أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - هل ؟!- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم















المزيد.....

هل ؟!- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 17:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (53) .

هذا المقال يأتى فى سياق سلسلة مقالات " خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم " كما يقترب من سلسلة مقالاتى " نحن نخلق آلهتنا " حيث نشاكس فكرة الإله من خلال فرضياتها ومعطياتها التى يرددها المؤمنون فلا نخرج عن إدعاءت الفكرة ذاتها لننقب ونبرز التناقضات الداخلية , ففكرة الإله تقوض ذاتها بذاتها كونها خيال وفكر إنسانى أبدعها وأطلقها بلا جامح عقلى يُحركه حالة خيالية وهمية لكيان عظيم قوى مُفترض يتسم بالمثالية محققاً فيه كل نواقصه وآماله وأمنياته وإحباطاته .
سأصيغ هذا المقال من خلال أسئلة تستخدم أداة الإستفهام "هل " بغية أن أستثير عقل القارئ وأستفزه وأحثه على المشاركة والتفاعل وتحديد المواقف ولا يعنى هذا أننى تركت سؤال "هل" مجرداً بل وضعت إحتماليات الإجابة والتناقض الداخلى التى ستقوض فكرة الإله فى النهاية وتثبت تناقضها وهشاشتها .
أأمل أن هذه الأسئلة تحرك شيئا أو تسمح بالتأمل والتوقف والمراجعة , ولنضع الحصان أمام العربة حتى نصل للحقيقة .

- هل الله كيان مادى محدود بدليل أن له كرسى وعرش يحمله ثمانية من الملائكة الاشداء ليتحقق هنا ماديته ومحدوديته بأبعاد الطول والعرض والإرتفاع حيث جلوسه على كرسى وعرش , فهل هذا يتسق مع مقولة ليس كمثله شئ .وأين يذهب أصحاب مقولة أنه لا مادى من جلوسه وإستواءه على العرش , وما تعريفهم للامادة , وكيف عرفوها ويعرفونها أم هو إدعاء لن يصمد أمام الكرسى والعرش وأنه ذو وجه وساق وكلتا يديه يمينتان .

- هل يمكن القول الخلق فى الزمن ؟ . فالزمن حركة المكان ولكى يكون هناك خلق فى زمن فلابد من وجود مكان مستقل ذو حركة يمنح الإله زمن الخلق ولكن هذا سينفى قصة الخلق .!

- هل كان الله قبل خلق الكون فى مكان أم اللامكان ؟ . سؤال صعب فإذا قلت فى مكان لا نعلمه فأنت هنا تتدعى بدون علم كما تورط الإله فهو غير مستقل عن المكان مما يبدد قصة الخلق فهناك مكان مستقل عنه , لنسأل هنا من خلق هذا المكان , أما إذا قلت أنه خلق فى اللامكان فهذا هو الهذيان والعبث , فلا وجود لفعل وحدث بدون مكان ويستحيل الخلق بدون المكان أى الورشة التى ينتج منها .

- هل وجود الله وجود أزلي أبدي خارج عن حدود الزمان والمكان ؟ . مقولة "الله أزلى أبدى" تعنى أنه لا يخضع للزمن والذى لا يخضع للزمن لا ينتظر , فلا توجد نقطة بدء , ونقطة إنتهاء , ونقطة إنتظار , أى لا توجد لديه محطات لتتبدد فكرة أنه إنتظر يوم للخلق ومازال ينتظر يوم آخر للإنتهاء "يوم القيامة" , فالأزلى الأبدى يشبه مستقيم لا نهائى لا توجد عليه أى نقطة مميزة تحدد فترة تاريخية معينة نسبة لما قبله ولما بعده .

- هل الله محدود أم غير محدود ؟ . فإذا كان محدود فهذا يعنى أنه ناقص غير كامل كما يعنى أنه صار وحدة وجودية مُحددة كحالنا مما ينفى عنه الألوهية , أما إذا كان غير محدود فهذا ينفى كماله أيضا فهو يتغير ومازال يتمدد فى تزايد مستمر لم يصل للحالة المثالية فهو فى كل لحظة بحال , ومن جهة أخرى ينفى إستقلاليته , كما ينفى وجودنا أو يجعل وجودنا جزيئات إلهية , فالغير محدود يعنى أنه لايوجد حد يحد وجوده فأى جزئى أو خلية لن تحد حدوده , كما تفقد الإله نزاهته , فالغير محدود يتواجد فى الأماكن القذرة والنظيفة على السواء , علاوة أنه سيحل فى الجنه والجحيم أيضا فلا شئ يحد وجوده .

- هل الله خلق الكون والوجود وهو فى غنى عنه أم لكى يعبده البشر ؟ . القول الأول يحرر الله من الحاجة والغاية فيجعله كاملاً ولكن يدخله فى دوائر العبث واللامعنى فهو يفعل أشياء بلا معنى ولا غاية , أما القول الثانى فيدخله فى الحاجة والإحتياج ليبدد كماله وألوهيته .!

- هل يحتاج الله للملائكة ؟ . إذا كان الله يحتاج الملائكة لتخدمه وتعينه على إدارة شئون الكون أو تسبحه وتعبده فهو تحت الحاجة والعجز وليس كلى القدرة والكمال .

- هل يمكن اعتبارالملائكة مصاحبة لوجود الله منذ البدء أم ان الله كان وحده بحكم انه الخالق لا يشاركه أحد فى البدء ؟ .. أى أن الله كان بذاته مع الفراغ فقط , ثم قرر خلقهم فماذا يعنى ذلك , هل لإحساس قاتل بالفراغ والوحدة ليستدعى خلق الملائكة , هل هناك أعباء كثيرة تحتاج لخدم ولكن هذا ينسف قدراته المطلقة اللانهائية , أم هناك نرجسية ورغبة أن يجد من يُسبحه ويُمجده , ولكن هذا سينال من كماله بخضوعه للحاجة والإحتياج , أم أننا أمام صورة تخيلية فى الذهن البشرى لملك عظيم .

- هل يعرف الله مقدار علمه اللامنتهي أم يجهلها ؟ . كمثال هل يعلم بدايات ونهايات سلسلة الأعداد اللانهائية ؟ لأقول لك يستحيل أن يعلمها ليصل إلى بداية ونهاية السلسلة فكلما وصل لعدد فهناك عدد قبله , وهذا يعنى شئ خطير أن العلم الإلهى اللامنتهى تسبقه المادة فى اللانهائية .!

- هل تنفذ كلمات الله ؟ . فإذا كانت لا تنفذ فكيف يحصيها الله ؟ وإن كانت تنفذ فهل يبقى الله بعدها صامتاً بلا حراك ؟ .

- هل يقدر الله أن يكون شريراً ؟ . فلا تعتبر هذا السؤال غير منطقى كون الإله كلى الخير , فبداية وفق قدرته المطلقة فلن يحوله شئ أن يكون شريراً , كما أن الإله لا يخضع لما نراه منطقياً مستحيلاً , أضف لذلك أن كثير من القصص الدينية تُعرب عن أنه شرير مثل تواطئه مع الشيطان وأنه يضل ويغوى ويُمكر ويصيب البشر بالمصائب , ولكن لو استطاع أن يكون شريراً فأين القول أنه كلى الخير .

- هل الله كلى الخير فمن أين يأتى الشر ؟ . يفترضون فيمن خلق الكون أنه كلى الخير لا تشوبه شائبة من شر , وهو كلى القدرة لا يعوقه أى عجز عن تحقيق أى شىء يريده , فإذا كان هو خالق هذا الكون وكل ما فيه من مخلوقات , ومُدبر كل ما فيه من حوادث , ومرتب كل ما فيه من علاقات , فما سبب وجود الشر فى العالم ؟ فوفقا لتساؤلات أبيقور , إما أنه يقدر على أن يمحو الشر ولكنه لا يريد ذلك فحينئذ هو ليس خيرا مطلقا كما يزعمون , أو هو يريد أن يمحو الشر ولا يقدر على ذلك حينئذ فهو ليس قديراً على كل شىء , أو لا يريد أن يقضى على الشر ولا يقدر على القضاء عليه حينئذ فهو ليس خيراً مطلقاً ولا كلى القدرة , لتبقى الحالة التى يدعيها المؤمنين به أنه يقدر على قهر الشر ولا يفعل ذلك فحينئذ هو شرير .

- هل يقدر أن يُفني نفسه ؟ . إن كان لا يستطيع فهذا يعني ذلك أنه عاجز عن فعل هذا الشيء .. لا تعتبر هذا السؤال طفولياً مراهقاً , ولا تقل أن هذا السؤال خاطئ كونه غير منطقى ويستحيل حدوثه , فهل الله لديه مستحيلات .. قولك هذا يجعل الإله يعرف المستحيل ويمتثل لمنطقنا , كما أن الإنسان يمتلك القدرة على إفناء نفسه لذا لو عجز الإله عن إفناء نفسه فهو ليس قادراً ولا حراً , وإذا فنى نفسه فلا داعى للإيمان بوجود إله !. مغزى سؤالنا تناقض القدرة مع الحرية.

- هل يستطيع الله أن يخلق حجر من فرط ضخامته لا يستطيع إزاحته ؟ . فلا تندهش من هكذا سؤال فهو يتناول آفاق القدرة المتناقضة وإستحالة تحققها فى كيان واحد , فإذا قلت يستطيع خلق حجر ضخم لا يستطيع إزاحته فقد حقق القدرة على خلق حجر ضخم وفقد القدرة على إزاحته , وإذا قلت لا يستطيع فقد نلت من قدرته وإنتهى الأمر .

- هل الكمال شئ طيب وعظيم ؟ . الكمال هو أن يصل الشئ إلى أتم حاله فلا ينتابه التغيير ولا يعتريه النقصان أو الزيادة , فالنقصان يعنى أنه لم يصل لحالته المثالية كونه يحتاج الإضافة , أما الزيادة فتعنى الإضافة بلا جدوى لذا سيكون الكمال حالة إستاتيكية ساكنة فأى حركة تغير من الكمال .. الكمال يعنى اللانقص واللاعمل , فليس هناك عمل يُراد إنجازه ولا خطة يُراد تحقيقها ولا غاية ولا هدف ولا تطور ولا حيوية بل وجود بلا أى فعل ككتلة ساكنه بلا حراك..الحياة والمعنى والقيمة تكمن فى النقص ليستأثر الكمال بالعبثية واللامعنى والعدم .. الكمال ينفى الحيوية والحياة وحالة دون الموت , ولكن الإله لابد أن يكون كاملاً فدون كماله يفقد ألوهيته .!

- هل يصح القول بأن الله كامل كمالاً مطلقاً قبل الخلق ؟. فالكمال يعنى عدم الإنتقاص أو عدم التأجيل أوعدم التقصير عن إنجاز المهام أو الأعمال , لذا فالخلق ينفى الكمال فإذا كان الإله مطلق الكمال فهذا يعنى إستحالة الخلق فى الأمس أو اليوم أو الغد , فالخلق فعل حادث واجب القيام به بغض النظر عن حسنه أو رداءته ليحقق الله الخالق ولكنه لن يحقق الإله الكامل .

- هل يقدر الإله أن يتحسن ويتطور أم لا ؟ . من يجيب أنه يمكن أن يتحسن ويتطور كون الله قدير ولكن هذا ينفى إكتماله فهو فى حالة تغير وتبدل , أما الذى ينفى تطوره وتحسنه حفاظاً على كماله أى وصوله لأفضل حال فقد نزع عنه قدرته المطلقة كذا يصيبه بالجمود والموت .

- هل علم الله بالمستقبل قابل للتغير؟ . فإذا تم نفى هذا فهذا يعنى أن الإنسان مُسير للمصير الذى يعلمه وحدده الله فلا يستطيع أن يفعل شئ مخالف لعلم الإله وترتيبه , فلماذا الإعتناء بالعبادات وتحمل التكاليف وأداء هذه المسرحية السخيفة .

- هل يعلم الله مستقبله وغيبه ؟! . من المُفترض أن يعلم مستقبله وغيبه , فليس من المعقول أن يعلم مستقبل كل إنسان ولا يعرف هو مستقبله , كما أن قدرته المطلقة يُفترض أن تُحقق له ذلك , ولكن هذا يقودنا إلى أن الله كيان مُسير مُبرمج فاقد الحرية والمشيئة , فمعرفة الله لمستقبله يعنى إدراكه لكل الخطوات التى سينجزها مستقبلاً فلا يستطيع أن يحيد عنها , لأنه لو حاد وعَدل فى مستقبله فهنا سيكون حقق إرادته وحريته ومشيئته ولكن سينسف معرفته المطلقة وتجعله خاضعاً للمستجدات التى لا يعرفها والتى إستدعت التغيير , فمعرفته عجزت عن إدراك ما سيُستجد من أحداث طلبت التعديل , لذا فإرادة الله محكومة بما هو مُدون فى لوحه المحفوظ لا يستطيع تعديلها وإلا فقد قدراته كصاحب معرفة مطلقة أزلية أبدية ولكنه سيفقد حينها بالضرورة صفة القادر على الإتيان بفعل حر .!
هناك توثيق إضافى , فالحدث المستقبلى بالنسبة لله يعنى موقف من مشهد مُحدد بتفاعلاته ليُكون الله موقف منها فى ذاكرته وقاموس معرفته الكلية , فأى تغيير فى إرادة الله فى المستقبل يعنى تغير ملابسات الحدث وهذا يجعل للأحداث استقلالية خاصة بها , ومُؤثرة على الله , فلو نفيت هذا بإعتبار أن الله صاحب الأحداث وخالقها والمُتحكم فيها فهنا سيُحقق الله معرفتة الكلية ولكن سينسف ويبدد فى الوقت ذاته إرادته ومشيئته وحريته فلن تكون واردة على الإطلاق , أى أن الله مُبرمج على ما يعلمه فلا جديد بحياته سوى مراقبة الأحداث المستقبلية مع ما هو مُدون فى معرفته الكلية .! هناك إشكالية أخرى فى مسألة معرفة الإله لمستقبله أن المعرفة هنا أرشيفية أى مجموعة معلومات سيسلكها بدون أن تكون لديه إرادة فى تشكيلها لاحقاً فأتصور أن هذا لن يلغى ألوهيته فحسب بل عقلانيته , فالمُفترض أن الله يعلم مستقبله وفقا لرؤى منهجية منظمة ذات خطوات ليكون خاضعاً لهكذا قوانين ومنطق ونظام صارم يُرتب على أساسه سيناريوهات مستقبله فلا يحيد عنه أى هو خاضع لنظام إما مفروض عليه فتنسف بهذا ألوهيته , أو من نظام ذاتى فسيكون هذا النظام إطار حديدى يحدد حرية الإله ومشيئته وتشل قدراته المطلقة .

- هل الله حر ؟ . إختيارنا لفرضية أن الله حر قادر على تغيير الحدث فى المستقبل فهذا ينال من فكرة الألوهية لأنه يعنى أن الله وقع تحت تأثير أحداث مُستجدة لا يعلمها ليمارس رد الفعل بإختيار حل مغاير لما يَعلمه وفقاً لتأثير الظروف المُستحدثة المُستقلة عنه .

- هل معرفة الله جاءت تراكمية أم فى لحظة ؟ . لا تستطيع القول أن المعرفة الإلهية تراكمية جاءت على دفعات , فهذا يعنى أنها مُستحدثة مُكتسبة , ولنسأل أيضا كيف تكون هناك معرفة بلحظة فى اللانهائية , ويأتى سؤال أخير ينفى المعرفة المطلقة , فهل يجوز القول بمعرفة مطلقة عن مساحات زمنية بلا أحداث عندما كان الإله وحيدا بدون خلق الكون والإنس والجن . هذا ما آلت إليه فكرة الإله من تخبط عندما تعاملنا مع فكرة المطلق .

- هل يصح القول بأن الله عادل غفور رحيم ألخ من الصفات قبل خلق الإنسان , فألا يعنى هذا أنها صفات مُستحدثة وليست مطلقة وألا يشير هذا إلى أن الإنسان منح الإله صفاته .

- هل يمكن ان يكون الإله مطلق وكلى العدل والرحمة والمغفرة فى آن واحد , فإله مطلق العدل يعني أنه لن يترك أى خطية وذنب مهما كان صغيراً شديد الضآلة إلا يُعاقبه , ومطلق الرحمة يَعني أنه سيرحم ويغفر أى ذنوب مهما كانت بحجم الجبال , فلو كان الإله عادلاً فستشل قدرته على الرحمة تماماً والعكس صحيح . لنجد أن الصفتان يستحيلا أن يتواجدا فى كيان واحد وهذا يعنى عدم وجود هذا الكيان إلا فى خيالنا التى أطلقنا له الصفات فأصاب الفكرة فى مقتل .

- هل الله مُطلق القدرة ومُطلق المعرفة أيضا ؟ . فمن أحشاء هاتين الفرضيتين يكمن التناقض والإشكالية والإستحالة , فمطلق المعرفة يعلم كل ما كان وما سيكون بكل التفاصيل الدقيقة , ومطلق القدرة تجعله يفعل كل مايريد فى المستقبل فلا يحوله شئ حتى المعرفة , فإذا إستطاع أن يُغير ويُبدل بحكم أنه كلى القدرة فهذا سينسف فكرة كلى المعرفة وتجعله تحت الخطأ والصواب والتراجع , وإذا حقق دوماً معرفته كما قدرها فستؤكد كلى المعرفة وتنسف كلى القدرة ..إطلاق القدرات لا تتحقق فى كيان شخصانى .

- هل توجد كليات فى العالم ؟ . الكليات تنفى وجود الضد وتلغى وجوده تماماً بينما الضد حاضر دوماً , بل الضد هو الذى يمنح الصفة والحياة إمكانية الوجود والمعرفة والتحقق والتميز , وإلا فكيف سنعرفها ؟! .

- هل يمكن أن نفترض وجود إله خالق غير معنى بخطايانا وأعمالنا الطيبة والرديئة , ولا يجهز لحياة اخرى للأبرار والاشرار , فهل هذه الفرضية منطقية ام لا , فحال إفترضنا وجود إله فما المانع أن يخلق وينظم ولا يعنيه حماقاتنا , ولا يحتفى بطيبتنا فهى أشياء لا تزيده ولا تنقصه بل على العكس تنزه الاله عن الحاجة والاحتياج والغاية .

- هل هناك في عالمنا أو في الكون أو في المنطق ما يمنع و يناقض وجود خالق "غير كامل" لهذا الكون ؟ . وهل هناك مانع ان يكون هناك خالق ظالم ؟ . فالظلم ماثل أمامنا فى كل أوجه الحياة , ولكن هذا يبدد كلى العدل .

- سؤال أخير : هل الانسان خلق الاله على صورته أم الإله خلق الانسان على صورته ؟.

نفسر هذا فنقول أن الإنسان إخترع فكرة وجود إله ككيان مفارق يحل به إشكالية الوجود ليمنحه صفاته ولكن بصورة خارقة ليأتى أهل الكلام واللاهوتيون ليطلقوا تلك الصفات فى المطلق بلا نهايات فالإله لابد أن يكون مطلقاً لانهائياً ليكون مفارقاً مهيمناً , ولكن هذا أصاب فكرة الإله فى مقتل .
يقال أن خلق الله للإنسان هى أحد أخطاءه " أَتَجعَل فِيهَا مَن يُفسِد فِيهَا وَيَسفِكُ الدِمَاءَ " ولكن الأحرى القول أن خلق الإنسان لفكرة الله هى إحدى أخطاءه عندما سلك طريقاً وهمياً لفهم الوجود والتعامل معه , ولكن عذراً له فهكذا كان جهله ولكن ماعذر المعاصرين .!
يقال أيضا "وندم الرب أن خلق الإنسان " تكوين .. فألا ترى أن الإنسان المعاصر وصل إلى ندمه على خلقه لفكرة الإله وإن تلمس العذر للقدماء فهكذا كانت فكرة الإله مريحة ومخدرة .

دمتم بخير .
لو بطلنا نحلم نموت .. فليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنبيط (3)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها
- مائة خرافة مقدسة (من51إلى69)-الأديان بشرية
- الثقافة الدينية السبب الرئيسى والجوهرى لإنتهاك المرأة
- قالت يا ولدي لا تحزن فالضلال عليك هو المكتوب
- مائة خرافة مقدسة(من41إلى50)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة(من21إلى 40)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة (من1إلى20)-الأديان بشرية
- تهافت المنطق الإيمانى أو للدقة تهافت الفكر المراوغ
- توقف وتأمل وفكر وقرر-نحو فهم الإنسان
- وستعرف أنك كنت تطارد خيط دخان-خربشة عقل
- مُحمد إلهاً-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الحقيقة-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- هذا هو محمدك ياشاهر(2)-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- هذا هو محمدك يا شاهر-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء
- تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - هل ؟!- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم