أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مها التميمي - تجربة المعلمين في الميزان














المزيد.....

تجربة المعلمين في الميزان


مها التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 15:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


خاض المعلمون والمعلمات إضرابا عن العمل دام شهرا كاملا طالبوا خلاله بتطبيق بنود اتفاق تم ابرامه مع الحكومة في عام 2013، ولم يتم تنفيذه ، وفي سياق هذا الاضراب الطويل شهد المجتمع الفلسطيني تجاوبا كبيرا مع هذا الحراك ، فقد شارك في هذا الاضراب عشرات آلاف المعلمين وأكثريتهم من المعلمات في انحاء الضفة الغربية، الطلبة بدورهم تضامنوا مع مطالب المعلمين ، وتضامن المجتمع مع الاحتجاجات المطلبية. ويمكننا القول ان هذه التظاهرات ارتبطت منذ اللحظة الاولى وحتى الآن بمطالب مهنية بحتة لم يكن لها أي أبعاد سياسية . وكانت الاضخم وغير مسبوقة منذ زمن طويل.
كشفت الازمة الاخيرة ضعف اهتمام المستوى السياسي ( منظمة التحرير والحكومة والاحزاب ) بهذا القطاع الحيوي المؤثر في المجتمع. فقد قوبلت مطالب المعلمين المشروعة بالتجاهل والاهمال تارة، أو بالتشكيك والتقليل من تأثيراتها الكبيرة والخطيرة. وشهدنا محاولات أمنية لانهاء الاضراب والاحتجاج. لكنها فشلت وأدت الى نتائج عكسية وردات فعل رافضة للتدخل الامني الامر الذي عمق الفجوة بين المستوى السياسي وقطاع المعلمين . وعلى الرغم من استجابة المعلمين الايجابية لنداء الرئيس أبو مازن وعودتهم الى مدارسهم الا ان الازمة لم تنته بعد ، ما لم يتم إزالة الظلم الذي لحق بالمعلمين قاطبة وإعادة الاعتبار لدورهم التربوي . كان تكريم المعلمة المبدعة حنان الحروب التي فازت بلقب أفضل معلمة في العالم بادرة جيدة ومشجعة. لكن المجتمع الفلسطيني يتطلع الى اتباع سياسة تعليمية حديثة تعمم هذا النموذج الرائع في اوساط المعلمين وتتحول الابداع الفردي الى إبداع جماعي. ولن يكون ذلك بمعزل عن وضع المناهج التعليمية التي تعتمد على التلقين والحفظ جانبا واعتماد منهج وسياسات يحفزان الابداع ويفعلان العقل وملكة التفكير الحر لدى الطلاب والمعلمين على حد سواء. كان مستغربا أن يتم ترشيح المعلمات والمعلمين للدخول في مسابقة افضل معلم في العالم من خارج وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، التي لم تتدخل في ترشيح المعلمات والمعلمين في هذه المسابقة العالمية واكتفت بدور المتفرج السلبي، ولم تفلح كل مظاهر الاحتفال الرسمي بفوز المعلمة حنان الحروب بمحو الإهمال واللامبالاة التي ابدتها الجهة الرسمية تجاه المعلمين ومعاناتهم في المجتمع .
بينت أزمة قطاع المعلمين ان هناك انفصالا بين جموع المعلمين والمعلمات العاملين في قطاع التعليم وبين اتحاد المعلمين، فقد تصدرت مطالب الحراك الاخير إقالة امين الاتحاد الذي انحاز لموقف الحكومة كما أشارت بيانات الصادرة عن لجان المعلمين، ولم يلتزم بمصالح غالبية المعلمين. إن تجربة الاتحاد السلبية تطرح قضية تمثيل الاتحادات الشعبية المنضوية في اطار منظمة التحريرللبحث. فقد كانت الاتحادات الشعبية تلعب دورا سياسيا ووطنيا وساهمت في تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني وخاضت معارك كبرى في هذا المجال. لكنها الان تعاني من حالة الانفصال عن القطاعات التي تمثلها وتقف عاجزة عن تمثيلها والدفاع عن مطالبها. بعد تجربة المعلمين لا بد من وقفة جادة ومسؤولة امام حقيقة تمثيلها للقطاعات الشعبية. لابد من حل المعضلة التي تكرس انفصال الاتحاد عن قاعدته وتقف عائقا أمام تطوير حقيقي لاتحاد يمثل المعلمين ويدافع عن مصالحهم واحتياجاتهم.الإصلاح يبدأ بانتخاب ديمقراطي لهيئات وسيطة لصيقة بواقع المعلمين ومعاناتهم ومطالبهم المشروعة، وانتهاء بانتخاب هيئات قيادية مهنية ووطنية أيضا. فقد بات اسلوب التعيين والمحاصصة القائم على الولاء اسلوبا فاشلا وعقيما. واثبت حراك المعلمين ونشاطهم في الساحات العامة على قدرته الفائقة على تطوير قيادات واعية وقادرة على حمل هموم هذا القطاع الحيوي ، وتطوير أداء ه المهني والوطني.
ان تجربة اتحاد المعلمين الاخيرة عصفت بالتقاليد والاساليب الفوقية والبيروقراطية المتبعة في عمل الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية ، ما يستدعي اعادة النظر كليا بتلك الاساليب اللا ديمقراطية والابوية والفئوية والبدء بعملية اعادة بناء اتحاد معلمين يمثل المعلمين الفلسطينين ، ويعكس واقع ان ثلثي هذا القطاع الحيوي هن معلمات ، وضمن معايير جديدة تراعي التخصص والاستقلال المهني كبديل ديمقراطي للولاء والتبعية للتنظيمات السياسية. إذا حدث هذا التطور واصبح النضال المهني والمطلبي مستقل نسبيا عن دور التنظيم السياسي المهيمن، تكون التنظيمات قد أجرت إصلاحا جوهريا ينقلها من الشلل البيروقراطي الى الفعل والاستجابة للقطاعات الشعبية. في هذه الحالة ستنهض الاتحادات وستنهض التنظيمات السياسية والنهوض ، اذا ما عمم على الاتحادات الشعبية الاخرى نكون أمام تجاوز حقيقي لمشكلة مزمنة.



#مها_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للاحكام الظالمة بحق المثقفين المصريين . نعم لحرية التعبير
- حمايتان: حماية الشعب من الاحتلال، وحماية النساء من الظلم الم ...
- الشابات والنساء حاضرات في كل الجبهات
- نريد الانتقال من الاقوال الى الافعال
- ظواهر داعشية في فلسطين
- البحر بيضحك لصبايا غزة
- داعش والنساء
- على ضوء فضيحة كاميرا الحمام !


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مها التميمي - تجربة المعلمين في الميزان