرجت ضد سياسة التقشف، وضد نقص الخدمات، وضد انقطاع التيار الكهربائي، وضد الفساد والفاسدين. كما قلنا ان حكومة تكنوقراط ليس الا ذر الرماد في العيون، فالعبادي يريدها من اجل تحسين ادائه الحكومي، وتحقيق برنامجه الاصلاحي الذي هو معاد لمصالح الجماهير حد النخاع. وقد رأيناه سواء باستقطاع رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين، او بفرض الرسوم على الطلبة في المدارس او المستشفيات الحكومية، او على المولدات الاهلية، والحبل على الجرار كما يقولون. واخيرا تريد حكومة العبادي، تشريع قانون التجنيد الاجباري لإعادة العمل العبودي والسخرة على الشباب.
لقد استطاعت حركة الصدر - العبادي في فرض التراجع على الاحتجاجات الجماهيرية، وهي تتنفس الصعداء الان، وتستمتع بأجمل اوقاتها، وتحتفل بموسم قطف ثمار الاوهام التي نشروها في المجتمع.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - موسم قطف ثمار الاوهام