أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض السندي - العبادي وحكومته المشلولة














المزيد.....

العبادي وحكومته المشلولة


رياض السندي
دكتوراه في القانون الدولي، محام، أستاذ جامعي، دبلوماسي سابق، كاتب

(Riadh Alsindy)


الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 07:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عندما كلّف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة بتاريخ 11 آب/ اغسطس 2014 وفي ظروف استثنائية صعبة من سيطرة داعش على ثلث العراق وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة قبل بها ووافق عليها مندفعا دون ادراك لعمق المشاكل والصعوبات وبدا متحمسا في البداية بعد ان وضع شرطين لاختيار الوزراء وهما الكفاءة والنزاهة . الا ان الكتل السياسية استطاعت ان تحرفه عن تطلعاته التي بقيت مجرد امنيات يحلم بها خاصة وعكست شخصيته الضعيفة عدم قدرته على مواجهة حيتان الكتل السياسية ، فاعترف ومنذ اليوم الاول بان الكتل لم تتعاون معه وفرضت عليه شخصيات لم يكن يريدها، كما عاد اقطاب العملية الاساسية من الباب الخلفي تحت مسمى نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء وهم اقطاب الكورد والشيعة والسنة وأهملوا الأقليات الاخرى . والى جانب كل ذلك ، فقد ضاعف من مشاكله وقلقه تصرفات سلفه نوري المالكي الذي ظّل محتفظا بقوته حتى بعد الغاء منصبه كنائب لرئيس الجمهورية.

ونسي العبادي ان مصمم العملية برمتها هو المهندس الامريكي الذي حذره الرئيس اوباما من ان أمامه سنة لإثبات كفاءته وقدرته على التغيير ، مع عبارة (تذكر ان الذئب على الباب)، وقد اعتقد العبادي بسذاجته المعتادة ان الذئب يقصد به داعش ، فركّز كل جهوده عليه ، في حين فاجأته الوقائع انه يمكن ان يكون اي شخص بمن فيهم احد اقطاب الطائفة الشيعية ذاتها كالسيد مقتدى الصدر، الذي اكتسح الساحة السياسية وانتزع زمام المبادرة من الحراك المدني الشعبي واقتحم حصن الحكومة المنيع واستطاع بمهارة سياسية وحزم لا يلين وبشكل مختلف هذه المرة عن شكل جمع التواقيع لسحب الثقة من حكومة المالكي عام 2012، وان يضع حدودا لمماطلات العبادي وتسويفاته وفق الأسلوب البريطاني الذي يكتسب العبادي جنسيته . وكانت طريقة دخوله اسهل مما تصورها العبادي الا ان نتائجها ستكون مماثلة ان لم تكن اقسى من نتائج دخول داعش . وبعد ان قرر مقتدى الصدر نقل مكان خيمته لتكون امام مجلس النواب بتاريخ 31 نيسان 2016 .

وقد ضاعف من التذمر الشعبي ضد العبادي شخصيته التي تفتقر للحزم والشجاعة وحتى الاقناع وكسب الرأي العام الذي سانده كثيرا ووقفت الى جنبه المؤسسة الدينية . ولم يستطع استغلال الفرص المتاحة أمامه، لا بل لم يستطيع حتى ان يعبر عن نوايا طيبة قد تحسب لها يوم الحساب الشعبي. وبذلك فقد افترق عن سلفه المالكي الذي كان يتصارع مع الكتل السياسية من خلال وزرائهم في حكومته، فان العبادي قد ترك الحبل على الغارب في تعامله معهم ومع كتلهم من خلالهم ، لذا بدت حكومته كسيحة تسودها الفوضى والانفلات. وظل حلمه البسيط مقتصرا على إكمال مدته القانونية كرئيس الوزراء لاربع سنوات. الا ان هذا الحلم البسيط الذي يبدو منطقيا في ظل ظروف الاستقرار يصبح مستحيلا في ظل الظروف الاستثنائية .
وفي هذه الحالة فان الوفاة أفضل من الذلة والمهانة التي تعقب الشلل .

30 آذار 2016



#رياض_السندي (هاشتاغ)       Riadh_Alsindy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الكبار المريب
- الاعتصام في العراق -وجهة نظر قانونية-
- على اعتاب الثورة في العراق - الطموحات والمعوقات والحلول
- دولة الكهولة في العراق
- سفير العراق في نيويورك وازمة التوغل التركي
- ثورة لا انقلاب في العراق
- الفضائيون في وزارة الخارجية
- فشل الدبلوماسية العراقية في مجلس حقوق الانسان
- هوشيار زيباري خارج وزارة الخارجية
- سماسرة السياسة في العراق او هوش من زمن بوش
- هل ينظف اوباما قذارة بوش في العراق
- اسباب الانهيار السريع للسلطة في العراق


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض السندي - العبادي وحكومته المشلولة