أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - تدخل السياسي في الثقافي أية آفاق !!.














المزيد.....

تدخل السياسي في الثقافي أية آفاق !!.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدخل السياسي في الثقافي أية آفاق !!.
دور المجالس المحلية في نشر الثقافــة ، نمودجا .
كنت قد كتبت في مقالة سابقة عن ظاهرة تدخل السياسيين في الرياضة واستغلالها لأجل مصالحهم السياسية ، وهنا ، سأكتب بعون الله عن ظاهرة مشابهة ، وهي "تدخل السياسي في الثقافة "، وخاصة في الجماعات المحلية ، حيث يتسلط الكثير من مستشاريها على الميادين التي لا صلة لهم بها ، كالثقافة ، فيرتدون جبتها ، ويتقمصون أدوار أهلها ، وينصبون أنفسهم حماة لقلاعها ، يخططون ويهندسون وينظرون لها ، مع أن أكثرهم لم يُعرف عنه أي اهتمام بها ، أو أن له مستوى دراسي يمكنه من أن يكون من روادها ، ومع ذلك تراهم يهيمون في بحورها التي لا تصلح لهم ، ولا هم يصلحون لها .
ليس هذا باب الاحقار أو التقيل من قدرات المستشارين الجماعيين ، فأغلبهم رجال أفاضل وتربطني بالعديد منهم علاقات طيبة ، لكن غير المفهوم وغير المنطقي هو تكالب بعضهم على الثقافة ، كما تثبت ذلك معاينة تجارب الجماعات للشأن الثقافي المحلي ، والتي تكشف أن المنتخبين المكلفين بالشأن المحلي لا تربطهم بالثقافة إلا "الخير والإحسان" !! وأن أغلبهم لا يعيرونها أي اهتمام، وأنها لم تكن أبدا في متن أو هامش إستراتيجياتهم، لأن العلاقة بين الثقافة والمجالس البلدية، لم تكن في يوم من الأيام على ما يرام ، وأنها ظلت كذلط ، غير أصيلة وربما لقيطة ضمن عمل الجماعات المحلية ، وليس لها حيز في مخططاتها الرسمية ، وتُلحق في الغالب الأعم بمستشارين ضعاف، تكوينا ودربة ، يكونون آلية من آليات التحكم وبسهولة في ميزانيات الثقافة ، وتحوير مقاصدها، وحصر مضامينها ومجالاتها في البهرجة الإعلامية و"قص" الأشرطة والوقوف أمام كاميرات المهرجانات الموسمية، والمناسبات الفلكلورية البعيدة عن الثقافة الحقة كضرورة إنسانية ومجتمعية تعنى بأمن وأمان، ورفاهية الساكنة بكل مجالاتها ، والتي لم تكن يوما ما ضمن حسابات رؤساء الجماعات المحلية، ولم يستشعر أكثريهم أهميتها، إلا فيما ندر، وحتى تلك الندرة عادة ما تكون في سياقات مبهمة، وتحت طائل الأوامر الرسمية، أو تبعاً للهَبّات المناسبتية ، أو الاهتمام بتسويق بروفايلات الشخصيات النافذة بتلك الجماعات. وهنا لابد من طرح التساؤلات الملحة التالية : ما مدى حضور الثقافة وفاعليتها في واقعنا ومحيطنا المحلي بكل مستوياته ؟ وهل استطاعت الجماعات المحلية أن تنشط المشهد الثقافة العام لمجالها الترابي؟.
ولكي نجيب عن هذه التساؤلات ينبغي ألا نغفل أو نتغافل علاقة "السياسي" بـ( الثقافي) في جدليتها الخاصة، في ظل هيمنة السياسي على الثقافي واستمراره الذي طال أكثر من اللزوم على حساب الثقافي ومحاولة تكريسه واقعاً سوسيوثقافيا يذوب فيه المنتَج الثقافة في السياسي.. ومن هنا جاء سؤال عن إمكانية وقدرة الجماعات المحليةعلى تنشيط الذاكرة الثقافية للمجتمع، في مشهد انغمس في السياسة والتسييس وخطف الكثير من المثقفين من ميدان الثقافة إلى ملعب السياسة الأكثر بريق وضجيجاً وربما الأكثر كسبا.
إن أكبر النكبات التي مني به مجال الثقافة في الجماعات المحلية المغربية، هو تسلط منتخبين متكئين على شرعيات سياسية هشة خولت لهم التحكم في الشأن المحلي وتأميم ميزانياته لفائدتهم وعشائرهم والأقربين، وهدرها هدرا شاملا على ترميمات مشوّهة في شكل أنشطة رديئة لا تأتي بفائدة ، وتجارب مستنسخة لا تخلف إلا أعمال ثقافية مصابة بكثير من الأوبئة، التي تشل الحركة الثقافية وتميتها، وتدني الإنتاجية وتحد من قدرة المبدعين الحقيقيين وتنفرهم من السير نحو الإبداع لإخراج عربة الثقافة المحلية من مستنقع التسطيح والابتذال.
لست هنا بصدد تقزيم عمل من أنتج وأبدع إبداعا حقيقيا من مستشاري البلديات في غمرة الظروف الصعبة التي تمر بها جل الجماعات المغربية، حيث يشذ البعض عن الصورة المتقاعسة عن الإبداع الثقافي، ويتفتق وعي بعض المستشارين مبكراً، فينقل العمل الثقافي من دائرة الكفاف وذر الرماد ، إلى مساحات أرحب من الرزانة والفنية التي تخرج قاطرة الثقافة المحلية من وحل الرتابة التي تسبح فيها، وكمثال مثالي على ذلك ما حصل في جماعة المشور فاس الجديد حيث تنبهت فعالياته قبل سنوات بتنسيق مع السلطات الرسمية بها إلى المعاني السامية لعمل الثقافة التي حولت الحي النائم المهمل إلى مدينة ثقافية مبدعة تشد إليها الرحال.
ومن هنا يظهر جليا أن معظم مشاكل الثقافة الرخوة والمكتظة بالهشاشة ونكران الصلة بالواقع المحلي والوطني، هي مشاكل مفتعلة ، مقدور على حلها، لو حضرت الإرادة الصادقة، وتوفرت الرغبة الجادة في معالجة القائم والمتأزم منها ، فما حصل في جماع المشور فاس على سبيل المثال لا الحصر، لاشك أنه نابع من خبرة وإرادة أناس يستحقون المواقع التي يتبوؤونها ، لأن ذاك النوع من العمل الفني الثقافي الذي رام تنمية الإنسان الفاس الجديدي ، وتوعيته وتربية وصقل السلوكه وفكر وفعله، كما وكيفا، بناء وتكوينا ، حتى يتشبع بالإبداع الجمعي التطوعي.
ورغم ما شهدته الجماعات المحلية خلال الأعوام الأخيرة من تحول مهم في المجال الثقافي، إلا أنه لا تزال هناك الكثير من المستشيرين ينظرون إليها على أنها مجرد نشاط لا فائدة منه غير تبدير الأموال واغتناء بعض النافدين منه ، ما يعيق تطوير الفعل الثقافي بالجماعات المحلية ويحد من إثرائه وتنمية وبناء إنسان مجتمعي متكامل فكريا وتربويا وسلوكيا باعتباره رباط عضوي بين الإنسان والإطار الذي يحـويه..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأم، الإنسان الأولى بِالإِكْرَام وَالإِحْسَان والاحتفاء.
- تدخل السياسي في الرياضي !!
- مستشارين لا عهد لهم بالتسيير.
- التطوع يخلق التقارب والتآلف والمودة...
- -لولا المشقة لساد الناس كلهم- !!
- مشاركتي في مسيرة الرباط .
- الاستثمار في نغمة الاصلاح.
- قضية مستشار المشور فاس الجديد !!
- الشخص غير المناسب في أي المكان كان هو سبب تخلفنا !!
- لحظة متعة وهناء أفسدتها السياسة !!
- لقد جانب بان كي مون الصواب والحكمة !!
- ما فائدة الكتابة عن قضية المرأة ؟
- حتى واحد ما -هاني- في زمن الحيرة !!!
- تهنئة للمرأة بيومها العالمي !
- حية وإكبار لرجال الوقايةالمدنية في يومها العالمي !!
- احتجاجات-أساتذة الغد- هي رسالة لأصحاب القرار !!
- مراجعة المقررات الدينية، الحدث العظيم !!
- من السخف أن نجرم سرقة الجيوب، ولا نجرّم سرقَة عقول !!
- وما يضرهم في زيارة الرئيس المصرية للمغرب ؟؟
- رمانسية التدين !!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - تدخل السياسي في الثقافي أية آفاق !!.