أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط















المزيد.....



مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5105 - 2016 / 3 / 16 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط

عبدالله جاسم ريكاني

يؤكد المراقبون السياسيون ان الشرق الاوسط الذي تحتوي ارضه على 122 ترليون قدم مكعب من احتياطات الغاز الطبيعي، (يوازي 21 مليار برميل نفط)، مقبل على تغييرات سريعة ستكون لها تأثيرات هامة على انماط العداوات و الصداقات و التحالفات الاقليمية الحالية. فبينما غدت كل من اسرائيل و قبرص، دولاً مصدرة للغاز، نجد من ناحية اخرى، توتراً متزايداً في العلاقات بين كل من اسرائيل و لبنان و كذلك بين تركيا و قبرص. كما ان التعاون في مجال الطاقة كان الدافع الرئيسي للصداقة و للعلاقات الجديدة الناشئة بين كل من اليونان و قبرص و اسرائيل. انه لمن الواضح، ان تطوير مصادر الطاقة و طرق نقلها و تصديرها ستكون لها ابعاد و مضامين جيوبوليتيكية بعيدة المدى في منطقة و دول شرق المتوسط.
الاهمية الاستراتيجية لمصادر الغاز:
يعتبر الغاز الطبيعي احد اسرع مصادر الطاقة نمواً في العالم، و يشكل حالياً 22% من اجمالي الطاقة المستهلكة عالمياً. حيث انه يعتبر اكثر رخصاً و اكثر صديقاً للبيئة من كل خيارات الطاقة التجارية والعملية الاخرى، و لهذا يزداد الطلب عليه تدريجياً حتى في زمن تدهور اسعار النفط. و هذا الطلب المتزايد يمكن تغطيته بشكل كبير من قبل احتياطات الغاز المكتشفة حديثاً في دول شرق المتوسط.
اسرائيل من جانبها، لها القدرة و الامكانيات التي ستجعلها احد منتجي الغاز الطبيعي المهمين في اقليم شرق المتوسط. لقد تم تأكيد احتواء حقل تامر في اسرائيل على 9.7 تريليون قدم مكعب من الغاز، و بإمكان حقلها في ليفياثان ان ينتج 16 تريليون قدم مكعب. في الوقت ذاته و في نوفمبر 2011، اعلنت شركة نوبل غاز الامريكية عن اكتشافها الغازي الكبير في جنوب قبرص. حيث تبين ان حقل افرودايت القبرصي يحتوي على 7 تريليون قدم مكعب من الغاز. و في شباط 2013، أكد بحث أجري في جنوب جزيرة كريت ، أنه بالامكان العثور قريباً على مصادر هايدروكاربونية غنية في المياه الاقليمية اليونانية. كما ان شركة إيني الايطالية اعلنت حديثاً عن اكتشافها لحقل غاز ضخم في سواحل مصر.
لاسباب القرب الجغرافي، فإن مصادر الطاقة المتوسطية الجديدة تهم الاتحاد الاوروبي اولاً و قبل غيره لانه المستهلك الثالث للغاز في العالم بعد اليابان و امريكا. و على الرغم من ان النفط لا يزال المصدر الرئيسي للطاقة و يشكل 33.8% من اجمالي الطاقة المستهلكة من قبل الاتحاد الاوروبي، و لكن يأتي الغاز في المركز الثاني و يشكل 23.4% من هذه الطاقة.
تتميز احتياطات الغاز الشرق المتوسطي بثلاث ميزات و فوائد لحكومات الاتحاد الاوؤوبي و شركاته و لهذا ينظر اليه كأولوية استراتيجية بالنسبة اليهم. الاول، بالنظر الى صغر حجم و سكان كل من دولة اسرائيل و قبرص، فإن احتياجاتهما قليلة و معظم غازهما يمكن تصديره الى الخارج. ثانياً، الغاز الشرق المتوسطي يمكنه ان يسد و يغطي جزئياً احتياجات الطاقة الاوروبية و بالتالي تقليل اعتماد هذه الدول المتزايد على روسيا القلقة ذات الموقف المتذبذب. و أخيراً، و بما ان كل من اسرائيل و قبرص تفتقران الى الرأسمال الحكومي اللازم و كذلك الى تقنيات الحفر بعيداً عن الشواطئ لتطوير احتياطاتها الغازية لوحدها، و لهذا، فإن شركات الطاقة الاجنبية تجدها فرصاً استثمارية جيدة و بإمكانها ان تجني منها عوائد مالية مناسبة.
و بما ان الشرق الاوسط يكاد ان ينفجر حالياً، فإن أمن توريد الطاقة قد اصبح احد اهم الاهداف السياسية للاتحاد الاوروبي. في الحقيقة، هناك اجماع بين الحكومات الاوروبية بأنه هناك حاجة الى مبادرات جديدة لتدارك تحديات الطاقة التي تواجهها. وان الاتحاد الاوروبي منهمك و مهتم مباشرة في شوؤن الطاقة في شرق المتوسط لان كلاً من اليونان و قبرص أعضاء فيه، بينما تركيا لا تزال عضو مرشح لعضوية الاتحاد، وإن كانت اسرائيل في خلاف سياسي مع الاتحاد في معظم الاحيان، إلاً ان علاقاتها الاقتصادية مع بروكسيل وثيقة و متعددة الوجوه.
ان تطوير حقول الغاز الاسرائيلية و القبرصية ستساعد على تقوية الامن الطاقوي لاوروبا. حالياً، تستورد الدول الاوروبية الغاز السائل من دول غير مستقرة سياسياً مثل نيجيريا و الجزائر. و بإمكان دول شرق المتوسط ان تخدم و تصبح "كوريدور او ممر الغاز الثالث" الى اوروبا بعد كل من روسيا و خطوط الغاز الاذربيجاني الى دول جنوب اوروبا. و ان كلاً من شركة إيني الايطالية و شركة بريتيش بريميير للنفط و شركة اورانج ناسو الالمانية قد أبدت استعدادها للدخول في جولة الترخيص الثانية للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة "الصناعية القبرصية الخاصة" و هي منطقة بحرية حددتها الامم المتحدة كمنطقة حقوق خاصة لدولة قبرص.
بالنظر لأهمية الشرق الاوسط بالنسبة لسياسات الطاقة الامريكية، فإنه ليس من العجب ان تكون الاكتشافات الغازية في كل من اسرائيل و قبرص قد جلبت اهتمام واشنطن ايضاً. و على الرغم من امريكا قد تصبح اكبر منتج للغاز في العالم كنتيجة لاستخدامها المتزايد للغاز الاحفوري، و لكن الادارة الامريكية تنظر الى الغاز الشرق المتوسطي كمصدر طاقة بديل لحلفائها الاوروبيين المعتمدين رئيسياً على الغاز الروسي. و لقد لعبت شركة الطاقة الامريكية نوبل، دوراً رئيسياً في عمليات التنقيب عن الغاز الشرق المتوسطي، و تمتلك حالياً 40% من حصص حقول ليفياثان، و 36% من حصة حقول تامار و 70% من حصص حقول أفرودايت.
كما انه ليس من المستغرب ان تكون هذه الاكتشافات الغازية قد جلبت اهتمامات موسكو ايضاً بسبب التأثير السلبي المحتمل على صادراتها من الغاز الى الاسواق الاوروبية. كما ان شركات الطاقة الروسية التي تشكل الذراع الطويلة للكريملين فعالة بشكل خاص في المنطقة. ففي شباط 2013، على سبيل المثال، قامت شركة غازبروم الروسية بتوقيع اتفاق لمدة 20 سنة مع مؤسسة لافان lNG الاسرائيلية للتسويق لشراء الغاز السائل الطبيعي حصرياً من حقل تامار. ثم و في ديسمبر 2013، قامت الشركة الروسية سيوز نفط بتوقيع اتفاق مع نظام الرئيس الاسد لاستكشاف جزء من المنطقة الاقتصادية الخاصة السورية. و بعد شهر من الاتفاق، وقًع بوتين عقداً استثمارياً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتطوير حقول الغاز في قطاع غزة.
تحسن العلاقات الاسرائيلية اليونانية
للطاقة تاريخ طويل في التأثير على مسار العلاقات بين الأمم، و اكتشافات الغاز الاخيرة ليست إستثناءاً من هذه القاعدة التي أثَرت على علاقات اسرائيل مع كل من قبرص و اليونان. لقد كانت العلاقات الاسرائيلية اليونانية شبه مجمدة لعقود من الزمن. لقد ساندت الحكومات اليونانية المتعاقبة بعد الحرب العالمية الثانية السياسات العربية و ذلك لحماية الجالية اليونانية الكبيرة في مصر و ضمان الدعم العربي لمسألة قبرص في الامم المتحدة و الحصول على النفط العربي بسعر مدعوم و رخيص نوعاً ما. و على الرغم من ان دولة اسرائيل كانت واقعاً مفروغاً منه في المنطقة منذ عام 1949، إلاَ ان الاعتراف الرسمي بالدولة اليهودية من قبل اليونان تأخر لحين وصول حكومة متسوتاكيس اليمينية الى الحكم. و من ثم إرتدَت الحكومة اليونانية ثانيةً الى تأييد العرب عندما تم تأسيس "الشراكة الاستراتيجية التركية الاسرائيلية" في منتصف التسعينات. و لكن السياسة اليونانية تغيرت ثانيةً بعد صعود نجم الرئيس رجب طيب أردوغان و حزبه ذات الطابع الاسلامي منذ بداية 2000، عندما قلقت أثينا من تزايد النفوذ الاقليمي لتركيا و الاضطراب الذي حصل في علاقات انقرة و تل أبيب بسبب الموقف المعادي لاسرائيل الذي إنتهجه حزب السيد اردوغان. عندها بدأت الحرارة تدب ثانيةً في العلاقات بين اثينا و اسرائيل و تم عقد اتفاقيات عدة بين الطرفين في مجالات الطاقة، الأمن، التجارة و السياحة، كما و تم تبادل الزيارات الرسمية على مستوى الوزراء و الرؤساء و رؤساء الحكومات. في آذار 2012، تم تدشين المناورات العسكرية المشتركة بين أثينا و اسرائيل و أمريكا في بحر إيجة، و بعد ذلك بشهر، كانت هناك مناورة جوية مشتركة بين القوات الجوية اليونانية و الاسرائيلية في وسط اليونان. و حديثاً، قال وزير الدفاع اليوناني، إن التخطيط لسياسات الدفاع اليونانية يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الاصدقاء و الحلفاء الذين يبحثون عن التعاون العسكري و الدفاعي في المنطقة، و أخص بالذكر، التوجه شرقاً نحو إسرائيل.
سياسة أثينا الجديدة تجاه اسرائيل لم تتأثر بتغيير الحكومات المتكرر في السنوات الأخيرة. لقد قابل رؤساء الحكومات اليونانية الثلاث الاخيرة (جورج باباندريو-2009-2011، لوكاس بابندريو 2011-2012، و انتونيس ساماراس 2012-2015)، المسؤولين الاسرائيلين و عقدوا معهم الاتفاقيات على الرغم من الاختلافات السياسية و الايديولوجية بين هؤلاء الرؤساء: باباندريو من يسار الوسط، باباديموس، الليبرالي التكنوقراط، و ساماراس اليميني.
و بعد ظهور الازمة الاقتصادية التي عصفت بالسياسة المحلية اليونانية و سياسات التقشف التي فرضها الاتحاد الاوروبي على أثينا، لجأت أثينا الى اجراء استفتاء في كانون الثاني 2015، الذي أتى بحزب سيريزا اليساري الى الحكم. و لقد سبب وصول سيريزا الى الحكم حالة هلع في اسرائيل بسبب تعاطف كبار القادة في هذا الحزب مع الفلسطينيين و خاصة عندما مرَر البرلمان اليوناني قانوناً غير ملزم يوصي بالإعتراف بفلسطين كدولة في ديسمبر 2015.
و لكن و مع هذا، لم تبعد الحكومة التي تقودها حركة سيريزا بنفسها عن تل أبيب. وزير الخارجية نيكوس كوتزياس إعتبر تركيا مصدر خطر في المنطقة، ووزير الدفاع اليوناني كامينوس، رئيس حركة اليونانيين المستقلين، يعتبر مناصراً قوياً لوجهات النظر الاسرائيلية و الامريكية. في أواخر نوفمبر 2015، زار السيد سيبراس اسرائيل، ثم أعاد الزيارة اليها مع ستة من وزراء كابينته الحكومية في كانون الثاني 2016، و عقدوا إجتماعاً مشتركاً مع الحكومة الإسرائيلية. و هكذا، يبدوا ان العلاقات اليونانية الاسرائيلية ستستمر.
اضافةً الى المخاوف المشتركة من تركيا، تتشارك كل من أثينا و تل ابيب مصالح مشتركة في مجال الطاقة. كما و ترغب الدولتان في تطبيق معاهدة الامم المتحدة حول قانون البحار الصادرة سنة 1982، لتسهيل الاستكشاف و الاستثمار في قاع البحار. كما ان كلتا الدولتين ترى انه بالامكان تطوير دول شرق المتوسط من خلال تقسيمها الى مناطق اقتصادية خاصة ذات 200 من الاميال البحرية. و بالمقابل، فإن تركيا لم توقع على هذه المعاهدة و تفضل حلاً في بحر إيجة و شرق المتوسط، يأخذ بنظر الاعتبار المصالح التركية بشكل أكبر من المعاهدة المذكورة. بالاضافة الى ذلك، فإن موقع اليونان كجسر طبيعي يربط الدول الشرق الاوسطية الغنية بالطاقة و منها اسرائيل بدول اوروبا المستهلكة للطاقة، أي ان اليونانيين يرون دولتهم كمحور لجلب الغاز الشرق متوسطي الى الاسواق الاوروبية. في اذار من عام 2014، اعلنت اثينا عن مناقصة عالمية لتقديم دراسة جدوى حول مد خط انابيب لنقل الغاز من قبرص و اسرائيل الى أوروبا عن طريق جزيرة كريت. و على الرغم من أن الخط المقترح سيكون مكلفاً نوعاً ما، و سيمر خلال مياه مختلف عليها، و لكن التدخل الروسي في القرم و اوكرانيا، اعطى لهذا المشروع اليوناني اهمية اكثر لان الدول الاوروبية باتت تفكر جدياً في ايجاد بدائل للغاز الطبيعي الروسي، و بالتالي، ادرجت المفوضية الاوروبية هذا المشروع ضمن قائمة "مشاريع المصالح المشتركة" التي تحظى بالدعم المالي من الاتحاد الاوروبي.
اذا ما قررت كل من اثينا و تل ابيب، تذويب مصادر غازهما فان السفن اليونانية قادرة على نقل هذا الغاز السائل الى الاسواق العالمية. قال السيد سيبراس خلال زيارته لاسرائيل في نوفمبر 2015، أحد أهم الامور التي ناقشناها كانت الفرص الناشئة في حقول الطاقة في شرق المتوسط...نحن نبحث عن طرق للتعاون في البحث و التنقيب و نقل الغاز من اسرائيل الى اوروبا. في الوقت الذي لا تشكل الطاقة السبب الوحيد لتحسين العلاقات بين الطرفين، و لكنها بالتأكيد لعبت الدور الاساسي في تلاقي المصالح اليونانية مع الاسرائيلية في منطقة شرق المتوسط.
إسرائيل و قبرص:
لقد كان لتطوير و استثمار مصادر الطاقة في شرق المتوسط، أثره في تحسين العلاقات القبرصية الاسرائيلية ايضاً. على الرغم من القرب و الجيرة الجغرافية بين الطرفين و لكنهما أهملا بعضهما لسنوات طويلة. معظم الاسرائيليين ينظرون الى قبرص على انها المكان الذي اُجبر الناجون من الهولوكست الاسرائيلي على العودة اليه من قبل البريطانيين في سنوات (1946-1949)، و الذين كانوا يحاولون الحصول على اللجوء الى فلسطين.و من جانبها، ساندت نيقوسيا تقليدياً القضايا العربية اسوة بقريبتها اليونان، و بالضبط مثل اليونان، عندما احدث حزب اردوغان شرخاً في العلاقات التركية الاسرائيلية، دبت الحرارة في العلاقات القبرصية الاسرائيلية.
في عام آذار2011، استضاف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، نظيره القبرصي، الرئيس ديميتريس كريستوفياس، و الذي ردَ له الزيارة في نوفمبر من نفس العام. كلا الطرفين حالياً، يرون في بعضهم البعض، كقوى ضرورية لمواجهة الوجود التركي و للحفاظ على توازن القوى في شرق المتوسط. لقد تم توقيع اتفاقية بين وزير الدفاع القبرصي مع نظيره الاسرائيلي حول "الحفاظ المشترك على سرية المعلومات" في كانون الثاني من عام 2012، و بعد شهر من التوقيع، زار السيد نتانياهو للمرة الاولى التي يزور فيها رئيس وزراء اسرائيلي لقبرص لمناقشة التعاون في مجالات الطاقة و الدفاع. و طبقاً لتقارير اعلامية، فان البحرية القبرصية تخطط لشراء إثنين من سفن الدورية ذات التقنية العالية من اسرائيل و ذلك لمراقبة منطقتها الاقتصادية الخاصة. تشكل قضايا الطاقة بعداً رئيسياً في العلاقات الناشئة بين اسرائيل و قبرص. لقد اعلنت نيقوسيا عن خططها لتذويب مشاريع الغاز الطبيعي في منطقة فاسيليكوس الصناعية. و لكن و لان كمية الغاز في هذه المنطقة ليست كبيرة لجعل المشروع مجدي اقتصادياً، و لهذا فقد اقترحت نيقوسيا على اسرائيل ان يجمعا احتياطات الغاز لديهما معاً و تشكيل وحدة انتاج موحدة. في عام 2013، صرًح وزير الطاقة القبرصي يرقوس لاكوتريبس: نحن نشعر انه من خلال التعاون الوثيق مع دولة اسرائيل، سنتمكن من ان نصبح لاعبين رئيسين في عالم اسواق الطاقة، لانه لايمكن لأي من دولتينا ان يحقق ذلك لوحده.
ان مستقبل الشراكة القبرصية الاسرائيلية سيعتمد على طريق تصدير الغاز الاسرائيلي. لقد جربَت اسرائيل العديد من الخيارات للاستغلال الامثل لحقول الغاز لديها، و لكن يحتمل انها تفضل ان تصدر الغاز غرباً لكي تحسن علاقاتها مع الدول الاوروبية. من وجهة النظر الاسرائيلية، يمكن للتعاون المشترك في مجال الطاقة مع اليونان و قبرص ان يبني شبكة من التحالفات مع الاتحاد الاوروبي و التي قد تساعد تل ابيب على الخروج من عزلتها الجيوبوليتيكية المتزايدة. و لهذا قامت حكومة نتانياهو باللوبي نيابة عن اليونان في اوروبا و امريكا للخروج بخطة انعاش اقتصادية تساعد اليونان لتجاوز أزمتها الاقتصادية الحادة. في اواخر اذار 2012، و خلال مؤتمر الطاقة الذي انعقد في أثينا، تحدث وزير الطاقة الاسرائيلي اوزي لاندو عن "محور يضم اليونان و قبرص و اسرائيل" يمكنه ان يوفر للعالم مرساةً للاستقرار في المنطقة. و في آب 2013، وقعت الدول الثلاث على اتفاقية لتدشين كابل كهربائي بطاقة 2000 ميغا واط تحت الماء يمكنه ربط شبكات الكهرباء مع بعضها البعض و يعتبر الاول من نوعه الذي يربط اوروبا بآسيا. وفي ديسمبر 2015، تم عقد سلسلة من المشاورات الثلاثية في تل ابيب، تم خلالها مناقشة عدد من القضايا، و على رأسها تطوير الطاقة. و لقد اتفق الاطراف على الاستمرار في اللقاءات الثلاثية و اللقاءات الدورية و بدأوا بعقد اول اجتماع لهم على مستوى رؤساء الدول في نيقوسيا في 28 من شهر كانون الثاني 2016.
لبنان، قبرص و إسرائيل
على الرغم من ان عوائد النفط و الغاز قد تجلب الثراء و الرخاء للمجتمعات، و لكنها من ناحية اخرى، قد تخلخل توازنات القوة في المنطقة. في دول شرق المتوسط، و بسبب دخول هذه الدول في صراعات مزمنة و لعدة عقود مع بعضها، قد تؤدي الاكتشافات الغازية الى زيادة حدة هذه الصراعات. النزاع على ملكية مصادر الغاز قد أدَت في الحقيقة الى زعزعة العلاقات المتوترة اصلاً بين اسرائيل و لبنان و كذلك بين تركيا و قبرص. و على الرغم من توقيع اتفاق تحديد الملكية بين لبنان و قبرص في كانون الثاني من عام 2007، لم يوافق البرلمان اللبناني على تصديق الاتفاق لحد الآن، و اعتبر حزب الله الاتفاقية باطلة و ملغية لان الطرف اللبناني الموقع على الاتفاقية قد فقد صفته الرسمية على حد زعم الحزب. و اعتبر الحزب الارض كما البحر حق شرعي للبنان مئة في المئة و سوف ندافع عنها بكل قوتنا.
و عندما تم في ديسمبر 2010، توقيع الاتفاقية بين نيقوسيا و تل ابيب حول تحديد الحدود البحرية بينهما، اتهمت بيروت الطرفين بإنتهاك الحقوق البحرية لبيروت. و في السنة المقبلة، و في حديث متلفز بمناسبة الذكرى الخامسة لحرب حزب الله مع اسرائيل في سنة 2006، هدد الامين العام حزب الله السيد حسن نصرالله بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في اسرائيل قائلاً: عندما تقوم اسرائيل بمد اياديها الى هذه المنطقة و "سرقة" مصادر الطاقة اللبنانية من المياه اللبنانية..... كل من يؤذي منشآتنا النفطية المستقبلية في مياهنا الاقليمية، سنتسهدف نحن ايضاً منشآته بالمثل. و بالطبع، فإن هذه التهديدات ليست فارغة و لدى حزب الله القدرة العسكرية لمهاجمة المنشآت النفطية الساحلية في اسرائيل عندما يشاء ان يفعل ذلك.
لقد أظهرت حرب عام 2006، ان ترسانة الحزب من القذائف و الصواريخ تضم الصاروخ الصيني سي-802 المضاد للسفن و ذي المدى 75 ميلاً و كذلك صواريخ زيلال 2 ذات المدى 125-250 ميل. و في الجانب الاخر، فان البحرية الاسرائيلية تمتلك على الاقل سفينتين دوريتين سعة 1200 طن، مع الطائرات بدون طيار و زوارق مجهزة بصواريخ يمكن التحكم بها عن بعد. و بهذه الطريقة، يمكن لاسرائيل من ردع هجمات محتملة من لبنان. ان حماية و استثماراحتياطات الغاز من قبل اسرائيل ينظر اليها كقضية أمن قومي بالنسبة لها.
تركيا، قبرص و إسرائيل:
ان العلاقة بيت تركيا و قبرص، هي الاخرى مثال آخر على الصراعات المزمنة في المنطقة و التي لا يلوح في الافق امكانية حلها في المستقبل القريب. كما ان وصول حزب اردوغان الى السلطة لم يؤدي إلاً الى زيادة حدة النزاع المذكور.بحسب وجهة نظر السيد اردوغان المذعورة للعالم، فإن احتمال انتعاش الوضع الاقتصادي و السياسي لقبرص بسبب تطوير مصادر الغاز و الطاقة القبرصية تشكل تهديداً للأمن القومي التركي.في سبتمبر عام 2011، وقعت انقرة اتفاق "تحديد الافريز القاري" بينها و بين ما يسمى "بجمهورية شمال قبرص التركية" و بعدها بفترة قصيرة، قامت الشركة التركية للنفط بتنقيباتها الاولية بالقرب من مدينة فاماكوستا القبرصية المحتلة.
و على الرغم من ان تركيا دعت الشركات العالمية للتنقيب في ساحلها المتوسطي عن مصادر الطاقة، فإن الشركة الوحيدة التي أبدت استعدادها لذلك كانت شركة دوتش/ شل الملكية. و في اواخر اكتوبر من عام 2014، قامت سفينة بحث تركية بالدخول في المنطقة الصناعية الخاصة لقبرص بحجة جمع البيانات الزلزالية. و لقد اعتبرت قبرص هذا العمل خرقاً لحقوقها السيادية لانها كانت قد رخصت اجزاء من منطقتها الاقتصادية الخاصة لشركات الطاقة الاجنبية.
و كذلك فإن عامل الطاقة قد أدًى ايضاً الى تدويل "المسألة القبرصية"، و الى خلق نقطة احتكاك اخرى بين انقرة و اسرائيل. لم تتوقع الحكومة التركية، التحسن السريع الذي حدث في العلاقات الاسرائيلية القبرصية و اصبحت لديها مخاوف من ان لا يقتصر التعاون الثنائي بينهما على قطاع الطاقة فقط. و حتى قبل هذا التطور، هدد اردوغان تل ابيب بسبب مبادراتها الاستكشافية الغازية، محذراً، قائلاً، و لو ان اسرائيل قد بدأت تصرح بان من حقها العمل في مناطقها الاقتصادية الخاصة في البحر المتوسط، و لكنها لن تكون لوحدها صاحبة هذا الحق. و من جانبها، لم يبقى موقف تل ابيب سلبياً من الموضوع، و انما طلبت رخصة من قبرص لاستخدام قاعدة بافوس الجوية من قبل الطائرات المقاتلة الاسرائيلية. و في اوائل شهر نوفمبر 2015، دشَنت الدولتان الجولة الثانية من المناورات العسكرية في الجزء الغربي من الجزيرة.
لقد امتدت تأثيرات تدويل المسألة القبرصية الى ما وراء المنطقة. حيث قدمت الشركات الصينية مشاريعها لاستكشاف و إسالة الغاز في شرق المتوسط و تتفاوض مع الحكومة القبرصية لشراء LNG بحلول عام 2020. و كنيجة لذلك، فإن بكين تراقب عن كثب مباحثات السلام القبرصية.

القوة المحركة لحل النزاعات:
لقد ساعدت طفرة الطاقة في شرق المتوسط على تحسين العلاقات المتوترة تقليدياً و تاريخياً بين بعض دول المنطقة، و الى توتير العلاقات السيئة اصلاً بين بعض الدول الاخرى. هل بإمكان هذه الطفرة ان تكون المحرك لتحسين التعاون الاقليمي؟ لقد شهدت السنوات الاخيرة قدراً كبيراً من قعقعة السيوف و التهديد من انقرة، و لكن احتمال نشوب مجابهة عسكرية بين قبرص و تركيا او بين اسرائيل و تركيا يبدوا ضئيلاً.
ان بناء و تشغيل البنية التحتية من مدٍ للانانبيب و بناء المصافي و مشاريع الغاز الطبيعي يحتاج الى مبالغ مالية كبيرة و الى استقرار سياسي، و يبدوا ان انقرة لا تريد ان تهمش دورها كدولة "مرور للطاقة". في الحقيقة، لقد عقد الاتراك و الاسرائيليون مؤخراً سلسلة محادثات سرية بخصوص المصالحة السياسية بينهما و امكانية مد خط انابيب لنقل الغاز الطبيعي الى تركيا. و هذا سيقلل من الاعتماد التركي على الغاز الروسي و التي ساءت العلاقات بينهما بشكل كبير بعد اسقاط تركيا لطائرة روسية في نوفمبر 2015، و كذلك لفتح اسواق جديدة للغاز الاسرائيلي خارج سواحلها. بالاضافة الى ذلك، عرضت انقرة بناء ما يسمى ب "انابيب السلام" لنقل الغاز القبرصي الى الاسواق الاوروبية عن طريق الاراضي التركية. ولقد وافقت قبرص على المشروع بشرط ايجاد حل ل "المشكلة القبرصية" و منها إعادة توحيد الجزيرة و انسحاب القوات التركية من شمال قبرص. هذا سيعزز الحجة التي تدعمها امريكا ايضاً من ان ارباح الغاز قد تؤدي الى توحيد الجزيرة بسبب ان القبارصة اليونانيين و الاتراك سيجنون الكثير من الارباح و الفوائد من جراء قبولهم بإحلال السلام بينهم. هذا التفاؤل يستمد قوته من النظرة الليبرالية للعلاقات الدولية و التي تفترض ان الفوائد الاقتصادية الناجمة عن نقل الطاقة ستساعد في حل الصراعات السياسية. و بالعكس، و كما يثبت التاريخ، قد تؤدي الطفرات الاقتصادية الناجمة عن الصادرات الهايدروكاربونية الى "الانعزال العرقي" و الانغلاق الاقتصادي بدلاً من ان يؤدي الى تبادل الرخاء و الثروة بين شعوب الدول. ان انتاج كميات كبيرة من النفط و الغاز الطبيعي في بحر الشمال مثلاً، عزًزت و قوًت الاقتصاد الاسكتلندي و الوطنية الاسكتلندية و قد تؤدي في النهاية الى انفصال اسكتلندا عن انكلترا. و مثلها، عندما دعمت ادارة الرئيس كلنتون مد ما سمي ب "انابيب السلام" لنقل النفط الاذربيجاني من خلال الاراضي المتنازع عليها في "ناكورنوقرباغ" و ارمينيا الى الاسواق التركية، ادًى الرفض الارمني لتقديم تنازلات عن بعض الاراضي لاذربيجان الى فشل المشروع.
و في سنة 2004، رفض الرئيس الجورجي ميكاييل ساكاشفيلي بناء خط انابيب لنقل النفط الروسي الجورجي من خلال اراضي جمهورية أفخازيا و الذي كان يهدف الى تسهيل حل النزاع الجورجي الافخازي. كما لاقى خط الغاز الايراني-الباكستاني-الهندي نفس المصير في عام 2009، عندما رفضت الهند المشاركة في الخط لاسباب أمنية. كل هذه الانابيب فشلت لان الدول لم تكن راغبة للتنازل عن بعض اراضيها او كانت غير مرتاحة للاعتماد على دول جارة و معادية لها، مقابل منافع اقتصادية. و الذين يعتقدون ان انابيب السلام التي اثًرت ايجابياً على محادثات السلام الجارية بين القبارصة الاتراك و اليونانيين و التي يمكنها ان تحل المشكلة القبرصية، قد يصابون بخيبة أمل كبيرة اسوةً بالآخرين.
الخلاصة
ان كميات الغاز الكبيرة المكتشفة حديثاً في شرق المتوسط قد سارعت في تغيير التوازنات و المواقف الاقليمية. لقد قربت مصالح الطاقة اسرائيل من قبرص و اليونان دبلوماسياً و الى حدٍ كبير، و لعبت دوراً كبيراً في التغيير المفاجئ الذي طرأ على العلاقات بينها و بين تركيا. و لكن و في الوقت نفسه، فان الطاقة ولًدت توترات جديدة بين الدول المنتجة و الدول التي تشعر بأنها قد استبعدت من فرص التطوير التي وفرتها مصادر الغاز الطبيعي الاقليمي، مثلاً، العلاقات بين تركيا و قبرص و بين اسرائيل و لبنان كانت ضعيفة اصلاً و زادت ضعفاً بعد اكتشافات الغاز الاخيرة.
مما لا شك فيه، ستؤدي الاكتشافات الغازية الجديدة في دول شرق المتوسط الى خدمة المصالح الاوروبية و الامريكية، و لكن هذا سيكون ممكناً فقط في حال تم فيه حل مشكلة "الملكية" بين دول المنطقة و التي ستسرِع من فرص الاستثمار في صناعة الغاز في الاقليم.
بدون الوصول الى اتفاق قانوني يشمل كل الدول المعنية في اقليم شرق المتوسط، لن تستطيع الشركات تأمين التمويل اللازم لتطوير و انشاء مشاريع الغاز. واشنطن التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل دول شرق المتوسط قد تتمكن من لعب دور السمسار و استضافة محادثات متعددة الاطراق لدول الاقليم لتخفيف التوتر و تعزيز التفاهمات المشتركة بين دول الاقليم المختلفة.

إيمانويل كاراجيانيس: استاذ محاضر في قسم الدراسات الدفاعية في الكلية الملكية اللندنية.

ترجمة: د. عبدالله جاسم ريكاني- عضو برلمان كوردستان



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تسعى المنظمات الارهابية الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل
- هل فقدت انقرة بوصلتها السياسية؟
- التحديات التي تواجه حكومة اقليم كوردستان
- تركيا لم تعد أمة واحدة: الاستقطاب المجتمعي في عهد أردوغان
- هل يتجه اقليم كوردستان نحو الافلاس؟
- جناية اردوغان على التعليم في تركيا
- بناء الدولة في اقليم كوردستان-العراق
- حرب المدن، مرحلة جديدة في الصراع التركي-الكوردي
- كيف نجح اقليم كوردستان في سياسته الخارجية
- تخبط السياسة التركية تجاه القضية الكوردية
- تركيا و المعضلة اليمنية
- داعش ليست منظمة ارهابية- الجزء الثاني
- هوس السيد اردوغان بنظرية المؤامرة و عقدة اليهود
- هل يمكن تكرار نموذج هزيمة الدولة الاسلامية في كوباني في مكان ...
- النصر الكوردي في كوباني، هزيمة لداعش وحدها أم لِأحلام السلطا ...
- هل سيصبح 2015 عام الكورد الاكبر
- هل ستصبح اوروبا قارة اسلامية
- الصراع الكوردي-الكوردي في شمال كوردستان
- السلطان الاُلعوبان و فرص حل المعضلة الكوردية
- الايدز الداعشي: فقدان المناعة الدينية المكتسبة


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط