أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - المؤامرة ونظرية المؤامرة ..














المزيد.....

المؤامرة ونظرية المؤامرة ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 17:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المؤامرة ونظرية المؤامرة ..
زميلتي (اليهودية) في العمل والتي اصبحت مديرتي لاحقا، كانت تُكررُ على مسامعي بين الفينة والأُخرى ، وذلك حينما كُنا نتداول أحوال البعض من الزملاء الذين "يسيئون" لنا ويحاولون التخريب على عملنا ، فكانت تقول بكل ثقة ، بأن هناك مؤامرة ما ، علينا وعلى بعض الزملاء الآخرين ،لأننا كُنّا نمثل توجها استقلاليا . ومن طرفي فقد كان جوابي جاهزاً، على اعتقادها هذا، وكنتُ اقول دائماً ،بأنني لا أُؤمن بنظرية المؤامرة.. حينها كانت تقول لي جملتها المشهورة :إذا كنتَ لا تؤمن بنظرية المؤامرة ، فلا يعني هذا عدم وجود مؤامرة ..!!
إذن الإيمان بنظرية المؤامرة ، لا يُعطي هذه النظرية مصداقية ، ونفيها لا يلغي وجود التآمر في الحياة الإجتماعية بين الأفراد ، ولا يُلغي وجودها في الحياة السياسية بين المكونات السياسية في دولة ما ، ولا بين الدول .
وتهدفُ المؤامرة أو التآمر بشكل عام ، إلى تحقيق مكاسب معينة، شخصية أو اقتصادية ،سياسية أو اجتماعية، بواسطة التآمر والذي يختفي وراء قناع من التساذُج المصطنع و"المُثل العليا" والأخلاقيات الزائفة والإنكار لكل علاقة بالمؤامرة التي يتم التدبير لها في الخفاء و"تحت جُنح الظلام " .. هكذا أفهم المؤامرة والتي لا تعرفُ خطوطاً حمراء من أجل تحقيق مكاسب معينة .
وأعيد وأكرر بأنني لا أُؤمن بنظرية المؤامرة ، لكنني أعتقد بأن قوى معينة لا يهمها في كثير أو قليل ، مصائر الناس ، وهي مستعدةٌ لفعل أي شيء من أجل تحقيق مكاسب مادية أو معنوية ..
فشركات تصنيع الأغذية والتي تُضيف لمنتوجاتها كيماويات ضارة بالصحة وتُخفي ذلك عن أعين المستهلكين ، ألا تتآمر على الجمهور؟ مما أُضطر بعض الدول الى إلزام هذه الشركات بكتابة تفصيل بالمركبات في كل مادة غذائية ، حتى يعلم الجمهور ويكون صاحب حق في اختيار منتج ما ورفض منتج آخر .
وشركات الخليوي وشركات الأدوية والتي "تشتري" ابحاثا علمية ،لكي تسوق منتوجاتها وتنفي عنها ،بأنها ضارة بالصحة وقد تؤدي الى الإصابة بمرض السرطان مثلا ، كما في اجهزة الهاتف الجوال والهوائيات . ألا تتآمر هذه الشركات مع "باحثين" لتزييف الحقيقة وخداع الجمهور والتسبب بالأمراض ؟!
ولنا في اتفاقيات سايكس –بيكو ، والتي لم يكشفها الشريك الروسي لبقيت طي الكتمان، خير مثال . ألم تتآمر هذه الدول على تقاسم الامبراطورية العثمانية ؟! هل من السُخف والغباء ، إطلاق صفة المؤامرة على اتفاقية سايكس –بيكو مثلا ؟!
ثم ، ألم تتآمر الولايات المتحدة على أنظمة الحكم التي لا تُعجبها في جنوب القارة الأمريكية ؟ ألم تعترف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بتدخلاتها هناك وتنصيب حكومات دُمى ؟ وهذه الوكالة اعترفت بأنها حاولت إغتيال كاسترو عشرات المرات ؟!ولماذا ؟! لأن كاسترو لا يحترم حقوق الإنسان مثلا ؟ إذن كيف نفهم حماية الولايات المتحدة لنظام الحكم في السعودية ؟! هل لأن السعودية حامية حقوق الإنسان ؟!
نعم ، تتدخل الدول العُظمى مباشرة من أجل حماية مصالحها ،كروسيا في سوريا ، امريكا في الفيتنام . لكنها ،أي الدول الكبرى تُفضل التدخل من "وراء حجاب " ، أي تَرى ولا تُرى .. والتدخل من خلف الستار بدعم قوى ضد أُخرى ، أو بدعم عسكري ينقلب على نظام حكم منتخب (تشيلي نموذجا).. فهذا افضل لهذه القوى ، التي تحصل على مبتغاها دون أن "تلطخ" اياديها في العلن وعلى رؤوس الأشهاد ..
ويبقى السؤال ، هل ساهمَ الغربُ وعلى رأسه الولايات المتحدة والأنظمة العربية المختلفة ،في "إحياء" فكرة الجهاد الاسلامي ؟؟ نعم وبدون شك ، لكن هل توقعت الولايات المتحدة أن يُهاجمها ولي نعمتها ؟ لا ،بالتأكيد.
هل صمتت فرنسا عن "جهادييها" ، حينما ذهبوا الى سوريا للجهاد ؟ نعم ، بالتأكيد.. لكن هل قامت المخابرات الفرنسية "بإستعمال" مجاهديها في تفجيرات باريس ؟ لا، بالتأكيد . وكذا هو الحال مع المخابرات البلجيكية وغيرها من مخابرات الدول الغربية التي أُبتليت بإرهاب "المجاهدين" ..
ويبقى السؤال ، هل تتآمر هذه القوى على الإسلام والمسلمين أو على الأمة العربية ؟ لا ولا كبيرة ، ولكنها تتآمر للحفاظ على مصالحها ما دامت قائمة ، وحينما تنتفي هذه المصلحة لن تتدخل ولن تتآمر ، و"فُخار يكسر بعضه " ..
التآمر في المحصلة ، هو أحد الاسلحة في الصراعات السياسية والاقتصادية .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أصدقائنا البلجيكيين ..
- عِلمانيات متعددة ..؟؟
- العبرية -لغةُ الأسرار- ..!!
- المزاج بين الشخصي والعام ..
- غسيل دماغ ..
- حفنة تراب وقارورة زيت.
- دموع صغيرتي ..
- فتات موائدنا والببغاوية ..!!
- المستنقع والذباب.
- إعادة تشكيل الذهنية
- -ترامب- يُطمئن ناخبيه ..!!
- -هاشتاغ- المرأة العربية
- الدكتاتوريات والطائفية
- مثقفون أم مهنيون..؟!
- الثقافة العربية ومتلازمة ستوكهولم.
- هدف أبو نهية ..
- سيعود شعبي ..!!؟
- -لعنة- الراب بينتو ..!!
- تنويعات معاصرة على سيرة الزير سالم .
- حرف ال- P- اللعين ..!!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - المؤامرة ونظرية المؤامرة ..