أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الدولة الهشة والدولة الموازية بالعراق!














المزيد.....

الدولة الهشة والدولة الموازية بالعراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 07:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الشعب العراقي يعيش حالة فريدة، ليس الآن، بل بدأت منذ سنوات. حالة لا تبشر بالخير للشعب العراقي ولا تضمن حياته وحرياته العامة وحقوقه، إن استمر هذه الحالة المأساوية. بدأت منذ أن فُرض على العراق النظام السياسي الطائفي ومحاصصاته الطائفية المذلة، والمشوهة لإرادة الشعب، بدعم مباشر من قوى الاحتلال وإيران والمرجعية الدينية بالنجف، وتلك الأحزاب التي تبنت الطائفية السياسية نهجاً وتمارس التمييز المقيت عملياً إزاء المواطنين حسب دينهم ومذهبهم وقوميتهم. إنه الغطاء المهلهل الذي مورس باسمه كل الموبقات بالعراق خلال الأعوام المنصرمة بعد إسقاط الدكتاتورية البعثية–الصدامية الغاشمة، ذلك النظام الفاشي الذي أسس ووفر بعد إسقاطه، وعبر ما يقرب من 35 عاماً من حكمه، ما أقيم من حكم غارق في بؤس فكري وسياسي واجتماعي، غارق في الجهل والرثاثة.
الحكومة تدعي الإصلاح ورفض المحاصة الطائفية، وهي وليدته، تراوغ فيه، وتزوغ عنه، وتتلاعب بإرادة ومشاعر الشعب ورغبته في التغيير والخلاص من الموت اليومي والبؤس الفعلي والفقر المذل لمزيد من البشر. قوى التحالف الوطني الطائفية تريد الاستفادة من الوقت لتعيد تنظيم أوضاعها وإعادة الثقة بالمستبد بأمره السابق نوري المالكي، بعد أن يتم إعلان فشل وعجز العبادي بإجراء ما يطالب به الشعب وما وعده به. إنها للعبة مكشوفة وتدميرية تلك التي تمارسها الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية في المرحلة الراهنة، والتي تجد التأييد من أحزاب وقوى سنية فاسدة تساهم في حكم البلاد منذ سنوات وتخدع الشعب بمعارضتها الشكلية.
وإذا كانت الدولة العراقية غير مكشوفة لكل الشعب في هشاشتها منذ تأسيسها على أساس طائفي مقيت، تتستر به الأحزاب السياسية الإسلامية على مصالحها الجشعة المناهضة لمصالح الشعب وعلى نهبها لموارد الشعب المالية وسرقة لقمة عيش الكادحين والمعوزين من بنات وأبناء الشعب، فأنها، وبعد كل الذي حصل يوم الجمعة المصادف 18/3/2016، قد كشفت عن عورتها للجميع. فلا قرار وزبر الداخلية، ولا قرار رئيس الوزراء بمنع الاعتصام قرب بوابات الخضراء، ولا الأعداد الغفيرة من العسكر الذي انتشروا في كل مكان وقطعوا أوصال بغداد، كان في مقدوره منع عبور المتظاهرين الصدريين الحواجز ووصولهم إلى البوابات التي شاءوا الوصول إليها ونصب خيام الاعتصام فيها.
المشكلة لا تكمن في سماح قوات عمليات بغداد بمرور المتظاهرين وعدم الصدام بهم، بل في عجز الحكومة على تنفيذ قرارها، بسبب وجود دولة موازية للدولة العراقية، وقوات مسلحة موازية للقوات المسلحة العراقية، بل يمكن الادعاء الموثق على وجود أكثر من قوات مسلحة واحدة موازية للقوات المسلحة الحكومية.
المشكلة لا تكمن في وجود متظاهرين من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية تطالب بالإصلاح والتغيير، بل المشكلة في وجود قائد عسكري آخر يقود ميليشيات "سرايا السلام" الصدرية، واسمه كاظم العيساوي. إنه المعاون الجهادي العسكري لزعيم التيار الصدري، الذي أصدر قراراً بعبور الحواجز مهما كان الثمن.
وفي الوقت ذاته أصدرت قيادة الحشد الشعبي بياناً يعبر عن رأي قوات عسكرية موازية أخرى لقوات الدولة العراقية ولميليشيات سرايا السلام، يدعو إلى سحب المظاهر المسلحة كافة داخل المدن, وكأن المليشيات الطائفية المسلحة المشاركة في الحشد الشعبي لا تملك ميليشياتها المنتشرة في المدن والمسلحة أيضاً وإنها تشكل القوات المسلحة الموازية فعلياً للقوات المسلحة العراقية، والتي يحاول رئيس الوزراء أن يحتمي بها، كجزء منه ومنها، حالياً دون أن يدرك، أو لا يريد أن يرى مخاطر تلك المليشيات، وليس المتطوعين المستقلين من أبناء الشعب، على الدولة العراقية الهشة وعلى المجتمع وعلى التغيير الجذري المنشود بالعراق. لم يصدر مثل هذا البيان عن الحكومة العراقية بل عن قيادة الحشد الشعبي!
إن تبني المطالب الشعبية التي طرحت عبر المظاهرات الشعبية والحراك المدني الشعبي من جانب الجماهير المرتبطة بهذا الشكل أو ذاك أو المؤيدة للصدر أو لغيره أمر لا غبار عليه، ولكن المشكلة تكمن في الدور الذي يريد أن يلعبه مقتدى الصدر كقائد لا للتيار الصدري بل للعراق كله، ويعتمد في ذلك على ميليشياته المسلحة المخالفة لنص الدستور العراقي. فهو في الوقت الذي يدعو إلى احترام الدستور يتجاوز عليه بفظاظة في امتلاكه لمليشيات مسلحة أحسن تسليح وتمتلك موارد مالية كبيرة وتمارس القوة والعنف والتهديد في الوصول إلى ما تريد وتقف بموازاة القوات المسلحة العراقية، ويمكن أن تصطدم بها في كل لحظة، كما حصل في العام 2008، لو أن قوات عمليات بغداد قد منعت تلك الجماهير المحتشدة من عيور الحواجز واصطدمت بها. وعلينا أن نلاحظ وجود منافسة بين المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة بالعراق للهيمنة على الدولة والشارع، بين فيلق بدر وسرايا السلام، وبين عصائب أهل الحق وسرايا السلام وبين فيلق بدر وعصائب أهل الحق، رغم تحالفهما الراهن في مواجهة سرايا السلام، وكذلك جماعة حزب الله وهلمجرا. إن العراق سيغرق من جديد في نزاعات عسكرية مسلحة تمارسها القوات الموازية للقوات العراقية، والتي تشكل خطراً على الدولة والمجتمع وعل الوجهة التي يسعى الشعب إليها، إلى التغيير الجذري والخروج من الطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية القاتلة. إنها المهمة المركزية التي تواجه الشعب والتي تسعى كل القوى الحاكمة إلى تزييف وتشويه إرادة الشعب. إن مهمة الشعب تتلخص فع مستوى يقظته لما يراد له والذي يفترض أن يحبط في كل الأحوال.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل لجم الاستبداد التركي في الداخل والخارج
- رسالة مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر
- معاناة شعب مصر من تحالف العسكر مع السلفيين
- من هم محركو وقاعدة وأداة التغيير وأهدافه بالعراق؟
- دور المثقف والفئات الاجتماعية الأخرى في الحراك الشعبي الجاري ...
- هل تعمل القوائم الكردية لتكريس المحاصصة الطائفية والأثنية با ...
- العمل لإنجاح ندوة -كولون-/ألمانيا الفكرية حول حالة حقوق الإن ...
- هل للسيد العبادي ملف فساد محفوظ عند المالكي؟
- ما الموقف من المتطوعين والحشد الشعبي بالعراق؟
- صراع النفوذ والمصالح يُغلف بالدين والطائفية السياسية!
- هل كانت العزلة المؤقتة للسيد السيستاني متوقعة؟
- هل من سبيل للتخلص من الطائفية والفساد والإرهاب؟
- مرة ثانية مع ملاحظات مهمة حول مقال: مادة للمناقشة: إشكالية ا ...
- هل كل شيء هادئ بإقليم كردستان العراق؟
- مرة أخرى حول الوافدين وطالبي اللجوء في ألمانيا
- هل احتوى الفساد جميع المنظمات الدولية؟
- مادة للمناقشة: إشكالية النزوح واللجوء من دول الشرق الأوسط وش ...
- رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني م ...
- نقاش لا بد منه حول أحداث ليلة عيد الميلاد 2016 بألمانيا
- هم ضيف وهم يدبچ على السطح!!!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الدولة الهشة والدولة الموازية بالعراق!