أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!














المزيد.....

كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5121 - 2016 / 4 / 2 - 00:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في إحدى حلقات النقاش حول التعليم والتربية، استثارني أحدُ المنسوبين إلى التربية والتعليم، وهو يُعلق على انحطاط مستوى التعليم، عندما قال:
"انحطَّ التعليمُ وتردَّى حينما توقَّفَ المدرسون عن استخدام العصا"!!!
وأضاف المقولة المشهورة:" كنَّا عندما نرى المدرسَ قادما في الشارعِ نهربُ منه خوفا!!"
إنَّ مناصري العقاب الجسدي هم كُثرٌ.
الحقيقة العلمية والتربوية تقول، إنَّ العنفَ والضرب هو المسبب الرئيس لمعظم الأمراض النفسية عند النشء، والعنف مسؤول عن انتشار الجرائم والعنف في المجتمعات أيضا، فلم تعد وليس من المبالغة القول: إن العقاب الجسدي أهم معوقات التربية والتعليم، وهو يجعل الطالب المعاقب يربط بين التربية والتثقيف والعقاب الجسدي، مع أن أبسط مبادئ التربية تنفي أي لون من ألوان العقاب، كما أن كثيرا من التجارب أظهرت بأن المدرسة التي ينتشر فيها العقاب، تتحول في نظر الطلاب من مدرسة إلى سجنٍ، ويظهر ذلك في سلوك الطلاب، فإنهم يدخلون أسوارها مكتئبين، ويخرجون منها سعداء مسرورين لنجاتهم من هذا السجن .
كما أن العقاب الجسدي يحول دون الإبداع والنبوغ، ويجعل عقول الطلاب كقطعة الإسفنج، تمتصُّ المعلومات بالضغط والإكراه، ثم يعصترونها فوق ورقة الاختبار، لتعود عقولهم بعد العصر جافة خاوية من جديد!
وقد أشار كثيرٌ من التربويين إلى خطورة العقاب الجسدي في المدارس، حتى أنهم اعتبروا طريقة الإلقاء نوعا من أنواع العنف لأنها تُفرض بواسطة المعلم فرضا، لذلك فقد نشط التربويون في استحداث طرق تربوية جديدة، تأخذ في اعتبارها إشراك الطالب في بناء الدرس إشراكا عمليا، بحيث لا يحس بأن المعلومات الواردة فيه معلومات مفروضة بالقوة !
ومن المعروف بأن حظر العقاب الجسدي في المدارس، يساهم في بناء الأوطان بطريقة علمية وعملية، وقد نشط علماء التربية في تأسيس الأنظمة التعليمية الديموقراطية، التي تبني الأوطان ومن هؤلاء:
جون ديوي، وبلوم، وباركهست، ومنتسوري، وبافلوف، وثورندايك، وغيرهم ، وكان لهم أكبر الأثر في نهضة الأمم، بل كان أثرهم أقوى من آثار القادة السياسيين والعسكريين، فهم روَّاد النهضة. وما أزال أذكر قولا لابن سينا في كتابه السياسة:
"يجب على المدرس أن يكون بصيرا بنفوس تلاميذه" .
وما أزال أذكر في خمسينيات القرن الماضي كيف افتن بعض المدرسين في اختراع آلات العقاب، فما أزال أذكر (الفلكة) بالكاف والقاف أيضا، وكيف كانت هي وسيلة العقاب اليومية، لكل من لا ينصاع لأوامر المدرس، وما أزال أذكر أيضا أنواع العصي التي كان المدرسون يحملونها أثناء قيامهم بالتدريس، مثل عصا الخيزران، وعصا شجرة اللوز ذات العقد ، وعصا البرتقال القوية، مع العلم بأن هناك مدارس ما تزال تستخدم هذه الطريقة حتى الآن، بعد أن استُبدلتْ العصي بالخراطيم البلاستيكية.
أخيرا، إنَّ كلُّ مدرسٍ يعتاد حمل العصا، يرسل رسالة إلى طلابه مفادها:
"فشلتُ في الوصول إلى قلوبكم وعقولكم، وعصاي هي الطريق الوحيد لذلك" فكم موهبة، وكم عبقرية، قتلها نظامٌ تربويٌ قمعيٌ جاهلٌ !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفي الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 3-3
- قصة العجوز والأيباد!
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر 2-3
- الكتاب المطرود من رحمة الأزهر
- ثقوب في ذاكرتنا الفلسطينية
- مستحضر سياسي لإذابة قضية فلسطين
- ملخص كتاب محظور عند العرب 5-5
- اليساري الذي انتقمَ من ماضيه!
- ملخص كتاب محظور عند العرب 4-5
- دعشنة النضال الفلسطيني
- ملخص كتاب محظور عند العرب 3-5
- ملخص كتاب محظور عند العرب، الجزء الثاني
- ملخص كتاب محظور في دول العرب
- كلسترول الطرب المزيف
- شروط الحصول على الجنسية الإعلامية
- عربتان فوق جسرٍ ضيِّقٍ
- شحنات من التعظيم والمدح!!
- وصفة إبداعية للشفاء من الحزبية
- لا توّرِّثوا التشاؤم لأبنائكم


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - كلمات إلى أنصار( العصا التربوية)!