أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوتيار تمر - الارهاب عقيدة وليست صورة














المزيد.....

الارهاب عقيدة وليست صورة


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5111 - 2016 / 3 / 22 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الارهاب عقيدة وليست صورة
جوتيار تمر/ كوردستان
22/3/2016
ان الاستناد على المقولات الدينية باعتبارها مصدر مؤثث لقضايا الارهاب تكفي لابراز اهم المعالم العقائدية التي تستند عليها هذه التيارات الملتحفة بثوب الدين، وهي بالتالي الحجة التي تقام عليهم، وليس التي تقدم لهم، فالدين من خلال مصدره الاساس وتحولاته التي انتجتها العقول البشرية في كيفية تداول الامور الدينية نفسها، جعلت من التأويل والتحليل والتصدير، والاستيراد معاً اسلوبا عقائديا واضحا في غرفة عمليات التيارات المنتجة والمصدرة للارهاب عبر قنواتها الانتمائية ( العرقية- الاثنينة – المذهبية – العدائية للغير - )، فضلاً عن كونها المنبع لكل التصورات التي تتناسل منها الاراء التي تتناسب والقيام بهذه العمليات الارهابية.
فالمصدر التشريعي الاساس الذي تتبعه هذه التيارات، فيه من الثغرات غير المكتملة فيما يخص الكثير من المقولات والتأويلات والمعاملات التي كان من المفروض ان يدركها العقل الديني من خلال فهم لصيرورة الحدث الديني المقرر من قبل حاملي رسالات الاديان..الامر الذي جعل من استغلالها امراً طبيعياً لاسيما نحن نعيش في ازمنة العقل الاستداركي لماهية الرغبة الانسانية في كل تمفصلاتها، مما يعني امكانية تزايد العقول التي تنادي بالغاء الغير، واحكام القضبة على مصادر الغير، بل محو هوية الغير من اجل اثبات وجهة نظره التي ينتمي اليها، وهذه العقول ليست وليدة اللحظة، انما هي نتاج طوعي للكثير من الامور والثغرات التي لم يتم سدها من خلال افعال ومقولات حاملي راية الدين في البدء، مما انتج ممرات وثغرات لايمكن لاي تشريعات او اي تأويلات اخرى ان تسدها، وبالتالي فان العقائد نفسها تصبح عرضة للمس من قبل هولاء، الذين يبحثون في الاصل عن هكذا ممرات وثغرات كي يبيحوا لانفسهم ما يرونه هم بانه الانسب لهم من جهة، والانسب لعقيدتهم من جهة اخرى، وبهذا الشكل نلاحظ كيف ان المصدر الاساس العقائدي يتحول الى قضية يتاجر بها هولاء، ويصدرونها الى الاخرين من خلال التلاعب بالالفاظ والاحتكام الى تلك الثغرات، ومن ثم يحاولون استيراد النهج الارهابي من مخلفات الامم الاخرى، ويطورنها ذاتياً كي تصبح آلة فتاكة تهدد الوجود البشري بكل اطيافه ومذاهبه وافكاره واديانه.
ان البحث في ماهية الارهاب العقائدي امر قد يجلعنا بنظر الكثيرين مرتدين، او علمانيين بتصورهم، لكونهم ينظرون الى التشريع او المصدر الديني على انه متكامل، وغير ممكن المس به، او حتى المناقشة حول ادائه ، او المتحولات التي ساهمت في ابراز هذه التيارات الارهابية، ولكن حين نتأمل مقولات هولاء نجدهم بانهم ايضا من روافد هذا المد الارهابي الذي بات ينتشر بصورة غير متوقعة في بقاع الارض، ويهدد الامن والاستقرار والسلام في كل الامكنة دون استثناء، ودون فرز بين الجاني بنظرهم والمجنى عليه، لانهم ينظرون الى الكل طالما انهم ليسوا من زمرتهم على انهم سيان.. ولعل عقول الذين يرفضون الخوض في معطيات التشريعات الاساسية والتي قلنا بانها ترفد الارهاب بالكثير من المدد، امر يستحق المناقشة والنظر فيه بصورة اعمق، فحين يرفضون تداول هذه الثغرات والبحث عن مكامن ضعفها، لسدها او لوضع مايناسب ويتلائم مع باقي النصوص غير الداعية لهكذا مقولات وافعال.. بحجة ان التشريع متكامل وغير قابل للمس، فانهم يتركون الباب مفتوحا وقتها لتأويلات هولاء بالاخص انهم يستندون على مقولات اخرى نابعة من عمق التصور الديني وكذلك الحدث الديني ضمن المنظومة الشاملة للدين سواء التاريخية منها، ام العقائدية التي ايضا كالحدث التاريخي مر ت بالكثير من التغيرات والاستحداثات التي لم تنل رضى هولاء اصحاب الرأي التكاملي للتشريع، لكنهم في الوقت نفسه لايستطعيون رفضها، لكونها احداث ومواقف حدثت بالفعل وسجلها التاريخ.
اذا من الطبيعي ان نجد الارهاب يتناسل ويتصاعد وتيرته، طالما ان العقائدية الموجودة والتي يحتكم اليها هذه التيارات، غير قابلة ان تناقش نفسها ذاتياً ومن ثم تستخلص ما يجب فعله لتدارك اتساع الهوة والفراغ الموروث جراء عدم المس في ما يسمى بالتكاملية العقائدية، على ان الامر لايعدو في نظري مجرد استحداث ديني نفسه يتناسب مع الواقع العياني، بحيث تصبح هذه المصادر التشريعية مناسبة لسد اي ثغرة يستغلها اصحاب الفكر الارهابي لتحقيق مصالهم باسم التشريع التكاملي نفسه، مما يخلق تنافرا واضحاً للغير وحتى للكثيرين ممن ينتمون الى هذه العقائدية ( الدين )، وكذلك يصبح التشريع الاساس غير قابل للهتك، والاستغلال الداخلي من قبل تلك العقول المنتجة للقتل والذبح والسبي وكافة ما يعتبر غير انساني في عصر يتجلى فيه الروح الانسانية بوضوح تام غير مناقض لذاته.
فحين تتحول المقولات الدينية الى اغراض ووسائل ذاتية من قبل البشر المدعين بفهمهم وادراكهم والمامهم الديني التكاملي، فانهم بذلك يحولون جوهر العقيدة التي تنامت في عقولهم وقلوبهم واصبحت غذاء روحهم الى اداة اجرامية تستخف بالدين نفسه، وتسحق الاخرين بغير مبرر مقنع، و دون اية صلة بالحرب الادعائية التي يروجون لها من خلال قنواتهم الاعلامية، وعلى هذا الاساس تصبح العقائدية هي المنتجة الارهاب والمصدرة له في آن واحد. وبالتالي يتضح بان الارهاب نفسه هو العقيدة المنتجة له، وليس مجرد صورة تمنطق ملامح تلك العقيدة خارجياً دون المس في جوهر العقيدة نفسها.. فالصورة على الرغم من ان لها بعد ميتافيزيقي ماورائي، الا انها في الحقيقة تسجد ما هو ملموس وواضح بشكل عياني، لان جوهر الصورة يبقى مرتبطاً بما تفرزه الرؤية الاولية والعميقة للصورة نفسها، بعكس العقائدية التي هي نتاج ديناميكي جوهري، تنقله العقول التي تؤمن بها من خلال مقولاتها التي يستندون اليها في رسم اية صورة يريدون من خلالها ان يعرفوا الاخرين بجوهر عقيدتهم.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوروز الكورد
- ايها -السياسي- المسكين الباكي
- قراءة نقدية في نص ( لو ) للشاعرة لينا شكور / جوتيار تمر
- المرأة الكوردية صانعة امجاد الامة
- لوحة / قصة
- قراءة نقدية لمجموعة من لوحات الفنان كوهدار صلاح الدين (اسود ...
- سنبقى تحت مظلة الانتظار ولن نيأس
- فسحات في الاديان يستمد منها الجماعات الارهابية وحشيته
- صلاة الفجيعة
- الشعب الكوردي لاصديق له سوى البيشمركة
- جوف القلق
- صمت وغموض ازاء الوضع الراهن (ماذا يحدث لكِ ياكوردستان)
- تقسيم كوردستان عودة من جديد
- لااصدقاء لنا
- صوت الموت
- معايير طائفية
- هموم الانثى تحتمي بالالوان في اعمال روناك عزيز
- حركية الاستعارة والانفعال ضمن جغرافية نص ( سفمونية النصر.. ش ...
- فصول البكاء
- تقديم ديوان (جمالية الصورة الفنية تضاهي جمالية اللغة في ديوا ...


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوتيار تمر - الارهاب عقيدة وليست صورة