أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - المؤتمر الإقليمي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي لإقاليم وارزازات زاكورة تنغير يومي 26 27 مارس 2016. كلمة الكتابة الوطنية.















المزيد.....


المؤتمر الإقليمي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي لإقاليم وارزازات زاكورة تنغير يومي 26 27 مارس 2016. كلمة الكتابة الوطنية.


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 13:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المؤتمر الإقليمي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي لإقاليم وارزازات ـ زاكورة ـ تنغير يومي 26 ـ 27 مارس 2016. كلمة الكتابة الوطنية.

تحية نضالية عالية إلى سكان أقاليم وارزازات ـ زاكورة ـ تنغير.
تحية نضالية عالية إلى ممثلي التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية.
تحية نضالية عالية إلى مناضلات ومناضلي فيدرالية اليسار الديمقراطي في هذه الأقاليم المذكورة.
تحية نضالية عالية إلى الرفيقات، والرفاق في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في نفس الأقاليم.
تحية نضالية عالية إلى أعضاء المؤتمر الإقليمي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في أقاليم وارزازات زاكورة تنغير.
تحية نضالية عالية إلى الرفاق في الكتابة الإقليمية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في هذه الأقاليم.
تحية نضالية عالية إلى الحضور الكريم، باسم أعضاء الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وباسم جميع أعضاء اللجنة المركزية.
أخواتي إخواني.
رفيقاتي رفاقي.
سيداتي سادتي.
إننا في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عندما نتتبع الوضع الراهن على المستوى العام، وعلى المستوى العربي، وعلى المستوى الوطني، نجد أن الناظم المشترك بين هذه المستويات الثلاثة هو الإرهاب؛ لأن المرحلة التي نعيشها دوليا، وعربيا، ووطنيا هي مرحلة محكومة بهاجس الإرهاب، الذي يتخذ له عدة مستويات:
1) إرهاب النظام الرأسمالي لكل سكان العالم.
2) إرهاب الأنظمة الرأسمالية التابعة للشعوب المقهورة أصلا.
3) إرهاب الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي على المستوى العالمي، والتي تتحمل مسؤولية إعداد الإرهابيين.
4) إرهاب التنظيمات الإرهابية المختلفة، في كل القارات، بدعم من النظام الرأسمالي العالمي، ومن الأنظمة الرجعية في كل أنحاء العالم، وعلى رأسها أنظمة البيترودولار، وفي مقدمتها زعيمة الإرهاب العالمي، وممولته: السعودية.
إنما يجري في العالم الآن، محكوم بهاجس الحفاظ على السيطرة الرأسمالية العالمية، وعلى الإمكانيات المادية، والمعنوية للشعوب المختلفة في القارات الخمس، لصالح النظام الرأسمالي العالمي، الذي أغرق كل الدول بالديون، مما جعهلها محكومة بهاجس خدمة الدين الخارجي، الذي يقف وراء إضعاف قدرة الدول المختلفة، وخاصة الدول الفقيرة، التي لا تستطيع الاستجابة إلى طموحات الشعوب التي تحكمها، بما في ذلك المغرب، الذي أصبحت ترتفع مديونيته بشكل خطير، يجعل مستقبل الشعب المغربي رهينا بخدمتها، مما يجعل النظام الرأسمالي العالمي، عن طريق مؤسساته المالية الدولية، أكبر ممارس لإرهاب الشعوب، التي لا تستطيع الانفلات من عقال خدمة الدين، سواء كان داخليا، أو خارجيا.
وعندما يتعلق الأمر بالبلاد العربية، حتى لا تقول العالم العربي، الذي لم يعد له وجود على الأقل، كما كنا نحلم به، نجد أن ما كان يعرف بالربيع العربي، الذي فتح لنا أبوابا كثيرة، من أجل الحلم بالغد الأفضل. فمنذ سنوات 2011 ـ 2012 ـ 2013 ـ 2014، وإلى الآن، ونحن ننتظر أن يفرز لنا هذا الربيع العربي نظاما عربيا ديمقراطيا، تكون فيه السيادة للشعوب العربية، التي تتمكن من تقرير مصيرها بنفسها، بناء على انتظاراتنا؛ إلا أن العكس هو الذي حصل. فمايحصل في سورية، وما يحصل في العراق، وما يحصل في ليبيا، وما يحصل في اليمن، ومايمكن أن يحصل في تونس، وفي الجزائر، وفي المغرب، وفي مصر، أو في أي دولة أخرى، في غير البلاد العربية، دليل على أن ما عرف بالربيع العربي، لم يكن بعيدا عن تنفيذ قرار رأسمالي عربي رجعي، لإعادة تشكيل المنطقة، وفق ما تقتضيه مصلحة النظام الرأسمالي العالمي، ومصلحة إسرائيل، ومصلحة الأنظمة الرجعية العربية، التي وظفت، بشكل سافر، الأحزاب والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، التي التفت على حركات ماكان يسمى بالربيع العربي، ومنها الحركة المؤدلجة للدين الإسلامي، المسماة بالعدالة والتنمية، التي التفت على حركة 20 فبراير، من أجل الوصول إلى مراكز القرار، في ظل تحكم النظام المخزني، الذي قام، كذلك، بالالتفاف على حركة 20 فبراير، التي لم تحقق أي هدف من أهدافها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لتتبخر بذلك جميع أحلام الشعب المغربي بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية. وما وصل إلى تحقيقه ما يسمى بالربيع العربي، أعطى عنوانا عريضا للبلاد العربية، كقاسم مشترك فيما بينها جميعا، هو (الخراب)، الذي صار يشمل معظم البلاد العربية، مما أدى إلى هجرة الشعوب العربية، إلى الشمال، وإلى الجنوب، وإلى الشرق، وإلى الغرب، بدل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، كما كانت الشعوب التي خرجت إلى مختلف الشوارع، في مختلف مدن البلاد العربية. وهو ما يؤكد أن طموحات الشعوب، لا يمكن أن تتحقق لا على يد الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، ولا على يد غيرها من الأحزاب التي تدعي انحيازها إلى شعوب البلاد العربية. وهي في الواقع لا تسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية للمنتمين إليها، في تحالف مع الأنظمة الرأسمالية الرجعية التابعة، والتي لا تستطيع أن تلعب خارج ما يرسم النظام الرأسمالي العالمي لها؛ بل إن الأحزاب، والتوجهات اليسارية الحقيقية، عندما تتمكن من استعادة مكانتها، بعد فضح الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، الذي تمارسه الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، وبعد فضح الأهداف التي تخطط لها، وبعد تعرية ممارستها في إعداد الإرهابيين، في مستوياتهم المختلفة، هي التي تتمكن من قيادة الصراع الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في افق تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.
أيتها الأخوات أيها الإخوة.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق.
أيتها السيدات أيها السادة.
إن الربيع العربي لم يدفع في اتجاه رفع مستوى الأداء في اتجاه مقاومة المد الصهيوني في البلاد العربية، بقدر ما أنتج لنا شجاعة انحياز الأحزاب، والتوجهات، والتنظيمات الإرهابية، إلى جانب الدولة الصهيونية، التي أصبحت تحمل اسم دولة إسرائيل؛ بل إن الأنظمة الرجعية الخليجية، أصبحت منحازة إلى إسرائيل، التي صارت تعتبر دولة (مشروعة). وهو ما يتناقض مع حلم الإنسان العربي، والعربي / الفلسطيني، بزوال إسرائيل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس.
فالربيع العربي إذن أنتج لنا:
عراقا مريضا، بسبب فعل التنظيم الإرهابي الذي أنشأته دولة اسمها دولة داعش. بالإضافة إلى خراب سورية، وليبيا، واليمن، وتهديد تونس، والجزائر، والمغرب، ومصر، بنفس الخراب.
عودة الفكر والممارسة إلى القرون الوسطى.
عودة استعباد كل المخالفات والمخالفين للتنظيم الإرهابي المتمثل في دولة داعش.
ولم ينج من هذا الإرهاب إلا دول البيترودولار، ودولة الصهاينة (إسرائيل) أي من يقف إلى جانب النظام الرأسمالي في تمويل، ودعم الإرهاب بالسلاح، والعتاد.
وحتى يستمر الربيع العربي في الاتجاه الصحيح، على اليسار العربي أن يستعيد مكانته، وأن يسعى إلى جعل الربيع العربي قادرا على الاستمرار، حتى يؤدي دوره، ولكن هذه المرة ليس ضد الأنظمة العربية اللاديمقراطية، واللا شعبية فقط، بل ضد الإرهاب، وضد الأحزاب والتوجهات التي احتضنت الإرهاب، وأعدت الإرهابيين، لصالح الإنسان العربي، ولصالح الشعوب العربية؛ لأن الربيع العربي، لن ينتهي مادامت شروطه قائمة على أرض الواقع.
ولقد أدركت الأنظمة العربية، أن دعمها للأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، والمستغلة له أيديولوجيا، وسياسيا، كان خطأ فادحا، صار يهدد مصير الدوزل نفسها، بعد عمل الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، على إضعاف اليسار في كل البلاد العربية، والمقصود هنا اليسار الحقيقي، الذي يقيم أيديولوجيته على أساس الاشتراكية العلمية.
وعلى المستوى الوطني، نجد أن الشعب المغربي، لا يختلف كثيرا عن الشعوب التي تعاني من ويلات الإرهاب على المستوى العالمي، وعلى المستوى العربي.
فمنذ قرون خلت، والشعب المغربي يعاني من كافة أشكال الإرهاب المخزني، الذي يطبع خصوصية المغرب. فالتاريح الحديث للمغرب، وخاصة في ستينيات، وسبعينيات، وثمانينيات، وتسعينيات القرن العشرين، مليء بالممارسات الإرهابية، التي لا حدود لها، والتي مارستها الدولة المخزنية ضد الشعب المغربي، وخاصة ضد الحركات المنفرزة من بين صفوفه، بالإضافة إلى الإرهاب الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.
فالإرهاب المخزني يحرص على أن يصير الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة في خدمته، وفي خدمة عملائه الذي يتمتعون بامتيازات ريعية لا حدود لها. وهذه الامتيازات، هي التي وقفت وراء تحويل الإقطاع المغربي، إلى بورجوازية هجينة، بدون توفرها على العقل البورجوازي، مما يجعل هذه البورجوازية، بدون أصل بورجوازي؛ لأنها مؤصلة من الإقطاع، ومن الامتيازات الريعية بمرجعية مخزنية، يطبعها الوفاء للمؤسسة المخزنية، التي تضع بورجوازيتنا نفسها في خدمتها، مهما كلفها ذلك، ما دام الواقع الاقتصادي بين يديها، وفي خدمتها. وفي ظل الإرهاب المخزني، أصبحت تتواجد في هذا الوطن بورجوازية من نوع خاص جدا، بورجوازية قامت على اساس الفساد الإداري، والفساد السياسي، اللذين مكناها من نهب ثروات الشعب المغربي، ومن نهب جيوب المواطنين، مستغلة في ذلك مسؤوليتها على مختلف الإدارات المغربية، وعلى الجماعات الترابية، وعلى المجالس الإقليمية، والجهوية، لتتلاعب في الأموال الطائلة، التي لا تعرف طريقها إلى المشاريع التنموية المختلفة، بقدر ما يتم تمريرها إلى جيوب المسؤولين في مستوياتهم المختلفة، في البادية، كما في المدينة، والذين تجمع لديهم ثروات لا حدود لها، على حساب قوت العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وإلى جانب البورجوازيات المذكورة، هناك بورجوازية أخرى، لها مكانتها الخاصة في الاقتصاد المغربي، وفي الاقتصاد الدولي. وهذه البورجوازية هي بورجوازية الاتجار في المخدرات، والتي جعلت من المغرب قبلة، ومجالا لتبييض الأموال، في اقتناء المزيد من العقارات، وبأثمان خيالية، يصعب عدها. وهذه البورجوازية لا تعمل على تبييض أموالها فقط، بل إنها تعمل على إفساد قيم المجتمع المغربي، بنشر المخدرات في المجتمع، وخاصة في صفوف الشابات، والشباب، مما حول المغرب إلى سوق استهلاكية كبرى، للمخدرات المختلفة الأنواع، بما فيها المخدرات الصلبة، والغبرة، وغيرها، مما يساهم بشكل كبير في إنماء ثروات تجار المخدرات، التي تمكنهم من التحكم في كل شيء، له علاقة بالانتخابات، وبالحكومة، وغيرها، وبالاتجار الدولي في المخدرات، وبامتلاك العقار، وغير ذلك.
وإذا كان الريع المخزني، والفساد الإداري، والسياسي، والامتيازات الريعية، والاتجار في المخدرات، تلعب دورا كبيرا في تجميع الثروات، في يد بورجوازية هجينة، فإن استغلال النفوذ، والإرشاء، والارتشاء، لا يقلان أهمية عما سبق. ففي الإدارة المغربية، شرائح عريضة من العاملين الحاملين لعقلية البوجوازية الصغرى، التي تسعى إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، عن طريق استغلال النفوذ، وعن طريق الارتشاء، وممارسة كافة أشكال الضغط على المواطنين، من أجل إرشائهم. وهو ما ترتب عنه: أن الأموال التي تتجمع لديهم، لا تتناسب مطلقا مع مدخولهم الشهري من عملهم، مع أن الواطنين جميعا يعرفون كيف كانوا، وكيف صاروا. وكل واحد منا هنا، يعرف العشرات من هؤلاء.
وهذه البورجوازية بأصولها المختلفة، ومن خلال مسؤولياتها في أجهزة الدولة، أو تحملها المسؤولية في الجماعات الترابية، أو المجالس الإقليمية أو الجهوية، أو اعتمدت على الاتجار في المخدرات، أو الإرشاء، والاتشاء، لا يمكن بأي حال أن تعتبر وطنية؛ لأن الوطن بالنسبة إليها، مجرد بقرة حلوب، والضحية، بطبيعة الحال، هم العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين. ولا وطنية هذه البورجوازية الهجينة، والمتخلفة، تتجلى في:
أولا: تفويت جميع ممتلكات الشعب المغربي، بما فيها تلك التي كانت تعتبر استراتيجية، إلى القطاع الخاص، حتى تصير تلك الممتلكات المدرة للدخل بدون حدود، في خدمتها. ولا داعي هنا لأن نذكر القطاعات الاستراتيجية، وغير الاستراتيجية، التي تمت خوصصتها، والقطاعات التي تنتظر دورها، من أجل تمريرها إلى الخواص، ولو بدرهم رمزي.
ثانيا: تخريب المدرسة العمومية، وجعلها مجالا لتدعيش الأجيال الصاعدة، لاستنبات كل التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، والمحرفة له، الذين يضعون في اعتبارهم، ومن عهد إدريس البصري، الذي أشرف على إعداد التوجه الذي تحول إلى حزب يتزعمه بنكيران، ضرورة إفناء اليسار من الواقع المغربي، وكأن اليسار لم يأت من الشعب، ولم يعمل على تغذيته الكادحون، كما هي مجال لحشر أبناء الشعب المغربي في الحجر الدراسية، خلال سنوات التعليم الابتدائي، والثانوي الإعدادي، والثانوي التاهيلي، وحتى الجامعي نسبيا، دون الحرص على تحقق التعليم الجيد، الذي يتناسب مع مستوى التعليم في الدول المتقدمة، والمتطورة، في الوقت الذي تقدم فيه كافة الإمكانيات المادية، والمعنوية للتعليم الخصوصي، الذي يدرس فيه أبناء وبنات الطبقات البورجوازية، والإقطاعية، وأبناء وبنات الطبقة الوسطى، الذين يتلقون تعليما مختلفا، عن التعليم الذي يتلقاه التلاميذ، والتلميذات، من أبناء الكادحين في المدرسة العمومية، ويؤهلهم لاحالة المدرسة العمومية، بعد إفراغها من محتواها العلمي، والمعرفي، والفكري، والتربوي، إلى الخوصصة، كما هو منتظر بعد هذه الهجمة المنظمة عليها، من المسؤولين عن التعليم، ومن الحكومة، ومن النظام المخزني، ومن بورجوازية التعليم الخصوصي، التي تسعى إلى الانقضاض عليها.
وما قلناه عن التعليم نقوله كذلك عن الصحة، فمستشفياتنا التي صارت تقدم خدمات ركيكة، لا تعدل الخدمات التي يقدمها نفس أطباء المستشفيات العمومية، في المستشفيات الخصوصية، التي تدر عليهم أرباحا طائلة، مما يجعل المستشفيات العمومية، بدورها، مؤهلة للخوصصة، خاصة، وأن جميع خدماتها صارت بمقابل، يصعب على المواطن البسيط، والعاطل، وذي الدخل المحدود، تحمله. وهو ما جعل الخدمات المجانية في المستشفيات العمومية، غير واردة.
وعندما يتعلق الأمر بالقضية الوطنية، التي هي قضية الشعب المغربي، فإن النظام المخزني، يستبد بها، ولا يشرك الشعب المغربي فيها، كما لا يشرك الأحزاب الوطنية، والديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، في عملية تدبير شأن الصحراء المغربية، التي لا يتنكر لمغربيتها إلا جحود. وما وصلت إليه هذه القضية الآن، ما هو إلا نتيجة لاستئثار الدولة المخزنية، بتدبير شأنها، بعيدا عن الشعب المغربي، الذي لا يتذكره النظام المخزني، إلا عندما يتعلق الأمر بتنظيم المسيرات، للتعبير عن مغربية الصحراء المغربية أصلا، وللاحتجاج على ما يمارسه المنتظم الدولي، الذي أصبح أمينه العام، ناطقا رسميا باسم البوليزاريو، باعتبار المغرب محتلا لماسماه ب(الصحراء الغربية) التي ليست إلا الصحراء المغربية، مهما كانت التضحيات التي يقدمها الشعب المغربي، إذا ارتبطت مغربيتها بقيام دستور ديمقراطي شعبي، وبتحقيق الديمقراطية بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وتمتيع جميع المواطنين، بكل الحقوق الإنسانية، وإسقاط الفساد، والاستبداد، إلى جانب العمل على إسقاط اختيارات الدولة المخزنية، التي لا تستفيد منها إلا الطبقة الحاكمة، وكل من يدور في فلكها، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، واعتماد اختيارات ديمقراطية شعبية، تمكن من قلب موازين القوى لصالح الشعب المغربي، والعمل على حل الأحزاب التي صارت توصف بالإدارية، لتدخل الإدارة المغربية في صناعتها، في عهد إدريس البصري، وفي غيره من العهود، التي لم تكن ديمقراطية أبدا، وحل حزب الدولة، الذي تدخلت الدولة رأسا في صناعته، ودعم تأسيسه من أموال الشعب، وحينها سيشارك الشعب المغربي، وعن طواعية، في تدبير شأن الصحراء المغربية، بمساهمة كل المكونات المنفرزة من بين صفوفه، وسيتحقق الحل النهائي، بما يرضي الشعب المغربي.
وبالإضافة إلى ماذكرنا، فإن معضلة الشعب المغربي التي صارت مرعبة فعلا، ومهددة لمستقبله، هي استئساد الأحزاب، والتوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، مستغلة في ذلك اعتقاد الشعب المغربي بالدين الإسلامي وجهلهم به، ليقدموا تأويلاتهم الأيديولوجية للنصوص الدينية، على أنها هي الإسلام الحقيقي. وهو ما يترتب عنه تجييش بنات، وأبناء الشعب المغربي وراءهم، وخاصة الفئات المهمشة، التي تنتشر في صفوفها الأمية، والفقر، من أجل الوصول إلى مراكز القرار، لتأبيد الاستبدادالقائم، ودعمه بكل الوسائل الممكنة، وتحقيق أهدافه المؤجلة، وما تقوم به حكومة العدالة والتنمية المسنودة بالبرلمان المغربي يصب في هذا الاتجاه، وخاصة عندما يتم الإجهاز على جميع مكتسبات الشعب المغربي، بما فيها التقاعد، أو لفرض استبداد بديل.
أيتها الأخوات أيها الإخوة.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق.
أيتها السيدات أيها السادة.
فما هي المهام التي ينتظر من اليسار المغربي الحقيقي ـ حتى لا نقول (اليسار) الممخزن ـ القيام بها، من أجل تجاوز هذه الوضعية المأزومة، التي يعيشها المغرب؟
1) إن أول خطوة يجب أن ينجزها اليسار المغربي، هي تجميع اليسار، في إطار جبهة يسارية قوية، تقود نضالات الجماهير الشعبية الكادحة، ونضالات الشعب المغربي، في أفق تحقيق طموحاته في الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.
2) تقوية فيدرالية اليسار الديمقراطي، التي تحتاج أولا، وأخيرا، إلى تقوية مكونات هذه الفيدرالية محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، قبل تشكيل تنظيمات الفيدرالية الإقليمية، والجهوية، التي ينتظر منها العمل على إنضاج شروط الاندماج بين المكونات، التي تشمل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وجزب الاشتراكي الموحد، التي عليها تقوية نفسها، في أفق تقوية فيدرالية اليسار الديمقراطي.
3) الانخراط اليومي في تفكيك الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، على أساس مبدأ التحليل الملموس، للواقع الملموس، ونشر نتائج ذلك التفكيك عبر وسائل الإعلام المختلفة، حتى يصير في متناول الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.
4) الاهتمام البالغ بالمسالة التعليمية، والنضال في أفق فرض إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية، المستهدفة بخطة التخريب المخزني، تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي، الهادفة إلى جعل التعليم، مجرد سلعة تباع في أسواق المدارس، والثانويات، والجامعات، والمعاهد الخصوصية، التي لا يلجها إلا أبناء الطبقات ذات الدخل المرتفع، أو ذات الدخل المتوسط على الأقل. وهو ما يطرح علينا ضرورة تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن المدرسة العمومية، وعن مجانية خدمة التعليم والتربية.
5) النضال من أجل مستشفى عمومي، يقدم الخدمات الصحية الجيدة بالمجان، إلى الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وتشكيل جبهة وطنية للدفاع عن مجانية الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية.
6) النضال من أجل تشغيل العاطلين، الذين يتضاعفون باستمرار، خاصة في صفوف خريجي المدارس، والجامعات، والمعاهد العليا، وتشكيل جبهة وطنية للدفاع عن حق العاطل، والمعطل في الشغل، والعمل على ربط التعليم بالشغل.
7) دعم النقابات والجمعيات الحقوقية، وكل التنظيمات المناضلة، والحركات الاحتجاجية، بما فيها حركة 20 فبراير، وحركة الأساتذة المتدربين، في أفق تحقيق أهدافها المرسومة، لتحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، والحقوقية، والثقافية، والتربوية للشعب المغربي، ولأبنائه وبناته.
8) النضال المستمر من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، في افق:
ـ دستور ديمقراطي شعبي.
ـ انتخابات حرة ونزيهة.
ـ إسقاط الفساد والاستبداد.
ـ إقامة دولة وطنية ديمقراطية.
ـ تحرير الدين من الأدلجة.
ـ منع إقامة أحزاب سياسية على أساس استغلال الدين أيديولوجيا وسياسيا لأن الدين للمومنين به.
ـ تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية عن طريق التوزيع العادل للثروة الوطنية، ومجانية الخدمات المختلفة، بما فيها خدمة التعليم والصحة.
ـ حفظ الكرامة الإنسانية، التي يجب أن يتمتع بها جميع بنات، وأبناء الشعب المغربي، في إطار تمتيعهم بكل الحقوق الإنسانية، وحقوق الشغل.
ـ التصدي للفساد الإداري، والسياسي، والريع المخزني، والاتجار في المخدرات، وتبييض الأموال ونهب ثروات الشعب المغربي، وبدون هوادة.
ـ تفعيل الإطارات المناضلة، في أفق جعل الشعب المغربي يستعيد عافيته، من مرض الاستلاب المخزني، ومرض استلاب أدلجة الدين الإسلامي.
9) النضال من أجل دعم الوحدة الوطنية، من طنجة إلى لكويرة، والمطالبة بتحرير سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، وكل الجيوب التي لا زالت محتلة إلى الآن، واعتبار القضية الوطنية: قضية الصحراء المغربية منتهية، على أن تعالج مشاكلها في إطار معالجة مشاكل جميع الجهات المغربية، وفي إطار المساواة فيما بينها، على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
10) النضال في أفق حل الأحزاب الإدارية، وحزب الدولة، باعتبارها مصدرا لكل أشكال الفساد، التي يعاني منها المغرب، الظاهرة، والخفية، وحل الأحزاب، والتوجهات القائمة على أساس استغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا.
واليسار الحقيقي عندما يناضل من أجل ماذكرنا من مهام، ستصبح له مكانة أخرى في المجتمع المغربي.
فتحية نضالية مرة أخرى إلى سكان أقاليم وارزازات ـ زاكورة ـ تنغير.
تحية نضالية إلى كل التنظيمات اليسارية المناضلة في هذه الأقاليم.
تحية نضالية إلى مناضلي فيدرالية اليسار الديمقراطي في الأقاليم المذكورة.
تحية نضالية إلى الرفيقات والرفاق في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي أعضاء المؤتمر الإقليمي، الذي نتمنى له كامل النجاح في أقاليم وارزازات ـ زاكورة ـ تنغير.
تحية نضالية إلى الكتابة الإقليمية التي قادت تدبير الشأن الحزبي في الأقاليم المذكورة منذ المؤتمر الإقليمي السابق.
تحية نضالية إلى الحضور الكريم.
والمجد والخلود لشهداء الشعب المغربي.
الكتابة الوطنية



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يعتمد إلا منهج التدعيش في تعليمنا؟...
- في بادئ الأمر جاء الرصاص...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- علامات بلوغ الشعب سن الرشد...
- فصل الدين عن السياسة، يقتضي عدم استحضاره في الحياة العامة، ب ...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- ياباشا المدينة...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- المرأة والتطرف في البلاد العربية وفي باقي بلدان المسلمين.... ...
- سلاحي معي...
- المرأة والتطرف في البلاد العربية وفي باقي بلدان المسلمين.... ...
- استقم حتى تنال رضا الشعب...
- تعلم...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- هكذا نحن في زمن العهر...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟ ...
- في ذكراك الفقيد أحمد...
- غياب إنتاج أسس الوحدة لا ينتج إلا المزيد من التشرذم...


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - المؤتمر الإقليمي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي لإقاليم وارزازات زاكورة تنغير يومي 26 27 مارس 2016. كلمة الكتابة الوطنية.