أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - قصص أخرى من مدينة الناصرية















المزيد.....

قصص أخرى من مدينة الناصرية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 12:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




1 / حسين طلال عبد الحميد

مات صديقي طلال حميد حميدي بحادث سير وهو في طريقه لشراء اجهزة رياضية لطلبة المدارس من بغداد.
هزنا الحادث وارتبكت المدينة بحزن وأسى .أنا نفسي لم اصدق اني فقدت من كان ظلي في صباحات الوظيفة.
كنا ننتظر نعشه في باب منزله .
اكبر المفزوعين من الحادث ولده البكر ( الحسين ) وكان عمره 13 عاما ...
وحده كان لايعرف أن يفعل شيئا ، وحين سألت عنه .قالوا :انه أخذ ابن خاله وذهبا مشيا صوب طريق بغداد ليبحث عن ابيه.

2/ مغازة سيد علي

المغازة ربما مفردة تركية تعني المحل التجاري الكبير ، ووحدها مغازة سيد علي في شارع الجمهورية من حملت هذا الاسم.
كنا نحن الفقراء ننظر اليها من بعيد ، فهو يبيع للأغنياء فقط من بنادق الصيد الى الملابس الماركة ومنها احذية الفان هاوزن الألمانية ..
ذات يوم عدت من غربتي الطويلة في المانيا ، واشتقت لأتأمل واجهة مغازة السيد علي الزجاجية .
تفاجئت بألم انها تهدمت وبنيت مكانها اسواق جديدة.
حزنت .وقلت .انهم يهدمون تراثنا ، انزلت اجفاني حزينا الى الارض .وتفاجئت اني كنت ارتدي حذاء فان هاوزن.

3 / ابراهيم شفيقة

الخباز ابراهيم كان زوجا للسيدة الطيبة والدة المرحوم احمد الغرباوي ، الخطاط الطيب الذي توفي شابا وحزنت عليه المدينة .
ابراهيم له اصول ايرانية وكنا صغارا عندما كان يقص علينا الاساطير الفارسية ومنها قصة البطل زهراب.
ويوم تم تسفير العراقيين من اصول ايرانية عام 1969 .كان ابراهيم اولهم.
انا حزنت لأني فقدت حكاياته .
يقال انه اشتغل خبازا في مدينة المحمرة .
وحين احتلها الجيش العراقي في 1981خفت على حياة ابراهيم لأني تمنيت معرفة الكثير عن اساطير زهراب.

4 / سيد وليد

مات سيد وليد جراء تعذيب الحرس القومي له. يقولون انه كان شيوعيا صلبا . وحضرت تشيعه من بيتهم القريب عن بيتنا .
ما زلت اتذكر حشد المشيعين ..
ومازلت اتذكر صوت الانضباط العسكري الذي صعد فوق النعش وقال :صلوا على محمد وآل محمد.
شيوعي يقف الى جانبي قال :وصلوا على فهد ايضا .
الانضباط نظر اليه شزرا وصمت.

5 / آخر اليهود

نسيت اسم اخر اليهود الذين اصروا على البقاء في المدينة ولم يرحل الى اسرائيل .كان يملك خانا للفحم مقابل خان والد المرحوم عدنان النصر الله وخان التمر للمرحوم كاظم مخيفي .
كلما نذهب الى سينما الاندلس نمر عليه ونرمقه بوجهه المتجهم. وسدارته السوداء.
بقي حتى مات ...
أرثه وسدراته يقال انها سُلمت امانة الى المرحوم ( ابو غازي ) السيد فيصل الركابي .
الآن ...
أن كان له اقاربا يسكنون في حيفا .فليراجعوا دائرة الطابو .
هذا حقهم......!

6 / ابو كنين

قبل ان تدخل من باب صفاة الخضار هناك محل لصنع الكاهي يملكه رجل اسمه ( أبو كنين) وكان سمينا ، وكنا صغارا ونحن نطلق اهزوجة ظالمة اتجاه وداعة الرجل تقول : كل المطايا شيبت وابو كنين بعده جحش .
اتخيل غضب الرجل وهو يرمينا بنظرة العضب ونحن نهرب من امامه .
وحين يرسلنا اهلنا لشراء الكاهي .يتذكر وجوهنا ولكنه يبدل ملامحه بطيبة وحنان غريبة .
فكنت اتمنى تبديل الاهزوجة ب ( كل البلابل شيبت .وابو كنين بعده يطير)...
يضحك الرجل وهو يقول :وكيف يطير من وزنه وزن الفيل.؟


7 / الكيف
حفلات العرس قبل ليلة الدخلة يسمونها في الناصرية ( الكيف ) وكانوا يجلبون راقصن ذكورا لها . أحد امهر الراقصين الذي كان يرقص فيها وهو يتمكيج كما النساء ويرتدي بدلات الرقص الغجرية واحد خنثى اسمه ( أسميرة ) يقال انهم يجلبوه من سوق الشيوخ.
ذات يوم قتل ( الراقص هذا ) بطعنات سكين من عاشقه .
شعرنا بعده ان ليلة الدخلة باهتة في حفلات الرقص حتى لو كان من يحيها الراقصة تحية كاريوكا.

8 / سنكام

هذا اشهر افلام طفولتنا .عانى فيه المرحوم سبتي بواب سينما الاندلس من جهة تذكرة أم 75 فلساً . جهدا كبيرا فيما كانت جهة أم40 فلساً بوابها المرحوم ميس.
لا ادري لماذا يكون وجه بواب السينما صارما كوجه الشرطي .السبب لان معظم الفقراء يعشقون الافلام الهندية ولكنهم لا يملكون ثمن بطاقات الدخول . فعليه ان يمنعهم ليدخلوا عنوة.
في اول يوم من عرض فيلم سنكام انهارا سبتي وميس امام اول توسينامي يغزوا المدينة عندما اندفع كل اؤلئك الفقراء المفلسون ليشاهدوا الفيلم وبالمجان.

9 / غرافيك فائق حسين

في تسعينات القرن الماضي عاد فنان الجرافيك العالمي فائق حسين الى مدينته الناصرية بعد سنوات اغتراب طويلة في اسبانيا من اجل البحث عن زوجة تخفف عنه وطأة الغربة ، فاختارت له اخته المرحومة التربوية سميرة سيد حسين . فتاة من واحدة من بيوت الناصرية الاصيلة ، لكنهما لم يتفقان اثناء نقاشهما فعاد الى منفاه.
في عام 2004 .اخبرني القاص العراقي فؤاد مرزة برسالة الكترونية ان الفنان فائق حسين وجدوه ميتا في شقة صغيرة في مدينة نيويورك جراء جلطة في الدماغ .وان مجهولين نهبوا محتويات الشقة من لوحاته الثمينة.
وقتها تساءلت : لو توافق َحينها مع المرأة التي اختارته له اخته زوجة من الناصرية .لكان بمقدورها ان تجلب النعش الى العراق ليدفن فيه ، وان تمنع لوحاته من أن تُسرق.

10 / صاروخ قيادة الفرع

في حرب عام 2003 .ارسلت الولايات المتحدة صاروخ كروز موجه من حاملة طائرات في المحيط الاطلسي ليضرب وبدقة عجيبة مبنى قيادة فرع ذي قار ولتحوله في رمشة عين الى ركام دون ان يصيب اي بيتا من البيت السكنية المحيطة بالمبني.
كل الموجودين في المبنى وقتها دفنوا وسط الركام .
في الحرب يبدو الأمر هذا طبيعيا . الغير طبيعي أن طفلا من ابناء البيوت المجاورة سقطت كرته في ساحة الفرع ، فقفز السياج ليجلبها في الوقت الذي ضرب به الصاروخ المبنى.
فدفن مع الاخرين بين الانقاض وهو غير معني بالأمر.

11 / فلكة الحاج هادي

يقول ساعي بريد الناصرية أن الرسائل التي يبعثها الجنود الى ذويهم في حرب برزان وعناوينها في شارع الحبوبي ومن سكنة محلتي السيف والشرقية لان تتعبه في البحث عن الذين ترسل اليهم .
السبب ان العنوان واحد : شارع الحبوبي .قرب فلكة الحاج هادي.
الآن افتقد الحبوبي ثلاثة اشياء . الجنود الذين لم يعودا يرسلوا الرسائل بسبب اكتشاف البريد الالكتروني والفايبر .والفلكة هدمتها البلدية . والحاج هادي حميدي توفاه الله الى رحمته.

12/ ابو رحيمة

للصابئة المندائيين في الناصرية مقام مبني من الاجر لأحد اوليائهم المقدسين اسمه ابو رحيمة يقع في منتصف بستان الحاج عبود الجازع.
ايام مراجعة امتحانات البكلوريا نراجع دروسنا قرب المكان وكان معنا طلابا صابئة ,
هم يذهبون الى مقام مقدسهم يطلبون البركة والدرجة العالية في الامتحان. فيما نحن نذهب الى شجرة سدر معمرة يقال انها مقام لعلوية وتقطر دما وكنا نطلب منها نفس ما يطلبه اصدقاؤنا الصابئة.
وفي النهاية مصلح الكونترول في المركز الامتحاني هو من يقرر الدرجة.

13/ الكشيدة

اعرف اربع وجوه في الناصرية من ترتدي الكشيدة ، واظن ان من يرتديها ينبغي ان يكون سيدا ، لان كل الذين ارتدوها في المدينة هم سادة . سيد ناصر القماش ، وسيد غضبان علي تاجر الحبوب وسيد علي المغازجي وسيد حسن القماش.
مرة في اسطنبول وفي ساحة سلطان احمد شاهدت اربع رجال يرتدون الكشيدة تخلف احدهم في السير عن جماعته ، فقال احد زملاءه له بالتركية :اسرع ياحسن .
فرد عليه صديقه : على هونك يا ناصر .هل اطير ؟
وقتها ضحكت وقلت :حتما ان الاثنين الباقيان اسميهما علي وغضبان.

14/ دشداشة ابو رياض

المرحوم الحاج محمد الدجيلي أبو اصدقائي المقربين ( رياض ومحسن وعلي ) كان مديرا لمخازن النفط في الناصرية ، وطوال حياته الوظيفية لم يحابي مسؤولا ولم يخضع لأي ابتزاز ، وكنا ننتظر مساء كل يوم محاضراته في الوطنية والاخلاق ونحن نجلس على دكة بيتهم الشهيرة في شارع الحبوبي.
كان يلقي محاضراته علينا وهو يرتدي دشداشته البيضاء الكودري التي كانت تشع ببياض ناصع .
الغريب انه عندما يكون مرتديا زي الافندية ويجدنا جالسين على دكة البيت لن يلقي علينا اي محاضره . فقط عندما يكون مرتديا الدشداشة البيضاء يجبرنا على سماع مواعظه الرائعة .ويفوت علينا مرور اكثر من فتاة جميلة تمر امامنا قبل ان تدلف بخطواتها الموسيقية الى سوق العبايجية.

15 / ابي يمتهن الشهادة في المحكمة

كان ابي علوجياً في سيف الحبوب ، ورث العلوة عن ابيه ( مهلهل ) الذي اشتراها عام 1936 من شخص اسمه شهاب احمد . لكن ابي اغلق العلوة لسنين لكساد في تجارة الحبوب سببه الحنطة المكسيكية المسمومة ( المكسيمان ) التي وزعتها الدولة على الفلاحين ليزرعوها لكنهم اكلوها ، فمات الكثير منهم.
اشتغل ابي في مهنة غريبة بعد ان كسد السوق وهو انه عمل كشاهد دائمي في المحكمة عندما كان يقف على بابها لقاء اجر لا يتجاوز الدرهم ليشهد لأي شخص من ابناء المدينة هو تصحيح اسم او مواليد اي انتقال مقر سكن ،ولم يكن يقترب ليشهد في الامور الجنائية.
تألمت لهذه المهنة الجائرة ، فمرات قد يجبر ليشهد دون ان يعرف ويرى . وطبلت منه ذات يوم ان يترك هذه المهنة .
فرد علي بغضب : ان تركتها ، هل يتركنا الجوع ياولد..؟

دوسلدورف في 14 مارس 2016



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا من مدينة الناصرية
- الناصرية والسوق وروح سيد سعد بنيان
- غرام ممنوع وأنوثة الهمس المسموع
- السياب ( الدهشة تلدُ الحزن أولا )
- السياب وجيكور المؤسطرة شعراً
- السياب سُعالٌ في كتاب
- خواطر في ذكرى السياب
- خضير ميري ( رثاء من بلاد الفلسفة )*
- عطرٌ وسرٌ وغيبْ
- ليلة عبد الرب إدريس
- وطن بلا تأشيرة ( 25 ) الرمادي ( سلام خُذ )
- وطن بلا تأشيرة ( 24 ) جوائز منظمة عيون ( الوهم )
- وطن بلا تأشيرة ( 23 ) المسيحيون العراقيون ( البقاء )
- وطن بلا تأشيرة ( 22 ) النفط و( الغلط ، غلط )
- وطن بلا تأشيرة ( 22 ) تفرك لايت ( يالله )
- وطن بلا تأشيرة ( 21 ) الرمادي المحررة ( صينياً )
- وطن بلا تأشيرة( 19 ) كهرمانة ( حكاية اللصوص )
- وطن بلا تأشيرة ( 18 ) الأهوار ومسخ كافاكا
- وطن بلا تأشيرة ( 17 ) حباري قطر وحميد منصور
- وطن بلا تأشيرة(16 ) هينبعل القذافي عراقيا


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - قصص أخرى من مدينة الناصرية