أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة














المزيد.....

تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 02:56
المحور: حقوق الانسان
    


تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة

في عام 1985 بعد شكوى تقدم بها أحد القراء قرر العاملون في مكتبة نيميغين العامة في هولندا سحب كتاب تشارلز بوكوفسكي , قصص الجنون الاعتيادي , من رفوف مكتبتهم معتبرين أنه "سادي جدا , فاشي أحيانا و يتضمن عبارات تمييزية ضد مجموعات معينة ( منها المثليين جنسيا )" . بعدها قام صحفي محلي يدعى هانس فان دن بروك بالكتابة لبوكوفسكي ليبلغه بذلك القرار و يسأله عن رأيه , فوصله الرد التالي :

العزيز هانز فان دن بروك
شكرا على رسالتك التي تخبرني فيها بسحب أحد كتبي من مكتبة نيمينغن . الكتاب الذي اتهم بالتمييز ضد السود و المثليين جنسيا و النساء . و أنه سادي بسبب السادية . الشيء الذي أخشى أنه يتعرض للتمييز هنا هو روح الفكاهة و الحقيقة . إذا كنت قد كتبت أشياء سيئة عن السود و المثليين جنسيا و النساء , ذلك لأن من قابلتهم كانوا كذلك . هناك الكثير من "الأشياء السيئة" - كلاب سيئون , رقابة سيئة , و هناك حتى رجال بيض "سيئين" . لكن فقط عندما أكتب عن رجال بيض "سيئين" فإنهم لا يعترضون . هل أحتاج لأن أقول أن هناك أيضا سودا "جيدين" و مثليين جنسيين "جيدين" و نساءا "جيدات" ؟ في عملي ككاتب أقوم فقط بتصوير ما أراه بالكلمات . إذا كنت قد كتبت عن "السادية" فذلك لأنها موجودة . أنا لم أخترعها . و إذا حدث شيء ما مريع في قصصي فهذا لأن تلك الأشياء تقع في حياتنا بالفعل . أنا لا أقف إلى جانب الشر , إذا وجد مثل ذلك الشر . أنا لا أتفق مع كل ما يجري في قصصي , و لا أمرغ نفسي في الوحل بسبب ذلك . من الغريب أيضا أن الناس الذين يعترضون على قصصي يتجاهلون تلك الأجزاء التي تشتمل على الفرح و الحب و الأمل , و هناك بالفعل أجزاء كتلك في كتاباتي . لقد شهدت أيامي و سنواتي و حياتي أوقات صعود و هبوط , نور و ظلام . و لو أني كتبت فقط و "دائما" عن "النور" و لم أذكر الأشياء الاخرى لكنت كاذبا كفنان . الرقابة هي أداة أولئك الذين تتملكهم الحاجة لإخفاء الحقائق عن أنفسهم و عن الآخرين . خوفهم هو عجزهم عن مواجهة ما هو حقيقي , و أنا لا أشعر بالغضب تجاه هؤلاء . إني أشعر فقط بحزن فظيع . في وقت ما من نشئتهم , حجبت عنهم الحقائق الكاملة لوجودنا كبشر . و جرى تعليمهم كيف ينظرون إلى اتجاه واحد بينما توجد هناك اتجاهات كثيرة . لا يفزعني أن أحد كتبي قد جرى اصطياده و سحب من رفوف مكتبة محلية . بمعنى من المعاني , يشرفني أن أكون قد كتبت شيئا أيقظ تلك الأشياء في الأعماق الهشة لبعضهم . لكني أتألم , نعم , أتألم عندما يتعرض كتاب أحدهم للرقابة , لأن ذلك الكتاب يكون عادة كتابا عظيما و هناك قلة من تلك الكتب , و مع الوقت يصبح ذلك النوع من الكتب شيئا كلاسيكيا , و ما كان يعتقد أن صادم و غير أخلاقي ذات يوم توصي جامعاتنا اليوم بقراءته . أنا لا اقول أن كتابي هو أحد هذه الكتب لكني أقول أنه في وقتنا , في هذه اللحظة التي قد تكون إحداها اللحظة الأخيرة للكثيرين منا , فإنه من المثير للغضب و الحزن بشكل لا يصدق أنه ما يزال يوجد بيننا بشر صغار , لاذعين , مطاردي ساحرات , و أولئك الذين يحاضرون ضد الواقع . نعم , هؤلاء أيضا ينتمون إلينا , هم جزء من الكل , و لو أني لم أكتب عنهم في السابق فإنه علي أن أفعل ذلك , و ربما هذا ما فعلته هنا , و قد يكون ذلك كافيا .
لنصبح أفضل معا ,
المخلص
, تشارلز بوكوفسكي

نقلا عن
http://www.lettersofnote.com/2011/10/charles-bukowski-on-censorship.html



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-
- فلسطين , سجننا المزدوج
- و الثورة السورية
- في ظاهرة المستبد أو الطاغية
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم
- دفاعا عن العدمية
- في البحث عن حسني مبارك فلسطيني أو كردي


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن كم الماز - تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة