أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 14:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا
من خلال وجودنا تحت الاحتلال الاسرائيليّ الهمجيّ مدة تصل إلى تسعة وأربعين عاما، منذ احتلال اسرائيل لأراضي دولة فلسطين العتيدة بعاصمتها القدس الشريف في حرب حزيران 1967، فإنّنا نشهد أمام الله والتّاريخ أنّ قوى الأمن الاسرائيلي من جيش وشرطة ومخابرات وغيرها، نظاميّة وتلتزم بأوامر قياداتها العسكريّة والسّياسيّة، وأنّ الشعب الاسرائيليّ ضحيّة للفكر والتّربية الصهيونيّة، القائمة على زرع الخوف في نفوسهم، وتعبأتهم بالفكر العنصريّ والدّيني المتطرّف، الذي لا يقيم وزنا لحياة غير اليهود، ولا لكرامتهم ولا لانسانيّتهم، وما الحديث عن الدّيموقراطيّة الاسرائيليّة، بعيدا عن فكر وديموقراطيّة البيض الأوروبيّين عندما غزو القارّة الأمريكيّة، وأبادوا الملايين من مواطنيها الأصليّين "الهنود الحمر".
أمّا قوى الأمن الاسرائيليّة بما فيها الجيش فهي قوّات نظاميّة منضبطة تنفّذ أوامر قياداتها السّياسيّة بشكل دقيق، وعندما تصدر لها الأوامر بتسهيل عمليّات القتل، فقد كان ذلك بأوامر معلنة وعلى رؤوس الأشهاد في وسائل الاعلام. ومقتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في الخليل قبل أيّام وهو فاقد للوعي، ولا يشكل خطرا على أحد، ليس الأوّل ولن يكون الأخير، وما الجنديّ القاتل إلا ضحيّة للأوامر التي يتلقاها، وما اعتقاله والتحقيق معه إلا من باب العلاقات العامّة أمام الرّأي العام العالميّ، لأنّ الجريمة جرى تصويرها، وسيطلق سراحه لاحقا بهدوء ودون ضجيج اعلاميّ. فقد جرى قبله عمليّات قتل لفلسطينيّين مدنيّين بمن فيهم أطفال بدم بارد، لمجرّد أنّهم يحملون سكينا أو مقصّا كما جرى مع احدى الطفلات.
وعمليّات القتل صدرت أوامر بتنفيذها من الحكومة الاسرائيليّة منذ بدايات الهبّة الحاليّة في اكتوبر الماضي، بعد أن ثبت للأجهزة الأمنيّة الاسرائيليّة أنّها عمليّات فرديّة، لا تقف وراءها تنظيمات، ولو كانت وراءها تنظيمات لما صدرت الأوامر بالقتل، لأنّ الاعتقال قد يفيد من خلال الاعتراف عن شبكات منظّمة.
وما عربدة المستوطنين تحت حماية الجيش الاسرائيليّ إلا بناء على أوامر عليا من القيادة السّياسيّة أيضا، التي تسابق الزّمن لوضع العالم أمام سياسة الأمر الواقع من خلال ترسيخ الاستيطان، وايجاد خلل ديموغرافي استيطاني يمنع حتما اقامة الدولة الفلسطينيّة، بل ويقسّم الأراضي الفلسطينيّة إلى كانتونات مجزّأة ومتباعدة ومقطّعة الأوصال.
وما تصرّف سائق سيّارة الاسعاف الاسرائيليّة في قضيّة الشّريف الذي طالب بقتله كما ظهر في الصّورة والصّوت إلا نتاج لتربية القتل، والتّحريض العنصريّ، التي تربّى عليها السّائق.
وما كانت الحكومة الاسرائيليّة اليمينيّة المتطرّفة بقيادة نتنياهو، والتي قضت على حلّ الدّولتين، لتجرؤ على مواصلة جرائمها لولا الدّعم الأمريكيّ اللامحدود لها، في الأحوال كلّها، مقرونا بالتّخاذل العربيّ الرّسميّ، وما يجري في دول المنطقة من اقتتال وتدمير داخليّ.
إن استمراريّة الاحتلال الاسرائيلي لأراضي الدّولة الفلسطينيّة العتيدة ليس المسؤول عن أعمال العنف في المنطقة فحسب، بل يتعدّاها إلى دول أخرى خارج الاقليم، ممّا يهدّد السّلم العالميّ، وبالتّالي فإن لجم التطرّف الاسرائيلي مسؤوليّة عالمية، وإذا لم ينته هذا الاحتلال، فإنّ العنف سيبقى سيفا مسلّطا على رقاب شعوب المنطقة بما فيها الشّعب الاسرائيلي نفسه.
27-3-2016



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذلان الطفولة في شتاء شهد محمد
- بدون مؤاخذة-عندما نختلق مشاكل لأنفسنا
- الأيّام كلها لا تفي والديّ حقّهما
- بدون مؤاخذة- لمصلحة سوريا وشعبها
- بدون مؤاخذة- جمود العقل العربي الاسلامي
- بدون مؤخذة-حزب الله بين الثورة والطائفية
- بدون مؤاخذة- مبدعونا المتميّزون
- شيطنة حزب الله اللبناني
- بدون مؤاخذة- ثقافة التابو
- يوم المرأة العالمي
- بدون مؤاخذة- الفتنة الدينية
- بدون مؤاخذة- العربان المتصهينون
- بدون مؤاخذة- كي تنهض الأمّة
- بدون مؤاخذة-انتصار القيق له دلالاته
- ذاكرة سلمان ناطور لا تنسى
- بدون مؤاخذة- المتأسلمون الجدد وقضايا الأمّة
- رام الله مدينة الأديب شقير الثانية
- سلمان ناطور مع الخالدين
- من ينقذ حياة القيق؟
- ديوان-خروج من ربيع الرّوح- في اليوم السّابع


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الجنود الاسرائيليون ضحايا