أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - راي برادبري: الجريمة الكاملة تماما















المزيد.....

راي برادبري: الجريمة الكاملة تماما


عادل صالح الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


الجريمة الكاملة تماما
راي برادبري


كانت فكرة لجريمة كاملة تماما، مبهجة على نحو لا يصدق، بحيث جعلتني ابدو بالنسبة لأميركا كلها كأنني فقدت نصف عقلي.
كانت الفكرة قد خطرت ببالي لسبب ما في عيد ميلادي الثامن والأربعين. اما لماذا لم تخطر ببالي في الثلاثين او الأربعين فهذا ما لا استطيع تفسيره. ربما كانت تلك سنين طيبة ابحرت خلالها متجاهلا مرور الزمن وتجمع الثلج على صدغيّ او نظرة الاسد التي تلوح على عينيّ.
على اية حال، ففي عيد ميلادي الثامن والأربعين، بينما كنت مستلقيا في الفراش تلك الليلة بجانب زوجتي، واطفالي نائمون في غرف منزلي الهادئة المضاءة بضوء القمر، اتت الفكرة:
سأنهض واذهب في الحال واقتل رالف اندرهل.
رالف اندرهل! هتفت قائلا، ومن هو؟
بعد ست وثلاثين سنة، اقتله؟ لماذا؟
السبب، قلت مع نفسي، السبب ما فعله بي عندما كنت في الثانية عشرة.
استيقظت زوجتي بعد ساعة على سماع ضوضاء. نادتني قائلة:
"دوغ؟ ماذا تفعل؟"
قلت: "احزم امتعتي استعدادا لرحلة."
"اوه،" قالت مدمدمة، ثم انقلبت الى جنبها الآخر وغفت.
"اصعدوا، اصعدوا جميعا! " كانت صيحات عامل القطار تتجه نحو رصيف المحطة.
اخذ القطار يهتز ويطلق دويا .
"الى اللقاء!" صحت وانا اقفز الى السلم.
هتفت زوجتي قائلة: "اتمنى ان تطير في يوم ما!"
تأملت: اطير؟ وافسد التفكير بالجريمة وانا اقطع المسافات؟ افسد تزييت المسدس وحشوه وتخيل وجه رالف اندرهل حين اخرج له متأخرا ستا وثلاثين عاما كي اصفي حسابات قديمة؟ اطير؟ لماذا، انني افضل ان اقطع البلاد طولا وعرضا مشياً على القدم، واتوقف في الليل لاشعل ناراً واقلي مرارتي ولعابي المر واعاود التهام عداواتي القديمة المحنطة والتي لا تزال مع ذلك تنبض بالحياة، واتحسس تلك الكدمات التي لم تشفَ ابداً. اطير؟!
تحرك القطار واختفت زوجتي.
انطلقت متجها نحو الماضي.
حين اجتزنا كنساس في الليلة الثانية، ضربتنا عاصفة رعدية جميلة. بقيت مستيقظا حتى الرابعة صباحا انصت الى عصف الرياح والرعود. وفي ذروة العاصفة، رأيت وجهي، صورة سالبة في الغرفة المظلمة على زجاج النافذة البارد وفكرت:
الى اين ذاهب هذا المغفل؟
لقتل رالف اندرهل!
لماذا؟ لأن!
أ تذكر كيف ضرب ذراعي؟ كدمات. كستني الكدمات، على كلا ذراعيّ؛ كدمات زرقاء داكنة، سوداء مرقشة، صفراء غريبة. اضرب واهرب، هكذا كان رالف، اضرب واهرب..
ومع ذلك.. . كنت تحبه؟
نعم، كما يحب الفتية الفتية عندما يكون الفتية في الثامنة او العاشرة او الثانية عشر والعالم بريء والفتية شريرون اكثر من الشر لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون ولكنهم يفعلونه على اية حال. لذلك فعلى مستوى سري ما، كان عليّ ان اتلقى الاذى. نحن الصديقان العزيزان اللطيفان كنا يحتاج احدنا الآخر. أنا لأُضرب، هو ليضرب. كانت ندبي علامة حبنا ورمزه.
ما الشيء الآخر الذي يجعلك تريد قتل رالف اندرهل بعد مضي كل هذا الوقت؟
كانت صافرة القطار تصرخ والريف الليلي يتدحرج على الجانبين.
وتذكرت ربيعا اتيت فيه الى المدرسة مرتديا بدلة صوفية قصيرة جديدة ورالف يسقطني ارضا ويدحرجني في الثلج والوحل البني الرطب، ورالف يضحك وآنا اعود الى المنزل، وجهي يكسوه العار ويغطيه الطين، خائفاً من نيل علقة قبل ارتداء ملابس جافة جديدة.
اجل! وماذا بعد؟
أ تذكر تلك الدمى الطينية التي كنت تتوق لجمعها من عرض طرزان الاذاعي؟ تماثيل طرزان والقرد كالا والاسد نورنا مقابل خمسة وعشرين سنتا فقط؟! اجل، اجل! جميلة! حتى في هذه اللحظة ، لا تزال في ذاكرتي، اوه صراخ الانسان القرد وهو يتدلى بين الادغال الخضراء النائية وهو يولول! ولكن من كان يملك خمسة وعشرين سنتا في ذروة الكساد الكبير؟ لا احد.
ما عدا رالف اندرهل.
وفي احد الايام سألك رالف ان كنت تريد احد هذه التماثيل.
وصرخت قائلا: اريد ! اجل! اجل!
كان ذلك في الاسبوع نفسه الذي اعطاك فيه اخوك قفاز البيسبول القديم ولكن غالي الثمن خاصته في نوبة محبة غريبة ممزوجة بالاحتقار.
قال رالف: "حسناً، ساعطيك تمثال طرزان الاضافي خاصتي ان اعطيتني قفاز البيسبول ذاك."
وفكرت: مغفل! التمثال يساوي خمسة وعشرين سنتا. القفاز يكلف دولارين. ليس عدلا! لا تفعل ذلك!
لكنني عدت مسرعا الى منزل رالف ومعي القفاز واعطيته اياه واعطاني هو تمثال طرزان مبتسما ابتسامة تحقير اسوأ من ابتسامة اخي وعدت جريا الى منزلنا وانا اكاد انفجر من الفرح.
لم يكتشف اخي امر قفاز البيسبول العائد له والتمثال طيلة اسبوعين، وعندما اكتشفه تخلى عني بينما كنا نتنزه في حقول الريف وتركني وحيدا ضائعا لانني كنت مغفلا جدا بالنسبة له.
"تماثيل طرزان! قفازات بيسبول!" صرخ قائلا "هذا آخر شيء اعطيه لك!"
وفي مكان ما على الطريق الريفي استلقيت وبكيت واردت ان اموت لكنني لم اعرف كيف اتخلى عن القيء الاخير الذي كان شبحي التعيس.
ودمدم الرعد.
وسقط المطر على نوافذ عربة قطار بلمان الباردة.
ماذا بعد؟ أهذه هي القائمة؟
كلا. ثمة شيء اخير واحد، افضع من كل ما تبقى.
طوال السنوات التي كنت تذهب فيها الى منزل رالف لترمي الحصى الصغيرة على نافذته التي يكسوها ندى السادسة صباحا المنعش في الرابع من تموز او لتدعوه لمشاهدة وصول فرق السيرك عند الفجر في محطات القطار الزرقاء الباردة المنعشة اواخر آب او تشرين الاول، طوال تلك السنوات، لم يهرع الى منزلك ولا مرة واحدة.
لم يثبت صداقته بمروره بمنزلك ولا حتى مرة واحدة، لا هو ولا اي شخص آخر طوال تلك السنين. لم يطرق بابك احد. لم تطقطق نافذة غرفة نومك وتقرع بفعل نثار الحصى والأحجار الصغيرة المرمية عليها.
وكنت تعرف دائماً، ان اليوم الذي توقفت فيه عن الذهاب الى منزل رالف، لتمر به في الصباح، سيكون اليوم الذي تنتهي فيه صداقتكما.
لقد اختبرت ذلك مرة. ابتعدت اسبوعا كاملا. لم ياتِ رالف لزيارتك ابداً. كان الأمر كانك مت ولم يحضر احد جنازتك.
حين قابلت رالف في المدرسة، لم يكن ثمة مفاجأة، ولا سؤال، ولا حتى خويط فضول ليسلت من معطفك. اين كنت يا دوغ؟ اريد شخصا اضربه. اين انت يا دوغ، ليس ثمة من اعذّبه؟
اجمع كل الخطايا مع بعضها. ولكن فكر بالأخيرة على وجه الخصوص:
انه لم يأتِ الى منزلي قط. انه لم يغن لفراشي في الصباح الباكر ولم يرم الحصى رمي رز الزفاف على زجاج نافذتي الشفاف ليدعوني كي انزل الى الفرح وايام الصيف.
ولهذا الشيء الاخير، يا رالف اندرهل، فكرت، وآنا جالس في القطار في الساعة الرابعة صباحا، بينما كانت العاصفة تهدأ، ووجدت دموعا في عينيّ، لهذا الشيء الاخير والنهائي، لهذا سوف اقتلك ليلة الغد.
وفكرت: جريمة بعد ست وثلاثين سنة. يا الهي، انك اشد جنونا من آهاب(1).
اخذ القطار بالعويل. كنا نجري عبر البلاد مثل الاهة ميكانيكية من آلهة القدر اليونانية تحملها الاهة معدنية سوداء من آلهة الثأر الرومانية.
يقولون انك لا يستطيع الذهاب الى الديار ثانية(2).
تلك كذبة.
فلو كنت محظوظا وقمت بالتوقيت الصحيح فستصل عند غروب الشمس حين تكون البلدة القديمة يغمرها الضوء الاصفر.
ترجلت من القطار وسرت متجولا في غرين تاون ونظرت الى دار القضاء، وكانت تتوهج بضياء الغروب. كانت كل شجرة يتدلى منها قطع نقدية ذهبية ملونة. كل سقف وافريز وزخرفة من النحاس الخالص والذهب الأثري.
جلست في ميدان دار القضاء مع الكلاب والرجال المسنين حتى غابت الشمس و خيم الظلام على غرين تاون. اردت ان اضيف نكهة الى موت رالف اندرهل.
لم يرتكب احد في التاريخ جريمة كهذه.
سوف امكث واقتل واغادر، غريبا بين غرباء.
كيف سيجرؤ احد على القول، وهو يعثر على جثة رالف اندرهل على عتبة بابه، ان فتى في الثانية عشرة، بعد وصوله على قطار آلة زمن من نوع ما، قاطعا رحلة احتقار للذات شنيع، قد اردى الماضي قتيلا؟ كان ذلك يتخطى حدود كل ما هو معقول. كنت بمأمن في جنوني المحض.
اخيرا، في الثامنة والنصف من هذه الليلة التشرينية الباردة، قطعت البلدة سيرا وعبرت الوادي.
لم اشك ابدا ان رالف لا يزال هناك.
الناس طبعا يتنقلون...
استدرت عند شارع المتنزه وسرت مائتي ياردة نحو عمود نور وحيد ونظرت عبر الشارع. كان منزل رالف اندرهل الابيض ذو الطابقين على الطراز الفكتوري بانتظاري.
شعرت انه في الداخل.
لقد كان موجودا، في الثامنة والأربعين من العمر، مثلما شعرت بنفسي موجودا هنا، في الثامنة والأربعين، تملؤني روح متعبة مسنة تلتهم نفسها.
خطوت مبتعدا عن الضوء، فتحت حقيبتي، وضعت المسدس في جيب معطفي الأيمن، اغلقتها وخبأتها بين الادغال حيث سآخذها فيما بعد واسير نحو الوادي ثم اجتاز البلدة نحو القطار.
عبرت الشارع ووقفت أمام منزله، وكان المنزل ذاته الذي كنت قد وقفت أمامه قبل ست وثلاثين سنة. كان هناك النوافذ التي كنت ارمي عليها باقات الحجارة الربيعية تلك بحب واستسلام تامين. وكان هناك ارصفة المشاة التي تعلوها البقع من اثر احتراق المفرقعات النارية خلال ايام الرابع من تموز القديمة بعد ان نقوم أنا ورالف بتفجير العالم الملعون برمته خلال احتفالاته الصاخبة.
سرت في الرواق ورأيت على صندوق البريد بحروف صغيرة : "اندرهل".
ماذا لو اجابت زوجته؟
فكرت: كلا، هو نفسه، بتمام وكمال التراجيديا الاغريقية، سيفتح الباب ويتلقى الاصابة، وبشيء من السعادة يموت مقابل جرائم قديمة وآثام صغيرة كبرت على نحو ما لتصبح جرائم.
قرعت الجرس.
تساءلت: هل سيعرفني بعد كل هذا الوقت؟ في اللحظة قبل الطلقة الاولى اخبرْه باسمك. يجب ان يعرف ما اسمك.
صمت.
قرعت الجرس ثانية.
قرقعت قبضة الباب.
تحسست المسدس في جيبي، قلبي يدق مثل المطرقة، لكنني لم اخرجه.
انفتحت الباب.
وقف رالف اندرهل هناك.
طرفت عيناه محملقا بي.
قلت : "رالف".
قال: "اجل—؟"
وقفنا هناك، ممزقين، لبرهة لا يمكن ان تزيد على خمس ثوانٍ. لكن اشياء عديدة حدثت في تلك الثواني الخمس الخاطفة.
رأيت رالف اندرهل.
رايته بوضوح.
ولم اكن قد رأيته منذ ان كنت في الثانية عشرة.
حينها كان يعتليني ليلكم ويضرب ويصرخ.
والآن هو رجل مسن ضئيل.
وانا خمسة اقدام واحدى عشرة بوصة.
الا ان رالف اندرهل لم يكبر كثيرا بعد سنته الثانية عشرة.
الرجل الذي وقف أمامي لم يزد على خمسة اقدام وبوصتين.
اعتليته.
لهثت. حدقت. رأيت المزيد.
كنت في الثامنة والأربعين من العمر.
لكن رالف اندرهل، وهو في الثامنة والأربعين، فقد معظم شعره، وما تبقى منه نتف رمادية وسوداء وبيضاء. بدا في الستين او الخامسة والستين.
كنت بصحة جيدة.
كان رالف اندرهل شاحبا شحوب الشمع. يلوح على وجهه ما يوحي بأنه كان يعلم بمرضه. فقد سافر في ارض لا تشرق عليها الشمس، وبدت في عينيه نظرة غائرة ومحطمة، ونفسه يبعث رائحة زهور الجنائز.
كل هذا كان، بعد ان أدركته، مثل عاصفة الليلة الماضية، وهي تستجمع كل رعودها وبروقها في دوي متوهج واحد. كنا واقفين وسط الانفجار.
فكرت: أهذا اذاً ما جئت من اجله؟ هذه اذاً هي الحقيقة. هذه اللحظة المريعة من الزمن. ان لا اسحب السلاح. ان لا اقتل. كلا، كلا. ولكن ببساطة—
ان أرى رالف اندرهل على حقيقته في هذه اللحظة.
هذا كل شيء.
مجرد ان اكون هنا، ان اقف هنا، وان انظر الى ما اصبح عليه.
رفع رالف اندرهل احدى يديه في ايماءة تنم عن شعور بالدهشة.
ارتجفت شفتاه، مسحت عيناه جسمي من اعلاه الى ادناه مسحا خاطفا، وعقله يقيس هذا العملاق الذي يخيم كالظل على بابه. واخيرا خرج صوته ضئيلا جدا وواهنا جداً:
"دوغ—؟"
ارتددت.
"دوغ؟" قال وهو يلهث: "أهذا أنت؟"
لم اكن اتوقع ذلك. الناس لا يتذكرون! انهم لا يستطيعون ان يتذكروا! كل تلك السنين؟ لماذا عليه ان يعرف، ان يعبأ، ان يستذكر، ان يتعرف علي، ان ينادي علي؟
خطرت لي فكرة جامحة وهي ان ما حصل لرالف اندرهل هو ان نصف حياته انهار بعد ان غادرت البلدة. لقد كنت محور حياته، الشخص الذي يهجم عليه ويضربه ويلكمه ويملأ وجهه بالكدمات. حياته كلها تقوضت بمجرد ان بعدت عنه قبل ست وثلاثين سنة.
هراء! ومع ذلك، فان فأرا صغيرا مجنونا من فئران الحكمة ركض داخل راسي وزعق بما يعرف: لقد كنت بحاجة الى رالف، ولكن الاكثر من ذلك! كان هو يحتاجك! وقد فعلت الشيء الذي لا يغتفر، الشيء الذي يخلف جرحا! اختفيت.
"دوغ؟" كرر قائلا لأنني كنت صامتا واقفا هناك في المدخل ويداي على جنبيّ:"أهذا أنت؟"
تلك كانت اللحظة التي جئت من اجلها.
عند مستوى ما من مستويات الدم الغامضة، كنت دوما اعرف بانني لن استخدم السلاح. لقد جلبته معي، اجل، ولكن الزمن كان قد وصل قبلي، والعمر وحالات موت اصغر واشد فضاعة....
طاق.
ست اطلاقات في القلب.
لكنني لم استعمل المسدس. همست فقط بصوت الاطلاق بفمي. ومع كل همسة أصبح وجه رالف اندرهل اكبر بعشر سنين. وهمست: "طاق، طاق، طاق، طاق، طاق، طاق".
اهتز جسمه من أثر ذلك.
"أنك ميت، اوه يا الهي، أنك ميت يا رالف ".
استدرت ونزلت السلالم حتى وصلت الى الشارع، ثم نادى:
"دوغ؟ أهذا أنت؟"
لم اجبه اثناء سيري.
صاح قائلا بوهن: "اجبني يا دوغ! دوغ سبولدنغ، أهذا أنت؟ من هذا؟ من أنت؟"
اخذت حقيبتي وولجت سيرا ليل الصراصير وظلمة الوادي وعبرت الجسر وتسلقت السلالم ومضيت.
"من هذا؟" سمعت صوته يولول للمرة الأخيرة.
بعد مسافة بعيدة التفت الى الوراء.
كانت جميع الاضواء في منزل رالف اندرهل مشتعلة. بدا الأمر كأنه طاف في ارجاء المنزل واشعلها كلها بعد ان غادرت.
على الجانب الآخر من الوادي توقفت عند المرجة المقابلة للمنزل الذي ولدت فيه.
ثم التقطت قليلا من الحصى وفعلت الشئ الذي لم افعله قط طوال حياتي.
رميت الحصى لأقرع النافذة التي كنت استلقي جنبها كل صباح طوال الاثنتي عشرة سنة الاولى من عمري. ناديت على اسمي، ودعوتني باسم الصداقة كي الهو ذات صيف طويل لم يعد موجودا.
وقفت انتظر وقتا يكفي لهبوط ذاتي الأخرى الفتية كي ترافقني.
ثم بسرعة، خرجنا من غرين تاون راكضين هاربين نسبق الفجر، عائدين، نحمدك ايها الرب العزيز، عائدين نحو الزمن الحاضر لما تبقى من حياتي.



-----------------------------------
1- بطل رواية "موبي دك" لهيرمان ميلفل وهو قبطان سفينة مهووس بقتل حوت ابيض.
2- عبارة "انك لا تستطيع الذهاب الى الديار ثانية" هي عنوان رواية لتوماس وولف. الشخصية الرئيسية في الرواية يعاود زيارة بلدته الاصلية فيخيب امله للتغييرات التي يجدها فيها.



#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جين هيرشفيلد: ثلاث ثعلبات جنب حافة الحقل عند الغسق
- ترجمة لقصيدة ((حلم يحايل طريدته)) للشاعر جواد غلوم ترجمها ال ...
- توماس هاردي – من حكايا اشباح عيد الميلاد
- مهجة قحف – احتضان فاطمة في النور
- اسئلة الامتحانات الوزارية للغة الانكليزية تضعها لجان تجهل اس ...
- جون كيتس – عن الجُندب والجُدجُد
- قصص من ست كلمات
- جين رايكهولد – هايكو
- وليم ويردزويرث – قصيدتان عن لوسي
- لويس سمبسون - الرجل الذي تزوج المجدلية
- ن. سكوت موماداي - اغنية فرح تسواي- تالي
- جوي هارجو - خريطة للعالم القادم
- قراءة في كتاب ((المؤمن الحقيقي: افكار حول طبيعة الحركات الجم ...
- تد هيوز - البدر وفريدا الصغيرة
- جون جوردن - واحد ناقصا واحدا ناقصا واحدا
- دنيز لفرتوف – السر
- روبرت بلاي - يصعب على البعض ان يتموا جملا
- تشارلز سيميك - فندق الفردوس
- تشارلز سيميك - معرض القرية
- جويس كارول اوتس - البنية الأدبية: مقالة في تغريدات


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل صالح الزبيدي - راي برادبري: الجريمة الكاملة تماما