أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - من تنوير العقل إلي تنوير الشعور














المزيد.....

من تنوير العقل إلي تنوير الشعور


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 22:53
المحور: الادب والفن
    


عندما نتحدث عن"التنوير" فإننا نتجه إلي تصحيح الأفكار والمعتقدات والمفاهيم البالية المتوارثة في منطقة الفكر والعقل، لكن خيالنا لا يقترب من أن التنوير لابد وأن يشمل الأذن، أي أن يتجه إلي تنوير الشعور بالموسيقا، وقلما نفكر في تنوير آذان الناس، أي مشاعرهم، وهي الأرض الأولى لكل فكرة جميلة. يحتاج تنوير الآذان منا إلي مجهود ضخم يبدأ باستعادة حجرات الموسيقا في المدارس، واشتمال المناهج التعليمية على دراسة الفن، وتاريخ الرسم، والنحت، والرقص، وكل ما يضيء الشعور بالجمال. هذا بينما هبطت موسيقانا إلي درك يذكر بقول ابن خلدون إن الموسيقا أول ما يتلف عند اختلال الحضارة وتراجعها. نحن بحاجة لتنوير الأذن أولا بانتشال الناس من مستنقع الأغنيات الهابطة السائدة التي مثل قطاع الطرق لا تكف عن قطع الآذان. في سبيل ذلك لابد من استعادة وإحياء المدارس الموسيقية التي أقامها عمالقة النغم المصري: رياض القصبجي، ونادر المثال رياض السنباطي، وعبد الوهاب، والموجي، وأحمد صدقي، وغيرهم، وبالطبع سيد درويش الذي ستحل في 17 مارس الحالي ذكرى وفاته المئة والرابعة والعشرين من دون أن نسمع عن أي تحضير لعرض ولو عمل واحد من أعماله في دار الأوبرا. وقد اعتاد الناس لدينا على الموسيقا فقط في ارتباطها بالكلمة، أي على أن الأغنيات هي الشكل الموسيقي الوحيد. وقد اقترح الفنان سيد بدير ذات مرة اقتراحا عبقريا بأن يتم توزيع أشهر الألحان وإذاعتها من دون كلمات كخطوة أولى ليعتاد الناس بعد ذلك على سماع الموسيقا البحت مجردة بمعزل عن اللغة، ومن ثم ينتقلون إلي الموسيقا الكلاسيك وغيرها. وحتى داخل النخبة الفكرية والأدبية فإننا قلما نجد من يميز عبقرية السنباطي عن لهب الموجي، فليس لدينا أي تعريف بأولئك العظماء الذين ارتبطت عواطفنا بألحانهم، واقترنت كل قصص الحب في شبابنا بأنغامهم. وأنت إن أمعنت النظر إلي ألحان السنباطي ذات المقدمات الطويلة الفخيمة، ستجد أنه أقرب ما يكون إلي نجيب محفوظ في الأدب، فلدي الاثنين ذلك البناء المعماري، والقضية الأدبية، أو اللحنية، الكبرى، وتعدد الألحان أو الشخصيات، والمشاهد العريضة. بينما تشبه أغنيات محمد عبد الوهاب إنجاز يوسف إدريس في القصة القصيرة، اللحظة، المحكمة، اللامعة، الجميلة. وقد آن الأوان لكي ننشر أعمال أولئك الموسيقيين العظام، مجموعة، بأسمائهم هم، وليس بأسماء المطربين! بحيث يتعرف المستمع إلي العالم الفني لأحمد صدقي، أو محمود الشريف، بغض النظر عن أسماء المطربين النجوم. وآن الأوان لكي نجدد عروض تلك الأعمال التي صاغت تاريخ الموسيقى المصرية لتكون نواة للتجديد، ولكي ننتقل بها إلي تنوير الأذن بالشعور بالجمال. ومن دون ذلك التنوير الجمالي، يصبح التنوير ناقصا، مشوها، وغير موثوق بمدى بقائه، إذ لا قيمة لعقل يبدو منفتحا مع قلب معتم بالجلافة. ولم تكن مصادفة أن يقول شكسبير في مسرحية له على لسان إحدى الشخصيات:" احذر ذلك الرجل، إنه خطير جدا.. إنه لا يتذوق الجمال"! إنني لا أثق في تنوير يكتفي بمخاطبة الفكر، ولا يغرس الجمال في النفوس، فصلاحية ذلك النوع قصيرة المدى.
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!
- نوبة عباس الطرابيلي
- آليونا - قصة قصيرة
- معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟
- إدوار الخراط .. يغيب المغني وتبقى الأغنية
- حقيقة سفيتلانا ألكسيفتش وجائزة نوبل
- أشرف فياض .. إعدام شاعر
- بيت سيد درويش حظيرة ماعز !
- طه حسين .. العاشق ابن البلد
- الشرم وباريس تخويف أوروبا


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - من تنوير العقل إلي تنوير الشعور