أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يوسف ابو الفوز - هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟















المزيد.....

هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:39
المحور: كتابات ساخرة
    


في حالة صحو متأخرة ، تذكرت الجامعة العربية ، والسيد عمرو موسى ، ان هناك في السياسة العراقية ، ومبادئ العمل السياسي شئ اسمه " الوحدة الوطنية " ، تتحمل الجامعة العربية مسؤولية عنه ، خصوصا وان العراق عضو مؤسس للجامعة العربية ، هذه المؤسسة التي تجاهلت طويلا جراح ومعاناة الشعب العراقي ، ورفض المسؤولين فيها طيلة كل سنين حكم النظام الديكتاتوري المقبور ، استقبال ولقاء اي طرف سياسي من القوى السياسية العراقية المعارضة لنظام المجرم صدام حسين ، " فارس الامة العربية حفزه الله " . وفي فترة ما بعد سقوط نظام صدام حسين فتحت الجامعة العربية ابوابها لكل من عارض المسيرة السياسية الحالية ، وبشكل استفزازي لكل ابناء شعبنا من ضحايا النظام الشوفيني المقبور . هذه الايام ، نجد ممثلي حزب البعث الصدامي العفلقي يتجولون علنا في شوارع القاهرة ، وفي اروقة "مؤتمرالوفاق العراقي " ، المنعقد برعاية الجامعة العربية ، احد القنوات الفضائية العربية بادرت لاستغلال الفرصة واتصلت بممثل لحزب البعث الصدامي من المتواجدين في اروقة المؤتمر للتعليق على المؤتمر . من القاهرة ، وتحت اسم " حسن هاشم " تحدث ممثل البعث الصدامي ، وهنا لا يعنيني التعليق على اطراءه لمواقف بعض القوى السياسية التي لا تدين الارهاب صراحة ، ولا يعنيني مطالبته الاعتراف بشرعية ما سماه "المقاومة " ، ولا تباكيه على اعمار العراق ، الذي تركه نظام البعث للشعب العراقي اطلالا وخرائب ، ولا اتهامه القوى الوطنية العراقية المساهمة في العملية السياسية الحالية ، بمفردات مستلة من قاموس المجرم صدام حسين ، حيث وصفهم بالعملاء وكونهم " ادلاء خيانة " ، هنا اود الاشارة الى النكتة التي اطلقها هذا " المناضل " بصفاقة لا يجاريه فيها سوى المتهم الاول ، في محكمة الشعب ، المجرم صدام حسين ، حين تحدث عن "ادلاء الخيانة الذين وصلوا على دبابات امريكية " ، وادانهم كونهم نشروا ثقافة الموت بين اوساط الشعب العراقي !
هل انتبهت ـ عزيزي القارئ ـ لمفهوم " ثقافة الموت " الذي ادانه السيد ممثل حزب البعث الصدامي ؟
حين سمعت العبارة ، لم اضحك ، بقدر ما شعرت بالقرف والغثيان . اذ من بديهيات الحياة ، وكمثال ، فان اخر ما يمكن ان يتحدث عنه اللص هو الامانة ، واخر ما يمكن ان يتحدث به الكاذب هو الصدق ، واخر ما يمكن ان يتحدث عنه العاهر هو الشرف ، وان فعل هؤلاء عكس ذلك فهو ليس اكثر من صفاقة لا تثير سوى رغبة التقيؤ . وهكذا حين تسمع ممثلي حزب البعث العفلقي وهم يدينون " ثقافة الموت " ، ترد الى ذهنك عشرات الاسئلة والافكار ، التي تحتاج الى التوقف عندها بمسؤولية . هناك كم لا يحصى ولا ينتهي من الاسئلة التي تقودك الى اسئلة اخرى مريرة :
من المسؤول عن ضحايا الحروب الخارجية التي شنها النظام الديكتاتوري ضد الجارة ايران ، وغزوه ارض الكويت الشقيق ؟
من المسؤول عن كل هذه المقابر الجماعية التي تنتشر في ارض بلادنا عرضا وطولا ؟
من المسؤول عن شهداء انتفاضة اذار المجيدة ؟
من المسؤول عن ضحايا حملات تنظيف السجون التي قتل فيها الالاف من ابناء شعبنا العراقي ؟
من المسؤول عن ضحايا الاسلحة الكيماوية في حلبجة الشهيدة والعديد من المواقع في ريف كوردستان؟
من المسؤول عن 182 الفا من ابناء شعبنا الكوردي من ضحايا الانفال ؟
من المسؤول عن حمامات الدم داخل مؤسسات حزب البعث العفلقي نفسه ؟
من المسؤول عن الالاف من ضحايا الحرس القومي في عام 1963 ؟
من المسؤول عن ....
كل هذا ، وغيره من جرائم البعث العفلقي الصدامي ، والذي سجل في تاريخ حزبهم كصفحات نضالية يفخرون بها ، الم يكن له علاقة بشئ اسمه " ثقافة الموت " ؟
وبعيدا عن النشاطات الارهابية الاجرامية والتخريبية ، يمكننا ان نتحدث طويلا عن ملابسات الواقع العراقي الحالي ، عن انتهاكات قوى الاحتلال للقوانين الدولية ، والعنف المضاد غير المبرر تجاه الموطنين الامنين ، وعن الانتهاكات لحقوق الانسان من قبل ميلشيات بعض القوى السياسية ، ولكن كل هذا تسعى القوى السياسية المخلصة لمستقبل الوطن ، معالجته وفق الدستور والقوانين ، وعدم السماح لمروره ، وكشفته وفضحة بشفافية ومسؤولية ووفق القوانين . اما العفالقة الصداميين ، فيبدو انهم تركوا العمل السياسي ، وتحولوا بمباركة القوى القومجية الى مهرجين يطلقون النكات السمجة ، ويسخرون فيها من مآس شعبنا العراقي وضحاياهم ، الذين لحد الان لم تتسن لهم الفرصة كاملة لرؤية العدالة وهي تقتص من رموزهم ، جلادي شعبنا ، ابتداء بـ " الفارس الضرورة " ، نزيل " القفص الابيض " ، في المحكمة العراقية الخاصة . نحن هنا ومع رفضنا للنظام الديكتاتوري السابق ومقاومتنا له بمختلف الاشكال حتى سقوطه ، والمساهمة في الجهد العام لاعادة بناء وطن ديمقراطي لا مكان فيه للارهاب السياسي والتحكم بمصائر الاخرين ، وطن المواطنة العراقية لا الهوية الطائفية والهوية القومية ، والعمل لاستكمال السيداة الوطنية ، والتخلص من اثار الاحتلال الذي كان نظام صدام حسين المسؤول الاول عن توفير الظروف لغزو واحتلال بلادنا ، نقول فاننا لا يمكن تجاوز واقع معاش ، وهو كون مؤسسة حزب البعث العراقي ، ضمت الاف الناس من ابناء شعبنا ، تحت ظروف مختلفة ، منها التهديد والرغيب والتضليل ، ومن هؤلاء نجد الكثيرين ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء ابناء شعبنا ، ولم يساهموا في نشاطات اجهزة النظام المخابراتية ، هؤلاء سيجدون ان صدور ابناء العراق واسعة لضمهم ، ومساعدتهم لبناء حياتهم من جديد ، لتجاوز اخطائهم ، وللمساهمة في بناء وطن لا مكان فيه لثقافة الموت والارهاب . اما اولئك الذين يعون ما كانوا يفعلون ويقولون ، ولا تزال اصابعهم تقطر من ماء ضحاياهم ، ويحاولون الان الردح على جثث ضحاياهم تحت شعارات مقاومة الاحتلال والسيادة الوطنية ، هؤلاء الذين يلقون الدعم من اطراف عديدة ، داخلية وخارجية ، هؤلاء لن يكون مصيرهم بافضل من مصير المجرم الاول " فارسهم" الذي لم تعد له ضرورة لا في حياة العراقيين ، ولا حتى في حياة الكثير من انصاره الذين باتوا يبحثون عن اسماء جديدة ولافتة اخرى لمشروعهم السياسي القومجي ، ليحولوه الى حزب لصناعة النكات السمجة ، وربما سيصدرون كراسات " اضحك مع البعث " على غرار الكراسات الشهيرة "اضحك مع حميدو " !

سماوة القطب
20 تشرين الثاني 2005



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شماعة البعث هل ستنقذ السيد بيان جبر صولاغ ؟
- أخيرا يا ابناء شعبي ...!
- حنون مجيد ينسج شخصية روايته من ملامح صدام حسين
- - من يستفيد من ذلك ؟-
- الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا
- حيث لا ينبت النّخيل جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد
- رجل داهمه المطر !
- قصة ملف
- أيزيدية زهير كاظم عبود
- ماذا لو مات الشيخ ابو مصعب الزرقاوي ؟
- رحيل القائد الشيوعي اليوناني المخضرم هاريلوس فلوراكيس
- نهاية حرب عالمية أم انتصارعلى الفاشية ؟
- من المسؤول عن تصاعد وتيرة العمليات الأرهابية ؟
- تداعيات البصرة : ما اشبه هذا بذاك ؟
- بين الديكتاتورية والمطر وهموم المواطن !
- في ذكرى مجزرة حلبجة: شهادة شادمان علي فتاح ــ كنتُ هنــاك !
- ماذا سنقول لـ ليلى ؟
- هل نحن بحاجة الى محاكمة صدام حسين؟
- رحيل مبكر !
- بمناسبة قرب محاكمة الدكتاتور المهزوم : -الانفال- شاهد اثبات ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يوسف ابو الفوز - هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟