أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد أحمد حرب - حوار مع عبد السلام أديب (1)















المزيد.....


حوار مع عبد السلام أديب (1)


أحمد أحمد حرب

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 23:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الرفيق العزيز عبد السلام أديب، لقد تتبعت مقالاتك الأخيرة حول ما سميته بالنقد التجريحي لإحدى كتاباتك على الحوار المتمدن، ولا أخفيك سرا فإن مثل هذه الانتقادات لم تثر انتباهي كثيرا ليس لأنها لا تحمل قيمة ما بل لأنها عبرت عن حقيقة مرة نأسف لاستمرارها هي غياب القنوات السليمة التي ستستوعب أكيد مثل هذه الصراعات بين الرفاق الماركسيين اللينينيين بعيدا عن صفحات الأنترنت، وليست لي رغبة في التباهي أمام أصدقائي ورفاقي من خلال نقد بعض أفكارك فقضايا الفكر والسياسة هي مسائل جدية يذهب ضحية تناولها الهزلي الملايين من أبناء شعبنا فلا يجب التهاون فيها. ما جذبني أكثر ودفعني إلى الكتابة هو تطرقك في طيات الرد لمجموعة من النقاط الفكرية والسياسية المبدئية التي مازالت إلى حدود اليوم وعلى نطاق واسع تعد قضايا خلاف إيديولوجي وسياسي موضوعة على بساط النقاش الديمقراطي أمام كل الماركسيين اللينينيين، هذا إذا ما أردنا بالفعل ممارسة التجاوز العلمي الشجاع لكل أساليب المحاباة والمجاملات الرفاقية وطمس التناقضات حفاظا على طموح "وحدة" شكلية مزعومة وتثبيت ركائز الصراع الفكري والسياسي بذل ذلك ، يقول ستالين في هذا الصدد وإن أصبح الاستشهاد بمعلمي البروليتاريا اليوم يتطلب الكثير من الجرأة والحذر خوفا من تهم التحريفية والجمود العقائدي وغيرها من التهم السائدة أن خط الوسط هو خط التعفن والارتداد عن الماركسية (الاقتباس من ذاكرتي).

سأتطرق في الحلقة الأولى من الحوار لمسألة جوزيف ستالين نفسه الذي لا أعلم كيف اعتبرته هو والرفيق ماو تسي تونغ(1) أحد الذين حاولوا وضع نموذج تطبيقي للماركسية اللينينية "كـ" إيديولوجية الحركة العمالية العالمية التي لا أعرف كذلك كيف خلصت إلى أنها من انتاج ماركس انجلز ولينين (بؤس النقد،الجزء 1،الفقرة الثالثة) وقد كان الأحرى بك أن تقول نظرية ماركس انجلز لينين لأن الفرق جوهري بين هذه العبارة وبين الماركسية اللينينية.

فهل نظرية الطبقة العاملة هي من إنتاج ماركس انجلز ولينين فقط؟ وهل ستالين نموذج تطبيقي فحسب للماركسية اللينينية ؟

1- من المعروف نظريا في أوساط كل الماركسيين أن الماركسية علم أولا، وأنها هي الاشتراكية العلمية وقد سماها انجلز الماركسية وفاء وتخليدا لصديقه ومكتشفها ثانيا، فالعلم هو اكتشاف قوانين موضوعية جديدة من طرف الناس، وفي المجتمعات الطبقية كانت ومازالت الطبقات المسيطرة على وسائل الانتاج والخيرات توجه هذه القوانين ضد البشرية والطبيعة بكاملها، المهم أن العلم في مجال محدد من مجالات الطبيعة يتطور باستمرار وفق تطور البشرية وكل اكتشاف جديد يصبح طرفا في وحدة العلم المحدد ولا تنفصم عراهما وإذا ما حدث ذلك فلن يكون هنالك وجود للعلوم، فألبرت آينشتاين واكتشافاته العلمية حول النسبية العامة والخاصة أصبحت جزءا لا يتجزأ من علم الفيزياء كذلك نظرية اسحق نيوتن حول الجاذبية ونظرية التطور لداروين في البيولوجيا وعلى هذا المنوال في كل مجالات العلوم الطبيعية، والماركسية هي علم لكنه يختلف كثيرا عن باقي العلوم، هي أكبر وأعقد من هذه العلوم، فإذا كانت الأولى تدرس حركة المادة ضمن أحد أشكالها الخمس التي حددها انجلز " في الرياضيات : + و -، التفاضل والتكامل - في الميكانيك: فعل ورد فعل - في الفيزياء :كهرباء ايجابية وكهرباء سلبية - في الكيمياء: اتحاد الذرات وانفصالها - في العلم الاجتماعي: النضال الطبقي"(2) فإن الماركسية هي علم حركة المادة ككل، بمعنى آخر هي القوانين العامة المتحكمة في سير وتطور حركة المادة بجميع أشكالها وهذه القوانين تعود في الأصل للفيلسوف المثالي هيغل، وقد كان لماركس شرف كشف هذه القوانين في الواقع المادي للناس على عكس هيغل، وبتطبيقه للطريقة الماركسية (الديالكتيكية) في المجتمع، أي المادية التاريخية، استطاع ماركس تحليل تناقضات المجتمع الرأسمالي في مرحلة محددة والكشف عن جوهر البؤس الذي كانت تعيشه الطبقة العاملة والجماهير الشعبية في أوروبا آنذاك " فمثلما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية – يقول انجلز- اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري"(3) وتوصل إلى أن المرحلة تلك هي مرحلة سيادة الرأسمال الصناعي على كافة القطاعات الرأسمالية وأن الصراع في المرحلة هو صراع طبقي بين الطبقة المتملكة لرأس المال والطبقة العاملة التي لا ملكية لها سوى قوة عملها، وأنا متأكد أن الرفيق أديب يدرك خير إدراك هذه الحقيقة ولا داعي للتفصيل فيها كثيرا، هذا هو ما نسميه علم الماركسية. ولا يختلف عاقلان مطلعان ولو قليلا على هذا التاريخ أن انجلز كان له دور بارز في هذه المرحلة وكذلك في المراحل الأخرى وكانت له إضافات غزيرة للماركسية بل توصل في وقت متقارب جدا لنفس الخلاصات العامة التي توصل لها ماركس مشيرا الى عامل العبقرية لدى هذا الأخير ولنطلع مثلا على "ضد دوهرينغ" الذي كان أحب الكتب للطبقة العاملة الروسية كما قال لينين و "ديالكتيك الطبيعة" و "الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية العلمية" وسنشاهد روعة شرح قوانين الماركسية وتاريخ ظهورها وتحديد الأشكال الخمس لحركة المادة...إلخ حتى أصبح من المستحيل بالنسبة للمؤرخين والمفكرين الماركسيين وغير الماركسيين وعلى رأسهم لينين ذكر ماركس دون انجلز وقد وصفه لينين بأنه " ابرز عالم و مرب للبروليتاريا المعاصرة في العالم المتمدن باسره " (راجع ف.انجلز حياته وآثاره،لينين) لكنه هو نفسه يدرك أنه لم يكن من اكتشف هذه القوانين وبالتالي لا يمكن تسمية الاشتراكية العلمية بالماركسية الانجلزية، وكما أنه لا وجود لعلم اسمه الفيزياء دون النظريات العلمية المشكلة له، فإن علم الماركسية لا وجود له دون انجلز. وسنلاحظ هنا وجود فرق شاسع بين الماركسية وبين نظرية ماركس و انجلز، فالماركسية هي التعبير النظري عن قوانين حركة النظام الرأسمالي في مرحلته الصناعية، وهي نظرية ماركس وانجلز لأنها وضعت من طرفهما هما الاثنان ولا يمكن الفصل بين نظرياتهما المشكلة للماركسية، وأود أن أشير إلى ملاحظة أساسية هي أن المحرفين للماركسية بعد وفاة ماركس حاولوا تشويهها ومحوها من وسط مثقفي الطبقة العاملة من خلال الهجوم على انجلز واتهامه أنه حرف نظرية ماركس حين سماها الماركسية وأن الاشتراكية العلمية ليست هي الماركسية وقد تنبأ انجلز في حياته بالأهمية التاريخية التي اطلع بها صديقه " ان الثغرة التي نجمت عن رحيل هذه الروح العظيمة ستبرز بجلاء قريبا " (مرجع سابق) ويكفي أن نراجع وثائق بعض الأحزاب المسماة يسارية حتى في المغرب الحالي لنرى مفهوم الاشتراكية العلمية بدل الماركسية.

2- سيأتي فلاديمير لينين في مرحلة زمنية مختلفة جذريا من حيث الظروف التاريخية عن المرحلة التي عاشها كارل ماركس وفريدريك انجلز حيث كان طابعها العام هو سيطرة الرأسمال المالي على كافة قطاعات الرأسمال وتطور مكتمل للاستعمار، وبمعنى فلسفي ماركسي، فقد اختفت بعض قوانين النظام الرأسمالي باختفاء شروطها الموضوعية الناجم عن صراع الطبقات وبرزت إلى السطح قوانين اقتصادية جديدة كان للرفيق لينين شرف اكتشافها، وبطبيعة الحال لم يكن ماركس موجودا في هذه المرحلة لكن العلم الذي أرساه هو ورفيقه انجلز وخلاصاته الاقتصادية والسياسية للمرحلة التاريخية السابقة لعبت دور العامل المساعد الحاسم في الاكتشافات الجديدة للينين، فأن يكون الرأسمال المالي هو المسيطر على الرأسمال التجاري والصناعي يعني تصدير رؤوس الاموال بدل تصدير السلع واكتمال اقتسام العالم – الأسواق - بين الدول الامبريالية القوية والتطور غير المتكافئ فيما بينها وبالتالي حتمية الحروب الامبريالية وإمكانية نجاح الثورة الاشتراكية في بلد واحد بل في الحلقة الأضعف ضمن سلسلة الإمبريالية... إن خلاصات لينين كانت تختلف بله مضادة لمجمل خلاصات ماركس وانجلز، ولهذا سميت اللينينية تمييزا للمرحلة التاريخية التي يعيشها صراع الطبقات في ظل النظام الرأسمالي وأصبحت الماركسية دون اللينينية ضرب من الخيال والتأمل في الواقع الحالي وهو الخط الفكري والسياسي السائد داخل جل الأحزاب الشيوعية حاليا التي رفضت اللينينية وشوهتها ورفضت بعدها الماركسية فتوقفت منذ عقود من الزمن عن أن تكون ثورية، هنا كذلك هوجم لينين واتهم بالتحريفي والتصفوي والرجعي وكل ما يخطر على بال من الاتهامات بسبب خلاصاته النظرية الجديدة لكن خبرة السنين أبانت عن سلامة خطه الثوري، وعلى غرار الماركسية فقد كان هناك العديد من الماركسيين الذين أضافوا الكثير لنظرية لينين وأغنوها والرفيق أديب يذكر العديد منهم في مقالات سابقة له حول لينين وستالين، ولا شك أن ستالين كان أبرز هؤلاء لكنه رجل شيوعي يعي تماما أنه لا يمكن تسمية نظرية لينين باللينينية الستالينية لأن مجمل ما أضافه كان في نطاق النظام الرأسمالي الامبريالي كما حدده لينين، أي الماركسية اللينينية، ماركسية عصر الاستعمار حسب ستالين الذي أصر على كونه تلميذ لينين فحسب، لكن اسم ستالين مثله مثل اسم انجلز بالنسبة لماركس أصبح مقرونا باسم لينين رغما عن أنف ستالين نفسه للأهمية العالمية التي أضفاها على الماركسية اللينينية في ظل بناء الاشتراكية وأصبح يستحيل بالنسبة للأحزاب الشيوعية وضع استراتيجية وتكتيكات ثوريين لتحرر شعوب بلدانهم دون أخذ تعاليم ستالين بعين الاعتبار "... ولقد بحثنا نحن الشيوعيين الصينيين، شأننا شأن شيوعيي سائر بلدان العالم، في ‏مؤلفات الرفيق ستالين العظيمة عن انتصارنا الخاص"(5). فبعد نجاح الثورة الاشتراكية الروسية العظيمة في أكتوبر1917 كان لينين قد وضع برنامجا واضحا لتحويل الإنتاج الرأسمالي بالاتحاد السوفييتي إلى إنتاج اشتراكي متكامل منذ المؤتمر الأول لاتحاد السوفييتات، لكن محاولة الاغتيال التي طالته وأثرت على صحة هذا العبقري النابغة ثم توقفه عن التفكير نهائيا سنة 1924 حالت دون قيادة لينين للحزب البلشفي وتطبيق البرنامج المذكور، لقد كان لستالين هذا الدور الكبير.

من المعلوم أن زوال شروط موضوعية متحكمة في المجتمع ونشوء شروط جديدة تعني ظهور قوانين موضوعية جديدة متحكمة في هذا الأخير، فالحزب البلشفي بقيادة الرفيق ستالين يملك برنامجا ثوريا متكاملا وجب السير به إلى الامام وتطبيقه بخطوات ثابتة، وهنا يمكن الاتفاق مع عبارة الرفيق عبد السلام أديب حول اعتبار ستالين قد حاول تطبيق نظرية المعلمين الثلاثة بعبقرية لا نظير لها، لكن الامر لا يقف عند هذه الحدود، فعملية بناء المجتمع الاشتراكي تحكمت فيها قوانين موضوعية جديدة اكتشفها ستالين ولا أحد غيره، حيث كان من المستحيل إيجاد سبل تطبيق البرنامج الاشتراكي اللينيني دون فهم واستيعاب هذه القوانين، " لقد طور - يقول ماو تسي تونغ - الرفيق ستالين الماركسية اللينينية على جميع المستويات، بصورة تبقى ‏ذكرا دائما ... لقد طور الرفيق ستالين بصورة خلاقة نظرية لينين حول لا تساوي ‏تطور الرأسمالية، وحول إمكانية انتصار الاشتراكية في قطر واحد من البداية ، ‏وساهم الرفيق ستالين على نحو مبدع في نظرية الأزمة العامة للنظام الرأسمالي ، ‏وساهم في نظرية بناء الشيوعية في الاتحاد السوفياتي ، ونظرية القوانين الاقتصادية ‏الأساسية للرأسمالية والاشتراكية في عصرنا ، ونظرية الثورة في المستعمرات ‏وأنصاف المستعمرات. وطور الرفيق ستالين علاوة على ذلك وبصورة خلاقة نظرية ‏لينين حول بناء الحزب. وجميع نظريات الرفيق ستالين الخلاقة هذه حققت المزيد من ‏التقدم لوحدة عمال العالم قاطبة، وكذلك وحدة الطبقات والشعوب المضطهدة في ‏العالم قاطبة. لقد رفعت إلى مستوى منقطع النظير نضال وانتصارات الطبقة العاملة ‏والناس المستغلين في العالم بأسره من اجل التحرر والسعادة. وجميع مؤلفات الرفيق ‏ستالين وثائق ماركسية لا ينضب لها معين. إن مؤلفاته ( أسس اللينينية ) و ( ‏تاريخ الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي ) وكذلك مؤلفه الكبير الأخير ( ‏المشكلات الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي )، لهي موسوعات ‏للماركسية اللينينية، وهي تشكل تركيب الحركة الشيوعية الأممية منذ مئة عام ... ‏."(مرجع سابق) ومن بين ما ذكره الرفيق ماو نجد اكتشاف ستالين لقوانين النظام الاشتراكي ومنها قانون انقسام السوق على المستوى العالمي إلى سوقين الأول رأسمالي والثاني اشتراكي ووضع بناء على اكتشافه العلمي شروط السير بالسوق الاشتراكية إلى الامام دون توقف، أي تطوير السوق الاشتراكية، وأشير هنا إلى أن كل المعجزات التي حققتها الشعوب السوفييتية بقيادة ستالين كالانتصار في الحرب العالمية الثانية ودحر الفاشيين النازيين والانتصارات الاقتصادية الاشتراكية الهائلة قد كانت هذه هي قاعدتها المادية الصلبة، وعلى هذا الأساس ظهرت نظرية إمكانية توقف الحرب الحتمية في ظل الامبريالية، وتحقق في ظل ستالين السلام العالمي الذي حرفه الخروتشوفيون بعد وفاته وحولوه إلى " تعايش سلمي " وهو في الحقيقة لم يكن يعني إلا نخر وطن الاشتراكية الأول وإرجاع الرأسمالية من جديد ليس اعتمادا على البرجوازية الصغيرة فقط كما جاء في إحدى مقالات الرفيق أديب وهذا نقاش آخر ربما سأخصص له حلقة أخرى، الأهم هنا هو أن الفرق أصبح جوهريا من حيث الماركسية اللينينية ونظرية ماركس انجلز لينين ستالين، فالماركسية اللينينية هي التعبير النظري عن قوانين حركة المجتمع الرأسمالي في مرحلته الامبريالية وهي نظرية ماركس انجلز لينين ستالين لأنها وضعت من طرفهم هم الأربعة، لهذا أصبحت الماركسية اللينينية بالنسبة للقادة الماركسيين اللينينيين داخل الاتحاد السوفييتي وخارجه هي نظرية ماركس انجلز لينين وستالين وتأكدت بعد تتالي الانتصارات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وترسيخ ديكتاتورية البروليتاريا، ولهذا كان من الطبيعي أن يردد المعلم العظيم ماو تسي تونغ في جل إن لم نقل -حسب منطق الأشياء- كل مؤلفاته الرائعة أن الماركسية اللينينية هي نظرية المعلمين ماركس انجلز لينين وستالين، وفي كل البلدان نجد الشيوعيين الماركسيين اللينينيين يؤمنون بهذه الحقيقة التي جسدها الرسامون الروس في لوحة فنية للمعلمين الأربعة وحذفت منها صورة ستالين بعد وفاته أو مقتله من طرف التحريفيين وأورد هنا بعض الفقرات لتجارب ثورية مختلفة تعترف بهذه الحقيقة:

المغرب: منظمة إلى الأمام، سقطت الأقنعة فلنفتح الطريق الثوري،30 غشت 1970:

"إن ترعرع الثورة العالمية والثورة العربية وتصفية التحريفية داخل صفوف الثورة العربية وفي القطاعات الأساسية للثورة العالمية سيمكن في المدى المتوسط من عزل ثم تصفية الكمشة التحريفية التي تقود الاتحاد السوفياتي كي يحل محلها –على رأس وطن الاشتراكية الأول- قيادة ثورية ترفع من جديد راية لينين وستالين، راية الأممية البروليتارية والثورة العالمية."

الصين: ماو تسي تونغ، مقال بمناسبة وفاة ستالين سنة 1953:
" إن الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي حزب أسسه شخصيا لينين وستالين ، الحزب ‏الأكثر تقدما والأكثر تمرسا والأفضل تكونا في العالم من وجهة النظر الأيديولوجية. ‏ولقد كان هذا الحزب قدوتنا في الماضي وفي الحاضر، وسيكون أيضا قدوتنا في ‏المستقبل. وإننا لعلى قناعة تامة بان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ، ‏وعلى رأسها الرفيق مالنكوف ، والحكومة السوفيتية قادرتان بكل تأكيد على تحمل ‏مسؤولية تراث رغبات ستالين الأخيرة وعلى تحقيق المزيد من التقدم لقضية ‏الشيوعية الكبرى ، وعلى جعلها اكبر وأعظم أيضا ...‏إن الصداقة الكبيرة بين شعبي الصين والاتحاد السوفياتي غير قابلة لان تتزعزع ، ‏لان صداقتنا مبنية على أساس المبادئ الأممية الكبرى لماركس وانجلز ولينين ‏وستالين"
البرازيل: ح.ش.ب، كراس أن تكون شيوعيا فذلك التزام يومي:

" قال الرفيق ديمتروف ذات مرّة وهو يشيد بالمميّزات البلشفية لتيلمان، إنّ الثوري الحقيقي والقائد البروليتاري الفعلي يتربّى في خضمّ الصراع الطبقي وفي استيعاب النظرية الماركسية اللينينية، وأكّد أنّه لا يكفي أن يكون له مزاج ثوري بل يجب أن يصهر في نفسه طبعا وإرادة فولاذيين وصلابة بلشفية حقّة. وقال أيضا إنّه لا يكفي معرفة ماذا ينبغي أن نفعل بل يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية لإتمام مهمّتنا وأن نكون على استعداد تامّ لإنجاز كل ما يمكن أن يخدم الطبقة العاملة مهما كان الثّمن وأن نكون قادرين على إخضاع حياتنا بأكملها لمصالح البروليتاريا وحزبها الماركسي اللينيني، ولن تكون حياة الشيوعي سوى تعلّم يومي وتطوّر مستمرّ من أجل صنع المناضل الحقيقي البروليتاري بشيوعيته، والتلميذ المخلص لماركس وانجلس ولينين وستالين"

العراق: الشهيد فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي:

" ان النظرية الماركسية اللينينية، نظرية ماركس انجلز لينين ستالين، ما زالت حية لأنها تشخيص للقوانين الطبيعية التي تتحكم بسير المجتمع الرأسمالي ولا قدرة للإنسان على اخفائها او ازالتها او تجنبها او تغييرها لأنها تعمل بالاستقلال عن ارادة الانسان. وكل ما يستطيع الانسان فعله هو دفع المجتمع في الاتجاه الحتمي الذي يسير اليه المجتمع الرأسمالي."

هكذا نستخلص أن نظرية الطبقة العاملة هي نظرية ماركس انجلز لينين ستالين، وأن الرفيق ستالين ليس نموذجا تطبيقيا لها فحسب، ويذكرني هذا النقاش بالنقاشات السابقة بعد وفاة لينين حين كان ستالين أحد الرفاق الذين خاضوا صراعا ضاريا من أجل تثبيت اللينينية ضد بعض الرفاق وضد التحريفيين الذين يتهمون النظرية اللينينية بأنها التطبيق الروسي (القومي) العملي للماركسية وقد أجابهم الرفيق ستالين في مقدمة كتابه " أسس اللينينية " بالعبارات التالية : " يقول بعضهم أن اللينينية هي تطبيق الماركسية على الظروف الخاصة بالوضع الروسي. إن في هذا التعريف جزءاً من الحقيقة، ولكنه بعيد عن أداء الحقيقة بكاملها. فقد طبق لينين الماركسية فعلاً على الواقع الروسي، وفعل ذلك ببراعة المعلم. ولكن لو أن اللينينية لم تكن غير مجرد تطبيق الماركسية على وضع روسيا الخاص، إذاً لكانت حادثاً قومياً محضاً وقومياً فقط، روسياً محضاً وروسياً فقط. بينما نحن نعلم أن اللينينية حادث أممي، له جذور في مجموع التطور الأممي، وليس حادثاً روسياً فقط. ولذا أرى أن عيب هذا التعريف هو أنه تعريف وحيد الجانب." وعلى غرار لينين فاعتبار ستالين نموذجا تطبيقيا للماركسية اللينينية هو أولا ينزع عن إضافاته الجليلة الطابع الأممي كما حاول التحريفيون انتزاعها من نظرية لينين سابقا، وهو ثانيا يعتبر منزلق خطير حاولت التحريفية إيقاع الشيوعيين فيه باعتبار ستالين رجلا عظيما إلى حد التأليه ثم طمسه وشيطنته عبر التركيز على ما سموه أخطاء قاتلة ارتكبها ستالين باعتباره المدخل الجلي للهجوم على اللينينية والماركسية والاتحاد السوفييتي من طرف طغمة المرتدين وزعماء البرسترويكا أو إعادة بناء الاشتراكية، الشيء الذي أكدته خبرة السنوات بعد وفاة ستالين، وهذا نجده مثلا في النسخة المحرفة من كتاب موجز تاريخ الحزب الشيوعي في روسيا في الفصل المعنون إن لم تخني ذاكرتي بــ المؤتمر العشرون.

أرجوا أن لا يفهم الرفيق أديب من كلامي هذا أنه تحريفي وسؤالي له مازال مطروحا، أو أن المقال تمسك بالقشور من حيث المفاهيم لأن انجلز أصر على تأكيد الفرق الشاسع جدا بين مفهومي العمل و قوة العمل ولينين أصر على توضيح الفرق الجوهري بين التحالف المتين للطبقة العاملة مع الفلاحين باعتباره صمام امان ديكتاتورية البروليتاريا وبين الثورة العمالية بدعم إيجابي للفلاحين حسب فهم المنشفي تروتسكي، لكن حفاظا على التعاليم الأممية للماركسية اللينينية إحدى المستلزمات الضرورية والملحة لبناء الحزب الثوري السري وجب التذكير بكل هذه المنطلقات النظرية التي يتناساها بعض الشيوعيين الماركسيين اللينينيين المغاربة عن جهل تارة وعن وعي تارات أخرى فأصبح ستالين وكل تراثه العظيم في نظرهم لا يدخل إلا ضمن الفكر التقدمي (كذا !!!) وهذا حال رفاق تيار البديل الجذري المغربي مثلا وحتى بعض الرفاق في المجموعات الطلابية الماركسية اللينينية الذين ندعوهم بجدية إلى خوض غمار النقد والنقد الذاتي المبدئي بشجاعة الثوريين المناهضين للكذب والتزوير وتغييب الحقيقة الثورية على جماهير شعبنا، بشجاعة البلاشفة الذين اعتبروا الهجوم على النقد العلني لأخطائهم لا يعدوا أن يكون كوخزات الإبر في جسم حزب ثوري خبير حسب لينين.


أحمد أحمد حرب
01-04-2016

--------------------------------------
(1) بعيدا عن التسميات الكثيرة (ماوية،ماوية أساسا،فكر ماو...) ومحاولات تحريف ما أضافه الرفيق ماو تسي تونغ للماركسية اللينينية، فهو أحد معلمي البروليتاريا العالمية.
(2) لينين، حول الديالكتيك،1915.
(3) كلمة انجلز على قبر ماركس.
(4) مرجع سابق
(5) – مقال ماو تسي تونغ بمناسبة وفاة الرفيق ستالين سنة 1953.





#أحمد_أحمد_حرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواب على تعليق بصدد قسم الرفيق ستالين
- خطاب الرفيق جورج حبش في زيارته للشعب الصحراوي الشقيق سنة 197 ...
- على هامش تخليد الذكرى الثانية لاغتيال أحمد بنعمار
- قسَم الرفيق ستالين
- مجموعة من التقدميين المغاربة - الصراع الطبقي في المغرب
- ملاحظات حول كتاب الصراع الطبقي في المغرب
- الشهيد أحمد بنعمار: أهم الاحداث السياسية بالمغرب بعد الاستقل ...
- الحزب البلشفي وحركة التحرر الوطني
- الندوة الصحافية حول المؤتمر 15 وأعضاء اللجنة التنفيذية الجدي ...
- ملتمسات التضامن مع حركات التحرر الوطني - وثائق المؤتمر الوطن ...
- ملتمس حول الرجال الزرق - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنع ...
- ملتمسات التضامن مع المنظمات الطلابية الشقيقة والصديقة - وثائ ...
- بيان حول الوضع العربي - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنعق ...
- ملتمس حول المعتقلين الفلسطينيين بالمغرب - وثائق المؤتمر الوط ...
- رسالة من المؤتمر الى كل المناضلين المعتقلين السياسيين - وثائ ...
- مقرر لجنة الثقافة - وثائق المؤتمر الوطني 15 لأوطم المنعقد با ...
- قرار المؤتمر حول اللجنة التنفيذية والادارية والمهمات التي وك ...
- بيان حول الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في ظل القيادة السابقة(ن ...
- مقرر حول التنظيم: وثائق المؤتمر الوطني الخامس عشر لأوطم المن ...
- الملتمسات الخاصة بالكليات: وثائق المؤتمر الوطني الخامس عشر ل ...


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد أحمد حرب - حوار مع عبد السلام أديب (1)