حسن ابراهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 16:05
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
اضافة الى ما سبق فليس من مبرر للدولة المغربية ينضاف الى ما ورد سابقا سوى ممارسة موقف السلطة السياسية المخزنية من البنيات المتخلفة المنتجة لها والداعمة لشروط اعادة انتاجها في المجتمع المغربي بالدفاع على استمرارها كشرط لاستمرارها هي , حيث كما قلت يتجاوز الامر مصادرة الحريات لينصب في التحكم في بنية اقتصادية متخلفة , قفط البرجوازية الهجينة هي المستفيدة منها .ومن هنا يجد هدان السؤلان شرعيتهما ما العمل من اجل تحرير الاقتصاد المغربي من تبعيته للامبريالية الفرنسية ومن سيطرة الرجوازية المغربية عليه للانفراد في استغلاله ؟ ايضا ما العمل ,وهدا للتوضيع من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية ,و ان يستفيد منه الشعب المغربي مصدر ملكه ؟
معنى هدا انه من باب العبث ان نناقش ممارسة الفن كبنية مستقلة عن باقي البنى في المجتمع المغربي خاصة عرضه للنقاش خارج علاقته بقاعدته المادية المنتجة له ,دلك ان هده الممارسة ما هي الا الشكل الايديولوجي لقاعدته المادية الا وهي الاقتصاد ,وما الصراع الدي يدار على المستوى الفني الا الشكل الايديولوجي للصراع القائم حول ملكية وسائل الانتاج ,ومن سيملكها لسيستفيد مما تنتج .اي الصراع القائم بين من يدافعون عن الملكية الفردية لوسائل الانتاج ,وما يترتب عن دلك من تسييد لعلاقات انتاج مبنية الاستغلال في اطارحرمان الشعب من ملكيتها ,ومن يدافعون على تاميمها في اطار مجتمع متحرر ,وخال من الاستغلال.
وإدن فالنقاش الدي تعرفه الساحة الثقافية المغربية حول الفيلم وما يترتب عن منعه يتجاوز النقاش الاخلاقي المنصب حول واقع الدعارة بالمغرب موضوع بعض اللقطات التي تضمنها الفيلم ,دلك ان الدعارة نفسها لاينبغي حصر مناقشتها على مستوى تشخيصها فنيا , بقدر ما ينبغي ربطها بواقع البنية الاقتصادية المغربية المتحكم فيها من قبل البرجوازية الهجينة المغربية ,وعلى راسها بنية الاقتصاد المغربي المتخلف المعتمد على السياحة الجنسية ,والتي عرفت تطورا بعد السيطرةالاستعمارية الفرنسية على المجتمع المغربي ,حيث يشهد التاريخ على اقامة الحفلات للضباط الفرنسيين , بل اكتر من دلك فالتاريخ المغربي يشهد على تواجد المواخير ببعض المدن المغربية ,والتي حافظ عليها النظام المخزني المغربي بحفاظه على بنية اقتصادية متخلفة, والعمل المستميث من اجل اقصاء حق الشعب المغربي من ان يصبح مصدرا لملكها ,و تحريرها من السيطرة الاجنبية ومن المخزن الدي عرف تطورا ,وتغلغلا في بنياته الاقتصادية, الاجتماعية ,والسياسية ,بتكريسه لاقتصاد الريع ,وقمع الاصوات الحرة التي تناضل من اجل التوزيع العادل للثروة ,وتحقيق المساواة ,والحرية في المجتمع المغربي.
وما الحفلات التي تقام للقواد والبشوات بعد الاستقلال الشكلي الدي عرفه المغرب الا دليلا على دلك ,من هنا ستعرف ظاهرة الدعارة استفحالا خطيرا في الاطلس المتوسط ,وهدا لا يعني غيابها بباقي جهات المغرب ,كما ستنتشر زراعة" الكيف" القنب الهندي بشمال المغرب بسبب تمركز اقتصاد المغرب في الشريط الرباط البيضاء القنيطرة المدن المركز عليها من قبل السيطرة الاستعمارية الفرنسية في اطار النهب الدي تعرض له الاقتصاد المغربي ,وفي اطار تمركز هده السيطرة لتهريب خيرات المغرب الى فرنسا .
ان النقاش الدي تعرفه الساحة الثقافية حول الموضوع يتجاوز ادن كما قلت مستواه الاخلاقي . اي حدود ممارسة الفن كشكل ايديولوجي لممارسة الصراع الطبقي على مستوى البنية الفوقية ,حيث يندرج في اطار قاعدته المادية في اطار الصراع القائم بالبنية الاجتماعية بين الطبقة البرجوازية الهجينة المغربية المالكة لوسائل الانتاج ,المالكة للسلطة الموجهة ,للصراع الايديولوجي ,والتي تسعى للحفاظ على الاوضاع القائمة بقمع امكانية اي تحرر للمجتمع المغربي ,وبالتالي قمع كل الاصوات الحرة المعبرة عن تطلع الشعب المغربي للانعتاق واستكمال قضايا التحرر,و الاستقلال .
هكدا يخضع سوق" الانتاج" بالمغرب الى فحص للتدقيق بمجهر حول الخلفيات المتحكمة في المنتجين للتحكم في عملية الانتاج في اطار التحالف الموضوعي القائم بين البرجوازية الهجينة المغربية والامبريالية الفرنسية لفتح الباب امام المنتوج الاجنبي الاقتصادي ,الفني ,وغيرهما لعرضهما من اجل استهلاكهما من قبل المواطنين المغاربة مادام الشعب اضافة الى ما قلناه ليس مصدر السلطة ,ولم يقرر بعد مصيره الاقتصادي ,الاجتماعي ,الثقافي ,والسياسي .
وادن فخلفيات المنع تتجاوز اضافة الى ماقلناه النقاش الدائر حول تابو الجنس .على اعتبار انها تتوخى طمس واقع الدعارة بالمغرب وهو بالمناسبة واقع معروف كافراز لشروط تاريخية كانت هي هي من انتاج البنى المتخلفة المغربية التي لا يستفيد منها الا البرجوازية الهجينة المغربية ,لدلك فالدعارة بالمغرب واقع معروف ,وربطها ببعض الخليجيين ,وغيرهم من الاجانب واقع معروف ايضا ,انما الهدف من منعه هو وضع توافق بين مستوى التخلف السائد على مستوى الاقتصاد وبين العلاقات السائد ة على مستوى البنية الفوقية , اي على مستوى ممارسة الفن السابع تحديدا بهدف منع التاثير في الوعي الجمعي المغربي في اطار ربط دلك بصناعة وبناءالفن لموا قف تفضح , وتطالب السلطة السياسية من حقها في امتلاك وسائل الانتاج بعيدا عن استغلالها هي ,وفي حقها في ممارسة حقها في التعبير عن الراي وعن الموقف في اطار مجتمع منتج ,وليس مستهلك.
وللمزيد من التوضيح فيما يتعلق بتكريس السيطرة الاجنبية ,وتحالف البرجوازية الهجينة المغربية معها لخدمة نفس الغرض يندرج عرض الافلام الفرنسية بالقنوات الاولى المغربية ,والثانية ,و غيرهما وماالاقبال على المنتوج الاجنبي لعرضه بالقناتين الا دليلا على التحكم في وسائل الاعلام المرئية المغربية , اد بنفس المنطق ,وبهدف التحكم في تخلف البنية الاقتصادية لابد من التحكم ايضا في وسائل الاعلام على الرغم من التضليل الدي مارسه المخزن بخصوص تحرر الاعلام المرئي المغربي من سلطة الدولة ,وتوجيهها له على اعتبار ان السياسات التي ينهجها على مستوى الاعلام المرئي بسبب امكانية تدخله لصنع الراي العام ,والتاثير المفروض ممارسته في الوعي الجمعي للمجتمع المغربي ,بسبب دلك لابد من تدخل سلطة الدولة من اجل وضع توافق بين التخلف السائد على مستوى العلاقات السائدة داخل بنية الاقتصاد ,ووسائل الاعلام .
ان غطرسة ,وسلطة الراسمال هي التي لها الكلمة الاولى ,والاخيرة في اعادة انتاج نفس العلاقات السائدة داخل كل البنى ,والمؤسسات الايديولوجية للدولة بما في دلك وسائل الاعلام المرئية ,ان التوجه العام للدولة المغربية بخصوص سياساتها التي تمارس على مستوى الاعلام المرئي لايمكن ان يفهم الا ضمن نفس الاطار.فالمغرب وفقا لهده السياسات ينبغي ان يكون سوقا استهلاكية للمنتوج الاجنبي ,سواء تعلق الامر بالبضائع ,استتمار الراسمال ,وما يفرزه التطور التكنولوجي من "بضائع" وطبعا كيف يمكن ان نستتني الفن ضمن هدا الاطار؟
وما يؤكد هدا الطرح هو اقدام من يتحملون مسؤولية برمجة المال العام في اطار ما اصطلح عليه ب"الماء والزين "على تخصيص جزء مهم منه لصالح بعض المغنين الاجانب بمببر اقامة حفلات فنية لصالح الشعب المغربي ,اد ما حصلت عليه لوبيز يكفي لتوفير الادوية للمرضى الدين يقطنون بالجبال والدين لاعلاقة لهم بالدولة المغربية الا عندما تبتدأ الحملة الانتخابية ,سواء تعلق الامر بالانتخابات التشريعية ,او الجماعية هدا ادا افترضنا ان سكان المدن تحقق لهم مطلب توفير الخدمات الصحية ,طبعا مع استتناء من يقطنون الاحياء الشعبية بغيرهم ممن يقطنون الاحياء الفاخرة .
ان هدا الجزأ المهم و المخصص من المال العام لاقامة سهرات فنية لايبرره الا ما اقدمنا على مناقشته سابقا .
وعليه فمن باب العار ان تقدم الدولة المغربية على استنزاف الشعب المغربي ,بالضرائب ,وتنهب ثروته لتمررها لاسيادها بمبررات اصبح الجميع على علم بها .
اد كان الامر كدلك فكيف يمكن منع فيلم من المفروض ان يعرض بشكل غير مباشر بالقاعات السنمائية المغربية ؟مع مشاهدته من طرف عدد قليل من المشاهدين , في نفس الوقت يسمح للوبيز بالغناء والتواصل مع الجمهور المغربي بشكل مباشر وهي شبه عارية ومشاهدتها من قبل عدد غفير من المشاهدين ,ونقل هده" السهرة" بشكل مباشر من قبل القناة المخزنية التانية .
اليس في دلك تاكيد لما قلناه ؟ الايحمل هدا الجمهور قيما وهو يشاهدها بشكل مباشرلوبيز شبه عارية على المنصة ؟ الم يتاكد مرة اخرى بان الامر لايعلق بالقيم ,بقدر ما يتعلق بالاقتصاد ؟
ولدلك فمن يقيم هده السهرات هي الدولة التي تحترم نفسها ,الدولة التي تمكنت من الحسم مع اقتصاد الريع ,الدولة التي تمكنت من بناء اقتصاد معتمد على الدات باعتماد التنمية التي تحقق الرفاه لمواطنيها ,اد لا تستقيم برمجة المال العام ,وتخصيصه لحفلات من هدا النوع الابعد توفير التعليم مجانا للجميع ,الخدمات الصحية للجميع ,السكن اللائق ,الماكل ,والملبس لعموم الجماهير ,اثناء تحقيق الرفاه لكافة المواطنين بدون استتناء انداك يمكن التقرير فيما سوف يبرمج مما تبقى من ميزانية الدولة و لمادا ؟
ليس ادن بمنع فيلم من قبل الدولة المغربية ,ودفع بعض الاقلام للتمويه لتزكية موقف المخزن منه ستطمس حقيقة الدعارة بالمغرب ,واسبابها ,ومن يستفيد منها في اطار الاستفادة من اقتصاد الريع في اطار بنية اجتماعية تنتج ,وتعيد انتاج الاستغلال .
هكدا يتبدى سؤال الفن في الاقتصاد ,وما علاقات الانتاج السائدة التي تنتجها البرجوازية الهجينة المغربية على مستوى ممارسة الفن الا الشكل الايديولوجي لعلاقات التخلف السائدة على مستوى الاقتصاد ,وما تدخل السلطة السياسية المغربية لمنع عرض الفيلم بالقاعات السينمائية المغربية الا للجم امكانية تحرر هده العلاقات على مستوى ممارسة الفن السابع للحفاظ على علاقات التوافق بينهما , اي بين الاقتصاد والفن ما دام الهدف من دلك هو حفاظ النظام السياسي المغربي على السيطرة الطبقية لوسائل الانتاج ,وتوجيهها وفقا للمصالح المشتركة التي تربطه باسياده الاجانب.
حسن ابراهيمي
الريش في 6يونيو 2015
#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
