أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عذرا فراس عمر حج محمد














المزيد.....

بدون مؤاخذة- عذرا فراس عمر حج محمد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 15:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عرفت فراس حج محمد كشاعر وأديب وصاحب فكر يجيد الغزل من خلال كتاباته، فحسبته زير نساء، والتقيته مرّتين، فوجدته انسانا متديّنا ملتزما منفتحا، مثقّفا هادئا، عفيفا شريفا تقيّا ورعا، يدافع عن الفكر الدّينيّ بوعي لافت، وعرفت لاحقا أنّه تربّى في حزب التّحرير الاسلاميّ، هذا الحزب الذي يتبنّى فكرا "تنويريّا" قياسا بالأحزاب والحركات الدّينيّة الاسلامية.
وفراس عمر حجّ محمّد المطّلع والمطالع لفنون الأدب، إنسان قبل كلّ شيء، له آراؤه التي يجب أن نحترمها، حتّى وإن اختلفنا معه، وقد اختلفت معه ذات يوم دون أن أشعره بذلك، ولم أعتب عليه، وقد لا يدري هو أو غيره حتّى الآن أنّني اختلفت معه، لأنّه وهو عضو في لجنة قراءة لاحدى دور النّشر، رفض الموافقة على نشر رواية لي موجّهة للفتيان، بحجّة تعارضها مع الدّين! لوجود عبارة فيها هي "الدّين لله والوطن للجميع"، وتساءلت في مقالة كتبتها دون أن أشير إليه أو لغيره قائلا: إذا لم يكن الدّين لله فلمن نصلي ونصوم ونزكّي ونحجّ؟ وإذا لم يكن الوطن لجميع أبنائه بغض النّظر عن دينهم ومعتقداتهم وأعراقهم ولونهم فلمن يكون؟ ومع ذلك احترمت رأيه ونشرت الرّواية في دار نشر أخرى، لكنّني لا أختلف مطلقا مع فراس عمر حجّ محمد الشّاعر والأديب المبدع، لايماني المطلق بأن لا قيود على الابداع، بل إنّني معجب بابداعه الشّعريّ والنّثريّ، فالأديب ليس واعظا في مسجد أو كنيسة، كما أنّه ليس منظّرا في الأخلاق، وهذا ليس جديدا على الأدب العربيّ تحديدا، وقد تطرقت لذلك في المقالة المرفقة في آخر هذه المقالة.
وقد كانت حزني كبيرا، عندما قرأت أنّ فراس عمر حج محمد، الذي يعمل مشرفا تربويا، قد تعرّض للتحقيق والمساءلة من جهتين رسميّتين فلسطينيتين لكتباته مقالة بعنوان" أجمل ما في المرأة ثدياها"، فهل وصل القمع الفكريّ عندنا إلى درجة التّحقيق مع أديب لكتابته مقالة؟ وللتّنويه فإنّ جهتي التحقيق ليستا من الأجهزة الأمنيّة، وإنّما من جهتين تربويّتين تعليميّتين،
والكتابة عن ثديي المرأة والغزل بهما ليس من ابتكارات شاعرنا، فقد سبقه كثيرون إلى ذلك في أدبنا العربيّ، فالشّاعر نزار قبّاني على سبيل المثال لا الحصر يقول في احدى قصائده:
لم يبق نهد أسود أو أبيض
إلا زرعت بأرضه راياتي
لم تبق زاوية بجسم جميلة
إلا ومرّت فوقها عرباتي
فصلت من جلد النّساء عباءة
وبنيت أهراما من الحلمات
ودواوينه تباع في جميع الدّول العربيّة، وفي متناول أيّ قارئ، ولم يعترض عليها أحد.
وهل هناك من لا يعلم أنّ لكلّ امرأة ثديين، وأنّ ثديي المرأة جزء من جمالها الأنثويّ حتّى نتهم شاعرنا بكشف الأسرار المكنونة؟ وهل يعيب من حقّقوا مع شاعرنا حول مقالته وجود ثديين لكلّ امرأة؟ وهل يعلمون أنّ الانغلاق الثّقافي جزء من هزائمنا التي نعيشها؟
وهنا لا بدّ من الاعتذار لشاعرنا وأديبنا لمجرّد التّحقيق معه، لأنّ التّحقيق بحدّ ذاته يحمل تهديدا بقطع رزقه، عدا عن كونه دعوة لتكميم الأفواه وقمع لحرّية الابداع.
1 نيسان 2016

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=508743



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفتقد يوسف دخيل أبو العمل
- بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا
- خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد
- بدون مؤاخذة-عندما نختلق مشاكل لأنفسنا
- الأيّام كلها لا تفي والديّ حقّهما
- بدون مؤاخذة- لمصلحة سوريا وشعبها
- بدون مؤاخذة- جمود العقل العربي الاسلامي
- بدون مؤخذة-حزب الله بين الثورة والطائفية
- بدون مؤاخذة- مبدعونا المتميّزون
- شيطنة حزب الله اللبناني
- بدون مؤاخذة- ثقافة التابو
- يوم المرأة العالمي
- بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية
- بدون مؤاخذة- العربان المتصهينون
- بدون مؤاخذة- كي تنهض الأمّة
- بدون مؤاخذة-انتصار القيق له دلالاته
- ذاكرة سلمان ناطور لا تنسى
- بدون مؤاخذة- المتأسلمون الجدد وقضايا الأمّة
- رام الله مدينة الأديب شقير الثانية
- سلمان ناطور مع الخالدين


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- عذرا فراس عمر حج محمد