|
الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 11:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية ..فإن العالم وحتى اللحظة لم يتفق على تعريف "الإرهاب" ، ولا إتفق على معالمه ، لكنها هبة صهيو- أمريكية ، ولدت من رحم جريمة اليهود واليمين الأمريكي في 11 سبتمبر 2001 ، وهدم البرجين وما تلا ذلك ، من أجل توريط أمريكا ، حتى لا تواصل ضغطها على مستدمرة إسرائيل ، للتوصل لحل معقول مع الفلسطينيين. يقول البروفيسور إيان شابيرو ، أستاذ العلوم السياسية في جامعة يال الأمريكية ، في كتابه بعنوان "نظرية الإحتواء ..ما وراء الحرب على الإرهاب " ، أن تعريف بوش للحرب على الإرهاب بأنها : "الصراع الأيديولوجي الأخطر في زماننا". ويظهر شابيرو في كتابه فداحة الخطأ الكامن في قول بوش هذا ، مستندا على الإخفاقات التي طبعت في عهد بوش ، وخاصة في أفغانستان والعراق ، كما تحدث عن بدائل عديدة للحرب على الإرهاب ، لا يؤمن بها سوى العقلانيين ، أما من هم من أتباع الظلامية التي إتبعها الرئيس بوش ، وأمير الظلام بول وولفووتز من مداميك المحافظين الجدد ، فإنهم سيلتقطونها لحرصهم على تحقيق مصالح الكارتيلات الصناعية والأسلحة والنفط وهم روادها بطبيعة الحال. لا ننكر أن هناك عمليات إرهابية تعرضت لها امريكا مثل : محاولة نسف مركز التجارة العلمي في نيويورك عام 1993 ، وتفجير سفارتي أمريكا في كل من نيروبي ودار السلام وذهب ضحيتهما 259 قتيلا ، وكذلك مهاجمة السفينة الحربية "كول " في اليمن وذهب ضحيته 17 قتيلا ، ولكن أحدا لم يقل أن من فجرهما هي امريكا نفسها لأنها هي صاحبة تنظيم القاعدة ، ولا ننسى بطبيعة الحال جريمة تفجير البرجين في سبتمبر 2001 ، وقد بدأ الأمريكيون يدركون وإن متأخرا أن يهود واليمين الأمريكي هم الذين نفذوها ، وبالتالي لا علاقة للقاعدة بها رغم ان شيخ القاعدة أسامة بن لا دن أعلن مباركته وتأييده ل"الغزوتين"؟؟!! المحافظون الجدد هم روح الإرهاب ، ومحركه فهم مسيحيون صهيونيون ، لا يريدون لأمريكا أن تضغط على مستدمرة إسرائيل من أجل التوصل لحل مقبول مع الفلسطينيين ، وهم جمهوريون أيضا أصحاب كارتيلات ، وبذلك فإن إدارة المجنون بوش الصغير ، ضربت سرب عصافير بحجر واحد ، إذ أنها ورطت أمريكا في أفغاتنستان وفي العراق ، وفي جبهة أخرى غير محددة المعالم وهي الحرب على الإرهاب التي نحن بصدد الحديث عنها . هذا على الصعيد الخارجي والتورط الأمريكي الذي لن ينتهي ، أما على الصعيد الداخلي ، فقد جرى التضييق على مساحة الحرية والديمقراطية في الداخل ، وهذا ما دفع كتاب افتتاحية في صحيفة "الإيكومونيست " للشكوى من ذلك ، ومعهم بطبيعة الحال الكثير من الصحفيين والإعلاميين والباحثين والمفكرين الأمريكيين . ونجم عن ذلك أيضا ان تحولت أمريكا إلى شرطي العالم الذي يضرب بعصا من فولاذ ، وسلاحها الحصار والغزو والإحتلال ، وباتت بوارجها وطائراتها تصب الحمم هنا وهناك ، حتى أن احد مصانع الأدوية في السودان لم يسلم من القصف الأمريكي ، وعمدت مؤخرا إلى توصيف جديد لمن لم تنجح في إحتوائهم ، واطلقت عليهم :"محور الشر " ومن ضمنهم العراق وإيران وكوريا الشمالية والسودان ، وهذا ما جعلها تخترع الحروب الوقائية عبر إستلاف المريدين لتغيير النظمة العصية على الإحتواء وفي مقدمتها نظام الرئيس صدام حسين في العراق . جاءت "عقيدة "بوش هذه وحربها على الإرهاب لتربك العالم وخاصة علمنا العربي المرتبك اصلا ، والمجزأ إلى مزارع فاشلة ، من أجل الإحتواء تطبيقا لنظرية الدبلوماسي المحترف في الجهاز الخارجي جورج كينان ، في مقال له نشر عام 1994 بتوقيع "إكس" في مجلة "فورين أفيرز". تحالفت أمريكا مع الإسلام السياسي ممثلا بتنظيم القاعدة الإرهابي ، وجاء هذا الإئتلاف في أفغانستان ليعمق الإرهاب ، بعد تحقيق أهدافها في أفغانستان ، وأصبحنا نرى إرهابا عابرا للقارات والوطان ، وها نحن نعيش مرحلة إرهاب داعش العابر للقارات والأوطان أيضا ، ويتنقل هنا وهناك حسب "نسخ لصق ". لاحظنا بعد ذلك بروز تنطيمات مسلحة خارج نطاق الدولة ، وتبين لنا أن هذا مخطط أمريكي مرسوم ، للإشتباك بين الجيوش الرسمية وهذه التنظيمات ، وحقيقة أن احدا لم يأخذ ذلك على محمل الجد ، إلى أن ظهرت القاعدة ومن نسلها داعش ، وبات الصراع بين هذه التنظيمات وجيوش الدول مسلحا وعميقا كما نرى في اليمن والعراق وسوريا وليبيا . كانت عقيدة بوش المتصهين الذي إدعى انه سمع أصواتا من السماء ، تأمره بشن الحرب على أفغانستان والعراق ردا على ما اسماه "الإرهاب الإسلامي" ، بدفع واضح من يهود بحر الخزر ، ومع ذلك لم نسمع ان إدارة أمريكية قبل إدارة بوش الصغير ، أقرت قبل عقيدة بوش ، حقها في التدخل عسكريا في أي مكان في العالم ، وأقرب ما تم التوصل إليه هو عقيدة الرئيس مونرو عام 1823 ، التي نادت بحق أمريكا في مقاومة أي توسع إمبريالي أوروبي في العالم الجديد ، وشمل ذلك تصنيف الكرة الغربي ، ولم يتم أخذ عقيدة مونرو على محمل الجد ، وقد فرضت عقيدة بوش على المؤتلفين مع أمريكا مشاركة مالية وإستخبارية في القوات المسلحة أيضا ، ولا شك أن نصيبنا نحن العرب كان إستخباريا وماليا بصورة ملفتة للنظر .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إقترب الحسم في سوريا
-
الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
-
حارث الضاري
-
خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
-
إقترب الترانسفير الفلسطيني
-
سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا
...
-
تركيا إلى أين؟
-
خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
-
تجليات في سرادق الشهيد الزيود
-
سوريا على مذبح التقسم
-
الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
-
الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
-
سيناريوهات التدخل البري في سوريا
-
وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
-
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
-
مضايا ..الموت المفاجيء
المزيد.....
-
رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر
...
-
إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي
...
-
مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي
...
-
بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس
...
-
مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
-
السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد
...
-
الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال
...
-
إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
-
ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن
...
-
أمير قطر يصل إلى نيبال
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|