أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عهد محمد توفيق قوجة - رجل ما














المزيد.....

رجل ما


عهد محمد توفيق قوجة

الحوار المتمدن-العدد: 5120 - 2016 / 4 / 1 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


حين ترحل
أترنح على قمة بركان
أسقط
أصحو من غفوتي ثم أطير
أشم رائحة أرض لست فيها
يتلفح قلبي بوشاح الثلج
يطرق أبوابا هجرتها
يدخل مسرعاً إلى بيت صغير
كان لنا قبل الرحيل

كيف يمطر الغياب في دارنا


-هل أتيت من خلف مدن الغياب دون دم ؟
لم ترقص حول النيران وتقدم الأضاحي !

-رسمت لك وجهاً لا يتغير
لكنه يتجدد ويتكاثر
فوجدتني أحبك في كل المراحل

- صوتك ! حين كان يحمل معه الود والورد
وينقلني من مكان إلى ماوراءه
أتذكره اليوم بمسحة ضبابية

- بحثت عنك في شوارع المدينة
امتطيت فرس الريح

- وكنت هناك !
توزع نظرات باهتة
والكثير من الرصاص
كأنك لا تعرفني
خجلت من عيوني
تحولت إلى ضحية .. ضائعة وخائفة
وصار لانتظارك طعما آخر

ذات ليلة
كان صوتك يفوح قرب سريري
ياسمين دمشقي
ثم
تحول إلى عاصفة رعدية



طال الصمت
وطال حدادي عليك
ومازلت تمطر في ظلالي


ألقي هذه الرغبات العتيقة
في سلة الزمن
كل ما لاينبع من الروح
لا أريده
تمنيت أن تفسح لي مكاناً صغيراً في قلبك
أن أتوصل إلى الجذور
كنت أحلم
أن تطوقني يد حبيبة بالياسمين
صحوت على سيف ..
تغرسه أياد كثيرة في حلقي
وطوق الشوك في عيني

كيف أتكئ على الواقع وأنا أسبح في عالم التشتت
في وطن
يتسكع بعض الرجال فيه على أرصفة النيران
يهيمون في ترهاتهم أو إجرامهم
يتحرقون لكل أنثى مجهولة

صراخ لا يتوقف حولي
أود لو أصرخ صرختي البربرية

لو أبكي
لو أرسم بالنور للحب وجها
ليس مشلولا ولا معاق

قد أفكر بالرحيل
إلى نجوم عذراء
لم يلمسها رجل ولم تطأها الحضارات
ولكني لن أرحل

أتقلب على جمرات
قلق يحرمني السكون
يحكي بثقة عنك
يعترض حيرتي
يخنقني في همجية الليل

أنا هنا
مثل نصل الليل
وحيدة مع كتاب
لم يخونني يوماً
ترتعش فيه أوراق الورد
وتغيب منه
القطيعة

أبداً لن أنسى ..
أن رجلاً ما
أخذ ليالي الدفء والبحر والشمس مني
ومنحني
الثلج والصقيع



يارجل الريح
أخبرني
كيف أجيء إليك ؟



حنيني إليك
تعب لذيذ
فاهبط نحوي
ليصير لقاءك حلما
تعال نتوج مملكة الروح
ونطبع قبلة على وجه الحرية


ما عدت أعشق هذا الأنين
ما عاد غيابك يحاصرني

ماعدت في عقلي تقيم

ما عدت في عينيك أبحر
حين يغفو القمر



عجيب بحر عينيك
ساكن حتى الدهشة
موغل في الرهبة
شامخ في العمق



اعصف كما تشاء
فلقد ألقيت مرساتي
على جليد لن يذوب


امض خارج وقتي
فعلى أرصفة بقايا النساء
مسافات
يطاردك شوق إليها
أغمض عينيك وارحل


أين أنت ؟
أنا هنا .. أجلس كفرس أنهكها الحنين
أنتظر
أترقب
أحن
أجن
أنازع
وأنت لا تأت

هذا المساء الحزين
لا يقهرني فيه إلا غيابك
أعرف
أنك لن تطرق بابي
فأشرد بالمساءات القديمة

حين تغيب
يصبح ليلي داكن أكثر

أطلب حق اللجوء الانساني
لقلبك
فأنا في أرضي مظلومة

شجر أنت في أوردتي
عبق أنت ينتشر على طول عمري
إله أنت ..يغتسل كل نهار في عيوني
أحب الله فيك
أحب الله فيك

في صندوق حديدي صغير
لم يداعبه الصدأ
وضعت رجلا ً كان يحبني

وأخر نظرة رشقني بسهامه فيها
وآخر ضمة عبقت فيها روائح تنبعث من جسده
حين ينسكب في إنائي
وآخر لمسة طبعتها أصابع من سماء
على صدري
وآخر قبلة لونت رحاب فمي بشقائق النعمان
وآخر أربعة زفتها ملائكة الحروف إلي

هذا صندوق
أريد أن يدفن معي





هذا رجل مثل بلادي
صرت من بعده
جداراً ومبكى

لا يعرف الحب من الرغبة
لا يدرك صوت القادم حين يأتي

جدار
تدق فيه كل الرجال
مساميرها
وتنادي بهدمه
حين لا تخترق الجدار

- يارجل الهفوات الحتمية



هذه الجدران
لماذا ؟ تخنق إحساسي بالحياة
وتضغط على عيني فلا أرى
حين لا تكون هنا !

تلتصق بي عفونتها
تذكرني بعربدة شعاع النور حولي ورقصه المجنون
يكبر بي القاع
ويتعالى صوت حراس الغابات
يمر الوقت ولا جديد
ويرصد برد الشتاء لي وحدي


أريد منك جوابا واحدا أبيض
أهناك درب يودي بي إليك !
حين كنت رجلا موثوقا ومرة مثل أرضي !
أهناك شاطئ ترسو عليه سفن الحقائق
أهناك بحر لا تغرق فيه الكلمات بعد أصحابها !
أهناك امرأة لم تهوى انحرافاتك الحمراء
هل تعرف الملائكة كل الأجوبة
وتلك المخلوقات التي تتناوب على الطواف حولنا
أتكون حياتها قاتمة مثلنا

متى تستقر الحقائق

متى تغفو العقبات


متى ينتهي الصراع


في كل مرة أشتاق فيها إليك
تؤلمني فقراتي العظمية
وكذلك انتكاساتي

في كل مرة
يقترب الوصول إلي
تعيقه إخفاقاتي في نسيانك


ليس للصدق سيادة على الرجال
ولا للحرية سيادة على الأوطان


في الليل
أسمع خطواتك تجول حولي
أنهض روحا بلا جسد
أتبعها علني أصل إليك
فأنا أعرف أنك هناك في وسط بلاد ! أشتهيها

ويحك يامرأة
يهدر هوانك المجنون
تنجرفين إلى أقبية البحر
تنهلين من آبار الخطيئة
تختنق كل كرامة فيك
تنبعث منك روائح الجثث المنثورة على الشطآن
تحتسين القهوة
تحت الوطن
كي لا تلمحك أرواحهم
وتحكين عن بلاد ألبستها وجوه الرجال









#عهد_محمد_توفيق_قوجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عهد محمد توفيق قوجة - رجل ما