أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد نور الدين جباب - التاريخ يصنع بالدم وليس بالدعاء : العرب في لحظة تاريخية متقدمة














المزيد.....

التاريخ يصنع بالدم وليس بالدعاء : العرب في لحظة تاريخية متقدمة


محمد نور الدين جباب

الحوار المتمدن-العدد: 5106 - 2016 / 3 / 17 - 20:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من أصعب وأعقد الصناعات على الاطلاق صناعة التاريخ،لأنها صناعة الحضارة ، صناعة التقدم والرقي وبناء الأمم ، لذا تعد صناعة التاريخ مهمة شائكة ومعقدة تطلب عقولا استثنائية ذكية يقظة على درجة كبيرة من الحذر والفطنة لأن الخطأ في التقدير والفهم،ثمنه مكلف وباهض الثمن
عندما نفتح صفحات التاريخ نجد الشعوب الأكثر تقدما والأكثر رقيا هي التي كانت الأكثر عنفا والأكثر دموية في مسيرتها التاريخية. تاريخ اوروبا و الغرب عموما الذي هو تاريخ التقدم هو نفسه تاريخ سفك الدماء و الحروب و الدمار وملايين الضحايا قديما وحديثا، آخرها في القرن العشرين الذي تميز بحربين راح ضحيتها عشرات الملايين ودمار شامل .
نحن الجزائريون استمر احتلالنا والسيطرة علينا قرنا وثلث القرن ولم نتحرر من الاستعمار ولم نصنع تاريخا جديدا إلا بعدما مارسنا العنف الدموي،، نحن الجزائريون لم نصع تاريخا جديدا إلا بعدما دفعنا ثمنا باضها ومكلفا كان انهارا من الدماء، لذا حق ان تسمى الثورة الجزائرية اعظم ثورة في التاريخ المعاصر .
كذلك كان تاريخ العرب المعاصر حيث دفعوا غاليا ثمن استقلالهم وحريتهم، إنه قانون التاريخ من لا يستجيب له يظل ابد الدهر بين الحفر،يمثل حثالة الشعوب المقهورة والمغلوبة على امرها حيث تصبح موضوعا غبيا بليدا للتاريخ يركبها التاريخ لقضاء حاجاته ومآربه
أما من يريد أن يتحول من موضوع للتاريخ إلى ذات صانعة للتاريخ ويتصدر التاريخ عليه أن يتخلى فورا عن النظرة الأخلاقية للتاريخ، لأن التاريخ لا أخلاق له ،التاريخ تحكمه قوانين صارمة لا تأبه ولا تلتفت للنواحين و النواحات الذين ملأوا الساحات في العالم العربي يتباكون على الاستقرار الذي ضاع والفوضى التي عمت، لذا لا ألوم ابدا لما اسمع استاذا جامعيا يتربع على مدرجات الجامعة يحاضر على الناس حول التحولات التي يشهدها العالم العربي ويجعل "شعار" محاضرته " حاكم غشوم ولا فتنة تدوم.
حاكم غشوم ولا فتنة تدوم، التي استعارها الأستاذ المحترم من أقبية التراث ومزابل التاريخ فهو يريد أن يقول لنا أن حكم القذافي وعبد الله الصالح و زين العابدين بن علي وحسني مبارك وبشارالأسد وغيرهم أفضل من مما نشاهده من صراعات وعنف .
الأستاذ الفاضل وغيره من الاساتذة الافاضل وما اكثرهم حين تعدهم الذين لا يحسنون قراءة التاريخ، يجهلون أن ما نشهده حاليا في العالم العربي ليس بسبب زوال الحاكم الغشوم إنما سببه الحاكم الغشوم.
بعبارة اكثر وضوحا وتبسيطا ما نشهده حاليا في العالم العربي كان من الممكن ان يتأخر حدوثه بعض الوقت لكن كان لا بد من حدوثه ولو بعد حين لأن الأزمة الراهنة ليس بسبب سقوط الحاكم الغشوم إنما سببها الحاكم الغشوم: بسبب استبداده وفساده وتسلطه وتسلط عائلته واقاربه وعشيرته وظلمه وقهره واذلاله وإفقاره للشعوب ونهبه للثروات الوطنية وتحالفه مع الأجانب في نهب الثروات وتهريبها خارج الوطن
الحاكم الغشوم الذي يدافع عنه الأستاذ الفاضل،هو المؤسس الحقيقي للأزمة التي كان انفجارها من الحتميات التاريخية التي لا يفهمها من هو متشبع من رأسه إلى اخمس و" أخمج" قدميه، متشبع بذهنية قروسطية ذهنية الحاكم الغشوم ولا فتنة تدوم
إن قانون التاريخ يقول إن ما نشهده في العالم العربي هي لحظة متقدمة على درب التقدم التاريخي قانون التاريخ يقول أن العرب دشنوا مرحلة جديدة في تاريخهم ،قانون التاريخ يقول أن العرب انهوا مرحلة الحاكم الغشوم وفلاسفة الحاكم الغشوم ،هم حاليا يعيشون مخاضا تاريخيا كبيرا لن يعودوا مثلما كانوا، يحكمهم حاكم غشوم مثلما يتمناه علماء وفلاسفة الحاكم الغشوم ولا فتنة تدوم الذين لايزالون يفهمون التحولات التاريخية بوصفها فتنة وتمردا وليس ثورة على الوضع القائم
فلاسفة وعلماء الحاكم الغشوم الذين يجهلون قوانين التاريخ، يخلطون، جهلا وليس عمدا، بين جوهرالتاريخ وأعراض التاريخ، يجهلون ان درس التاريخ ، يقول لا يوجد تحول تاريخي نقي وصافي ولامع يجهلون ان كل التحولات التاريخية تولد ملوثة بالأخطاء و التجاوزات و الضحايا الأبرياء
لو قام فلاسفة الحاكم الغشوم ولا فتنة تدوم بإطلالة صغيرة على تاريخ الثورة الفرنسية صاحبة الشعارات الإنسانية التي غيرت وجه العالم ،لو قام هؤلاء الفلاسفة و العلماء بإطلالة صغيرة لاكتشفوا الفظائع الكبيرة و الرهيبة و التجاوزات الخطيرة التي عرفتها الثورة الفرنسية
لقد كان للثورة الفرنسية العظيمة "داعش" بكل ما تحمل كلمة "داعش "من الارهاب والمجازر
لقد ذبحت العلماء قبل العوام ، ألم يقف أحد دواعش الثورة الفرنسية داخل المحكمة أثناء محاكمة العالم الكبير " لافوازيه" وقال عبارته المشهورة "الثورة ليست في حاجة إلى العلماء " وحكمت المحكمة على"لافوازيه" بالإعدام ونفذ فيه الحكم
لقد كانت تلك الممارسات الفظيعة والبشعة أحد اعراض الثورة، لكن جوهر الثورة الفرنسية كان ثلاث ثورات عظيمة سياسية وعلمية واقتصادية غيرت وجه التاريخ ولاتزال الإنسانية تجني ثمارها إلى اليوم.
اليوم العالم العربي يدفع الثمن الذي لابد منه لكي يربح معركة التاريخ و المصير وهي معركة طويلة وسوف تشهد الكثير من الأخطاء الكبيرة والتجاوزات الفظيعة التي تعد جزء اصيل من حركة التاريخ. ومما لا ريب أننا نحن الأحياء سوف نكون في عداد الموتى و لن نتمتع بثمار هذا التحول التاريخي لأنها مسيرة تاريخية طويلة،لكي تخلص من الحاكم الغشوم وحاشية الحاكم الغشوم وعلماء الحاكم الغشوم، وفلاسفة الحاكم الغشوم،إنها مسيرة طويلة ومخاض عسير من أجل بناء عقد اجتماعي عصري وحكم عصري ودولة عصرية وأمة عصرية



#محمد_نور_الدين_جباب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بن سالم حميش :حداثي سقط في الظلامية
- مصر : الوهابية الأنيقة
- السيد القمني مرة أخرى
- نجيب محفوظ: يُطعن ثانية
- رسالة إلى اليسار العربي
- عزمي بشارة ومكر التاريخ
- شاهدت علياء عارية
- محمد أركون: من إسلام الفقهاء إلى إسلام العلماء
- إطلالة على مصر من شرفة الحاج مدبولي
- العلمانية التي أثمرت خير النساء
- الفكر العربي من قيادة حركة التحرر إلى الصراعات المصيرية الكب ...
- الإسلام السياسي نحو مأزق آخر
- أزمة الثقافة الإسلامية أم الدعوة إلى إلحاد أرستقراطي
- الفكر العربي يودّع الماركسية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد نور الدين جباب - التاريخ يصنع بالدم وليس بالدعاء : العرب في لحظة تاريخية متقدمة