أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)














المزيد.....

صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


اصبح من نافلة القول في الادب عموما، هو ان العمل الادبي يعتمد على عناصر ثلاث، المبدع الطرف الاول والنص الطرف الثاني والمتلقي الطرف الثالث، وهناك عملية التواصل التي يكون تحقيقها مرهونا في قيمة العمل الادبي، وقدرته على البث الذي يجذب المتلقي للدخول الى ثناياه ومقدار التحليل والبحث عن المعنى، ومن ثم تكوين شراكة .. وهنا (يحتاج الشاعر إلى تكوين بؤر مُشعة ساحرة ضمن عُقد ودهاليز النص، تجذب المتلقي إلى الجوانب التي ينتعش لها، وتقوي جوانب الضعف الأخرى، وتحتاج هذه البؤر إلى إعمال الذهن ومراعاة مختلف الأذواق من قبل المؤلف، وإلى التحليل وحسن النظر والتفكيك من قبل المتلقي.)، وهذا يعكس (أساليب تعبير الشاعر عن تجليات روحه ومشاعرها، ومدى قدرته على التأثير في روح قارئه، وسريان ضوء روحه الصادقة خلال أروقة النص، والأدوات الروحية الحية التي استخدمها للتأثير في النفس والعقل والعاطفة.)، وهكذا كل مرة تفعل الشاعرة اسماء القاسمي في انتاجها الشعري، كما هي قصيدة (ماهية السر)، التي تقول فيها :

(أهيم على وجه الدجي
ككائن كوني
تتلبسني
موسيقى موزارت
أقرأ ما بين
الشرود / اليقظة
نبوءات بوح الماء
و قهقات الصمت
تزوغ عن كهف المعنى
تشق غمام الحيرة
تتعثر بالمحابر المتكدسه في عتمات
الأسئلة)


فـ(الأدب للإنسان ومن الإنسان، والإنسان كائن حي يشتمل على الروح والمادة والعقل الوجدان، وهو يحتاج إلي ما يشبع احتياجاته المتعددة التي تتعلق بمكوناته المتضافرة المتشابكة، تشابكاً محكماً لا تنفصل إحداهما عن الأخرى بل هي متلاحمة تلاحما ً ديناميكياً في بوتقة تفاعلية، تضمن السير المتوازن بقدر حجم التلقي في كل مجال من تلك المكونات المتنوعة، التي تشكل الإنسان .)، فالمعنى الذي يتبدى لي من هذه القصيدة ان الشاعرة القاسمي، تدور حول ماهية الانسان وماهية سر توقه الى الجمال في الحياة، لهذا تلتحف السر وتبحث عن الماهية، (ككائن كوني)، فقد قال كيتس الانكليزي وبوالو الفرنسي : (لاشيء جميل سوى الحق)، ورسخ وقتذاك النقاد والفلاسفة هذه النزعة الكلاسيكية وقالوا : ان الادب والشعر والفن عموما ليست سوى توابع مهمتها توضيح الحقائق الفلسفية، وفهموا الجمال وفق الحقيقة الفلسفية، وعدوا هذا بانه لايتغير بتغير الزمان والمكان، وانكبوا بالبحث عن مثل اعلى للجمال، فالشاعرة القاسمي دخلت هنا معترك الفلسفة، لتبحث عن (ماهية السر في السر)، لكنها بقيت اسيرة الادراكات الحسية، كالوردة وذلك الصراع مع الادراكات الداخلية الغير مرئية، مثل الارادة والانفعال والنفس والروح .. لان الفن والشعر منه مدرك عقلي وحسي معا على عكس مفهوم الفلاسفة الذي يهتم بالتصورات والمفاهيم، لذا قال ستيس : (الجمال عملية معرفية)، ليس انفعالا ولا فعلا اراديا، وهذا يتوافق مع الشعر وقضية ابداعه ومدى شراكة المتلقي مع المبدع في قيمة النص المنتج، فـ(الإنسان كائن جمالي بطبعه ، فمنذ بدايات وجوده لديه منتوج جمالي ( تصاوير ، آلات موسيقية ، رقص ) بمعنى أن لديه القدرة على إنتاج ماهو جميل ، بل والتفاعل معه . والجمال الفني هو أحد الطرق التي اخترعها الإنسان في طريقه نحو السعادة ، وهنا يقول شيلكر " لاشيء غير الجمال بقادر على أن يجعل العالم بأسره سعيداً " ولعل هذا الطرح هو مايفسر وجود آثار جمالية تعود إلى العصور البدائية لإنسان الكهوف .)، ومن شدة ولع شاعرتنا بالجمال تقول :

(القناديل المحشورة في قشعريرة
الأحلام
تنثر الياسمين المسكون بطيف
الفجر
على قصيدة مغموسة بالظل
بينما انا في قيظ الوحدة
هاربة من مساراتي)

هكذا الشاعرة تبقى في قلق مستمر تدور في مسارات رسمتها حول تلك القصيدة المغموسة بالظل، بمعنى انها غير واضحة المعالم، والمعنى الاقرب الخالق للتساؤل لماذا هي مستمرة في الكتابة ولماذا الشعر بالذات؟ والجواب هو نشدان الجمال كعالم معرفي، كما قال المفكر ستيس ...


ـ قصيدة (ماهية السر) الشاعرة اسماء بنت صقر القاسمي



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) الدكتورة الناقدة عالية ...
- فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الح ...
- الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء
- سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)