أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - أرامل السواد: قصة الاستشهاديات المسلمات من الشيشان إلى بغداد وعمان















المزيد.....

أرامل السواد: قصة الاستشهاديات المسلمات من الشيشان إلى بغداد وعمان


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 07:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ترجمة: كهلان القيسي

الجهاديين أرخص الأسلحةِ: محاولة لفهم لماذا تفجر النساء المسلمات أنفسهن في مناطق النزاع- بين الثأر والخلاص

في يوم الأحد الماضي, صَدمَ العالم وهو يشاهد الإعترافَات المتلفزة لساجدة مبارك عتروس الريشاوي، زوجة أحد انتحاري عمان الإمرأة العراقية، التي أخفقتْ في تَفجير حزامِها المتفجّرِ في فندقِ راديسون في 9نوفمبر/تشرين الثّاني، بَدت باردة هادئة مجردة من العاطفة وكأنها في عالم أخر هكذا نَهضتْ وإستعرضتْ نفسها أمام آلةِ التصوير بحزامِها مِنْ المتفجراتِ. "جَلستُ أُراقبَها ولا أَستطيعُ أَنْ أَفْهمَ كَيفَ كانت تتكلم بكل هذا البرود" "قالَ عادل فتحي, أردني بعمر 29 سنةً. "ما هو معدن هؤلاء الناسِ ؟ "يتساءل فتحي، الذي غَلقَ دكانَ للكماليات ألنسائيه في وقت مبكّر من الأحد وإنضمَّ إلى ملايينِ الذين يُشاهدونَ الإعترافَ.
كانت هناك تعليقات مماثلة مِنْ عدمِ التصديق ردّدتْ في أكتوبر عام 2002، في كافة أنحاء العالم عندما كان الذكور والإناث من المجاهدين الشّيشانين يسيطرَون على مسرحِ دبروكافه في موسكو. وقال حينها عدد من الرهائن، الذين أطلق سراحهم، إن جميع النساء الجهاديات كن في مقبل العمر كن شابات مراهقات. ، وكَن مخيفات أكثرَ مِنْ الرجالِ.
لابد إن شيئا شريرا أو سيئا حصل لؤلئك النساء، الزوجاتِ، الأمّهات، البنات، والأخوات لكي يُصبحنَ آلاتَ للموتِ. ارتدين زيَّاً أسود، العباءاتُ، فقط كانت عيونِهن مرئيةِ، هل كن "أرامل في السواد" في مسرحِ موسكو ؟ كما جئن هنا لكي يُعْرَفن بهذا الاسم، لَبسَن أحزمةَ إنتحارِهن على ملابسِهن وحَملنَ المفجراتَ بإيمان راسخ، يُذكّرُ الرهائنَ بأنَّهن كن سوف لن يَتردّدن في تَفجير أنفسهم إذا أصدرت الأوامر لهن. لقد كن أوائل النساء الأصغر سنا على الإطلاق القائمات بالعمليات الإنتحاريةُ النسائيُة مِنْ الشّيشان لقَتْل الروس.
في عام 2001, أصبحَت شابة يتيمُة بعمر 12 عاما أول الجهاديات الشيشانيات، الذي يسميهن الروس الشهيدات الإسلاميات.حيث فجرت هذه الشابة نفسها بقنبلة ضدّ سيطرة عسكرية ( حاجز تفتيش) في غروزني ، انتقاما لإغتصابِ عصابةَ من الجنود الروس السكارى لأختِها بعمر 15 سنةً.
الريشاوي هي ثاني إمرأة عراقية تقوم بعملية انتحاريةِ (الأولى كَانتَ طالبة لم تتزوج بعد فجّرَت نفسها في سوق في بغداد قبل بضعة شهور)؛ على أية حال، هي الأولى التي ُصدّرَت إلى الأردن لقَتْل أردنيين أبرياءِ، وهي من غير المحتمل سَتَكُونُ الأخيرة.حيث سيَمُوتُ المزيد لتحقيق حلم أبو مصعب ألزرقاوي لتَحْطيم "ديمقراطيةِ" العراق وإسقاط المملكةَ الأردنيةَ.
منذ حصار ومعارك موسكو للشيشان، فان جيش من القائمات بالعمليات الإنتحاريةِ من النساء الشيشانيات انتشر في الشّيشان و صُدّرَ إلى روسيا. ففي فبراير/شباطِ 2004, فجّرَت طفلة شيشانية نفسها في مترو الأنفاق في موسكو أثناء ساعة الإزدحام في الصباحِ، وقْتلتُ 41 مسافرَ. وفي 21أغسطس/آبِ مِنْ نفس السَنَةِ، فَقدَ 21 شخصَ حياتِهم في هجوم مماثل في غروزني. وبَعْدَ ثلاثة أيام، قامت شيشانيتان من "أرامل السواد" بتهرّيبَ القنابلَ في داخل طائرتان، وقْتلتاُ 90 مسافرَ في السماءِ على متن الخطوط الروسية.
في نظر المجاهدين فان القائمون بالعمليات الإنتحارية من النساء والرجال هم أسلحة فتاكة: كما يقول المجاهد المرحوم عبد العزيز الرنتيسي في بداية التسعينات: "نَستعملُ الشهداءَ لأنه ليس لدينا مقاتلات إف -16، وطائرات مروحية أباتشي، دبابات، والصواريخ المستعملة من قبل الإسرائيليين، "
وطبقاً لأفكار أيمن الظواهري،- الرجل الثاني في القاعدةِ- والصوتِ الأيديولوجيِ وراء المهمّات الإنتحاريةَ،فان إستعمال القائمون بالعمليات الإنتحاريةِ هو "السلاح الأكثر فاعلية، فإذا كان شخص واحد قادر على إيقاع الحَدّ الأعلى مِنْ ضررِ بالأعداء فان الكلفةِ لا تتساوى من ناحية الضرر بين الأعداء و المجاهدونِ.
النِساء لَمْ يُسْمَح لهن لأَنْ يُصبحنَ محاربات، لخَوْض المعاركِ الفعلية بجانب رجالِهن، لَكنَّ الرجال يفضلوهن للقيام بعمليات إنتحارية.فهن لا يزودن ببنادقَ كلاشينكوف، بل بأحزمة متفجّرة فقط. فمن نظر المنظماتِ الجهادية فان الرجال الذين ممكن أن يكونوا استشهاد يين يمكن الاحتفاظ بهم كمحاربين للمواجهة في العمليات العسكرية الأخرى.لذا فان استخدام النساء في تنفيذ مهمات انتحارية هو ذات أهمية كبيرة ومن الناحية الاقتصادية ،ارخص العمليات القتالية كلفة.
في نهايةِ التسعينياتِ، وجد كل من شامل باساييف وأمير الخطّاب، زعماء المقاومة الإسلاميِة في الشّيشان، بان النساء في المنطقةِ هن خزين ثمين مِنْ القائمون بالعمليات الإنتحاريةِ. فقد أصبحَ لديهم جيلِ كامل من النِساءِ كأسلحةَ إنسانيةَ.
ويوضح Zuleikhan Bagalova مدير المركز الثقافي الشيشاني في موسكو الأسباب من وراء ذلك قائلا: "لقد كَبرن أثناء الحروبِ الروسيةِ، بدون أيّ تعليم؛ هؤلاء النِساء، المُراهقات، والأطفال أصبحتْ الحربِ حياتهم، وحياة أساسها الخوفِ والإرهابِ، وان. الحرب في العراق قَدْ تزوّدُ أبو مصعب ألزرقاوي بخزانِ إنسانيِ ثمينِ على حد سواء."
كَانَ ألزرقاوي معجب جدا بخطّاب. في عام 1999، عندما أُخرجَ من السجن في الأردن، بناء على عفو مَنحَ تكريماً لتتويجِ الملك عبد الله، أرادَ الإِنْضِمام إلى خطّاب في الشّيشان ويُحاربُ الروس. ولكنه إعتقل في باكستان بسبب جوازِ سفره المُنتَهى الصلاحية، ولم يكن قادرا على السَفَر إلى الشّيشان ويُنجزُ حلمَه. بينما حققه في هرات، حيث أدار ألزرقاوي معسكرا الذي كَانَ غرضه أَنْ يُدرب القائمون بالعمليات الإنتحاريةَ. وصَرفَ السَنَوات الخمس الأخيرة في إتقان استعمال المهمّات الإنتحاريةِ كالأداة الأقوى والفعّالة للكفاح المسلّحِ الإسلاميِ. وبينما يَنزلقُ العراق إلى حالة من الحرب الدائمة, فان ظروفها ستخلق جيلا من أطفالِ الحربِ القساة، لذا فان الزرقاوي سوف لَنْ يُهملَ الفوائدَ الإقتصاديةَ والعسكريةَ للقائمون بالعمليات الإنتحاريةِ من النساء هناك.
لكن قبل أن يَضْربُ جيشِ من القائمات بالعمليات الإنتحاريةِ من النساء العراقيات الشرق الأوسطَ، كان هناك نِساء راغبات ومستعدّاتَ أَنْ يُصبحنَ شهيدات وهن الاستشهاديات الشيشانيات، وهن من النِساءَ اللواتي انتهك أعراضهن دائماً وصُدِمنَ بعمق و كنتيجة لذلك وجدن السكينة في الموتِ، التي لم يكن قادرات على تحقيقها في الحياةِ. هؤلاء النِساءَ اللواتي إغتصبنَ أمام أفرادِ عائلتهم؛ إختطفَن وهوجمَن جنسياً؛ والأطفال الذين رَأوا أبائَهم يقتلون أمام عيونِهم. "بعد المرور بتجربة كهذه "، يَمُوتونَ في دواخلهم، أو يصابون بالجنون، أَو يُصبحنَ إنتحاريات استشهاديات، بالنسبة لهن،فان الحياة أصبحت لَيْسَت ذات معنى.
العراقيات المغتصبات
في العراق "الديمقراطي"، هناك أعمال وحشية مماثلة تتهم بها عصاباتِ الإرهابِ العرقيةِ، تقوم بها المليشيات وحتى الجيش النظامي. بينها موقع الكتروني في بغداد( يسمى بغداد المحترقة) يُرسلُ قصصَ مرعبةَ في أغلب الأحيان مِنْ الجرائمِ ضدّ النِساءِ العراقياتِ. مثلا: حالة أمّ وبناتها الثلاث، آلائي هْربُن من الفلوجة قبل هجومِ الخريف الماضي،أوقفن في نقطة تفتيش مِن قِبل مجموعة الجنود العراقيينِ( الحرس) وقام هؤلاء الجنود بأخذ البناتَ وتَركوا الأم وحدها. وعندما أرجعوا البناتَ، كن مصُدِومات منهارات ولا يَستطعنَ أَنْ يَتوقّفنَ عن الصُراخ.
كما إن اختطاف وإغتصاب النِساءِ يَحْدثُ يومياً في العراق، في أغلب الأحيان كعقاب للأفرادِ الذكورِ مِنْ عائلةِ الضحيّةَ. علاوة على ذلك، النِساء اللواتي اغتصبن يَقْتلنَ في أغلب الأحيان بعد ذلك مِن قِبل الأقرباءِ الذكورِ ل"تَطهير" الشرفِ العائليِ. والعديد مِنْ النِساءِ يَسْرقنَ مِنْ عوائلِهم و يبعن كعبيد جنسِ. إنّ أرباحَ العصاباتِ الإجراميةِ العراقيةِ تَزدهرُ وتتشكر الوضع إلى هذا التجارة المربحة.
الحرب حربُ في كل مكان - في العراق وكذلك في الشّيشان.فان التأريخ يُعلمنا بأنّه إذا طالت الحربُ العراقية وأصبحت حالة نزاعِ دائمِ كما حُدِث في الشّيشان، فان النِساء العراقيات قَدْ تزداد رغبتهن في الإشتِراك في نفس القدرَ المرعبَ كنظائرهن الشيشانيات.

لوريتا نابليوني: www.antiwar.com



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد يُريدونَ سَحْب المستثمرين إلى العراق الآخر
- نابلم، فسفور، تعذيب، حرق، ودريل التثقيب، واسود هل هذا هو ثمن ...
- القصّة الحقيقية وراء السرقاتَ الكبرى للمتحفِ العراقي.
- أسطورة ألزرقاوي: بين الأمن الكردي والأمن الأردني
- إرهاب توماس فريدمان
- صناعة القتل- حقيقة المرتزقة في العراق-ج2
- صناعة القتل- حقيقة المرتزقة في العراق-ج1
- أي أمة تَقِفُ تحت المحاكمة؟؟
- الكارديان: بغداد ألان المدينةُ الأكثر رعباً في العالمِ
- تقسيم العراق سَيولد إعادة تقسيمِ الشرق الأوسطِ
- مكالمة لبلير من بوش قبل غزو العراق: أريد غزو السعودية وباكست ...
- الدستور العراقي: إستفتاء للكارثةِ- ج 1
- هل تمرير الدستور وإعدام صدام ينهيان المشكلة
- مشكلتنا الكردية
- إلى القائل إن العراق سوف لن يخوض الحرب نيابة عن الآخرين
- سوريا، القاعدة في العراق، وأكاذيب كبيرة في عالمِ بوش- زورو
- الغرب احتضن نخبة إيرانية الولاء, راديكالية, وخَلقَ جرحاً دام ...
- ممارسات التصويت الكرديةِ قَدْ تُشذّبُ الإستفتاء العامَ على ا ...
- كَيْفَ تُؤسّسُ أجهزة إعلام حرة في مثل هذا الخوفِ والفوضويةِ؟
- عندما تتعاون الطبيعةَ مع البشر لتَكشف أكاذيبِ الجبارين


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - أرامل السواد: قصة الاستشهاديات المسلمات من الشيشان إلى بغداد وعمان