أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في كتاب -الأنا والآخر في الرّواية الفلسطينيّة-














المزيد.....

قراءة في كتاب -الأنا والآخر في الرّواية الفلسطينيّة-


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 22:30
المحور: الادب والفن
    



لطالما كان الموت قريبا، لكنني لم أترك له فرصة ليلمسني، وتركت نفسي كنهر يخاف أن يغفو، فتُغيّر الأرض مجراه، أو كشجرة ارتعبت أن تُصنع منها يدُ الفأس التي تموت بها أختها. لعلَّ مساري الأزليّ قادني إلى حياة ليست لي، فلم تنسجم أقداري مع القلب المفتون بالجمال وحب الأرض والحريّة. إن الكاتب "أمين دراوشة" في كتابه "الأنا والآخر في الرّواية الفلسطينيّة"، الصادر عام 2016 والذي يقع في 138 صفحة من الحجم المتوسط، تكلّم بلسان حالنا حين غنّينا وأحببنا وعانينا، وصرخ بكلماته الحارقة لأجسادنا، حتى لو لم تسمعها إلاّ الرّيح المُحمّلة برائحة أشجار البرتقال. وهذه أصابع شعب كتب على الجبين وعوده الأزليّة، ودفن تحت أغصان الزّيتون أسراره الأبديّة، لكنه أضاع طريق بيته وعبثوا له بالبوصلة.
الكاتب "دراوشة" وصل إلى دهشة حقيقيّة تستحق كل أفكار حياة "الأنا" وميزاتها، فكانت بمثابة رعشة التجربة الصّعبة في دمه، تارة يخاف الطرف "الآخر"، وتارة أخرى تفوته لذّة الخوف منه. سمح لروحه أن تعلن رفضها، أن تتبع شوقها، وتتّخذ طريقها الذي اختارته، دون أن يمنعها حنين أو تردّد. يخلق الفلسطينيّ لنفسه في الرّواية القوّة، الجرأة، العنفوان والشّجاعة، وكذلك التمرّد الثّوري الذي يأتي كلّه من جحيمه الدّاخليّ الغافي في أعماقه منذ عشرات السّنين. كما وجدنا أنَّ الكاتب في مقدّمة كتابه تعمّق في مفهوم "الأنا" ومفهوم "الآخر" إستنادا إلى ما يُفسّره علم النّفس الإجتماعيّ وسلوك الأفراد. أخذ يُشرّح الرّواية الفلسطينيّة بين صاحب حق وبين دخيل مُحتل، كلٌّ له نظرته العلويّة تجاه الآخر، وكلٌّ يدافع عن نفسه بأسلحته المشروعة والمبرّرة. تناول عدد من الرّوايات بالقراءة العميقة، والنّظر إلى الشّخصيات والأحداث والأماكن من زوايا مختلفة؛
١-;-- البحث عن وليد مسعود / جبرا إبراهيم جبرا.
٢-;-- الوجوه / وليد أبو بكر.
٣-;-- سيرة العقرب الذي يتصبب عرقا / أكرم مسلم .
٤-;--مرايا إبليس / منى الشرافي تيم .
٥-;-- حياة ممكنة / إسراء عيسى .
قد يُسرف الكاتب في التضمين والتوثيق وإقتباس مبادئ المفكرين النفسانيين، وسكب الكثير من كلماتهم وأفكارهم في محتويات كتابه، فكان هناك حوالي (٣-;-٠-;-) مرجعًا دعّم بها "دراوشة" نفسه ونظريته. القارئ هنا يلاحظ تراكم الجمل المتكرّرة في المقدّمة التي تتكلّم عن مفاهيم الذات والآخر في علم النفس، وكذلك يلاحظ تكرار الفقرات والقصص وأحداث الرّوايات أثناء تحليلها.
كتب الأديب "إنَّ مجتمعا قويا وذا قناعة وطنيّة صلبة، وحرا وديمقراطيا، ويفرد مساحة شاسعة للتعدّد، ويسمح بالتعبير عنه دون خوف، وينطلق من مبدأ الإعتراف بشرعيّة الآخر .. حتى وإن كان عدوّا حقيقيّا لا وهميّا" وهذا بالتالي بتناقض مع مبدأ وأخلاقيات المواطن الفلسطينيّ المُنتمي "الأنا"، ونظرته إلى "الآخر" الذين علقوا في أبديّة يائسة يتخبّطون وينتظرون نهايتهم. نحن الفلسطينيين قضينا السّنين كلّها بحثا عن تلك الحلول الشّرعيّة، ونادينا أنقذونا بكل لغات العالم. كتبنا بمشاعرنا وعواطفنا "نحن" الرّوايات المعبّرة بجميع أطيافها، لتعكس مرارة العيش وقساوته في ظلّ "الآخر" الظّالم، الذين جرحونا في أجسادنا وأرواحنا.
22/03/2016



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في يوميات كاتب يُدعى x
- رواية -بورسلان- .. والفساد السّياسيّ
- قصّة - الأحفادُ الطّيْبوُن- وحقوق الأجداد
- رواية -هي، أنا والخريف- لسلمان ناطور
- قراءة في كتاب -كرمة-.. وكيمياء السعادة
- - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص
- - تأمّلات فيصليّة -.. ومتاهات النصوص
- قراءة في -خروج من ربيع الروح-
- رواية - البلاد العجيبة- .. وعجائب الخيال
- قراءة في رواية - الهُرُوب -
- قراءة في ديوان - ظبي المستحيل -
- رواية - فانتازيا - .. ورحلة الوجود
- رواية - رولا - ونافذة القَدَر
- رواية الخطّ الأخضر وخطوط القطيعة
- يقظة حالمة و - أحلام اليقظة -
- -دمعة تخدع ظلها-لاحسان أبو غوش
- الحاضر امتداد للماضي في رواية-غفرانك قلبي-
- رواية -زمن وضحة- ومحاربة الجهل


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في كتاب -الأنا والآخر في الرّواية الفلسطينيّة-