أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ناهده محمد علي - هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف














المزيد.....

هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 04:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



إنما يُثلج الصدر حقاً هو تصدر الشباب والشابات العراقيات مظاهرات الجمعة في العراق ويذكرني هذا برنين صوت الشباب المصري في مظاهرات الربيع العربي حيث دوى الصوت القائل ( يا حرية فينك فينك أمن الدولة بيني وبينك ) .
ولو نظرنا تحت المجهر لثورات الربيع العربي ومن أبرزها التونسية والمصرية لوجدنا أن حماس الجماهير هو نفسه لكن ثورة الشباب في العراق ليست نفسها . ففي الثورة المصرية والتونسية كانت البطالة والجوع هي من يقود الشباب الناقم وتدفعها عيون الأمهات الثكالى والرجال الذين سُلبت إرادتهم الحرة لسنين طويلة ، لذا كان ميدان التحرير في مصر هو موقع إنطلقت منه إرادة الشباب العربي ، والذي يثير الإحترام هناك أنه كلما إنحرفت الثورة عن مسارها الصحيح جاء من بين الشعب من يُعيدها إليه . وهنا نتساءل ، يا ترى لِمَ لَم يستطع الشعب العراقي أن يفرض شروطه وإرادته على الحكومات ، والجواب الأكيد هو أن التوجهات السياسية بين أفراد الشعب قد جعلت هذا الشعب شعوباً عدة وليس شعباً واحداً ، وهناك أهداف خفية لكل تيار ولكل حزب قد تجمعهم بعض الأهداف ولكن هناك أهداف كثيرة تفرق بينهم ، وكل له إرتباطاته الداخلية والخارجية ، وكل له أسماء مقدسة يريد تصعيدها ولن يضحي بها ، لذا أن شمس العراق وتربته وماءه قامت بدور التوحيد ، لكن من يقوم بدور الفصل عقائد لا حصر لها تبني أسواراً من إسمنت بين كل فريق وآخر وهكذا يمشي رجل الشارع وعينه اليمنى على الآلاف من أبناء شعبه وعينه اليسرى على العشرات من رفاقه وأعضاء حزبه وتياره ، والجميع لا يدرون أن عيون الوطن تنظر إليهم كجمع واحد أو كفرد واحد .
هناك حكاية قديمة قرأها الكثير منا في المرحلة الإبتدائية وهي حكاية الحكيم الذي طلب من أولاده السبعة أن يجمعوا سبع عصي وطلب منهم أن يكسروا الحزمة فما إستطاعوا رغم قوتهم ، ثم طلب منهم أن يأخذ كل واحد عصاه ، فكسر كل عصاه بسهولة .
لقد أصبح الفساد العراقي ذو قدرة حديدية والمعروف أنه لا يكسر الحديد إلا الحديد ، لذا فإن الأساليب السلمية للمتظاهرين لا تنفع إلا في الدول المتحضرة والتي تحسب ألف حساب لغضب أي فرد وكل فرد ، لكن السلطات الأمنية لا تحسب أي حساب لرضى المتظاهرين بل تُربِت على أكتافهم وهي تكتم سخريتها منهم وقد تُسيل دماءهم ، وهنا نخرج بمحصلة وفكرة خطيرة لكنها معروفة وهي أن العنف يجب أن يقابله عنف مساوي وموازي له في الكتلة والحجم ، وإلا سيبقى الشعب ضعيفاً ، وقد علمنا التأريخ بأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى ولن يقدمها أحد لأحد على طبق من فضه . أقول آسفة إننا لسنا في دولة متحضرة يكفي فيها أن ترمي بيضة فاسدة على وجه رئيس الوزراء لكي يقدم إستقالته ، بل نحن في بلد تشم فيه رائحة الفساد في كل زاوية وزقاق وأفسد ما تكون هنا عقول الساسة المخضرمين ، لذا لن ينفع هنا البيض الفاسد بل الذي ينفع هو ما قاله العرب الأوائل والذي هو ( أن آخر الدواء الكي ) ، والدواء هنا هو أن يتحول الربيع العربي إلى خريف عاصف يقلع جذور الأشجار السامة والتي لا تثمر ولا تزهر بل تسمم من يلمسها وتجعل السماء العراقية ملبدة بغيوم حمراء دموية لا تمطر إلا على جباه المجرمين .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والعهر الإجتماعي والعهر السياسي
- حينما يفقد الفرد المسلم حسه الإنساني
- هل تعشق المرأة العربية واقعها أم خيالها
- طيور بلا أجنحة ( 3 )
- طيور بلا أجنحة ( 2 )
- طيور بلا أجنحة ( 1 )
- الفكر الذكوري في الفلم الأفغاني ( أُسامة ) .
- ماذا فعلتم بشباب العراق
- النرجسية والعرب
- البقاء للأقوى أم للأصلح لدى المسلمين
- الزهايمر المرضي - السياسي
- لماذا يصفق العراقيون بيد واحدة .
- كارثة الطفل العربي - العمالة -
- الأم طوعة العراقية
- هل يحتاج العالم العربي مجدداً إلى سفينة نوح
- حكم الجاهلية - إستعباد النساء
- الطفولة العراقية والحرمان
- هل أصبحنا قتلة محترفين
- العراق هو الأسوأ صحياً في منطقة الشرق الأوسط
- أغصان بلا جذور ... قصة واقعية قصيرة


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ناهده محمد علي - هل ينقلب الربيع العربي في العراق إلى خريف