أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟















المزيد.....

هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الانتصارات العسكرية المدهشة التي تم تحقيقها ضد الدولة الاسلامية في السنتين الماضيتين و خاصةً في العراق و سوريا، تحولت الدولة الاسلامية من حالة الهجوم الى حالة الدفاع. في عام 2015، خسرت الدولة الاسلامية 14% من الاراضي التي كانت تحت سيطرتها. و من ثم خسرت 8% اخرى في الاشهر الثلاث الاولى من عام 2016، بحسب دراسة حديثة قامت بها مؤسسة جمع و تحليل معلومات الامن و الدفاع IHS Jane’s 360.
و اذا ما استمرت الدولة الاسلامية في فقدان و خسارة اراضيها بهذه النسب، فان البعض يعتقد ان يكون عام 2016، عام نهاية الدولة الاسلامية. و لكن المختصين يبدون تفاؤلاً حذراً في تأكيد هذا التوقع، الذي طالما بشًر به القادة العراقيون خاصةً.
يقول السيد جاكوب زين من مؤسسة جيمس تاون الامريكية و الذي يتابع عن كثب نشاطات الدولة الاسلامية في الشرق الاوسط و مناطق الاوراس، ان الدولة الاسلامية قد تُعمِر الى نهاية 2016، و لكن فقط "كظل للدولة الاسلامية الحالية" اي انها لن تكون بنفس القوة و النشاط و الحيوية التي هي عليها الآن. و يستطرد قائلاً " انني اتوقع ان تبقى الدولة الاسلامية صامدة في كل من الموصل و الرقًة في عام 2016، لأن تركيز القوى العسكرية و خاصة السورية المضادة للدولة الاسلامية تنصب الآن وبشكل رئيسي على حل قضايا اخرى و ليست متفرغة كلياً لحرب الدولة الاسلامية، مثل الذي يحدث في شمال غرب سوريا حيث يجري مقاتلة و محاربة القوات الكوردية في مقاطعة عفرين بدلاً من الدولة الاسلامية. و لكن في بدايات عام 2017، اتوقع ان تتفرغ القوات الدولية و بضمنها العراقية و السورية لطرد الدولة الاسلامية من الموصل و الرقة. و في ذلك الوقت و كما يقول السيد جاكوب، لا اتوقع ان تكون للدولة الاسلامية القوة الكافية للدفاع عن هاتين المدينتين على الرغم من ان مقاتليها سيستميتون في الدفاع عنهما.
كما قد يؤدي خسران هاتين المدينتين الرئيسيتين، ان يرتد الكثيرون من اعضاء الدولة الاسلامية و يعاودون الالتحاق بتنظيم القاعدة ثانيةً، لأنهم سيدركون ان القاعدة كانت محقة عندما تنبأت ان دولة الخلافة التي بشًر بها ابو بكر البغدادي متعجلة و متسرعة و جاءت قبل أوانها و انها لم تكن بتلك القوة التي تمكنها من الاحتفاظ و الدفاع عن الاراضي التي استولت عليها. كما ان المرتدين عنها قد يستخلصون ان نهج " الاسلوب المتدرج" الذي كان قد أعلنه ابو ايمن الظواهري، ربما يكون اكثر فعالية و ديمومةً في تأسيس الدولة و الخلافة الاسلامية، من اسلوب ابو بكر البغدادي المتعجل.
و لكن ماذا تظهر لنا التطورات على ارض الواقع؟: لقد انسحبت داعش بدون مقاومة تذكر الى الرقة و دير الزور من خلال اتباع اسلوب قتالي مرن يعتمد على المناوشات البسيطة و الخفيفة بدلاً من الدخول في معارك ضارية في المدن، من اجل الابقاء على سيطرتها على المناطق التي تحتلها حالياً قدر الامكان و عدم خسارة المزيد من الاراضي. و لكن، و بالاعتماد على اسلوب الهجمات الانتحارية بواسطة السيارات و العربات المفخخة و كذلك الهجمات المرتدة، فان الدولة الاسلامية داخلة في حرب شرسة مع وحدات حماية الشعب الكوردية و قوات بشار الاسد في شمال سوريا في محاولة منها لكسب بعض الوقت و رفع معنويات افرادها قبل الدخول في معارك كبيرة اخرى.
على الرغم من خسارة الدولة الاسلامية، للكم الكبير من الدعم اللوجستي و المادي و الافراد والذي كانت تحصل عليه من تركيا و الاردن، لكنها لا تزال تلقى دعماُ من القاعدة الشعبية السنية في كل من العراق و سوريا. و بالرغم من خساراتها الكبيرة من الاراضي، فان الدولة لا تزال تسيطر على مساحات كبيرة من الاراضي و على اكثر من 6 مليون من السكان.
ان بقاء او عدم بقاء الدولة الاسلامية حتى نهاية عام 2016، يعتمد على الاستراتيجية العسكرية التي سوف تجابهها. و كما يؤكد عليه السيد جاكوب، ان انهاء الدولة الاسلامية يفرض علينا ان نقرر من هي الجهة المتمردة او الارهابية الأهم او التي تشكل لنا الاولوية في محاربتها؟ و هل محاربة الدولة الاسلامية في عام 2016، ستكون مرتكزة على محاربة العدو نفسه فقط؟ او بعبارة اخرى محاربة البعوض برش المبيدات على البعوض مباشرةً؟ ام بردم المستنقعات التي يعشعش فيها البعوض؟ وهل الفكرة هي طرد الدواعش من مدن مثل الرقة و الموصل باستخدام احدث الاسلحة و التخلص من وجود الدواعش "الجسدي او الفيزيائي" فيها فقط؟ ام محاربتهم من خلال فرض حصار و عزل تام على هذه المدن والانتظار حتى تنتفض سكان هذه المدن نفسها على الدواعش بمرور الزمن و بالتالي كسر شوكة و رغبة الدواعش انفسهم في القتال و المقاومة؟ . الجواب على هذه الاسئلة المهمة لا يزال غير منظوراً على ارض الواقع.
اذا تمت الموافقة على الخيار الاول، فان النتائج على المدى القصير ستكون ايجابية. و لكن اذا لم يتم التعامل مع مرحلة ما بعد طرد داعش من المدن بحكمة و البدء في اعمار هذه المناطق و احتواء سكانها سياسياً، فإن داعش آخر سيظهر و عندها سيدفع العالم كله الثمن. و لهذا فان سياسة العمل على "تآكل الدعم الشعبي" لداعش حتى و لو طالت سنتين او ثلاث، قد يكون اكثر فعاليةً. و لكن هنا يكمن السؤال، هل اللاعبين الاساسيين مثل امريكا و روسيا، لديهم هذا "الصبر الاستراتيجي" لهذه المدد الطويلة؟

الشقوق المتزايدة في داعش:
الشق الاهم, حصل بين الذين كانوا ينصحون داعش بتوسيع معركتهم و نضالهم حول العالم للتغلب و التخفيف من الضغط الواقع عليها في كل من العراق و سوريا و بين الدواعش الذين يفضلون جعل الصراع محلياً و حصره في كل من العراق و سوريا فقط.
و هذا الشق او الشرخ قابل للتوسع كلما زاد الضغط على داعش في العراق و سوريا. ان الهجوم الداعشي على السياح الالمان في منطقة سلطان احمد في اسطنبول و على السياح الاسرائيليين في ميدان تقسيم في اسطنبول ايضاً، يمكن تفسيره على انه خطوة من داعش تهدف الى عولمة الصراع و"سكب" الاشتباكات على تركيا ايضاَ و ارسال رسالة الى تركيا مفادها" اذا ما أصبحت في الصف المعادي لنا، سوف تدفعين الثمن". كما ان داعش يحاول بأفعاله هذه، قدر الامكان تشتيت الانتباه المركًز على سوريا و العراق.
للتلخيص، قد يكون من الخطأ، حساب مقدار الخسارة و الربح في الحرب ضد داعش فقط على فقدان داعش للبعض من الاراضي من عدمه. النهج الذي يمكن ان يكون أكثر نجاحاً معها هو التركيز على الاستراتيجية المرتكزة على القاعدة الشعبية لداعش و الهادفة الى خلخلة و تآكل الدعم الشعبي لها و التي قد تستغرق سنوات. و اللعبة النهائية لهذا الصراع الطويل الامد، سيكون ادماج العرب السنة في العمليات السياسية في كل من العراق و سوريا، بداً على المستوى المحلي و لاحقاً على المستوى الوطني. و هذا هو بالضبط ما يقوله و ما يفسره لنا الواقع الفعلي على الارض في العراق خلال العشر سنوات الماضية و في سوريا خلال الخمس سنوات الماضية.
و لهذا، فإننا قد نرى داعش و قد فقدت البعض من قدراتها كماكنة حربية و قد تقلصت اراضيها كشبه دولة. كما ان الماكنة الدعائية الفضيعة لداعش قد تفقد البعض او الكثير من قوتها. و لكن، داعش ك"شبح" سيبقى و يستمر في المنطقة "كفكر او كعقلية مجتمعية". و هذا الشبح قد يتمكن على الدوام من العثور على "روح جديدة" في اي جزء من العالم الاسلامي و خاصةً المناطق التي تنتشر فيها الخلافات الدينية و المذهبية الطائفية. كما ان الدواعش سيستمرون في القيام بعمليات مثيرة للاعجاب في اوروبا و تركيا للايحاء لانصارهم و مؤيديهم بأننا " لا زلنا مرعبين و موجودين". و لهذا فإنه ليس من الحكمة، التنبؤ بزوال داعش قريباً. بل، الأكثر منطقيةً وواقعيةً، هو توقع سنين طوية اخرى من المواجهة بين داعش و المجتمع الدولي.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح السيد أوغلو سمساراً لبيع و شراء اللاجئين مع اوروب ...
- دول منظمة التعاون الاسلامي و تحديات المياه الحالية و المستقب ...
- مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط
- لماذا تسعى المنظمات الارهابية الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل
- هل فقدت انقرة بوصلتها السياسية؟
- التحديات التي تواجه حكومة اقليم كوردستان
- تركيا لم تعد أمة واحدة: الاستقطاب المجتمعي في عهد أردوغان
- هل يتجه اقليم كوردستان نحو الافلاس؟
- جناية اردوغان على التعليم في تركيا
- بناء الدولة في اقليم كوردستان-العراق
- حرب المدن، مرحلة جديدة في الصراع التركي-الكوردي
- كيف نجح اقليم كوردستان في سياسته الخارجية
- تخبط السياسة التركية تجاه القضية الكوردية
- تركيا و المعضلة اليمنية
- داعش ليست منظمة ارهابية- الجزء الثاني
- هوس السيد اردوغان بنظرية المؤامرة و عقدة اليهود
- هل يمكن تكرار نموذج هزيمة الدولة الاسلامية في كوباني في مكان ...
- النصر الكوردي في كوباني، هزيمة لداعش وحدها أم لِأحلام السلطا ...
- هل سيصبح 2015 عام الكورد الاكبر
- هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟