أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - إستاعد .. إستاريح














المزيد.....

إستاعد .. إستاريح


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 14:39
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما بلغ عبود الثامنة عشر من عمره ، دُعي، للخدمة العسكرية الالزامية، حاله حال اقرانه . ذهب عبود في ذلك اليوم المشؤوم الى التجنيد، فكتبموا على دفتر الخدمة: (يسوق عبود بن رسن بن مزعل الى مركز تدريب اربيل للمشاة) ، فعبود وينه اوين المشاة ، وهو الذي ترك المدرسة، وراح يشتغل عمالة بسبب الفقر المدقع الذي تمر به اسرته ، حيث غادر والده الحياة مبكرا ، في حادث دهش مؤسف فترك اربعة اولاد هو اكبرهم، فلم يجيد عبود مهنة غير مهنة العمالة التي ادركها وهو في مقتبل العمر.
في دفتر الخدمة كان مكتوبا (ان مدة الخدمة العسكرية ستة وثلاون سنة) . صفن عبود وهو يحدق بهذه العبارة وقال: (يلا، فتح عين غمض عين تخلص هذه المدة). اكمل عبود تدريباته الاولية ، استاعد، استاريح، فتح النظام سر، ضم النظام سر، وهو بينه وبين نفسه، يكره النظام ، اشد الكراهية، لكن ليس باليد حيلة، وتعلم تفكيك السلاح وتركيبه، وعرف كيف يرمي بالرصاص الحي. واخيرا نقلوه الى جبهات القتال، وكان موت احمر، من اربيل الى شرق البصرة ، يا لها من كارثة، امرا غير متوقع . عبود زجوا به في اول هجوم في بحيرة الاسماك، جندي يسقط، جندي يموت، جندي تتبتر اطرافة، آخر يطير رأسه، خامس يقع في الاسر. اصيب عبود في الذهول، هل هو في الحلم، ام في العلم. كل هذا وعبود يفكر في والدته التي ودعته وعينيها تفيضان بالدموع كأنها حبات ملح تسقط على جروح ندية. فيمر هذا المشهد التراجيدي على مخيلة عبود اشبه بمشهد من مشاهد (الملك لير) في مسرحية شكسبير ، ولا يذكر غير امه واخوته الصغار ، ولا سيما سميرة الصغيرة، والتي يطلق عليها(سمورة) . وتشاء الصدف وينجو عبود من كل تلك الهجومات والتعرضات المستمرة من جهة العدو على وحدته. لكن عبود ظل مشدودا الى تلك الاشهر التي ذكرت في دفتر الخدمة على انها ست وثلاثين شهرا. وقضيت تلك الاشهر ، وزيدت بعدد من الاشهر، ولم يتسرح عبود ، حتى كاد ان يبيض شعر رأسه، او ابيض بالفعل. حتى تنتهي تلك الحرب اللعينة ، وتأتي بعدها حربا ثانية فثالثة .
وبعد كل تلك السنوات العجاف التي قضاها عبود، من جوع وفقر وعوز وحرمان ، وسنوات حصار شارك فيها عبود الحيوانات فأكل من اعلافها، وباع (كنتور) ملابسه حتى يشتري بها خبزا وطماطة. واليوم يأتي الفاسدين، المتنعمين ، الذين تسلطوا على رقبة عبود زورا وبهتابا، ليقولوا لعبود ، سنعيد عليك تارة اخرى، الخدمة الالزامية لنحسسك بتلك السنوات المرة، حتى نتنعم نحن بالحياة، وتعود انت الى سالف عهدك ، لأن قدرك هو هذا .. انتفض عبود، وشمر على سواعده ، لأنه اصيل ولا يقبل الذل ، وتوجه الى ساحة التحرير، رافعا يافطة عريضة، كتب عليها( بأسم الدين باكونا الحرامية).



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجم معمم شيعي
- هل سمعتم ب (زواج المتعة الجماعية)؟!
- ما حقيقة وأد البنات؟
- آية قرآنية تدعو لقطع الرؤوس
- السحق عند العرب
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ؛ الحلقة(21)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ؛الحلقة(22) والاخيرة
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ؛ الحلقة(20)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(19)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(18)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(17)
- ستون يوما هوشيار في لندن
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ، الحلقة(16)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(15)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(14)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(13)
- دلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(12)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(11)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية، الحلقة(10)
- استدلالات الطباطبائي الفلسفية ،الحلقة(9)


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - إستاعد .. إستاريح