أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟














المزيد.....

مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 23:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ ثلاثة عشر عاما والتظاهرات تتواصل بين فترة واخرى مطالبة بالقضاء على البطالة، الكهرباء، انهاء الفساد، قضاء لمحاسبة الفاسدين، ضد المحاصصة، المطالبة بالاصلاح.

تظاهر الناس وارتفعت هتافاتهم: في عام 2008 هتفوا: "قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية"! في عام 2011 مع نسائم "الربيع العربي" هتفوا: الشعب يريد اصلاح النظام. في عام 2015 تظاهروا مرة اخرى "باسم الدين باكونا الحرامية". والمطاليب هي ذاتها!
وفي كل في فترة، كان هنالك رشات ماء بوجه المتظاهرين لتخفيض حرارة مطالبهم عبر الوعد "بالاصلاح"! في عام 2011 قال المالكي اعطوني 100 يوم. وفي عامي 2015 والى الان، يقول العبادي ان سبيل الحل لتحقيق الاصلاح هو: "تأسيس حكومة تكنوقراط". والصدر لا يقبل باقل من الاصلاح "الجذري"!
من الطبيعي ان تتظاهر الناس ضد الحكومة من اجل نيل المطاليب، ولكن بما انه ليس هنالك حكومة واحدة في العراق، فهي مقسمة على اربعة او ستة اقسام تتصارع فيما بينها. وهي لا تملك، من ضمنها التيار الصدري، لا برنامج اقتصادي ولا اجتماعي ولا خدمي لا لتوفير الكهرباء، ولا لتوفير فرص العمل، ولا للقضاء على الفساد الذي يستشري كالسرطان في كل جسدها. ولولا التظاهرات التي شاركت فيها عشرات الالاف من العام الماضي ولحد الان، لما خطر على بال الحكومة الحديث عن اية اصلاحات: لا ترقيعية ولا جذرية.
لقد تأكدنا عاما بعد عام بان هذه الحكومة غير قادرة، عاجزة، فاشلة، فاسدة، نهبت الثروات، اغتنت وهربت الاموال لحسابات افرادهم، غير معنية بهموم الناس..والخ وتطول القائمة. ونحن نعرف انهم يعيثون في الارض فسادا، وانهم سراقا. انهم لا يخبأون الامر. ويخاطبون ناخبيهم وبكل صراحة: "حتى وان كنا لصوصا الافضل ان تنتخبوا لصا شيعيا من ان تختاروا لصا من غير طائفة. اللص الشيعي لن يمنعكم من ممارسة طقوسكم!". نحن نعرف انهم لن يتخلوا عن الطائفية، انها ايديولوجيتهم، انها تعطيهم الشرعية للتحدث باسم" الشيعة". ونحن نعرف انهم لن يتخلوا عن المحاصصة. والا لمن ستذهب مداخيل النفط اذن؟ ولماذ يتركوا الثروات لغيرهم؟ لا تنقصهم لا ميلشيات ولامواقع حكومية، ولا "شرعية دينية"، فمسؤولي الاحزاب الشيعية انفسهم رجال دين بعمائم. نحن نعرف انهم يبحثون عن حلولا لارضائهم وتحقيق ما يطلقون عليه بـ"استحقاقاتهم". انهم يقومون بعملهم لحماية مصالحهم ولحماية انفسهم. يفعلون كل ما اوتي لهم من اجل ان لا يتراجع احد منهم عن مكانته او تقلل حصته، مهما كانت.
وكما هو واضح فان التظاهرات، رغم استمراريتها ودأبها، قد تكون اصابت الحكومة بدوار، وكشفت الضعف الحقيقي للحكومة الذي رأيناه هذه الايام. الا ان الحكومة المنشطرة على ذاتها، تمكنت من ان تخرج من بين صفوفها ذاتها، التيار الصدري، و كأنه الامل المرتجى الذي تعقد عليه الامال. كأنه المتصدي للاصلاحات، والحال التيار لا هم له غير تبوأ مكانا اوسع أمام وبمواجهة الاحزاب الحكومية الاخرى. بركلة قدم دفعت مطالب المتظاهرين الى مدى غير معلوم. واصبحت القضية الان قضية الصدر مع الحكومة.
هذا يعطينا درسا، مرة اخرى واخرى، على دهاء البرجوازية في الهاء واشغال الناس وتحويل انظارهم من قضاياهم الاساسية والملحة الى مسائل لم تكن في حسبانها ولا تعنيها. جاعلة من مشاكلها هي وكأنها مشاكل الناس. ان هذا يوصلنا الى نقطة واحدة وهي ان كانوا هم معنيين بترتيب امورهم، يخدعون ويكذبون ويساومون ويتفاوضون، يروحون ويجيئون، ينقلبون ضد بعضهم ويتصالحون، يتقاتلون ثم يعودوا على اعقابهم ويتفاضون، يفقدون الامل، ثم يقولون عاد الامل! مالذي يتوجب علينا ان نفعله لتدبير امرنا نحن؟.
ان كانوا هم مشغولين بتدبر امورهم لادامة بقاءهم على وجه البسيطة، مالذي يتوجب علينا نحن سواء في داخل العراق او خارجه، لنتدبر امرنا نحن للدفاع عن حياتنا وحياة وامان الملايين في العراق. مالذي يمكن لنا عمله لنخرج من مجال الكلمة الى مجال الفعل. لن يكفينا، وعلمتنا السنوات الثلاثة عشر الماضية ان انتظار الحكومة ان تقوم باصلاح هو تعلق في حبال ذائبة كما يقول المصريون، او عشم ابليس في الجنة.
من هو/ي صاحب/ة المصلحة الحقيقية في التغيير؟ وعلى اية فئات يجب التعويل؟ اية فئات يجب ان تنظر في امر تنظيمها بشكل جاد، ولماذا تلك الفئات دون غيرها؟ اين تكمن قوتنا الحقيقية. من الواضح ان ما عملناه لحد الان لم يجلب نذر للتغيير، بل ادى الى ابقاء الكرة في ملعب البرجوازية، يتراشقونها فيما بينهم، وكأن ما ترك لنا هو دور المتفرج او دور المعلق على الاحداث. وهذا ما لايجب ان يكون.
لقد اوضحت لنا تجربة التظاهرات ان التعويل على خطاب "نحن" و"هم" هو خطاب شعبوي يحتاج الى نقد جاد. وتفسير الامور وتحليلها بوضع "الشعب" مقابل "الحكومة"، او من هو مناهض للحكومة وكأنهم بشكل ميكانيكي يقف بصف المطالب العادلة لهو امر خاطيء. ليس كل فقير وعاطل عن العمل هو "معنا". لقد ساق الصدر الالاف من الفقراء والعاطلين عن العمل الى جبهته، الجبهة البرجوازية الرجعية المناهضة لحقوق وحياة العمال والفقراء ذاتهم الذين تمكن الصدر من سوقهم الى صفوفه. فتياره، كما التيارات البرجوازية الاخرى، تقوم بابتزاز وشراء الولاءات في مجتمع لا يوفر الامان الاقتصادي ولا يترك للمرء في ظل التضييق الاقتصادي والسياسي والضغط الديني والاجتماعي لا حرية الاختيار السياسي ولا الشخصي.
ان قوتنا الحقيقية تكمن في التنظيم والتنظيم وحده، ولكن اية قوى بامكانها وبمقدورها وتسعى للتنظيم؟ هذا ما ساسعى للاجابة عليه في المقالة القادمة.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعيين الوزراء في العراق ب-ارسال سيرته الذاتية واجراء مقابلة- ...
- من -الاصلاحات- الى حكومة - تكنوقراط- الى - الكتلة العابرة-!
- من -الموزائيك العراقي- الى -الكتلة التاريخية-!
- التغيير من الاعلى والتغيير من الاسفل!
- التغيير.. اي تغيير؟
- تنويع الاقتصاد العراقي، ام ازالة هذا النظام الاقتصادي؟
- حول الفساد، النهب و-الحصانة القانونية-!
- هل هو -فساد- ام -نهب- منظم لطبقة رأسمالية حاكمة؟
- -التمكين- ضد البربرية!
- عمال الصناعات النسيجية في العراق وسياسة التمويل الذاتي
- عمال شركات التمويل الذاتي بين تأمين مستوى المعيشة والمحاصصة ...
- -قواريرهم- ونساءنا؟
- لمن تصغي الحكومة؟ للمتظاهرين ام لصندوق النقد الدولي؟
- رواتبهم بايديكم!
- الى كل الغاضبين على الذين وضعوا العلم الفرنسي على بروفايلاته ...
- هل بالتوجه الى الخضراء، سيستجاب الى مطاليب الجماهير؟
- قانون الاحزاب والشفافية المالية في العراق
- رسالة الى د.فارس كمال نظمي حول لقاء وفد من المدنيين مقتدى ال ...
- قانون الاحزاب والموقف من الميشليات!
- قانون الاحزاب في العراق لمصلحة من؟ وضد من؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - مشكلتهم ومشكلتنا! الحكومة لا تصلح، فماذا نحن فاعلون؟