أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - مصر ومخططات الأبالسة-6















المزيد.....

مصر ومخططات الأبالسة-6


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


6ـ تمردان أضاعا استقلال مصر

ساهم كل من محمد علي باشا وسعيد باشا واسماعبل ياشا والخديوي توفيق وأحمد عرابي كل بنسبة من الأخطاء أدت في النهاية إلي دخول القوات البريطانيا إلي مصر. كانت خطيئة محمد علي تندرج تحت ما يسمي بحسن النية حين أتي بالعديد من الأجانب في شتي التخصصات بغرض تعليم المصريين تكنلوجيا الصناعات المختلفة التي كانت بعيدة كل البعد عن المصريين، أدي الأجانب مهمتهم التعليمية بنجاح واستقرّوا في البلاد مكونين جاليات كبيرة لا يستهان بأعدادها.
أما خطيئة سعيد باشا كونه منح امتياز شق قناة السويس لصديقه المهندس الفرنسي "ديليسبس" بشروط مجحفة جرَّت على مصر الويلات فيما بعد. وفي عهده أيضاً بدأت مشكلة الديون حيث كان يستدين من الغرب بفوائد ربوية لينجز قناة السويس وغيرها من الأعمال المرهقة لميزانية البلاد دون فائدة كبيرة تجنى منها. وفي عهده بدأ تدخّل الدول الأوربية في البلاد بشكل سافر بدعوى حماية حقوقها المالية؛ إلى أن وصل الحال إلى فرض وزيرين أوروبيين ضمن تشكيلة الوزراء، إضافة إلى تدفق الأجانب في عهده على مصر، وإقامة محاكم خاصة بهم.
أما خطيئة الخديوي إسماعيل قد كانت كبيرة، بعضها بحسن نية حين حاول أن يحذو حذو جده في تحديث مصر وتطويرها فوافق ديلسبس علي إنشاء قناة السويس لتكون شركة مساهمة بين مصر (صاحبة الأرض وعمال الحفر بنسبة أربعة أخماس العاملين) وفرنسا (صاحبة الفكرة ومعدات الحغر وخُمس العمال)، وبعضها نتيجة تهوره بالاستدانته المستمرة بسبب دخوله في العديد من المشروعات المتعددة بغرض تطوير مصر وجعلها قطعة من أوروبا، مما اضطره لعرض نسبة من أسهم قناة السويس للبيع، فكانت فرصة مواتية لبريطانتا لتشتريها والحصول علي حق الانتغاع مع فرنسا حتي عام 1958.
أما خطيئة الخديوي توفيق هي الاحتماء بالقوات البريطانية خاصة بعد حادثة عابدين والثورة العرابية. أحس الخديو توفيق بالخطر فلجأ إلى الإسكندرية طالباً من الإنجليز المتربصين بسفنهم في البحر حماية عرشه، مع ضغطه والإنجليز على السلطان العثماني لإصدار منشور بعصيان عرابي؛ لينفضّ الناس عنه، كما استغل الإنجليز مذبحة الإسكندرية ليتخذوها ذريعة لاحتلالها بدعوى حماية رعاياهم.
والخطيئة الكبرى كانت خطيئة عرابي الذي لم يكتف بما تحقق من نجاحات بعد وقفة ميدان عابدين وحصول الضبلط المصريين لكل مطالبهم، إنما اغتر بمن حوله وظن أنه ممثل الشعب، واستمرأ التطاول على ولي أمره، والخروج بمظاهرة ضده. كان الإنجليز يشايعهم الفرنسيون يرقبون الأحداث بغبطة وسرور، ويوعزون له من خلف ستار للمضي في طريق التمرد. لم يستجب عرابي للناصحين الذين حثوه على سد قناة السويس لكي لا يتسلل منها الإنجليز إلى عمق الأراضي المصرية؛ وانخدع بتطمينات ديلسبس. اعتماد عرابي وجنوده علي الدجل والخرافة كان سببا مباشرا للهزيمة بمعركة التل الكبير، ففي مساء 12 سبتمبر 1882 دخل إلي الطابية أحد أرباب الطرق الصوفية وبيده ثلاثة أعلام‏، وتقدم إلى أحد المدافع فرفع عليه أحدها وقال‏:‏ هذا مدفع السيد البدوي‏،‏ ثم انتقل إلى مدفع آخر فوضع عليه علماً ثانياً وقال‏:‏ إنه لسيدي إبراهيم الدسوقي،‏ ثم إلى مدفع ثالث وقال‏:‏ إنه لسيدي عبد العال، وفي مساء 13 سبتمبر أصدر عرابي أوامره إلى جيشه بالراحة والترويح، فانصرف الجنود إلى حلقات الذِكر تحت إشراف الشيخ عبد الجواد المشهور بالورع والتقوى وظلّوا يفقرون حتي بعد منتصف الليل، بعده ناموا منهكبن، وفي الساعة 1:30 صباحاً فوجئت القوات المصرية المتمركزة في مواقعها في التل الكبير والتي كانت نائمة وقت الهجوم بقدوم الإنجليز مع بعض بدو الصحراء الذين اطلعوا الإنجليز على مواقع الجيش المصري متعاونين مع بعض الضباط الذين ساعدوا الإنجليز على معرفة الثغرات في الجيش. استغرقت المعركة أقل من 30 دقيقة وألقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري (حسب اعترافه أثناء رحلة نفيه إلى سيلان). قضي على الثورة العرابية بعد أن أوقعت البلاد بيد الاحتلال الإنجليزي ، الذي استمر حوالي 74 عاماً (1882 – 1956م). رغم ادعاءاتهم وتصريحاتهم المتكررة بأنهم سيخرجون حالما يعود الهدوء والأمن للبلاد.
استمر الخديو توفيق في الحكم(1679-1892)، ثم جاء بعده ابنه عباس حلمي (1892 – 1914) ثم حسين كامل ابن إسماعيل (1914م – 1917م) ثم فؤاد بن إسماعيل (1917م – 1936م)، ثم الملك فاروق ابن فؤاد (1936-1952م).
عام 1919 في عهد الملك فؤاد وعقب الحرب العالمية الأولى، اندلعت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، شارك فيها كل الطبقات من طلبة وعمال وفلاحين ونساء، وذلك لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1932 بإعلان الدستور والبرلمان.
بعد وفاة الملك فؤاد (28 ابريل 1936) وارتقاء إبنه الملك فاروق العرش تم تعيين مجلس وصاية نظرا لصغر سنه، شكل حزب الوفد الوزارة نظرا لفوزه في الانتخابات البرلمانية وطالب بإجراء مفاوضات مع بريطانيا بشأن التحفظات الأربعة، ولكن الحكومة البريطانية تهربت فقامت الثورات وتألفت جبهة وطنية لإعادة دستور 1923 بدلا من دستور 1930 ولذلك اضطرت بريطانيا للتراجع واضطرت للدخول في مفاوضات شافة. بدأت المفاوضات في القاهرة في قصر الزعفران في 2 مارس وانتهت بوضع معاهدة 26 أغسطس 1936 في لندن، التي أعطت لمصر استقلالها وجلاء جميع القوات الريطانية من مصر والبقاء في قاعدة عسكرية بمنطقة قنال السويس.
رغم إيجابيات المعاهدة إلا أنها لم تحقق الاستقلال المطلوب وحوت في طياتها بعض السلبيات، حيث ألزمت مصر بتقديم المساعدات في حالة الحرب واعداد الجيش المصري ليكون أداة صالحة للدفاع عنها، وبموجب هذه المعاهدة تصبح السودان مستعمرة بريطانية يحرسها جنود مصريون، لذلك طالبت وزارة النحاس في مارس 1950 الدخول في مفاوضات جديدة مع الحكومة البريطانية واستمرت هذه المفاوضات 9 شهور ظهر فيها تشدد الجانب البريطاني مما جعل النحاس باشا يعلن قطع المفاوضات وإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي السودان وقدم للبرلمان مراسيم تتضمن مشروعات القوانين المتضمنة هذا لإلغاء فصدق عليها البرلمان وصدرت القوانين التي تؤكد الإلغاء الذي نتج عنه إلغاء التحالف بين بريطانيا ومصر واعتبرت القوات الموجودة في منطقة القناة قوات محتلة ومن هنا بدء النضال يشتعل مرة أخرى ولكن هذه المرة نضال مسلح.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فقد كانت أخطاء الخديوي توفيق التي أدت لتمرد ضباط الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي وكانت النتيجة فقدان مصر لاستقلالها ورزوحها تحت نير الاحتلال البريطاني قرابة 74 عاما، أيضا كانت أخطاء الملك فاروق وإقالته الوزارة تلو الوزارة وعدم استقرار البلاد أدي لتمرد ضباط الجيش وقيامهم بحركة الضباط التي أطلقوا عليها المباركة في 23 يوليو 1952 بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الباصر. وكما حدث لهوجة عرابي أن استغلها الانجليز لاستعمار مصر، أيضا استغل الغرب أخطاء عبد الناصر وورطوه في حرب السادس من يونيو1967 ضد إسرائيل وكانت النتيجة احتلال إسرائيل صحراء سيناء، الذي استمر حتي جلاء آخر جندي إسرائيلي من طابا في 19 مارس 1989م ورفع علم مصرعليها.








#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقيضان لا يجتمعان الدين والسياسة
- مصر ومخططات الأبالسة-5
- زمن عزّت فيه المعجزات
- مصر ومخططات الأبالسة-4
- أنا أحلم والكل يحلم أيضا
- مصر ومخططات الأبالسة-3
- مصر ومخططات الابالسة-2
- مصر ومخططات الأبالسة
- صعيدي من جرجا في بلاد الفرنجة
- الشيخ شيبة وفنجال القهوة
- غزوة المعممين
- السيد أفندى خلقة
- أمراضنا المزمنة هل آن أوان التخلص منها ؟
- أحداث فرنسا الملتهبة
- محمد صابر والحمي الديكرومية
- إفتكاسات حول الانتخابات
- عودة حزب الكنبة للانعقاد
- حلمى البايظ بين المال والمؤهلات
- عمو فؤاد والكيف وليلة الجمعة
- التعليم بين الأمس واليوم


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - مصر ومخططات الأبالسة-6