أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمضان عيسى - هل أصبحت حماس برجماتية ؟















المزيد.....

هل أصبحت حماس برجماتية ؟


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 00:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد انقطاع حبل التواصل بين النظام المصري في عهد السيسي وبين حركة حماس في غزة نرى محاولات إعادة توصيل خط بوساطة سعودية . والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا هذا التواصل ، وما دوافع ومصلحة كل طرف ؟
من المعروف أن موصفات النظام المصري الحالي - والذي يخوض حربا شرسة مع حركة الاخوان وملحقاتها على أرض مصر - تتناقض شكلا ومحتوى مع مواصفات حركة حماس التي لها ارتباطا عضويا مع حركة الاخوان العالمية منذ نشأتها .
فبعد سنوات من الصدام الدموي شرق وغرب قناة السويس بين الجيش المصري والمجموعات المسلحة التي أعلنت الحرب على النظام المصري بعد اسقاط نظام الاخوان ، نرى أن هناك استعصاء في القضاء على " دواعش سيناء " بالوسائل العسكرية فقط ، لهذا يجب الولوج في مسارات أُخرى ومحاولة قصقصة أجنحة دواعش سيناء عن طريق التواصل مع حماس وسحبها ، ليس لكي تحارب مع الجيش المصري ، ولكن على الأقل للوقوف موقفا حياديا وعدم تقديم أي مساعدات لوجستية أو فعلية للمسلحين في سيناء .
ان فتح خط مع حركة المقاومة الاسلامية الاخوانية لم يأت من فراغ ، فسيناء منطقة واسعة وفيها مُدن وقرى متناثرة ومتباعدة ولا يستطيع الجيش المصري الذي ينتهج اسلوب الحرب النظامية أن يغطي ويراقب ويُؤمن كل الطرق الصحراوية والجبلية المنتشرة والطويلة . هذا بالاضافة الى أن منتسبي الجيش المصري من الجنود أغلبهم من قرى الصعيد البسطاء ، ويخضعون للأوامر في الحركة ، ولهم مواقع يوكل اليهم حراستها ، ويفتقرون للحس الأمني ، وليس لديهم تصور فعلي عن نوعية الصراع الذي يدور في سيناء ، ولا نوعية العدو ، فهو بالنادر أن يرى المسلحين الذين يمكن تصنيفهم بالعدو ، إنه يتفاجأ بهم ، لهذا نسمع عن خسائر شبه يومية في صفوف الجيش المصري في صراعه مع مجموعات مسلحة تنتهج اسلوب الحرب الشعبية انطلاقا من مبدأ إضرب واهرب والمفاجئة والسرعة في الاختفاء وسط المُدن والسرية في الحركة ، وتغيير المواقع باستمرار ، وتجنيد المدنيين في المراقبة والنقل . وهذا الاسلوب في الحرب لا يستطيع الجيش أن يواجهه بفعالية . كما أن هناك موظفي الأمن والشرطة الذين يعملون في الأمن والمعابر والذين أصبحوا من ضمن أهداف المجموعات المسلحة ، ونطرا لأنهم أفراد أو مجموعات قليلة ، لهذا نجد خسائر بينهم .
وفي علاقة مصر مع الجانب الفلسطيني نرى أن السلطة الفلسطينية برئاسة عباس ليس لها وزن في مساعدة مصر في الصراع الدائر في سيناء ، فقط هناك وعود بأن حرس الرئيس سيقوم بضبط الحدود اذا ما أصبح معبر رفح تحت السيطرة وابعاد حماس عن حدود التماس مع قطاع غزة .
ومع فشل كل المحاولات التي جرت حتى الآن لإيجاد مصالحة فلسطينية ، فلسطينية وتمكين سلطة رام الله من معبر رفح ، لهذا نرى النظام المصري يقف أمام خيار فتح خط مع حركة حماس في غزة .
هذا بالاضافة الى أننا لا يمكن تناسي لعبة المحاور في المنطقة ، فهناك محور مركزه السعودية ومعها مصر ودول الخليج ، وهناك محور مركزه إيران وشيعة العراق والنظام السوري وحزب حسن نصرالله اللبناني ، وكل محور يحاول كسب الموقف الفلسطيني لجانبه ، ولكن البيت الفلسطيني منقسم على نفسه ، وحركة حماس تتمركز في غزة ولها امتداد عربي وغير عربي ويصل ايران ، لهذا نجد أن فتح خط بين مصر وحماس يسير في هذا الاتجاه أيضا .
ولكن ماذا عن حماس ، ما هي الدوافع التي تجعلها تسعى لفتح خط مع الجارة الشقيقة ، مصر ؟
من تداعيات ما يسمى بالربيع – الذي هو أقرب الى الخريف – العربي ، تغيير المواقف من أنظمة حكم ومن الحراك الشعبي الحادث . ولم تكن حماس بمنأى عن هذا ، فداخلها الاحساس أن نطام الأسد المعادي للاخوان والذي يتغنى بالمقاومة والذي يوكل الآخرين للمقاومة – حزب الله اللبناني وحماس – لا بد سينهار أمام رغبة الشعب السوري في التغيير ، ولن يختلف في مصيره عن القذافي ، لهذا رأيناها تسارع بفرز نفسها عنه . ولكن بقاء الأسد جعل حماس تدفع ضريبة موقفها هذا حيث حصدت غضب إيران عليها التي أوقفت التمويل المالي عنها ، وكانت الضربة القوية التي لا زالت تعاني منها حماس هي سقوط نظام الاخوان في مصر مما زاد من تعقيدات التمويل والحركة عليها في غزة .
إن حماس لا زالت تراهن على عودة الاخوان ، ليس بفرحتها على ازدياد المشاكل التي يواجهها الجيش المصري في سيناء ، ولكن أيضا تراها مسرورة بما تسمعه عن أزمات اقتصادية واجتماعية في الشقيقة مصر .
إن حماس تلعب على أربعة محاور : 1- محور اسرائيل ، حيث تلتزم بهدنة مع اسرائيل – التي لم تلتزم يوما بأي هدنة – فتقوم حماس بمنع أي اطلاق لصواريخ قد تطلقها مجموعات مسلحة متمردة من داخل غزة ، كردة فعل على أعمال اسرائيل الشبه يومية ضد السكان في قطاع غزة . وفي هذا رسالة لاسرائيل ، أنا هنا ، أنا من يحفظ الأمن ، ويجب التواصل معي وليس مع سلطة رام الله .
2 - المحور الخارجي : فبعد أن طال بقاء نظام الأسد في الحكم ،نراها تحاول ترميم ما تمزق من ثوب العلاقات الخارجية ، سواء مع ايران ، أو مصر ، أو حزب الله . كما نراها تمد بخيوط نحو السعودية ودول الخليج التي نراها تعلن " حزب الله اللبناني " منظمة ارهابية ، فعليها أن تنأى بنفسها عنه لألى يطالها نفس المصير .
3 – محور سلطة رام الله : فكلما جرى الاقتراب من التوافق وتشتعل التصريحات لإنهاء الانقسام بين جناحي الوطن ، ويجري التزاور وعقد الاجتماعات وتوقيع الأوراق ، تبقى حماس على الأرض متمسكة بكل شيء ولا زحزحة عن المواقع على الأرض ، لا في المعابر ولا في المؤسسات .
4 - محور مصر التي هي بوابة غزة وحماس الى العالم ، فغضب مصر من حماس أدى الى تدمير الأنفاق التي لها فوائد متعددة لها ، مما أدى الى زيادة وطأة الحصار الذي تفرضه اسرائيل ، والى سجنها في غزة ماليا وحراكيا ، فلا تدفق مالي سرا ولا علنا ، ولا سفر وملحقاته التواصلية .
وهذا أدى بحماس أن تعاني من ضائقة مالية تزداد في ثقلها يوما بعد يوم ، فعجزت عن دفع رواتب الموظفين التي قامت بتوظيفهم ، أو الموظفين الذين التحقوا بها بعد استيلائها على غزة ، فقامت بفرض ضرائب على كل ما يدخل قطاع غزة من مواد غذائية أو غيرها .
ان الانقسام بين جناحي الوطن ، والضرائب واغلاق المعابر جعل قطاع غزة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا مكاناً لا يطاق وغير صالح لكي يعيش به انسان ، فكل قطاع غزة أصبح عالة على الخارج ، وداخليا كل شيء ليس في مكانه الصحيح ، والناس تعيش على الأمل في الغيب ، وهذا الأمل يضعف يوما بعد يوم لدرجة اليأس .
ولما طال صبر حماس وليس هناك أمل قريب في عودة الاخوان للحكم في مصر ، رأت أن لا مفر من التلون ومنع التصريحات التي تثير حفيظة مصر . وابداء الرغبة في التعاون والبدء من جديد .
وجاءت الفرصة حينما وجه وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار الاتهام الى جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية بالتورط في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات الذي قتل جراء استهداف موكبه بسيارة مفخخة في 29 يونيو/حزيران 2015.
وقال عبد الغفار في مؤتمر صحفي إن "أجهزة الأمن وضعت يدها على مخطط ومؤامرة كبيرة تهدف إلى زعزعة استقرار مصر، وإن اغتيال بركات صدر بتوجيه من القيادات الإخوانية الهاربة بتركيا بالتنسيق مع حركة حماس في غزة، التي أشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها". وأضاف عبد الغفار أن عناصر من حركة حماس قامت بتدريب العناصر المكلفة بارتكاب العملية، بعد أن تم تهريبهم بإشراف مجموعة من بدو سيناء إلى قطاع غزة، ثم عادوا إلى البلاد مرة أخرى.
ولكن حماس سارعت بنفي الاتهام وأبدت الاستعداد في التعاون مع مصر وتوضح أن ليس لها من قريب ولا بعيد أي صلة بالموضوع . ويجري هذا دون الاعلان عن أي نية في فك الارتباط مع تنظيم الاخوان العالمي ، أو نقد تصرفاته في الدول العربية .
ومن يسأل : هل ستفك حماس ارتباطاتها بالإخوان ، وتصبح برجماتية ؟ والجواب : في العلاقة مع اسرائيل ، نعم ، فهي لا ترد على اعتداءات اسرائيل اليومية ، ربما لشيء في نفس يعقوب ولها حساباتها الخاصة .
أما مع القضايا العربية والفلسطينية ، فالسؤال هل تصبح حماس برجماتية هو سؤال خاطئ ، وليس له معنى لأن حماس جزءٌ عضويٌ من جسد الاخوان ، ولا تستطيع أن تنفصل عن الجسد المرتبطة به ، فالأدبيات واحدة ، والكتب المعتقدية واحدة ، والأهداف واحدة ، و حماس جزء لا يتجزأ من الاخوان المسلمين وفك الارتباط يحتاج الى تغيير جذري وكامل في كل مفاهيمها واهدافها الاستراتيجية . الفرق بين حماس والاخوان هو فرق في مكان التواجد ومسمى الاقليم ، والاختلاف في ظروف عمل كل جناح لتحقيق نفس الأهداف .
وقادة حماس لديهم الخبرة في التلون واظهار عكس ما يبطِنون حينما يريدون تحقيق أهدافهم المرحلية أما الدعاية الداخلية للخلايا فتبقى هي ، وأن الظروف تتطلب منا هذا الموقف . لهذا لن تكون برجماتية في العلاقة مع العرب .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم صفات الانسان
- فكرة السلف الواحد للبشرية
- علمية الماركسية تنبع من منهجيتها
- الوحي في الأديان الكتابية
- ما هي الفلسفة ؟
- الوعي نتاج اجتماعي
- الخروف رقم - 6 - - قصة قصيرة
- الأُصول المعتقدية لداعش !!!
- من الاخوان الى القاعدة الى داعش
- حرب غزة التي لا تنتهي !!!
- سلة المهملات !!!
- ما لم يُقال عن حماس وفتح والانقسام
- حقيقة الاسلام -2-
- الحجاب هو حجاب على العقل !!!
- أسباب القصور في العقل العربي
- فُله تصلي في بلاد اليوكوشيما - قصة قصيرة
- الثوابت الفلسطينية بين الأمس واليوم
- الانسياق خلف الخرافة
- كيف عرفت نظرية داروين ؟
- دفاعا عن مانديلا


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمضان عيسى - هل أصبحت حماس برجماتية ؟