أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالمنعم الاعسم - تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن














المزيد.....

تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 08:54
المحور: حقوق الانسان
    


جملة مفيدة
تعذيب المعتقلين ولعبة الـ(لكن)
بعض الذين تصدوا لفضيحة التعذيب البشع في معتقل الجادرية مارسوا لعبة الخلط بين الاشياء بطريقة متعسفة، تبريرا للجريمة أو جسرا لغيرها، بمن فيهم الوزير المعني بالحادث بيان جبر الزبيدي، فقد امتشق معارضوه سيوف الخطابة البتارة، وسفح غيرهم السيول من الدمع على خارطة العراق التي تتلوى تحت سياط اكثر من جلاد، واكثر من همجي، فيما تعلل اصحابه وؤيدوه بالمذابح التي يرتكبها قطاع الطرق للتقليل من شأن وخطورة هذه الخطيئة المشينة.

خلط الاشياء ببعضها صارت صنعة سياسية واعلامية مفضوحة، لكنها-في الوقت نفسه- رائجة على نطاق واسع..في الكيمياء لا يمكن خلط العناصر بطريقة عشوائية او كيدية او لاعتبارات الدعاية، فانها قد تودي بحياة صاحبها وببشر آخرين، وكان جابر بن حيان، رحمه الله، قد اكتشف وسيطا بين الاشياء المتنافرة التي يراد خلطها سماه إكسير الحياة، لتصنيع الذهب من المعادن الخردة، وقد كفانا الله شر هذا الاكتشاف، وإلا اصبح الذهب برخص الزبالة، الامر الذي يعتقده الكيميائيون المعاصرين مجرد فرضية اطيح بها.

غير ان معدة البشرية هضمت الكثير من الاطعمة السياسية الفاسدة المصنوعة من (خلطة) لاشياء متنافرة، وتشاء كلمة( لكن) الاستدراكية ان تصبح اكسيرا لهذه الخلطة، فيقول معسكر الوزير الزبيدي انه يدين اعمال التعذيب في المعتقل وسيعمل على معاقبة المتورطين فيها(لكن) الامر يجري مع قلة من المعتقلين الخطرين الذين ارتكبوا قتولا مروعة، اما هيئة علماء المسلمين فتقول انها تدين اعمال الارهاب والاختطاف والتفجيرات المروعة التي تجري في طول البلاد وعرضها (لكن) ملف المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب يجب ان يكون تحت يد الامم المتحدة والمجتمع الدولي.

في حالة الوزير الزبيدي، كان ينبغي ان يتوقف الحديث عند ادانة التعذيب والسعي لكشف المتورطين فيه باعتباره عارا في جبين اي سلطة ترتكبه بصرف النظر عن الخطيئة او الجريمة التي ارتكبها المعتقل، ولا يصح المضي ابعد من اعلان الاسف والمضي في التحقيق ومعاقبة المتورطين والاعتراف بوجود ثغرات في جهاز وزارة الداخلية وضمان معالجتها، اما ما ارتكبه المعتقلون فله معالجة اخرى، في موضع مختلف، من غير الحاجة الى تلك الـ(لكن) المعيبة التي لا مكان لها في واقع الامر إلا في حال يريد الوزير تبرير الانتهاكات التي تدينها العهود والمواثيق الدولية الموصولة بحقوق الانسان.

وفي حالة هيئة علماء المسلمين، فان ادانة الارهاب واعماله المتوحشة بحاجة الى مزيد من التدليل على مصداقية المشاعر، لزوم التوقف وتقديم حساب المسؤولية عن هذه الاعمال وحساب الجهود المبذولة على الارض لوقفها، وذلك لا يحتاج الى (لكن) التبريرية التي برعت الهيئة في استخدامها كلما ارادت التهرب من لزوم ربط الاقوال بالافعال، ثم، لماذا ينبغي ان تتدخل الامم المتحدة في قضية معتقل الجادرية ولا ينبغي لها ان تحشر انفها في قضية الارهاب؟.

ان تعذيب المعتقلين على يد ضباط الداخلية الذين-كما يقال- تدربوا في ايران، او استعيروا منها، او –كما يقال- انهم من حزب وزارة الداخلية، او-كما يقال ايضا- لا هذا ولا ذاك، بحاجة الى معالجة سريعة عادة ما تلجأ لها الدول المدنية المتحضرة، من دون الحاجة الى (لكن) الفجة.

وان حمية المطالبة بتدخل دولي لوقف التعذيب الوحشي ينبغي ان تمتد الى طلب التدخل لوقف الارهاب المتوحش، بعيدا عن الـ(لكن) وإلا سنصدق -ما يقال- ان بين هيئة علماء المسلمين واولئك الذين يرتكبون الجرائم التي تعف عنها الذئاب ثمة اعتبارات لا تفصلها كلمة(لكن).

ـــــــــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ـــــــــــــــــــــــــــ

"اني احب البطولة واقدر الشجعان، إلا اني اكره الوحشية"

كريستينا –ملكة السويد 1650



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر
- استدراكات في حادث الفلوجة
- عام على الحرب..و ساحرات شكسبير الثلاث
- ليبرالية لـ - الكشر
- توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز
- الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟
- الحدث الاسباني.. بهدوء
- أسئلة الحرب..في ذكرى الحرب
- عن مشروع السيستاني.. السياسي
- هل كان صدام مغامرا شريفا؟


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالمنعم الاعسم - تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن