أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامي الاخرس - الانسحاب الروسي من سوريا














المزيد.....

الانسحاب الروسي من سوريا


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 00:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الانسحاب الروسي من سوريا
متابعة الحالة السورية بعد التدخل الروسي تحتاج لقراءة عميقة في جذور ومحركات الأزمة التي بدأت تتقنع بقناع حراكات الربيع العربي الذي هب على المنطقة بفصل غير ذي ربيع من تونس أواخر عام 2010 عندما أقدم الشاب محمد البوعزيزي على التعبير عن احتجاجه على مصادرة عربته التي كانت مصدر الرزق له في ظروف ملبدة بطابع الاستبداد الحاكم الذي كان يعم المنطقة ولا زال حيث لم يتغير ملامحه أو نهجه رغم كل ما حدث ويحدث حاليًا في المنطقة العربية، بل أيقنت الشعوب التي زلزلت أركانها المجتمعية، ومعالم دولها أن العودة للماضي المستبد خير من فوضى الحاضر، وهوما وصل إليه الشعب السوري أيضًا من قناعات بعدما تشكلت مسميات تدعي الثورة والثورية ما بين أيديولوجية علمانية تحاول طرح نفسها بديل ديمقراطي، وأيديولوجية دينية تتنوع في تقديم فقهها الديني، ورؤيتها الدينية، وما بين هذه وتلك تحولت سوريا لأشلاء مبعثرة، أشبه بدويلات في داخل دولة ممزقة، مما أثر على التشكيلات التحالفية الإقليمية في المنطقة، والتي من خلالها استدركت روسيا أن ظهرها أصبح للحائط في المنطقة بعدما فقدت العراق ومن ثم ليبيا، وأوشكت على فقدان سوريا ومن ثم إيران، بما أن الإسقاط اتخذ الشكل العمدي وإعادة تدوير ومحورت تشكيل هوية المنطقة برمتها، مما دفعها لتحريك صمتها، فتحرك الصوت والأسطول الروسي إلى سوريا لحسم الصراه الدولي هناك، ومن ثم حسم الصراع الإقليمي وسط تنديد هزيل وخجول من الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يوحي بأن المأزق السوري خرج عن حدود السناريوهات المرسومة وفق تكتيكات فكفكة المنطقة.
بدأت الطائرات الروسية ترافقها العقلية السياسية الروسية في التحرك باتجاهين بالسماء وبالأرض بغية الحسم مع بعض الجماعات المسلحة دون إقصاء الخيارات الدبلوماسية والسياسية، بل أكدت على أن ضرباتها وتدخلها العسكري هو دافع وقوة لفتح قنوات دبلوماسية وسياسية للأزمة السورية، وهو ما تحقق فعلًا وبدء بعض فصائل المعارضة السورية الجنوح إلى السلم، وكذلك إدراك القوى المتطرفة والدول الداعمة لها أن روسيا لن تخرج مهزومة من سوريا، كما تصور وصور البعض المعركة بأنها افغانستان أخرى، وأن الدب الروسي لن ينسحب تاركًا سوريا بدون حلول جوهرية وثابتة، وهي نفس القناعات والسياسات الروسية التي استطاعت من خلال هذا التدخل العودة من الباب الواسع للمنطقة أولًا، وللساحة الدولية ثانيًا، خاصة بعد أزمة القرم وأوكرانيا ونجاح روسيا في تحجيم الاستفراد الأمريكي في هذه المنطقة، وكذلك نجاحها في تقليم أظافر الاستفراد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وفرض سطوتها وكلمتها.
أشهر ما بين الإصرار الروسي والأزمات التي تتابعت من التدخل في سوريا، خاصة بعد أزمتها مع تركيا وإسقاط طائرة سوخوي على الحدود التركية استطاعت من خلالها روسيا أن تعيد ملامح صياغة الاستراتيجيات السياسية، والخطط التكتيكية وأن تعيد الأمل من جديد لمقارعة مخططات الولايات المتحدة واستفرادها ومحاولتها في فرض هيمنة كلية على المنطقة، حتى إعلان الرئيس الروسي أخيرًا بدء سحب القوات الرئيسية الروسية من سوريا، هذا القرار الذي جاء بشكل مفاجئ سياسيًا يؤكد أن روسيا نجحت في تعزيز حضورها ومكانتها في سوريا بل وفي المنطقة بنسبة كبيرة جدً، وفرض هويتها وإرادتها السياسية وهو ما ترجم على الأرض من انتصارات عسكرية استطاعت من خلالها أن تدحر وتفرض على بعض القوى المسلحة أن تترك المناطق التي كانت تسيطر عليها وتنحصر في مناطق معينة وإلتزامها بالهدنة المعلنة، تراجع سقف خطابها ومطالبها السابقة، ولهجة ولغة الدول التي كانت تدعم المعارضة السورية، وتغيير في المشهد الأوروبي الذي كان لا يعرف سوى اسقاط النظام السوري وبشار الأسد، بل بدأ يطرح مفاهيم جديدة منها أن الحل الأساسي في سوريا سياسي وبمشاركة النظام السوري، وهو ما يعتبر تحول في الفهم الغربي لمنظور الأزمة السورية.
عليه فإن القراءات والمؤشرات تؤكد أن الدب الروسي استطاع أن يحقق أهدافه في سوريا وأن يفرض وجوده وسطوته السياسية والعسكرية، ويشارك في صياغة مستقبل سوريا والمنطقة، وصياغة مخرجات الأزمة.
خلاصة الأمر لا قول يمكن قوله إلا أن التدخل الروسي العسكري مهد الميدان للقوة السياسية برسم صياغات مستقبل وملامح الحل في سوريا بل وفي المنطقة، وتحجيم مشروع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الذي كان مرشح للامتداد إلى أبعد من سوريا.
د. سامي الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهداف زيارة وفد حماس إلى القاهرة
- في الدوحة تفاهمات وليس مصالحة
- ما المطلوب من اليسار الفلسطيني؟
- حماس قليلًا
- ما بين السعودية و
- سورية دولة أم دويلات؟
- تركيا واتفاقها مع الكيان الإسرائيلي قراءة وواقع
- التغييرات الوزارية ومدى الحاجة إليها
- الانتفاضة الشبابية ومستقبلها
- انتفاضة ثالثة ما لها وما عليها
- خطاب الرئيس بين الفعل والتنظير
- قنبلة الرئيس وحماس غزة
- الفكر طارئ والوطن ثابت
- غيروا الأسماء ليغيروا التاريخ
- أوسلو2 أم فض اشتباك
- افطارات جماعية همجية
- حكومة فلسطينية ادمة ما هي آفاقها
- مقاطع الحالة الفلسطينية
- مشروع أوسلو 2
- مواراة الثرى... نكبة بعد سبعه وستين عام


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامي الاخرس - الانسحاب الروسي من سوريا