أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ














المزيد.....

الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ


صلاح الدين مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 19:04
المحور: القضية الكردية
    


الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ
صلاح الدين مسلم - كوباني
أضحى مشروع ( فيدراليّة روجآفا – الشمال السوري) مشروعاً غير مرغوب به خارج الشمال السوريّ، هذا المشروع الذي تم الإعلان عن التحضير له في مقاطعة الجزيرة التابعة للإدارة الذاتيّة في روجآفا في الخميس 16-3-2016 بحضور مكوّنات الشمال السوريّ من كرد وعرب وآشور وسريان وتركمان... وقد لقي رفضاً عنيفاً من قبل أوساط المعارضة السوريّة والنظام السوريّ على السواء، ومن هنا بدأ التساؤل عن هذا الاتّفاق الوحيد الذي توصّل إليه الطرفان اللذان لم يتّفقا على نقطة واحدة منذ اندلاع الثورة السوريّة في 15-3-2011 إلا هذا الرفض لهذا المشروع، أي بعد خمس سنوات من الاقتتال غير الإنسانيّ، والتضحيات التي قدّمتها الأطراف المتصارعة؛ المهاجمة والمدافعة منها على حدّ السواء، والتهجير وتهديم البنية التحتيّة، وتكاليف الحرب التي وصلت إلى حدّ يعادل ميزانية الوطن العربيّ برمّته في عام واحد.
لقد أضحى التساؤل الذي يفرض نفسه على الكرديّ السوريّ، أو السوريّ الكرديّ - لا تهمّ التسمية – هو؛ لماذا تتّفق الأطراف العدائيّة على الكرد، ويعتبرون أيّ تقدّم للكرد تقدّماً يصبّ في خدمة العدوّ الذي لا يعرفون تسميته الواضحة، بل بات الكرد هو العدوّ لطالما يفكّر خارج الإرادة العربيّة، وليست الإرادة الوطنيّة؛ المصطلح الذي تبخّر، أي هي سياسة الاستعلاء الدولتيّ الذي يرتضي الهروب إلى الحضن التركيّ أو السعوديّ أو الإيرانيّ أو الروسيّ أو الأميركيّ... دون الالتفات إلى وحدة المصير المشترك العنوان الرئيس للحياة الحرّة.
على الرغم من أنّ الشعار الذي أفضى إليه مشروع الفيدراليّة هو؛ (سوريا الاتّحادية الديمقراطيّة ضمان للعيش المشترك وأخوّة الشعوب) وهو الشعار الوحيد الذي بات يتحدّى كلّ شعارات القوى المتصارعة على التراب السوريّ، تلك القوى التي أسقطتْ شعارَي الديمقراطيّة والحرّيّة من كلّ شعارات فلول المعارضة السوريّة التي لم يبق لها سوى الاسم فحسب، وغدا صوت الراديكاليّة الإسلاميّة التعصّبية صدّاحاً يصمّ آذان الأثنيات والقوميّات التي لا تأمن العيش تحت هذا الشعار النمطيّ اللاإنسانيّ، ومن طرف آخر فالنظام السوريّ قد ألغى شعارَي الحرّيّة والديمقراطيّة من قواميسه منذ أن استولى على الحكم في سوريا في عام 1970 أي أنّ الخطاب المعرفيّ واحدٌ، ومقياس المواطن الصالح واحدٌ، والواحديّة باتت مسار الندّين المتّفقين على المنهج ومختلفين على الشكل، فلم تتغيّر تلك النظرة أحاديّة الجانب إلى الأثنيات والطوائف والأعراق المختلطة في الوعاء السوريّ الجامع لكلّ هذه التنوّعات التي أغنت المجتمع السوريّ وجعلته منفتحاً على الثقافة منذ النهضة العربيّة حتّى الآن، فهذا التميّز السوريّ نتيجةٌ لهذا الموزاييك السوريّ، وليس نتيجة اللون العروبيّ الواحد واللغة الواحدة والنمط الواحد الذي قولب الناس عقوداً من الزمن.
لو سارت الثورة السوريّة دون التدخّل الكرديّ من خلال المحافظة على مناطقهم، لتغيّرت المعادلة كلّها، ولكان اللون الأسود هو الخطاب المعرفيّ الوحيد الذي يجعجع في المنطقة، ولكان الحلّ الوحيد هو تدخّل العالم لإنهاء هذا السواد، وبالتالي تدمير سوريا برمّتها، وإعادة بنائها على يد الليبراليّة الوضعيّة الغربيّة التي ستقولب الأرض السوريّة حتماً على هواها، وهذا ما يجري في المناطق التي خارج روجآفا - المصطلح الذي لا يروق للعروبيين – لكنّ الشمال السوريّ هو الوحيد حتّى الآن يمتلك مشروعاً ديمقراطيّاً تعدّديّاً يحافظ على وحدة الوطن السوريّ وفق دستور حام لكلّ الأقاليم التي تريد أن تعيش حالة إداريّة ضمن وطن جامع، بعيدٍ عن تدخّلات المركز وتدخّلات العرق الأكثر عدداً أو الأثنيّة الأكثر عدداً أو اللغة الأكثر عدداً أو الدين الأكثر عدداً.
بعيداً عن الجعجعة والخطب الرنّانة التي تتقوّل ما ليس يجري على أرض الواقع، والتي تصوّر السوء حسناً والحسن سوءاً، فالفيدراليّة مشروع بعيد عن القالبيّة والنمطيّة والتعصّب والانفسام، فلكل وطن فيدراليّ في العالم قانونه، وعلى هذا الأساس يمكن صياغة قانون يصوغه الشعب، ولا يُرسم من قِبل أقليّة قابعة في قمقمها الطبقي تلك الشلّة التي امتلكت سلطة المال والعلم والاعتراف الدولتي لترسم مصير ملايين الذين لم يخرجوا من سوريا راضين بكلّ شيء، مفضّلين البقاء على تراب وطنهم.
معظم منتقدي فيدراليّة الشمال السوريّ، لا ينتقدون النظام الفيدراليّ بذاته، إنّما يرفضون أيّ مشروع من هذا الشعب الكرديّ القرباطي أو البويجي كما يصفه معظم منظّرِي الثورة المزعومة، والطامة الكبرى أن معظم صائغي الخطاب المعرفيّ - المصطلح الذي يستخدمه ميشيل فوكو - هم من هذه الذهنيّة سواء من النظام أو من المعارضة، وقد اعتادوا على أن ينظروا إلى هذا الشعب على أنّه شعب يجب أن يُقاد لا أن يقود، أي أنّ الحرب هي حرب سلطويّة استعلائيّة طبقيّة هرميّة، فكيف يطالب بالحرّيّة من لم يتحرّر من هذه الذهنية؟
لقد لاقى الشعب الكردي - الذي يوصف على أنّه أقليّة دائماً – الكثير من الويلات على يد النظام ولاقى على يد المعارضة بأنواعها، وكذلك مُعادى من الدول المجاورة وأضحى لعبة بيد النظام العالميّ المهيمن الذي ينظر للكرديّ على أنّه مغوار مضراس في المعارك، لكنّه لا يفقه شيئاً، هذه العقليّة الإقصائيّة هي التي جعلت الكرد في فترة من الزمن يرنو إلى الدولة، لكنّه بعد أنْ حلّل مآسي الدولة والهرميّة والسلطة بما أنّه لم تلطّخ يده بالدولة، أبى أن يكون إلا شعباً كوميناليّاً يحلم بالسلام الدائم والشراكة والمساواة وإعادة تأسيس الذهنية الثقافيّة المجتمعيّة المهراقة على مدى آلاف السنين، ضمن امتلاكه وسائله الدفاعيّة التي تقي شرّ المعتدين وأصحاب فكرة الغزو والسبيّ، لذلك كان الحلّ الفيدراليّ حلّاً توافقيّاً بين الدولة كنظام لم يتلاش من ذهنية الدولتيين والعالم الدولتيّ مهما تعاقب عليه من الخيّرين، وبين المجتمع الذي سيكون الخير لطالما عاد إلى هويّته وثقافته وحاول أن ينتشل علائق السلطة التي قضمت تماسكه على مرّ العقد الأخير على الأقل.



#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ