أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - العولمة ونهاية التاريخ‎














المزيد.....

العولمة ونهاية التاريخ‎


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نستطيع القول بوجه عام، متجاهلين إلى بعض الجزئيات والاستثناءات التي لا تؤثر على الصورة ‏العامة، أن العالم المتحضر قد فشل في دفع شعوب الشرق الأوسط إلى الحداثة. فشل أولاً خلال ما ‏نسميه "المرحلة الاستعمارية"، التي حاول فيها "الاستعمار" بطريقة مباشرة تحديث ما تحت سيطرته من ‏شعوب، أقصى ما نجح فيه خلالها هو تحقيق تحضر مادي جزئي، يكاد لم يؤثر عميقاً وجدياً في ‏تحضر الإنسان ذاته. ثم فشل ثانياً فيما بعد الحرب العالمية الثانية، حين حاول الأخذ بيد الكيانات ‏السياسية التي الناشئة والمستقلة، لتصير دولاً حديثة، تجمع شتات المكونات الإثنية والطائفية التي ‏تشكلت منها، وتسير بها في ركب الحضارة العالمية، التي أخذت منذ ذلك التاريخ في العدو باتجاه ‏حضارة تجدد نفسها كلياً كل بضعة سنوات ثم كل بضع شهور، وحالياً ربما يجوز القول كل بضعة ‏دقائق. وفشلت الشعوب الحرة أخيراً في تطوير شخصية إنسان الشرق الأوسط الذي هرب إليها ليعيش ‏بين ظهرانيها، فبدلاً من أن يصير مع الوقت صالحاً للعمل كرسول للحداثة لبلاده الأصلية، وجدناه إما ‏منعزلاً منكفئاً على ذاته وثقافته وهويته، كحصوة في أمعاء مجتمعات الحرية والحضارة، وإما ينقلب ‏إرهابياً، يفجر ويقتل أهل الحضارة الذين احتضنوه، أو يقوم بهجرة مرتدة لبلاده، حاملاً زاداً من الكراهية ‏للعالم ولذاته، التي يقوم بتحويلها إلى قنبلة تنفجر في أهله، في محاولته العودة بهم إلى المستوى ‏اللاحضاري لأربعة عشر قرناً خلت‎.‎‏ ‏
المعضلة هي كيفية تمتع الإنسان الفرد بقوة شخصية وثقة بالنفس، لابد وأن تكون مستندة إلى أوليات ‏حقيقية غير وهمية، يرجع أهمها لطبيعته البيولوجية الموروثة، وبعضها للتأهيل السيكولوجي والمعرفي ‏والمهاري. فهذه المقدرة هي التي ستمكنه من رفض ما يجدر به رفضه من موروثه الثقافي والاجتماعي، ‏والإقبال على ما عليه الإقبال عليه من تحرر وحداثة، وهي التي ستجعل منه "صانع حضارة"، وليس ‏مجرد مستهلك لها، وفي نفس الوقت ناقم وكاره لأهلها. . لن يفيد فيما نرى من استقراء التاريخ والواقع ‏الراهن العمل على الشق التأهيلي وحده، لوضع نهاية لانكفاء شعوب الشرق الأوسط، واقتلاع ثقافة ‏الكراهية والإرهاب من تربتها. كما لن تجدي مطاردة واستئصال من تنتجه المنطقة من إرهابيين، لأن ‏الأرض تنتج منهم دوماً المزيد والمزيد. . ربما هي الهندسة الوراثية التي قد تستطيع إنتاج إنسان شرق ‏أوسطي جديد!!‏
لعلنا نشهد الآن النهاية الحقيقية للتاريخ، ليست تلك التي تحدث عنها فرنسيس فوكوياما عبر ما قال أنه ‏موت الأيديولوجيا، لكنها انتهاء مسيرة الإنسانية إلى أقصى ما تستطيع الوصول إليه وهي "العولمة"، ‏التي وضعت كل البشر بتناقضاتهم واختلافاتهم في مركب واحد، ما يترتب عليه عدم استطاعة ‏المكونات المتحضرة الذهاب لأبعد مما تسمح به أو تطيقه المكونات الأكثر تخلفاً وعجزاً. هذا ما تفرضه ‏وتفعله الآن التيارات التي نطلق عليها أوصاف "ظلامية" و"إرهابية". هي تقوم بوقف مسيرة الحضارة، ‏ليكون من المحتم الآن ليس فقط التوقف عن المزيد من التحضر، وإنما يقتضي الوصول إلى حالة ‏مستقرة أن ترتد البشرية عن "العولمة"، لفك ولو جزئي للارتباط بين المتحضر والعاجز عن التحضر، ‏لكي تستطيع الشعوب المتحضرة الحفاظ على حياتها وحضارتها. هكذا تكون "العولمة" هي النقطة ‏الأعلى في منحنى صعود الحضارة الإنسانية، والتي يبدأ بعدها الهبوط. هناك أيضاً أن مقاومة الأرهاب ‏الذي يضرب العالم الغربي تقتضي ارتداداً جزئياً عن الليبرالية، إلى ما هو قريب الشبه من النازية ‏والفاشية، في محاولة للتفريق بين "البشر" و"أشباه" أو "أعداء البشر"، كما يحتاج الأمر للتفريق بين "حرية ‏الفكر" و"حرية وحشية الفكر" أو "الفكر الوحشي" القادم من أيديولوجيات الشرق الأوسط. . "العولمة" هي ‏نقطة نهاية التاريخ‎.‎



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق
- في الإرهاب الفلسطيني
- في مستنقع الإرهاب السوري
- احتفالات أكتوبر المكرورة
- علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية
- إطلالة على قصة الفساد المصرية
- صنم الشعب
- سؤال الثورة أم الفوضى؟
- نحن وإيران غير النووية
- الليبرالية في زمن الغوغائية
- الإرهاب والضباب
- الليبرالية ومأزق المثلية


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - العولمة ونهاية التاريخ‎