أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - أصل الحكاية














المزيد.....

أصل الحكاية


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقر في وجدان المجتمعات المتحضرة، أن المواطن هو السيد والصاحب الفعلي للوطن! وأن المسئولين، مواطنون أيضا، تم اختيارهم لتولي مناصب عامة، لقاء راتب وامتيازات من جيوب دافعي الضرائب؛ الذين يحق لهم مساءلة الموظفين العمومين ومحاسبتهم، وعقابهم، وازاحتهم عن مناصبهم، إن أخطأوا او تخاذلوا. وصارت المعارضة القوية، رمانة الميزان في هذه المجتمعات، تضمن استقرارها، واجبها تسليط الضوء على أي خطأ أوهفوة من أول لحظة في ولاية المسئول، حتى لا يستفحل الخطأ في غياب المساءلة، ويتمادى المسئولون في أخطائهم، ويحجمون عن الإصلاح!! غير أن مجتمعاتنا، مازالت تعيش حالة عشائرية أو قبلية، ترسخ في أذهان مواطنيها، فكرة الحاكم الأب والرمز والسيد المطاع!! يستحق الخارج عن طاعته النبذ والطرد من القبيلة، وفي أحيان أخرى يهدر دمه باعتباره خارج على ولي الأمر فارق للجماعة!!
هذا التصور لدور الحاكم ، أصل الحكاية في استقرار نظم الاستبداد في بلادنا!!.. ولعل بعضنا يذكر، مفهوم الأدب المتمحور حول الطاعة العمياء للأب، الأكثر دراية بمصلحة الجميع، حتى لو كان أقل تعليما أو وعيا!! وإعجاب الكبار بفلان "الذي كان إذا ضربه أبوه بالحذاء، يخفض رأسه ويتناول الحذاء من الأرض ليناوله إياه"! .. ففي الأسر التي تربت على هذا المنطق، يعتبر الابن عاقا وقليل الأدب، إذا رفض أن يضرب بالحذاء، أو صمم على أنه أدرى بمصلحته، أو رفع عيناه في عيني أبيه، ليواجهه بحقيقة كونه ظالما!!
وأجاد الطغاة على مر العصور، استخدام المنطق الأبوي في إخضاع الشعوب لسيطرة الحاكم، الأب والرمز الأكثر دراية بالمصلحة، حتى لو كان يحكم منفردا، ويخشى مستشاروه المتخصصون ابداء الرأي المتخصص، إذا لم يكن على هواه(فإذا رأى متخصص أن مشروعا يحتاج سنوات لإتمامه، وأمر الحاكم غير المتخصص ألا يتجاوز التنفيذ عاما، فلا راد لأمره! وليذهب التخصص إلى الجحيم!).. وبينما قد يضحك مندهشا، مواطن في مجتمع منتحضر، أمن فكرة أبوية الحاكم، الذي يرى فيه مجرد موظف عام، يمكن نقده، ومهاجمته بشده اذا تخاذل، ولا يفهم أصلا أن عليه أن يهلل ويغني للحاكم اذا قام بواجبه، الذي يتقاضى عليها أجرا وامتيازات، ولا شكر على واجب؛ يعتبر بعض مواطني الدول المسماه ـ تأدبا ـ نامية، أن الحاكم هو الأكثر وعيا ودراية وفهما للمصلحة، ولا يحق مراجعته، ناهيك عن مساءلته!!ومن يجرؤ على نقده أو طلب محاسبته، يهدر دمه أو يسجن، ولن تهتز جفون كثيرين اذا سمعوا عن تعذيبه أو قتله! باعتباره خارجا عن منطق المبايعة على السمع الطاعة، الذي ازعم انه الأمر الوحيد الذي نجح الاخوان المسلمون عبر تاريخهم، في تكريسه، حتى في أذهان أعتى خصومهم، وإن صار اسمه "التفويض" في طبعته الجديدة!!
ومع تكريس المنطقالذي يطالب الابن بتقديم الحذاء لأبيه كي يضربه، ليعفيه مشقة الانحناء لتناوله، صار من غير المقبول عند البعض الكشف عن حوادث القمع واعتقال الأبرياء وخطف المواطنين، وإخفائهم في أماكن غير معلومة يتعرضون فيها لتعذيب وحشي، قبل ان يظهروا بعد اعترافهم بجرائم لم يرتكبوها، بعضها يؤدي للإعدام، أو لا يظهرون أبدا!! واعتبار أن الحديث عن هذه الأمور يسيء لسمعة الوطن!! ولا يجدون غرابة في أن تصدر وزارة الخارجية بيانا شديداللهجة، يتحدث عن ان انتقادات انتهاكات حقوق الإنسان، تهدف الى زعزعة الاستقرار!! فالمشكلة هنا ليست في الانتهاكات، وانما في كشفها!! بمعنى أن المطلوب من أهالي الضحايا وأصدقائهم والمجتمع المدني أن يشاهدوا تعذيب وقتل وظلم أبنائهم وهم يتراقصوان وينشدون"تسلم الأيادي"!! ولا يستغرب كثيرون حديث محافظ الاسكندرية عن ان "الحديث عن الفساد يطفش المستثمرين"!! أي أن الحديث عن الفسا وكشفه ـ لا الفساد نفسه ـ هو الذي "يطفش" المستثمرين!! وهو مايشبه قيام المسئولين بتغطية المناطق العشوائية، عند مرور موكب زائر أجنبي، بلافتات وأسوار حتى لا يراها الأجنبي، متجاهلين أن العالم كله أصبح قرية صغيرة، يعرف فيها الجميع كل شيء؛ وأن المستثمرين الأجانب بالتحديد عندما يقررون الاستثمار في دولة، يعرفون جيدا موقعها على المؤشر الدولي للشفافية ـ الذي قد لا يعرفه اصلا اصحاب منطق اخفاء الحقائق لجذب المستثمرين ـ فإنهم يدركون تماما كيف تجري الأمور، ومن يدفعون له العمولات، لضمان حصولهم على فرص نهب موارد البلاد!
يتجاهل هؤلاء أن الصحافة الأمريكية أول من كشف الممارسات الوحشية في أبو غريب وجوانتانامو، وأن الصحفيين الأمركيين أول من نشروا فضيحة ووترجيت، وفضيحة بيل كلينتون الأخلاقية، وأن المعارضين الأمريكيين للحرب على العراق كانوا في صدارة المهاجمين لإدارة بوش، وسافر كثيرون منهم الى مختلف بلدان العالم، حاملين شعار"ليس باسمنا".. ولم يتهم أي من هؤلاء بالعمالة للخارج أو بتشويه صورة البلاد! ولم يقل لهم أحد أن عليهم "الطرمخة" على ممارسات حكومتهم بدعوى "ستر" بلدهم، على حد تعبير كاتب مصري ذات مقال، معجبا ببائعة خضار قالت له انها حريصة على المشاركة في انتخابات البرلمان "عشان نستر على بلدنا"!! بمنطق الستر على الفضيحة، لا معالجتها!!الاستبداد والفساد هما السبب في فضيحة البلاد وخرابها، ومن يتصدى لكشفهما والمطالبة بمحاسبة المسئولين، هم الأكثر حرصا وإخلاصا لمصالح الوطن! ينبغي التخلي عن منطق الحاكم الاب ولي النعم، لصالح مفهوم الحاكم الموظف العام. عندها يدرك المواطنون جميعا.. انهم سادة أحرار وليسوا عبيد احسانات احد، فلا يقبلون أقل مما يستحقون.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل حياة.. بجد!
- مجتمع -يلمع أُكر-
- أكان لا بد يا -لي لي- أن تزوري الفيل؟
- لمصر..لا من أجل ليليان
- آآآآآه.. يا رفاقة
- بنتك يا مصر!
- رفقا بجيشنا!
- دفاعا عن شرطتنا
- مطلوب ثورة!
- حصنوا أبناءنا
- اختيار رباني!
- السحر والساحر
- العصفورة.. والدروع البشرية
- بين الهيبة والخيبة
- المخلوع شامتًا!
- مؤامرة على الإسلام
- هذا الرجل نحبه
- أمهات السادة الضباط!
- القصاص القادم ممن؟
- شافيز..زعيم تحبه الشعوب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - أصل الحكاية