أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام محمد - تقريب العلمانية على ثلاثة مستويات.. فلسفية و اجتماعية و سياسية..














المزيد.....

تقريب العلمانية على ثلاثة مستويات.. فلسفية و اجتماعية و سياسية..


اجرعام محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا المقال.. سوف احاول ان اقرب العلمانية على ثلاثة مستويات:
المستوى الاول فلسفي وهو اعلاء كلمة العقل و منحه الاستقلال الذاتي حتى ينتج و يبدع دون اية خطوط حمراء او اية ممارسة قمعية تكبله و تضع عليه الحجر.. اذا اقول للذين يرفضون العالمانية و في نفس الوقت يؤمنون بهذا المبدأ السامي.. اقول لهم ان كنت فعلا بالعقل و بالعلم والفكر و ان القرآن يقول افلا تعقلون افلى تتدبرون.. و قل سيرو في الارض و انظروا كيف بدأ الخلق كما فعل داروين.. افلى ينظرون الى الابل كيف خلقت كما يفعل علماء البيولوجيا و التطوريين.. ينبغي ان تفعل ذلك دون الاعتراض على النتائج التي يتوصلون اليها.. اذا كانت في نيتك ان ترفض النتائج التي سوف يتوصلون اليها.. سوف تكرر المسلسل الدرامي الذي حدث مع عباس ابن فرناس الذي اتهم بالسحر حين كان يمارس الكيمياء في مختبره.. و سوف تحرق كتب الثيولوجيين المتنورون كما احرق اجدادك كتب ابن رشد.. و الخطاب هنا موجه للاخر طبعا الذي يقول لي ان القرآن مليء بالخطاب العقلاني و انه يؤمن بالعقل لكن قدرته محدودة على اكتشاف الحقائق.. خصوصا حين تكون الحقائق و النتائج التي سيتوصل اليها تخالف المعتقدات الدينية..
المستوى الاجتماعي وهو الاختلاف.. ان تقبل الاخر كما هو بغض النظر عن معتقده و فكره و لونه و عرقه و نسبه و لسانه الى اخره و ان تعلم بان الايمان قد يزدهر بشكل جميل و معتدل في ظل الدولة العلمانية التي تحمي حرية المعتقد.. قد تكون هناك اغلبية مؤمنة بدين معين في دولة معينة.. لكن بقية الشعب هم مواطنون لهم الحق ان يمارسوا اختلافهم في ظل حماية القانون.. و هذا لا يقبله المسلم الذي يقول لي وهو يريد ان يوهمني و كانني مغفل كبرت في كوكب عطارد : فمن شاء فل يؤمن و من شاء فل يكفر.. طيب.. بداية الاية تقول وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. اي ان الحق موجود مسبقا و هذا الحق هو الحقيقة المطلقة.. ان لم تؤمن به فانت على ظلال.. و هذا لا يمهد المسلم لقبول الاختلاف حين ينظر نحو الاخر بنظرة استعلاء على انه ضال و يدعوا له بالهداية او يقوم بالتحايل عليه حتى يقنعه بالعدول عن افكاره و معتقداته التي تجعله مختلف.. للمسلم الحرية طبعا في نشر ما يؤمن به لكن ليس له الحق ان ينافق و يكذب وهو يعلم ان الدولة او ربما لا يعلم ان الدولة المغربية ادخلت نسق التلقين الدين الى الكتاب القرآني الذي نشرته في البداية في القرى ثم نقلته الى المدرسة في المدن حتى يمارس نفس التلقين على الاطفال.. ناهيك عن التربية الدينية التي يتلقاها في البيت و الشارع و الاعلام.. في نفس الوقت يتم قمع بقية الافكار و المعتقدات و لا تمنحها الفرصة للتعبير بحرية.. اذا كل هذا ساهم في انعدام التواصل و تقبل الاخر كما هو.. لان هذا التلقين الديني الجامد يقسم العالم الى فسطاطين.. فسطاط المدنس و المقدس.. المقدس هو ما يؤمن به المسلم و المدنس هو ما يوجد عند غير المسلم.. و العلمانية ضد هذا تماما في شقها الاجتماعي..
المسوى السياسي وهو الذي يعرفه الاخوة المسلمون.. فصل الدين عن السياسة و الاحتكام بين امور الناس بما هو ارضي وضعي من وضع العقل البشري عن طريق الاجماع.. كمثال اطرحه لنتصور اننا نعيش في عمارة و في تلك العمار يسكن الزرادشتي و المسلم و اليهودي و الملحد و النصراني و البوذي و كل الطوائف و الاديان و حتى الذي لا يؤمن بأي دين معين.. كيف سنسير امور تلك العمارة بيننا بما يضمن المصلحة و المساواة للجميع؟؟ المسلم لا يقبل ان تقول له اننا يجب ان نجتمع لصيغ دستور نضعه نحن بشكل عقلاني جماعي متدارس بيننا حتى نضمن حقوقنا جميعا.. و الطرف الذي نصوت عليه حتى يتولى امورنا مثل دفع فواتر الكهرباء و الماء و التكلف بامور تنظيم شؤون العمارة و متى نغلق الباب و نفتح السطح بالتناوب حتى ينشر الجميع غسيله و متى نضع سياسة للاقتصاد في الكهرباء الى اخره.. يجب عليه ان يتناول تلك الامور بتدبير عقلاني بعيدا عن ما يؤمن به هو.. طبعا ان كان زرادشتيا عليه ان يبني في العمارة معبده الى جوار معبد المسيحي و المسلم و و و الى اخره دون ان يفرض ما يؤمن به على الاخرين بالقهر و الاستبداد و حين تنتهي ولايته نحاسبه حول المسؤولية "المسؤولية مع المحاسبة".. و اين صرف المال العام الذي جمعنا ووضعناه بين يديه و لماذا لم يغير من طلاء الجدران الى اخره.. ثم نحاكمه اذا تبين لنا انه كان يسرق المال العام و ننتخب شخصا آخر.. اذا كان الاخر المنتخب مسلما ليس من حقه ابدا ان يقول لي حين اطالبه بضرورة اصلاح السقف ان الامطار تأتي بفعل مشيئة الله و هذا قدر لا مفر منه.. و ان علينا ان نمنع دخول بائعات الهوى للعمارة لان ذلك يخالف معتقداته.. و ان يسمي الاموال التي ندفعها له بالزكاة.. و ان يمنعنا من بناء اماكن العبادة الى جوار مسجده.. و ان يقول لنا علينا ان نقطع يد السارق و ان نحتكم الى شرع الله الذي يمكن تؤويله بشكل كبير.. او ان نمجده هو لانه يحكم بما انزل الله على طريقة الامويين.. هذا مرفوض تماما لانه يمهد الطريق نحو الدولة الدينية الديكتاتورية التي تعتقد بان سكان العمارة جماعة من المسلمين و ليسوا مجتمعا مختلفا.. و عليها فالعلمانية لا تهتم بالدين بل تهتم باستخدام الدين في امور السياسة كما وضحت.. و التاريخ الاسلامي يشير الى ان استخدام الدين في السياسة ادى الى نتائج وخيمة.. يكفي ان تطلعوا تحديدا على كتاب فرج فودة قبل السقوط هو يفصل في هذا الامر بشكل جميل....



#اجرعام_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناظرة بين ريتشارد داوكينز و جون لينكس حول سؤال هل دفن العلم ...
- السفر عبر الزمن #1
- ثلاثة افكار سوف تغير الحياة مستقبلا.. ميشيو كاكو , ستيفن هوج ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام محمد - تقريب العلمانية على ثلاثة مستويات.. فلسفية و اجتماعية و سياسية..