أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - وماذا بعد العبور ؟.














المزيد.....

وماذا بعد العبور ؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المفكر العراقي صديقي هشام العيسى في تعقيبه على أحداث يوم الجمعة 18-أذار-2016 وما رافق ذلك من حماس وطني أعادنا إلى ظاهرة العقل الجمعي والهوس الإلجائي , حين تدافعت الحشود البشرية مدفوعة بحماسة تحدي في مواجهة غير مسبوقة عراقيا طرفيها الدولة ممثلة بالسلطة التنفيذية الحاكمة , والشعب الغاضب المعبأ أيديولوجيا بشعارات تبدو وكأنها تلقائية أو مطلبية بحتة , يقول العيسى ((نعم عبرنا الجسر وحاصرنا المنطقة الموبوءة بالفساد وهذا نجاح مهم ولكن ماذا بعد ?)) , ما ذا بعد العبور فليس مهما أن تحطم الوهم ولكن علينا تأت بالمنطق التجريبي , بالبديل المناسب الذي من المحتم أن يكون نقيض للمرحلة السابقة وهذا هو النجاح الحقيقي , التبدلات والتحولات لا تحركها الحماسة والشعارات فقط وإن كانت ضرورية , التبدلات والتحولات يقودها منطق عقلي ومنهج عملي .
ما ينقصنا أيضا الفكرة الخلاقة الولادة القابلة أن تعيد صياغة الواقع على أنقاض ما حطمنا وما عبرناه بالتضحيات , التجربة ما بعد 2003 لا تشجع ولا تنمي فينا الأمل لأن ما تمخض عنها ومنها لا يعدو أن يكون مغامرة أطفال يلهون بألعابهم وتركوا الوطن مستباح , كل الذي حكموا لم يحمل منهم أحد رؤية ولا برنامج استراتيجي يحسب على الفكر السياسي , الكل مشغول باجترار الماضي والبحث عن الغنائم والثأر من النظام السابق والمواطن هو الضحية , لا أحد يجرؤ على القول أننا في الجانب الخطأ من الحياة , الكل أنبياء كما يزعمون فيما نراهم نحن مجرد شياطين يغتصبون وطننا باسم الدين.
من الطبيعي جدا أن يثار السؤال الأهم والمرحلي والمؤسس لقبول فكرة التحول والعبور كخيار وطني وشعبي، هل نملك خطة عملية تملك حلولا ولديها تصور عام وتفصيلي وبرنامج تنفيذي يلحظ أخفاقات المرحلة السابقة ويؤشر إلى تعاط مختلف مع الوضع السياسي والأقتصادي بكل جوانبه مع كل ما لحق بالعراق من أذي وتراكمات تشكل خطيئة سياسية لا يمكن تجاهلها ولا نسيانها أو تجاوزها , أو هل بنينا رؤية فكرية متعددة الجوانب وتطرح الكثير من الأحتمالات والبدائل والخيارات لمواجهة الكثير من التحديات التي تبدا من الداخل وتنتهي بعلاقتنا مع العالم الحولي , هل نحن مستعدون لنطرحها كحل وطني نتفق عليه كعراقيين وكشركاء في وطن على أنها الخيار الجامع أو البديل الناجح ؟, سؤال أخر ومهم هل لدينا فكرة أو رؤية محكمة ومدروسة ومفصلة لما سيكون عليه الوضع في حال أن تم ترحيل النظام السياسي الحالي إلى التحلل والتفكك وإملاء الفراغ السياسي دون أن نضحي بوحدة الوطن ومستقبله ووجوده مع عظيم التحديات المحيطة ؟ .
أم هل نرجع لفكرة التجريب من جديد لنقص في الرؤيا والبرنامج أو لتجريب الطرح السياسي المبني على ردات الفعل والتعامل مع كل حادث بوقتها أستنادا على المعطيات المرافقة والمحيطة به، أم نخضع للاجتهادات المرحلية وطرح الأفكار الطفولية الغير قادرة على أن تكون متسقة مع مفهوم النظام والشكل الدستوري للدولة ولمؤسساتها ونتأمل مرة أخرى عسى أن تنجح أو تصيب؟، سؤال أخر ومرة أخرى يشير المفكر العيسى بإثارته المعهودة كمفكر وطني ذو تجربة غنية هل فكرنا كيف سنتعامل مع التبدل والتغيير وما هي خياراتنا بكل شفافية وعلنية وعلى ماذا تعتمد في رسم ملامح المرحلة المقبلة وما هي خياراتنا الاستراتيجية ؟ ,ما هي حدود الدولة مدنية المرتقبة والتي ينادي بها الجميع والكل يعلم أن السقف الحاكم سيكون القانون والقانون وحده والدستور من يحمي ويحاسب وينظم ويرتب الوضع السياسي، فهل نحن على أستعداد للخضوع التام لهذا المنطق أم أننا نحاول باسم المدنية أن ننشئ كيان دولة بمسمى مدني تحكمها المرجعيات الدينية من خلال ممثليها في الحكومة والنظام السياسي؟ الكثير من الأسئلة يجب أن توضح وتعلن وتحدد ويلتزم بها الجميع علنا قبل أن نخطو الخطوة التالية، فهل من مجيب؟.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات سياسية لواقع غير سياسي
- مجالات التغيير وطرائق الثورة
- حوار حول النص والعقل وقضايا القراءة وظاهرة التدين
- ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح2
- لحظة من فضلك
- ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح1
- إصلاحات ترقعيه أم تغيير في أساسيات اللعبة السياسية في البلد ...
- ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .
- النص القاتل أم العقل القتيل
- عبادة الدين صورة من الوهم
- مقدمة في مفهوم العقل الجمعي
- التحالف والوطني وخيارات المستقبل السياسي
- علم الأجتماع وظاهرة العنف والسلام
- القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت
- هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - وماذا بعد العبور ؟.