أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل جاسم - قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي















المزيد.....

قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي


اسماعيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 18:59
المحور: الادب والفن
    


قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي
المؤلف : الدكتور عبد جاسم الساعدي
الجزء الاول
"حاولتُ دائماً أن أُعلنَ المسؤولية التأريخية للأشكال ... هناك تأريخ للأشكل وللبنيات والكتابات ، تأريخ له زمنه الخاص , أو على الأصح , له أزمنته الخاصة : تأريخ متعدد يحاول البعض تجاهله " / رولان بارت
تعد قراءة كتاب العنف السياسي في السرد القصصي العراقي ذو اهمية بالغة ومهمة برؤيته المحملة بعواصف الاشتهاء وسياقاته السياسية قبل الأدبية لأن السياسة هي موضوعة الكتاب ومدونته التي حملت معاناته وصنعت منه ضوءاً وطريقا وطاقة ادخرها الكاتب ليستجلي صور التأريخ بشخوصها التي ملأت جميع اركان خشبة مسرح تلاشت به الحياة فأنكشف المكنون وازاح عن كاهله عبئاً ثقلت احماله واتسعت دوائره واتضحت ملامحه التي افرزت قائمة من كتاب السرد الذين عاشوا الاختبار وسدوا الفراغ بالرغم من شبح كان يطاردهم . ليس من السهل المرور عليه بشكل قراءة او مطالعة موضوعاته السياسية والسردية وانما الوقوف عليه مليا ومرافقة عمقه التأريخي الذي واكب الواقع العراقي منذ الانقلاب البعثي العام 1963 وما بعده , الذي دمرَ كل ما هو جميل واتلف ثقافة عراقية وحضارة نمت بأجساد العراقيين , ولكن الكاتب لن يلقي قلمه ولن تتوقف ذاكرته حتى كرسَ جهده وأصاب هدفه بكتابه الذي وثق الاحداث والتحم بمفردات السرد وما آل له أن يكون .فهو " الكاتب " الذي تصدى لتاريخ دموي مارسه البعثيون ابان انقلابهم على النظام الوطني الجمهوري في العام 1958 .
ولج المؤلف تأريخاً تتداخلت أحداثه والتحمت مفردات الانتقال من مرحلة الغليان الى الممارسة الادبية بدفقة الأرتقاء في حدث تأريخي طغت عليه لمسات الموت , نسج منها لغة لا تتفق وجميع المفاهيم الاجتماعية والاخلاقية بطقوسية التعذيب وعنف الجلاد ، تميزت بالتعذيب داخل اسوار المعتقلات والسجون بشكلها التواصلي مع حلقاته اللاحقة.
الكتاب عبارة عن مشروع توثيقي بلغ ما توخى اليه الكاتب بمحاكمة ايديولوجية البعث الوحشية التي جاءت بشعاراتها القومية حكمت العراق قرابة اربعة عقود من القهر والاذلال .
انصب معظم فصول الكتاب على الوضع العنفي السياسي بطريقة الأرخنة للسرد القصصي في مراحله التي مر بها العراق وهو يؤشر بوضوح الى صور التعذيب التي مورست على الشيوعيين واصدقاءهم وعلى القيادات العسكرية لثورة 14 تموز وعلى الادباء والشعراء والكتاب والاعلاميين وعلى النخب المثقفة وعلى انصارالثورة من العمال والفلاحين والطلبة والكسبة , فكانت رعشة الخوف مهيمنة على الشعب العراقي طيلة سيطرة هذه العصابة على مقاليد السلطة بوصفهم ادوات تعذيب وتغييب وترهيب ، فكانت كتابات الكتاب تشير الى بوح الحقائق وتوثيقها وكأنها ملفات جرم ومستندات جرمية تؤكد للقاريء والمتابع , أن نظاما بينوشتياً اسقط نظاما جمهورياً جديداً شرَّع كثيرا من المشاريع وأسكن مئات الالاف من الفقراء والكسبة ودافع عنهم ودافعوا عنه حتى استشهد منهم وعذب الكثير من أجله ..
الكاتب عُرف عنه بسعة افقه في تدوين الأحداث الثورية والانقلابات وغربلتها وكشفه النقاب عن خفايا الأجرام , فكان منذ صباه في خضم هذه الاحداث, فأختزنت في ذاكرته مجموعة أحداث دخلت عالمه بسعتها وكثافتها , لكن الأكثر اثارة للدهشة في مؤلفه الذي انفجر به قلمه في التعبير شخصيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا عن هموم العراقيين , فهي استجابة ذاتوية ملحة لميلاد منجزه بشكله الحالي , فقد قطع شوطا كبيراً باتجاه هذه الرغبة ، بعد نشاطاته الأكاديمية في جامعة " تيزي وزو " في الجزائر وجامعة محمد الأول في المغرب , ثم انتقاله الى محطته الأخيره" لندن " , أقام فيها عدة مهرجانات وندوات ثقافية في القصة العراقية وهي اسهامات أكدت نجاحها بعد مشاركة ادباء وكتاب واكادميين عراقيين وعرب .
,عمل المؤلف على اعادة نظر احتجاجية لهذا الخزين الذي كان يغلي بركانه من خلال تجربته في الاعتقال وتجربته في قراءة القص العراقي من التجربتين بمشروعه النقدي لنظام حكم العراق منذ العام 1963 و1968 حتى العام 2003 ، تجربة وضعتنا أمام حقيقة وجهاً لوجه, تدعو الادباء والكتاب الى اِعادة قراءة الواقع كما هو وليس كما يرغب البعض . .
الاِهداء ... كلمات مقتضبة لكنها ذات مدلول عميق بمنظور الوفاء الى الأخوين ،" أحمد ومحمد علي الجصاني اللذين لقنا وحوش قصر النهاية درساً في معنى الكرامة والاِنتماء " ... ص5
"المقدمة "... توضح عن سيرة ذاتية بدخول المؤلف الى عالم الثقافة والسياسة في وقت مبكر من حياته بعد احياءه عدة نشاطات في لندن فجاءت اشادة الروائي "فؤاد التكرلي "بأحدى هذه الندوات قائلاً ( كنتُ أشعر بالأعتزاز وأنا أبحثُ عن أخبار هذه الندوة الفريدة في بابها الذي لم يفكر أحد من قبل بعقد مثيل لها غير العراقيين , ذلك ان طينتهم المختلفة , تحوي من عناصر التحضر وحب الثقافة ما يجعلهم مندفعين دوماً في طريق الأحتفال بالفكر والفن " ص9 , شارك في الندوة الشاعر الراحل شريف الربيعي وهيفاء زنكنة وكريم عبد ولؤي عبد الاله وقاسم غالي وكاظم الموسوي وعلي الربيعي وغيرهم ,القى الدكتور صلاح نيازي كلمة الافتتاح مشيدا بالنشاط الثقافي الجديد ,

تَعَرَّضَ المؤلف الى التجربة الذاتية التي طغت بشكل كبير على البناء الفني في مراحل الكتابة الاولى للادباء ، وتأثيرات كُتّاب عرب على كتاباتهم بعد أن أعادوا قراءة تجربة الموت في العراق وهذا ما ظهر في رواية " وليمة لأعشاب البحر " للكاتب السوري حيدر حيدر وكذلك الشاعر الفلسطيني " معين بسيسو " .
ذكر الدكتور عبد جاسم عددا من المعتقلات والسجون في بغداد مثل " قصر النهاية , سجن بغداد , الخيالة ,النادي الاولمبي الرياضي ونقابات العمال التي حولها البعثيون الى قاعات تعذيب . كما ذكر الدكتور عددا من الروايات : الوشم والوكر والانهار لعبد الرحمن الربيعي والقلعة الخامسة وكوميديا الاشباح وعشرات القصص في المنفى واعمال غائب طعمة فرمان والرجع البعيد . يصف الكاتب ان الادب العراقي تشم منه رائحة الموت والوحشية في المرحلتين السابقتين 1963 و1968 حتى سقوط النظام البعثي في 2003 .

بواعث العنف السياسي في السرد القصصي ...
يبين المؤلف أن العنف له بواعث سيكولوجية في تركيبة الفكر البعثي فضلاً ، أن هناك ما يسمح بالتمييز بين اسسه ومؤسساته التي كانت حاضنة لهذا العنف الذي يعتبر النموذج الطاغي في مراحل تطوره وعبوره حدود الانسانية بمستوياته واشكاله التي تعددت في تلك الاقبية الدامية . جذور النزعة العدوانية وطغيان العنف في العراق يعود الى أن ضباط الجيش العراقي منذ نشأته ذوي أفكار قومية وتعاطف بعض الضباط الذين خدموا في الجيش العثماني ، عندما جاءت ثورة 14 تموز 1958 برزوا لهذه الثورة قوة مضادة لها ولتوجهات قياداتها التي تتعارض وثقافتهم ، بعد الاطاحة بالثورة ومجيء البعثيين في 8 شباط 1963 كان الضباط القوميين من المناصرين لهذا الانقلاب ، هنا برزت سلوكيتان مختلفتان السلوكية الثورية التي تطمح الى التغيير وسلوكية تمارس العنف والتعذيب والاقصاء ،
اما الرواية العراقية فقد شهدت معاناة قرابة أربعة عقود من الحصار وانحسار امكنتها وانعدام الحوار والبيئات الثقافية ، غلبت على المشهد السياسي، سياسة الولاءات والتهديد وخلق بؤر تجهيل الأدب بأساليب الأغراء والتهديد ،
يقول المؤلف " وتحتاج تجربة " البعث القومي الوحدوي في العراق الى دراسات نقدية تحليلية على مستوى الفكر والنص والممارسة والتنظيم ..." ص.21
الكاتب اسماعيل جاسم



#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسرى العراقيون بين التفكيك النفسي وغرف الموت
- آنا غريغور...
- سونرات الموت مازالت تحصدنا / اسماعيل جاسم
- الوعي المقلوب والتخطيط المقلوب في مشاريع احزاب السلطة
- خِلو الساحة السياسية العراقية من التيارات الثورية
- تضافرَ الفاسدون وتراخى الباقون
- تموز
- بغداد ... الجدار الاسمنتي والاقاليم
- بيع املاك الدولة اخر ورقة يستخدمها ساسة العراق
- هاجس الخوف من القادم يجعلك خارج نمطية المألوف
- شفق الغروب
- تفجيرات بغدادالجديدة
- احذروا العراقي اذا غضب يا قادة الكتل
- تمخض موفق الربيعي فولد جيشا ثوريا
- المدارس والجامعات الأهلية في العراق / ماضٍ جميل وحاضر منكفأ
- لا شلب لا طحن ولا دبش
- هل نحن بحاجة الى فتوى دينية اخرى ؟
- مهاجر ترك العراق يبكي
- الموت في العراق تكنولوجيا لأيديولوجيا التطرف
- منظمات المجتمع المدني بين الهيمنة وغياب الدعم / العراق انموذ ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل جاسم - قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي