أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية














المزيد.....

تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
بقلم :- راسم عبيدات
عام مضى على اختطاف تدمر من حضن الوطن السوري على يد العصابات التكفيرية الوهابية "داعش" وغيرها من التشكيلات والألوية الإرهابية مختلفة التسميات والتوصيفات،حيث أوغلت تلك العصابات المجرمة في دم أبناء المدينة،وهدمت قلعتها الشهيرة،قلعة تدمر،وكذلك دمرت الكثير من المعالم الحضارية والأثرية فيها،هؤلاء مغول وتتار العصر،من خارج البشرية العاقلة،وسمة عار في جبين الإنسانية والإسلام والمسلمين،أرادوا ان يوقفوا عجلة التاريخ ويخضعوه لهندستهم الإجتماعية،أرادوا ان يعيدوا سوريا بلد الحضارات الى عصر الجاهلية الأولى،مدعومين من قوى عربية وإقليمية ودولية،في مقدمتها البيئة الحاضنة لتلك الجماعات وفكرها التكفيري الوهابي،والتي امدتها بكل مقومات القوة والبقاء والتمدد من مال وسلاح وفائض بشري إرهابي وخدمات لوجستية واستخباراتية وغيرها.
القيادة السورية وفي قمة هرمها القيادي الرئيس بشار الأسد ومعها الحلفاء الموثوقين حزب الله وروسيا وايران،عقدوا العزم على تحرير المدينة واستعادتها من تلك العصابات التكفيرية والإجرامية،كمقدمة لتحرير ما تبقى من أرض سورية تحت سيطرة تلك العصابات دير الزور والرقة وغيرها على وجه التحديد.
ثلاثة أسابيع كانت كافية لنسور جيش العربي السوري ومغاوير حزب الله بالتعاون مع نسور الجو الروسي والسوري لتحرير مدينة تدمر من تلك العصابات الوهابية التكفيرية،هذا التحرير الذي يشكل تحولاً استراتيجياً على صعيد الأزمة السورية له دلالاته ومعانية وتداعياته العسكرية والسياسية،فعلى صعيد "داعش" و"النصرة" فهذا يعني خسارة كبيرة ومؤلمة تضع تلك القوى التى جرى توافق دولي روسي – امريكي على مواصلة الحرب عليها على اعتبار ان الأولوية على الارهاب تتقدم على أي اولويات أخرى،أمام الإنحسار والتراجع تمهيداً لإجتثاثها والتخلص منها كزوائد وطحالب سامة نمت في بيئة غير بيئتها،حيث نشهد تقدماً كبيراً للجيش العراقي والقوى المتحالفة معه من خلال تحرير العديد من المدن العراقية التي كانت خاضعة لسيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"،حيث باتت تلك القوات على أبواب مدينة الموصل،والتي تحريرها سيكون نقطة تحول إستراتيجي في الأزمة العراقية،والهزيمة الساحقة ل"داعش" وغيرها من قوى الإرهاب والتطرف.
طبعاً الإنجاز العسكري السوري بتحرير تدمر والمتدحرج لتحرير بقية اجزاء الوطن سيترجم الى إنجازات سياسية في المفاوضات الدائرة في جنيف حول الأزمة السورية،فهو سيعزز بشكل كبير من الموقف التفاوضي للدولة السورية،وسيعزز أيضاً من مكانة سوريا الإقليمية والدولية،ويثبت بأن الجيش العربي السوري،هو القوة الوحيدة والحقيقة القادرة على ضرب اوكار الإرهاب وتصفيتها وإجتثاثها.
هذا التحرير السوري وبمشاركة من حزب الله وروسيا يؤكد على عمق تحالف هذا المعسكر،ويرد على الإدعاءات والأقاويل والتحريض،بان التحالف السوري – الروسي تعرض للإهتزاز،وان روسيا ضحت بالأسد،حيث شاركت روسيا عبر سلاحها الجوي ووقتها الإستخبارية في تحرير المدينة وسقط ضابط روسي شهيدا في تدمر مؤثراً الشهادة على الأسر بأيدي "داعش".
هذا التحرير أيضاً،ما حدث من تفجيرات إرهابية في بلجيكا تبنتها "داعش" عزز بشكل كبير واوجد حالة من الإجماع الدولي على ضرورة محاربة قوى الإرهاب والتطرف في سوريا،التي باتت تشكل خطراً على اوروبا،وهي تتقدم على أي اولوية سياسية في رسم خارطة ل "سوريا الجديدة"،وهذا التحرير سيزيل من أذهان جماعات المعارضة وخاصة المنبثقة عن مؤتمر الرياض،الحديث عن هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة،ورحيل الأسد،فامريكا ودول اوروبا الغربية باتت على قناعة تامة،بأن أي حل سياسي فقط سيكون تحت سقف الأسد،ومن خلال حكومة وحدة وطنية تضع مسودة دستور سوري جديد تجري على أساسه بعد إقراره انتخابات رئاسية وبرلمانية سورية.
واضح بعد هذا الإنجاز العسكري السوري المهم،بأن هناك اختراقات مهمة وتصدعات كبيرة ستحدث في مواقف الكثير من الدول الغربية،على صعيد علاقاتها بالنظام السوري،ولقاء ممثلة الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي "فديريكا موغيريني" مع رئيس البعثة السورية في الأمم المتحدة السيد بشار الجعفري،ولقاء الوفد البرلماني الفرنسي مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق،هي نقطة البداية العلنية في تلك التصدعات والإختراقات الحاصلة.
الوفد السوري الذاهب الى جنيف في جولة المفاوضات المباشرة الثانية، مواقفه بعد تحرير تدمر وإستعادتها،ستكون أكثر تصلباً وتشدداً،لما كانت عليه قبل تحرير تدمر،وهو لن يسمح بطرح موضوع الرئاسة السورية للبحث والتفاوض،كخط احمر،وحق حصري للشعب السوري للتقرير فيها،ولن يقبل بأن تتم المفاوضات خارج إطار القرار الأممي (2254).
المراهنون على سقوط الأسد ونهاية الدولة السورية بعد خمس سنوات من الحرب الكونية عليها،لن يجروا سوى أذيال الخيبة والهزائم،فسوريا تستعيد جغرافيتها ووحدتها،ومتمسكة بقيادتها بهويتها وعروبتها وعلمانيتها ومواقفها وتعدديتها السياسية والفكرية،وستبقى سوريا دولة لكل مواطنيها.
سوريا ستلملم جراحها وسيعود لاجئيها ومشرديها،وستبقى الحاضنة لكل الثوريين والمقاومين ورأس الحربة في الدفاع عن المشروع القومي العربي،الذي حاولت قوى التطرف والإرهاب القضاء عليه،خدمة لمشروع تقسيم الوطن العربي من جديد على أسس مذهبية وطائفية.

فلسطين – القدس المحتلة
28/3/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية
- مبادرات الإنفصال...مرامي واهداف
- جنيف السوري مساراً ل -تقطيع الوقت- ..؟؟
- المصالحة ..؟؟
- هجمة اخرى على المنهاج الفلسطيني في القدس...؟؟
- تنسيق امني مستمر...لا حكومة وحدة وطنية في الأفق...؟؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية