أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - النادل















المزيد.....

النادل


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 20:59
المحور: الادب والفن
    


منذُ سكرتينِ ودّعتُ النادلَ وتركتُ الحانةَ
وكان الصيفُ قد مرَّ ومثلَهُ مرَّ الشتاءُ
وبي فاضَ اشتياقٌ
فالحانةُ لمّا تزل في الليلِ مفتوحةً
والنادلُ أشرقتْ بَعْدَ لوعتينِ
لكنَّ الربيعَ تأخر
ونحن عَبَرْنا النصفَ الأولَ مِن آذار
وربيعُ برلين وراءَ سحابةٍ داكنةٍ يتخفّي
ونحن وإياهُ بين كرٍّ وفرٍّ
يُقالُ هنا : كلّما كان الشتاءُ صقيعياً تأخّرَ الرّبيعُ
فتوقّفي بِنا أيتها الحافلةُ الكسيحةُ هُنا أو هُناك
أمام بيتِ الثقافاتِ العالميةِ أو أمامَ مبنى البرلمان
لا فرقَ
فالألمانُ يُجسّرونَ المسافةَ بصمتِ الفصولِ
وكانتْ حدائقُ الـ" تير كاردن" يابسةً ، جرداءَ
وعلى أغصانِ أشجارِها لم يبتهجْ برعمٌ
ولم تضحكْ خضرةٌ كأنّها إلى موتٍ مطمئنةٌ
الأرضُ رمادٌ
لم تُطلِقْ صفرةً محتملةً
وهي في تلكَ الساعةِ تكتسي وجهاً كالحاً كوجهيَ الهائمِ
لم تَمْرُرِ الحافلةُ كعادتِها مِن تحتِ البوّابةِ الشهيرةِ
" بوابة براندنبورغ "
إنّما انحرفتْ مُحاذيةً مبنى البرلمان الألماني " الرايشستاغ"
ودخلتْ شارعَ " تحت أشجار الزيزفون" الذي
أعلنَ عصيانَهُ التامَّ على الربيعِ
في تلكَ الساعةِ التائهةِ معي
همٌّ تَلبّسني فلم أعُد أعرفُ أين أتَرجّلُ
هُنا سأنزلُ
قلتُ وهبطتُ معَ الذاكرةِ
ونزلتُ في شارعِ "تحت أشجار الزيزفون"
فهو هُنا منذُ أنْ تشكّلَ الزمنُ
وتسيّدَ الجنونُ
مضتِ الحافلةُ وابتعدتْ
ومضيتُ أُداري وحدتي
حتى تعثّرتُ بدارِ الأوبرا التي كانتْ تغطُّ
في صمتٍ مُطلقٍ
عَبَرَني الجنونُ وما عبرتُ لحظتي
أينَ ؟
أينَ تُطوّحُ بي أحلاميَ وبها أينَ أُطوّحُ ؟
أنا المُسْرِفُ في السوادِ
وللحزنِ أتعبّدُ
أأعبرُ وخطوطيَ سودٌ وطريقيَ ليلٌ يتهادى
سأعبرُ
هذه جامعةُ "هامبولدت "
على صدرِ بوّابتِها الأماميةِ تجثمُ مفارشُ الكتبِ
سأقضيَ وقتاً في الغوصِ ، فهنا البحرُ الذي سيجفُّ
أبحثُ عن دُرّتي الضائعة " دونكيشوت"
وعن نظرةِ المُحاربِ حين يمتطي فرسَ المتاهةِ
سحبتُ قدميَّ ومضيتُ
لا وجهةَ لي في هذهِ الغابةِ
أسيرُ .. أسيرُ أنا الأسيرُ
يَشدَّني إليهِ نصبُ ضحايا الحروبِ
دخلتُ المَبنى خاشعاً
وجدتُهُ عامراً بإكليلِ وردٍ مُهدى مِنِ الرئيسِ المكسيكي
موضوعٌ بعنايةٍ أمامَ النّصبِ
وما عداهُ فكلُّ شيءٍ مكفهرُّ الوجهِ في اللحظةِ الأنحسِ
قلِقٌ أنا
قلِقٌ أنا أيّها الغيابُ
قلقٌ وجزيرتي تتهيّأُ بدرعِها الداعرِ
ترتدي ثيابَ المُحاربِ
وتعلنُ على رَمَقي الأخيرِ الحربَ
تتشهّى طعناً بأجسادٍ ميّتةٍ
تتشهّى صاروخاً تندلعُ نيرانُهُ بصرائفِنا
لماذا أيّها المُشتهى العربيُّ
ونحن لا نملكُ في البردِ أحذيةً لأقدامِ أطفالِنا؟
وتساءلتُ على مضضٍ :
أيُّها الدرعُ العربيُّ أين تقفُ الآن ؟
أين تتواجدُ أيُّها المُستقوي بنصفِ سكّانِ المعمورةِ ؟
عجيبٌ !
ونحن لانُهددُ بيتَاً واهناً هجرتْهُ النِمالُ
أسيرُ وفي ذاكرتي باديةٌ بلا يمنٍ
وأهزُّ للفجيعةِ يداً وأُرددُ :
اليمن أصلُ سلالاتٍ وقد اعتزلَ لعبةَ الرّعيانِ
ربّما في دمِهِ مازالتْ تجري أنفاسُ الحكمةِ
**
" ... بَلَغْنا الرعبَ حتى تخومِهِ
وسَيّرْنا إلى الأممِ مَن يَدرأُ عنّا المَخاطرَ ..."
"... لكنّهم قالوا فاتَتْ عليكُم حياةٌ
وحضرَ في أروقتِكُم موتٌ وماعادتِ تنفعُكُم تلكَ القرائنُ ..."
**
وأنا أُقسمُ بكلِّ رؤوسِ أبقارِ أمريكا
وبكلِّ قناني الويسكي الاسكتلندية المُعتقةِ مِنها
وغير المعتقةِ
أُقسمُ بكلِّ " العُقُلِ " الخليجيةِ والضفائرِ اليهوديةِ
إنَّ العراقَ لا يملكُ طلقةً واحدةً مما ذكرتم
لكن زعيماً تَجَبّرَ علينا
باتَ يُراوغُكم في الأمرِ
وهو ـ كما ترون ـ نفّاجٌ يزأرُ بوسطِ خرابٍ
نحن نعرفُ ابنَ شوارعِنا هذا يتجشأ نصفَ رجولةٍ
ليواريَ ضعفَاً ،خيبةً ، ويسترَ عجزاً
**
في ميدانِ الكسندر دخلتُ حانةً تشعُّ نادلُها شهوةً
أُنثى الجحيمِ المُغيرةُ على غابةِ الجسدِ
امرأةُ النارِ
صبيةُ الشموسِ اللاهبةِ
امرأةٌ تسكنُ رقّةَ الكؤوسِ
قلتُ لها أُريدُ ما في رقّةِ الكأسِ
أُريدُ رضاباً مُعتقاً
أُريدُكِ
أُريدُ كأساً موشّاةً ببريقِ عينينِ ساحرتينِ
ضحكتْ
ثم غَادرتْني تَمْتَطِي الصهيلَ
وحين عادتْ كنتُ مِن عطرِها ثملاً
**
"... إلهي لماذا يأتمرُ الأمريكيون والبريطانيون والأسبانُ في جزرِ الآزورِ البرتغاليةِ
في مؤتمرِ إعلانِ حربٍ ضدّ العراقِ ..."؟
"... لِمَ لَمْ يتآمروا في جزيرةِ العربِ القريبةِ منّا وبحمايةِ درعِ الجزيرةِ ...؟ "
" ... أتفهّمُ موقفَكَ أيُّها السّيدُ طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا المُعادية للعراق ...
ربما أَقْرِنُ هذا الموقفَ بموقفٍ ثأريٍّ فنحن طردْناكُم في العامِ 1958 شرَّ طرداً ... "
"... وأنا أتفهّمُ موقفَكَ أيُّها السيدُ جورج دبليو بوش الإبن المُعادي لَنا
وأُسوّغُ تدميرَكَ للعراقِ كلياً فالأمرُ متعلقٌ بأمنِ إسرائيل والسيطرةِ على منابعِ النفطِ
والحقدِ الأعمى على حضارةٍ لا تملكُها أنتَ ووووو ..."
"... وأنا أعذرُ السيدَ أثنار رئيس وزراء أسبانيا إنْ أعلنَ علينا حرباً ضروساً
فأجدادُنا ابتنوا قصرَ الحمراءِ وبغرناطةَ مَكَثوا دهراً
ومِن حقِّهِ أَنْ يردَّ تلكَ الصفعةَ ـ التي لا ذنبَ لنا فيها ـ إلى وجوهِنا..."
"... إنّما الذي لا أفهمُهُ هو الدورُ البرتغاليُّ في معاداتِنا فنحن لم نفعلْ للبرتغالِ شيئاً سيئاً
وكذلك لم نأتِ فعلاً شائناً لمملكةِ هولندا العظمى
فأجبانُها تملأُ بطونَنا أو لمستعمرةِ استراليا ونحن مَن يقفُ على أبوابِ مسالخِها
مُتلمظاً لطيبِ لحومِها .. زبائنُها نحن ،
ولمْ نَرتكبْ إثماً بحقِّ المُنعتقةِ توّاً مِن عبوديةِ الاشتراكية بولندا
أو بحقِّ مملكةِ الدنمارك المُتَغنّجةِ أو حتى بحقِّ البعيدةِ جدّاً تلكَ اليابان المُسالمةِ
أو لامبراطوريةِ قطر ..."
"... يا إلهي حتى قطر تلكَ الدولةُ المجهريّةُ ،
التي سمعتُ بها أولَ مرّةٍ في حربِ تحريرِ الكويت أو ما يسمى "حرب الخليج الثانية "
في العامِ 1991 حيث أفادتْ وكالاتُ الأخبارِ عن قصفِ الطيارين القطريين لمواقعَ في البصرة
لماذا ؟
لماذا أيّها القطريون ؟
ماذا فعلْنا لكم ؟
أعرفُ أنَّ هذا الزمانَ زمانُكم
وأعرفُ أنكم تستقوون بأمريكا
وأعرفُ أنّ " الجمل لو طاح تكثر سكاكينه"
لكن لماذا ؟
على العراقيِّ العربيِّ أنْ يمتلكَ ذاكرةً قويةً
على العراقيِّ العربيِّ أنْ لا ينسى
إني أدعوك أيّها العراقيُّ العربيُّ الأحمقُ أنْ تحملَ إلى قبرِك ذاكرةَ التاريخ ..."
"... ماذا فعلتَ بنا أيّها الرئيسُ الأحمقُ ... ؟"
"... ماذا فعلتَ بنا حتى جعلتَ بُغاثَ الأرضِ يقتلُنا...؟"
"... مِن جزرِ الآزورِ وجّهتْ القمةُ الرباعيةُ أمراً لمجلسِ الأمنِ
في أنْ يتخذَ قراراً أخيراً يقضي بضربِ العراق .. قراراً واحداً لا غير ..."
"... مِن الآزور أغدقَ علينا العالمُ بهباتِهِ الكثيرةِ ...؟
" ... مِن جزر الآزور سيأتي العالم لمصافحتِنا ... "
" ... سيجلبُ لأطفالِنا الهدايا .. سيجلبُ الموتَ ..."
مِن جزرِ الآزور
مِن جزرِ الآزور
مِن
جزرِ
الآزور
**
جلبتِ النّادلُ معها كأساً صافيةً صفراء
استقبلتُها بابتسامةٍ وغمزةٍ وكلامٍ لثملٍ
يترنَّحُ بين طبولِ الحربِ
قلتُ لها سنخرجُ مِن غرناطة
سنتركُ أرضاً ليستْ لنا
سنتركُ الدُّنيا ونعتذرُ لكم أيّها الأوغادُ عمّا فعلْناه بِكُم قبلَ قرونٍ
لم تفهمِ النادلُ الفاتنةُ ما أُريدُ
إنّما ظلّتْ تُبادلُني ابتسامةً فاتنةً ما أنجبتْ مثلَها أرضٌ
ولَمْ ترقَ إلى سحرِها كلُّ فُتنِ الدُّنيا
**
الحربُ تَحَزّمتْ وباتت تستعرضُ هيبَتَها ونحنُ نخرجُ مِن أردانِ التأريخِ
والنادلُ مازالت منذُ البارحةِ تبتسمُ
والبسمةُ تُستنبتُ
ثمَّ على كلِّ ضفافِ الكونِ تتشجّرُ
والنادلُ تُرافقُني و منذُ البارحةِ لم تفارقْني
والنادلُ تحملُ رقّتَها في كأسٍ صُنِعتْ مِن بتلاتِ الجوري
قلتُ : أُريدُكِ في الكأسِ
صهلتْ
مضتْ إلى طاولةٍ مُجاورةٍ تسبقُ الهواءَ
أحدُهم صار يُغازلُها
لمْ أسمعْ ما قالَ لها
لكنني صرختُ : سيرفضُ السيدُ الرئيسُ مُهلةً
سيحترقُ الوطنُ أيُّها الرجالُ
هذا رجلٌ مجنونٌ ونحنُ مثلهُ
وقادةُ العالمُ مجانينُ ونحن مثلهم
سنؤخذُ بجريرةِ مجنونٍ
**
والعهرُ في أَعتى تجلياتِهِ
البغيّ في أبغضِ حالاتهِ رأيتُ العالمُ يتحجّرُ
ويُغلقُ أبوابَ الليلِ
ونحن في الثامنِ عشر مِن آذار
ولم نقرأْ سطوراً مِنِ "الثامن عشر مِن برومير .. نابليون بونابرت"
**
حلِّي ببابِ المُشتهى ضفيرتَكِ الذّهبَ واتبعي نداءَ روحي
أو اتبعي بصمتٍ خفقانَ قلبي
كم شهيةٍ أنتِ مثلَ كرمةٍ كلّما أعتصرتُها تدفّقَ مِن مبسمِها النبيذُ
وكم عذبٍ هذا النبيذُ
وأنا مازلتُ أتشبثُ كالمجنونِ برشاقةِ الكأسِ
وعلى بهائِها أتفحّصُ ، حين تأخذُني سكرةٌ ، طَبْعَ أناملِكِ
اليومَ وحيداً أُنادمُ صمتَ الحانةِ
والحانةُ الثملةُ ما أجمَلَها حينَ تتمايلُ !
وقد تطيّبتْ بقطرةِ عرقٍ نضحَها النّهرُ المسكونُ بحرائقِ الأزلِ
يالرحيقِ الصّدرِ حينَ يلتهبُ !

**
"... فلترفضْ قراراً أممياً يا سيادةَ الرئيسِ مادمنا حطباً أبدياً
نحن شعلة التاريخِ السرمدية ..
نحن محرقة الشرقِ التي لا تنطفيءُ .
في البرلمانِ البريطانيّ يتبخترُ السيدُ طوني بلير
كان مزهواً كالطاووسِ بفوزِهِ.
لقد انتزعَ مِن غابةِ الحميرِ عفواً أقصدُ " مجلس العموم البريطاني " قراراً بالحربِ علينا
نحن الأوغاد .
في تلك الأثناءِ صوّتَ مجلسُ العموم البريطانيّ هذا لصالحِ الحربِ
والعراقيون في فمِ الرّحى تطحنُهم ليلَ نهارَ..."
**
دعيْنا نتعرّ أيتُها النادلُ .. دعيْنا نتبرّجْ بعرينا .. نتعرّقُ ونأتلقُ
ومِن قطرةِ عَرَقٍ خارقةٍ يسكبُها الجسدُ نسكرُ
ومعنا تسكرُ الأنحاءُ
تفتحُ بابَ الأكوانِ وتقولُ بغُنجٍ آسرٍ:
خُذْ رشفةً مِن كأسيَ أو مِن فمِي
أُكررُ تقولُ بغنجٍ آسر
**
للأربعاءِ أوجهٌ مُختلفةٌ .. أوجهٌ عديدةٌ
فهي أربعاءُ الرّمادِ
والأربعاءُ الدّامي
والأربعاءُ الأسود
وأربعاءُ الفرحِ
والأربعاءُ الحزينة
وأربعاءُ الأعراسِ
وأربعاءُ الموتِ والميلادِ والمضاجعةِ والمُلاقحةِ والمُسافدةِ والخيانةِ
والأربعاءُ الأبيض والأحمر
وطِيري بنا أيتها الطائرةُ / الحانةُ ، وتتواردُ الأخبارُ عَبْرَ وكالاتِ الأنباءِ
وشاشاتِ التلفزةِ وإذاعاتِ الأوغادِ أنّ خَطْفَاً قد وقعَ
لجنودٍ عَبَروا صحراءَ لَحدِهم ذاتَ ظهيرةِ والحربُ ما بدأتْ .
هل بدأتِ الحربُ ؟
الحربُ التي نحن فاكهتُها منذُ ربعِ قرنٍ
استعجلتْنا مثلَ كلِّ مرّةٍ لتقطفَ مِنّا أينعَ الثمار
أيّها المُحاربُ أنا كنتُ جندياً مثلكَ
وبكلِّ محبةٍ أدعوكَ إلى الحانةِ
إلى كأسٍ مُبرّدةٍ
نشربُ سويةً نخبَ اعتزالِكَ الحربَ
هل تُلبّيَ دعوتي ؟
أنا أدعوكَ إلى الخيانةِ
في زمنٍ يسقطُ فيه شرفُ العالمِ
**
ما الذي تُريدُهُ مِن بلدي أيّها السيدُ المجنونُ جورج دبليو بوش الابنُ والأبُ ؟
هل ترى بغدادَ في الليلِ ؟
هل تستحقُّ مدينةُ السلامِ أنْ تُقصفَ بوردةٍ بيضاء ؟
جامدةٌ هي الشاشةُ أمام بهاءِ بغداد
أمام هدوئها
أمام استلقائها المسالمِ
أيُّ عروسٍ أنتِ في هذه الساعةِ ؟
أيُّ فاتنةٍ ترتمي ببراءةِ العذارى على ضفّتي الحنينِ ؟
**
جامدةٌ هي الشاشةُ أيتها النادلُ الجميلةُ ، المتألقةُ ، المُتأنقةُ
أنا أحبُّكِ لأنكِ نادلٌ ولكِ طعمُ الحضورِ
وللنُدلِ عدلٌ فهنّ يوزّعْنَ رحيقاً بكرمٍ بين الناسِ
النادلُ تُسكرُني حين تدخلُ أنفاسَ الكأسِ
وحين تأخذُ لونَ الكأسِ
أحبُّكِ لأنكِ طيبةٌ ولأنكِ فوّاحةٌ كالنعناعِ
ولأنكِ أشهى مِنِ الاشتهاء
أنتِ ألذُّ خمرةً وأرقُّ عصفورةً اكتنفتْ حانةً
هل تَرَيْنَ بغدادَ ؟
هي هادئةٌ في السّحَرِ
ودجلةُ هادئٌ هو الآخر
بغدادُ تضحكُ في الظلامِ
تدمعُ في الظلامِ
تبكي على ضفافِ دجلة
الإنارةُ في سَحَرِ بغداد تُزيدُها سِحْراً
إلى جواري اجلسي وتمتّعي بهذا المشهدِ الفاتنِ
بغدادُ عندَ الفجرِ
تمتّعي برؤيتِها قبلَ الذّبحِ
تقتربُ النادلُ
إلى جواري تجلسُ ونتفحصُ سويةً ـ مِن على شاشةِ التلفازِ ـ سِحْرَ بغداد
أخذتْني إغفاءةٌ
كنتُ إلى جوارِ النادلِ أو هي إلى جواري
**
في يدي وضعتِ النادلُ كأساً
قالت : فلْتَسْكرْ
وتركتْ ابتسامتَها ترتسمُ في فضاءِ الحانةِ

30 ـ 3 ـ 2003 برلين



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيثارة مَدْيَن رواية
- حين يأتي الصباح
- خُذِي وردةً وأَبْحِري بِها
- آخر المُشاكَسَات
- إلى هُنالكَ يا زرقاءُ نرتحِلُ
- سأحتفي بكَ أيُّها القمر
- مِن أجلِها لا تنم أيُّها الليلك
- الرّبابنة
- مشهدٌ للرحيلِ الأخير
- الطارئون
- حين استبدَّ بكَ الوهنُ
- أنتِ مَن يقود البحرَ
- كرستينا جميلة منذ الأزل
- نصوص مُتنافرة
- التشكيل الشعري
- نصوص الشارتيه
- غوايةُ المُضارع
- البكاء على وطنٍ خذلناه
- نصوص لم تقل شيئاً
- الأُمنيّةُ الأخيرةُ للنورسِ وقصائد أخرى


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - النادل