أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة بين الأغنياء














المزيد.....

الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة بين الأغنياء


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية
إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة بين الأغنياء

عمار طلال*
صدرت مكرمة من رئاسة الوزراء، بتشكيل لجنة، خاصة.. تعنى بتسهيل الإجراءات، على المواطن، عند مراجعته دائرة، لترويج معاملة بسيطة!
أي إنهيار مريع، هذا، في بنية الدولة، أن تتحكم إرادات شخصية، بمجريات العمل، في الدوائر، بقصد تعقيدها على المواطن؛ كي يلجأ للرشوى والدفع للمعقبين التابعين لمدير عام الدائرة، وبالتالي تصب تلك الاموال في حساب شخصي لوزير تعهد بتمويل نشاطات حزبه من الوزارة، و... ما يعكر صفنة الهدوء في ظل الدولة (!؟)
الاحزاب تمول برامجها، من ضلع المواطن، كل يحلب الوزارات الممنوحة له، بموجب المحاصصة، ويوقع مشاريع لصرف الميزانيات من دون تنفيذ؛ بغية الاستحواذ على تخصيصاتها، على شكل مبالغ ترصد للحزب! فضلا عما تتقاضاه الوزارة من مراجعي دوائرها؛ بإفتعال زحام يرعب المراجع ويجعله يدفع للمعقب او الموظف ما يدعم انشطة الحزب!
طيب.. هذا يعد فسادا، لكن ثمة احزاب تذهب ابعد من ذلك، لاوية ذراع الدولة، بأحد أمرين، اما إستفزاز دولة.. إقليمية غالبا، ووضعها على حافة الحرب! او إثارة إحتقان طائفي، ممكن ان يتسبب بنزاع داخلي، يتحول الى قتال أهلي..
إذن ثمة اساليب متعددة، لدى الاحزاب في إستلاب الدولة، مالا لأعضائها، ولخزينة الحزب المركزية.. معا، وكلها تستنزف الميزانية، حائلة دون إستقرار الموازنة! مشتغلين لأنفسهم، ضد مصلحة الشعب، ولا يكتفون بذلك، إنما يسرقون ما في جيبه، ويصادروا ماله وحريته وإنسانيته، ويطبقون الخناق حول عنقه.
وهذا هو خطأ تشكيلة السلطة القائمة حاليا، تجرد المواطن من الامال المستقبلية؛ بعد ان إنهار حاضره؛ ما يجعله على أهبة الانقضاض عليها، تحت هاجس الحكمة الهتلرية: "لا تستفز رجلا ليس لديه ما يخسره" بينما يرى توينبي، في كتابه دراسة التاريخ.. او فلسفة التاريخ او تاريخ العالم.. لا اتذكر ايهم؛ لأنني قرأتهم بالتوالي، في وجبة واحدة وزمن قياسي: "تضعف الحضارة وتتفسخ وتنحل؛ نتيجة تغير فلسفة الفئة الحاكمة، من خدمة المصلحة العامة الى الخاصة".
على الحكومة ان تحذر مما جرت يداها التي اوصلت الشعب الى يأس مطبق، يسفر عن هستيريا في التظاهر واعتصام من شأنه ان يتحول الى انتفاضة تقتحم الاسوار وتسحل ما تطاله الحبال، ممن يتموضعون خلف متاريس، تتقشر، مثل بيضة لن تحمي هشاشتها، بعد ان وقف الجيش على الحياد، في نوع من تطهر؛ تكفيرا عن خطاياه الآثمة.. التي سبق ان دنس تاريخه بها، ومنها قتاله ضد الكرد، في الشمال، وثورته على الملكية في 14 تموز 1958، وحربه غير المبررة ضد ايران، وغزوه الكويت، وقمعه إنتفاضة آذار 1991 بأبشع طرق الفظاعة غير اللائقة برجولة فرسان.
لذا يعد موقف الجيش، المتعاون مع الانتفاضة، بارقة تفاؤل، اتمنى على قياداته تكرسيها، وعلى قيادات التظاهرة توظيفها للإقتراب من خلق جيش وطني، ذي تقاليد لائقة بأخلاق العسكر، لا يتبع أفراد، كما كان عليه سابقا، بل يتعاون مع الشعب في لملمة العملية السياسية، التي تشظت، بحاجة لبطل قومي.. نظيف اليد والعقل والنوايا، ينظم التظاهرات، ويسير بالاعتصامات الى فعل ناجز، حتى لو استوجب "سلت" المسؤولين من كراسيهم.. واحدا واحدا.. واستبدال الفاسد بنزيه، والامي بمتعلم، والمشكوك بولائه بمحسوم الولاء.. صافي النية والفعل.
لم يبقَ في القوس منزع؛ عندما بت تسهيل ترويج المعاملات في الدوائر، مكرمة من رئاسة الوزراء، على طريقة صدام حسين، الذي شعرنا بوجوده ان تنفس الهواء مكرمة، وانه قد يطلب "ضريبة نفس" على كل مواطن تستنشق رئتاه هواء الوطن، ومن شاء عدم الدفع، يمكنه الا يتنفس.. إنه حر غير مجبور مخير لا مسير، وفق نظام البعث الصدامي، وهؤلاء الان في المنطقة الخضراء، سيقدمون على ما هو اشد ابتزازا للفرد والمجتمع، وقد بانت ملامح نسفهم الديمقراطية، بإقرار قانون الخدمة الالزامية، الذي يعد حركة هوجاء من جاهل لايعرف ما يقدم عليه، او عقوبة للجيل الذي اعترض على فسادهم!
فلا تصح ديمقراطية مع إلزام، ولا إلزام ديمقراطي، إنه نسف لما تحقق في 9 نيسان 2003.
*مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاهة الإمامية.. و... للفساد مهدٍ منتظر يمحوه
- الكل في العراق مستفيد عدا الشعب... لحى صناعية قاتلة.. لحى طب ...
- بميلاد محمد.. حل روح الوحي بيننا
- حسين القارات
- عالم بلا داعش
- يوتوبيا العراق
- قواعد ذهبية للخلاص
- التقسيم حلا.. أعصبوها بلحيتي
- كهنة المشارف
- إصلاحات فضائية تمهيدا لليأس.. العيد يتلاشى في ساحة التحرير
- قرابين الحضارة إنتحار جماعي للحكومة والشعب
- -الحمار مخرجا- دولة البنك الذي إستولى عليه اللصوص
- تهوية سياسية.. -هذا الشعب وحده طلع لا تركب الموجة-
- الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء
- مياه الحكومة المعدنية تسيل في أنابيب زجاجية شفافة
- شَرِبَ العربُ نفطَهم.. واضعين (الهوز) في الأفواه
- كهرباء مثقفة
- بعد العيد.. بناء أخلاقي وقتالي للجيش!
- عيد بثلاثة بداية الميراث في الشرق الاوسط
- دم الضحايا فم عام من إنتصار الفتوى على الهزيمة


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة بين الأغنياء