أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - أطلال أخرى..















المزيد.....



أطلال أخرى..


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


مجموعة شعرية




نهايات طللـــية




1ـ مقتل الحصان

لم يندمل بعد جرحي..
ولم ينكسر جسدي في الغبارِ..
وهاهي ذي صخرة الصمت في ..
تتعفر بالرمل بين القبائلِ..
تعوي..
وتنشر أحجارها ..في البعيدِ..
وما بين تغريبة الماء والعشبِ..
والنوق ..أرفع كفي..
أرى الأرض وحلا..
وليل الخلائق غيما تطارده الريحُ..
شمس الظهيرة دمعا غريبا..
وهذي السواحل ركضا يؤجج أمواجهُ ..
في العراء..
ثم يهوي.. إلى جهة الردمِ..
يخنق أسماكهُ ..
شجر الرعد في سرهِ ..
وحصاة الكلام على وطن من دماء..
وأنا بين رغوته أتخبطُ..
تمتد بي قدمي وحشةً..
وروائح من نتَن الوهمِ ..
شاهد مجد ذليلٍ..
وعكازة من عماء..
أتصددُ..
تجترني النائحات مدى غارقا في الضبابِ..
وترتج بِيْ عتبات المساءْ..
أتجلجل في الرعبِ بين الشواهدِ.
تحرق فيَ القواميس أوراقها..
والكلام الذي ما ابتدا..
ينتهي خائفا بين أصدائهِ..
وحلول الظلام..

لم يندمل بعد جرحي..
وهذي القفار تشد على رئتي..
تفتح البحر من قامتي..
شجرا ميتا..
ملح أصدافها..
وطنا من غمام..!

لم يندمل بعد جرحي..
ولم تنطفئ صهَوات العويلِ..
ويا أمة الـ (…)
يا عمائم هذا الجفاف المبدد كفي/..
الرعاف الطويلْ..
كيف لي أن أغنيَ وحدي..هنا..
ودمي فاسقٌ..
وحصاني قتيلْ..؟!
كيف لي..
والكلام الذي ماانتهى..
سيصير هنا ساحةً..
لركام العظام..؟!

2ـ اللواتي انتصرن

النساء اللواتي انكسرن على فيضهنَّ ..
وعانقن جدرانهن ،زوايا البيوتْ..
ثم أيقظن أقدامهنَّ..
وسرن إلى جهة في الخفوتْ..
كن واجهن رمل الصحارى..
وقاتلن دفق الرصاص

النساء الخلاص..
وحدهن بكين ظفائرهنَّ ..
ووسدن أثداءهن رماد النعاس..
يا وحشة الروحِ ..يا رئتي..
قطعن كفيَّ..
واجهن عني حصار السكوتْ..

النساء اللواتي انتصرن على دمعهن..
النساء اليمام..
وجَّهن أعناقهن إليه..هناكَ..
هناكَ..
وفجرن صخر الكلام..

النساء الرخام..
كسرن أحجارهن الصغيرة رميا على شوكهن /العويلِ..
وذوبن ثلج العظام..
ثم..ها إنهن تركن له شمسهن صهيلا..
ولكنه خانهنَّ..
ومد يد الرجف أبعد من ليلهنَّ..
انزوى قمقما ..
من نحاس السلام..!

3 ـ الدروب

الدروب التي تتوزع في خطواتي.. هنا..
تتوسع في الرملِ..
حيث الحصى ساحة من حصار قديمٍ..
وحيث المساء رؤى قاتمه..
والمدى عقرب من غبارالصدى..
ولا صوت للأرضِ..
لاكفَّ لي..
لغتي، في الفصول ،دم مورق في الهجيرِ..
فضائي ،هنا، قفصٌ..
ومداري رماد الرمادْ..
أيهذا السواد..
تتوزع في الرمل أشرعتي..
ويداي اللتان على وجع الريح في: غربتي..
قدمي تتهجى التراب..بعيدا..
بعيدا..
ولكنها لاترى غير هذا الضباب..هناكَ..
هناكَ..
الخراب الذي هيأ السر لي غيمة من ذباب المكان استحالْ..
والتراب الذي أشعل الليلُ أحجارَه في القبور بكاء سخيًا..
عميقا تغرَّبني..
ثم أيضا تصاعد ،رتلني حفنة من دخان الكلام.!

4ـ أطلال

يداي على جسد الآرض (ضاربةً في الجنونِ..)
هنا..
قاتل وقتيل..أنا..
ولا شمسَ لي..
لانهار يرتلني..
لامحار يدفِّئ فيّ الغريب..أرى..
أتعمد نهر الدم المتربص بي..
غابة من صهيل الحجارةِ..
أو من شهيق الظلامِ..
أشد الدفاتر كانت صدايَ ..
وأركض حتى الزفير الآخيرِ..
دجاجا أرى آسيا..
يمينا/شمالا أمد البياض على رميها..
في الصخور الأليفةِ..
أبدأ كاسحة البحرِ..
مدا عميقا..
وأوقف مايتبقى من العمرِ..
في اللحظة السابقه

يديّ اللتين رأيت /أرى..
لاتقولان أكثر من ذكريات ترتبني طللا ضاربا في الفيافي..
هناكَ..
هناكَ..
على رمل كفي التي اندثرت في الحنينِ..
جنوبا..
جنوبا..
عراقا على الصمتِ..
قدسا على الجهة الغاربه..
…يديّ…هنا..لاأراني..
ولا طينَ أبدأه لغتي..
…خرابا أرى جثتي/جبهتيّ..
وملحا أجاجا أرى وجه أفريقيا..
ولا شمس للنهرِ..
لاخطوَ لي..
لاكلامَ..
خرابا أرى..
وظلاما..
يلفّ الظلام.






مهـــــاباد
إلى عبد الله أوجلان




من أجل الفقراء المقهورين هنا ..في هذا العالمِ
أفتح شريان القلبِ..
وأزرع كل دمي خطوات للقادم من جبل النار بشعلة أطفال الآتي..
أبسط كفي للأرضِ..
وصدري في جدران السجن أفجرهُ..
أبدأ من صمت الأشياء هنا..وجعي..
أركض في سهل الحجر الطالع من جمجمتي..
من خيط رفاقي يمتد جنوبا/شرقا..
وجنوبا/ غربا..
وجنوبا..
أبدأمن قطرات الدم ينزف من قدميْ أحمدَ..
حيث يلاحقه أغنياء قريش بحجارة أحقادهمو..
أبدأ من ريح الحلاج هناك..دما يتقاطر في الجوعِ..
ومن شجر الرجة في البدء هنا..كفي..
ثم أرتل قامة غيفارا..ممتشقا قمر الأرض بعيدا..
وجهَ أبي ناظم تمتد أصابعه فوق العشب الليليِّ حنينا لأصابعنا خلف القضبان الفولاذيةِ..
أبدأ من لينينَ يشق الصحراء الثلجية آلاف السنوات الليليةِ
من صمت أبي ذر في الربذه..
وأنين المكي يسحب خلف حصان الصهد دما..
لحما يتناثر فوق الشوك حصى..للكلماتِ..
هناكَ..هنا..
في صحراء الغرب ثلوجا تتراكم في الأحشاء..
والموج الكرديُ يؤوبْ..
يجرف صخر الصمت البشري..
ينقضُّ على أمريكا الطاعون..
أبدأ من عينيْ عبد الله سجينا في أقبية جنرالات الجيش التركي..
أبدأ من كف سواحله تمتد إلى الأحراش عميقا..
من وجد طفولتهِ..
حين فتى كان يرتب أوراق دفاتره صبحا..
يمشي خلف شعاع الحزن غريبا بين أزقة قريتهِ..
حيث الفلاحون الأكراد يمرونَ ..
الجدران تلاحقها الجدرانُ..
غبار الأرض..العنز الجبلي يسيرُ..
وحيث السهو دمٌ..في الطرقاتْ..
أبدأ من وتر الليل الغارق في رجتهِ..
ويمام الشرق المتأهب للغربةِ..
والأسفار السرية تجمع ريح البدء لقامته في الصحراء المرمية في الأسوار هنا..بين الموصل حيث القصف الإمبرياليُ..
وبين ديار للبكرسعير الردهات التركية/رمل الجنرالات الموبوئين دمارا برصاص القتل.. جنوبا..
في كردستانْ
ـ لارمل لكردستانَ..
ولا شمسَ لتركيا ـ
أبدأ من جرح أناملهِ..
حين يحمِّل صمت مساء القرية دفتر غربتهِ..
ثم عميقا يفتح بابا للمنفيين هناكَ..
وبابا للمنفيين هنا..
ويغادر حجر الأمس حزيتًا
نحو البحر الآخر في الكفِّ..
وقائمة الشهداء..
ـ لاصمت لكردستانَ..
ولاماء لتركيا ـ
يقرأ آي البدء بآلاف السنواتِ..
مرورا بصلاح الدينِ
القدسِ
وغيم الألم الرابض في القلبِ..
حنينا لمدى برد طفولتهِ..
دفء شفاه الأم تغطي وجنتهُ..
ابدأ من قامته..حين فتى كان بعيدا في العشبِ..
ومبتهجا بأناملهِ..
يتألق في شدو الغنم الحبلى بخراف السفح الجبلي..
في المحراث الخشبيّ تجرُّ شقوقَ الرض به البقراتْ..
في السهل تموج سنابلهُ..
وتلال العشب يغطي قدميه/الحجل البريِ..
قطا السنواتْ..
أبدأمن هامنه حين فتى كان يرش الأشجار بماء يديه سعيدا..لتصير بنادقْ
والأحجار يمسِّح كفيه عليها..
فتعانق خطوته..فلا..وزنابقْ
وعصافير الوهج يعانقها..
فتزقزق فرحا بأصابعهِ..
وتمد حنين الرعشة في الأفْقِ. .
دما..
ماء جبليا يحفر في العمق السهليّ سواقي الجبهات/البدءِ
هنا..
حين فتى كان بعيدا تحت الأشجار يوزع آي قصائدهِ..
ونداهْ..
يتسرب عبر شقوق الأنغام الأرضيةِ..
حيث رغاء العطش اللافحِ..
ماء الرمل هناكَ..
وحيث قريبا من بدء دوائرهِ..
يغرس حجر الرجة زلزالا في الأحياء الفاشستيةِ
قصفا ..وحرائق أخرى..أبديه..
أبدأ من غيمتهِِ..
حين فتى كان يسابق خطوته الحبلى بالريحِ..
يمرر بسمته في الصمتِ
يفتّح أزهار مداه الأخرى..
ثم يميل إلى جهة القلب بعيدا..في العشبِ..
ينط غزالا في البريةِ..
والأغصان الحبلى بثمار طفولتهِ..
بندى الوتر الليليّ..
أغاني البدوِ..
غطاء الصوف القمريِ..
تعمّدهُ..
أبدأ من خيمته الحجريةِ..
حين فتى كان يشد الصمت إلى شفتيه/الماء الحامضَ..
والأرض تدورُ..
تدور الصفعة صاعقةً..
وغبارا..
سوط جنود الترك يغربه..وترا جبليًا..
حبل حديد الآلات الليلية يبعده في العمقِ..
الضرب على الخوذة في الرأس يردده أرقا..
وحنينا للرعشة تبدأ من أحجار قرى أضنه..
يقرأ رايتها..مطرا..
مطرا..
ويسمي بسمته في الجرح مدى..
والأرضَ دخان..
وأنين السحب على الوجع الغجريّ سمادا أخضرَ
حين فتى كان يشد الصوت رحيلا في الغيم الآخرِ
والأرض تدور رحى
وحصارا من دباباتٍ
تغرس في الأحشاء صراخا..
وضراعة عصفور يتخبط في دمهِ..
ألما..
وسواد..
* * *
مرت سنواتٌ..
كبر العشبُ ..
وصارت أشجار الجبل الرابض خلف القرية شمسا..
ودما..
عبد الله مشى..
ـ والأحجار/الصخر ممر للطرقاتْ ـ
مشت الأرضُ..
الفتيات ..الفتيةُ..
والجدران ..الصبيةُ..
نحو النبع/صدى مهابادٍ..
فاتحة الطلقات
ـ لاحلم لتركيا..
لاموت لكردستان ـ
بزغت شمس الماء هنا..
ومشت نحو طفولته الشطآن..
حجرا موجيا..
قطعانا من إبل الصحوِ
ندى وبريا..
ودما تلبسه الأشجارُ..
رمادا للغرب..هناكَ..
صحارى شاسعةً..
وترا منتشيا بخصوبتهِ..
زهوًا..
ورصاصا ..للطلقاتْ..
* * *
مرت سنوات أخرى
مشت الغابات إليهِ..
مشى..
لم يرضخ عبداللّه..هنا..
فتح الأرض حنينا للكدريّ يدفّئهُ..
لزغاريد النسوة في الجبل القمريِ ترش خطاه..هناكَ..
لغيم الفلاحين البسطاءِ..
لأحجار قرى كردستان محطمةً ..
ريحا..تهتز بها الأغصانْ..
* * *
مرت سنوات أخرى..
مشت الأحجار بعيدا..
وبعيدا ..حط خطاهُ..
هناك الليل الثلجيُ..
هناك الأرغفة الملآى بالعرق اللافحِ..
بالصمت غبارا..
كان وحيدا عبد الله يجوب الصحراء الليليةَ..
شرقا..
غربا..
وشمالا..
يبحث عن قطرة ماء..
كل البيض تكسّرَ..
لاشيئَ هنا..غيرُ رمال تملأ هذا الأفق ..دماء..
نادى الأرضَ..
بحار الأرضِ..
ولمّ صراخ النسوة/أحزان المقهورينَ..
وآلاف السنوات الكردية..في نبض يديهِ..
وكان جنوبا يرحلُ..
لكن البحر يضيقُ..
الأرض تضيقُ..
وصار سجينا في أقبية جنرالات الفاشيين الأتراك..
* * *
لمطارات العالم غربتها..
لجليد الطرقات الإسفلتية زرقتهُ..
للثلج الجبليّ بياض التعب الآخرِ..
للبحر بواخره الغرقى في التيه الأبديّ..
ولي كلماتك تفتح ذاكرة الجرحِ..
خطاكَ ..تحركني..
ولك الجدران العليا..
سياج العسس المرميين بكل شقوق الصمت يفتّت في..
كبدي..
عيناك على العشبِ..
وكُلاَّب القيد على الزندين..هنا..
فرق الموت تحيط سماكَ..
تجر خطى قدميك الأغلالُ إلى الجزر /الرملِ..
هناك..
ـ مرٌّ هذا العالمُ..
موحشة هذي الأرجاء..
لابحرَ هناك..
ولا شمسَ هنا ـ
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كل شوارع هذي المدن المسبيةِِ..
صوت رفاقك يعلو فوق الجدُران الإسمنتية برقا..
ينزف عرقا من زفرات الصبيةِ..
تشتد رياح الثورة من وقع خطاهم..
للبحر.. مداك..
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كفي..
يمتد إلى الأرض جذورا لسواحلها..
يملأ كلَّ شوارع مدن العالم هذا المنفيّ حنينا للبدء هنا..
وهناكَ..
هنالكَ..
حيث الفلاحون تشد أياديهم أشجار الشوق إلى العمقِ
وحيث العمال تشيد يتعالى في الأجواءِ..
يغطي صوت الآلات الطبقية..
ورحى الأيام لأسماء الفقراء المنبوذين جليدا..
في أقبية وحش المدن الغربيةِ..
والـ(c I a) نتهارْ..
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كفي.
ترتد إليك أزقة أكواخ العالمِ..
فتيات الجرحِ..
ونسوة صهد الطرقاتِ..
وصبيان الطينِ..
وعمال الورشات الحجرية في موسكو ..
شيكا غو..
برلينَ..
وفاتحة البحرِ..
دم الشهداء..
عيناك على العشبِ..
ووجهك يفتح كفي..
يملأ مدن النفي حنبنا للبدء..هنا..
وهناكَ..
هنالكَ..
تبقى وطنا يبني فرحته عرق الآتينَ
وعشب البحر يعانق أمواج المقهورينْ..
عيناك على البحرِ..
وصوتك يفتح كفي..
يحلم في ـ صمتا ـ :
لو أن دمي ينزف في كردستانَ..
وأشواك الأرضِ..
حجارتها ..تجرحني..
لو أن الريح تضمد جرحي..
وخرير الماء يعانق كفي..
والبدء أزقة أكواخ المنفيين ضواحي اسطنبولَ
صفيح الحزن يلم الأطفال لمد طريق الحجر الرافضِ..
لو أن خطى وجعي..
وسهاد الأيام الحجرية في الترحال حنينا للشجر الغارق في القمع يحاصر أطفال قرى كردستانَ بعيدا..
حيث بنادق جند الترك تمزق أحشاء النسوةِ..
في الجدرانِ..
وتخنق آهات الفتيةِ..
تشعل كبريت الموت بأثداء الفتياتِ..
وترمي بالصبية في قعر الجب طريقا..لمدى الطلقاتْ..
لو أن خطى وجعي تفتح أغلال رجال قرى كردستان هناكْ..
كنت مشيت إلى الحجر الزاحف في كف الأطفالِ
إلى النبع هناك..مدى مهابادٍ..
شمس خطى عبد اللهِ ..
وكف الآتي تمسح أحزان قرى كردستانَ
وتشعل نار الثورة في اسطنبولْ
تحرق أغلال أخي عبد اللهِ..
تعيد الماء يزغرد في كل شفاه الكردياتِ..
هنا ..في هذا العالمِ..
فرحا بخطى عبد اللهِ ..
ربى كردستانْ..
لو أن خطى وجعي..
لو…
لكني منفي أيضا..
في القهر ..هنا..
أغلال القمع تشدُّ..
خطاي..!


مها باد:هي جمهورية مهاباد التي أقامها الأكراد عام1946م بزعامة القاضي أحمد ، والتي استمرت حوالي السنة،حيث هاجمها الجيش الإيراني وقضى عليها وأعدم زعيمها.



غيم لأشجار الوداع البعيده
إليكمن..أبنائي وبناتي في 3ع ط ح 3ـ 2002-2003
ثانوية ابن رشيق - سطيف





أودعكم..
أرى نجمكم صاعدا في الأفقْ
أودعكن
أرى نجمكن..هنا..شاهقا..
ويضيئ الطرقْ
وأرى أنكم/أنكن معي..
في أي أرض أكونْ
وارى أن أصواتكن وأصواتكم..
لاتخونْ..
وأرى..
وأسيرْ..
أترك الصمت خلفي/الذهول يشد دمي
لاحتمالاتكم ..في الهجيرْ
ثم يرمي رحيل انكسارات اقدامكنَّ..
وأقدامكم ..
في لهيب الغديرْ
يا أرضكمْ..
يا سماكمْ..
أودعكن..أودعكم..
وأرى..
في القلب أجراسكم..ترتج بيَ..
عصافير أفراحكم..ترتديني..
وفي الكف أحزانكم..هاهناكَ..
أجمِّعها ..واحدا..واحدا..
أحتمي باشتعالاتها..
من غبار السنينْ
يا أرضكم..
يا سماكم..
أودعكن..أودعكم..
وتمشي خطاي.. بعيدا..هناكَ..
سعالا..على وجع العشبِ..
تبغا..على جسدي..
ورمادا على كتفيَّ..هناكَ..
وأدخل كهف الصدى..
بقعة..من دخانٍ..
بكاء..غزيرْ
يابحركم..
يا مداكم..
أودعكن/أودعكم..
وأرى غبمكن..هنا ..في الأفقْ..
يحمل القلب أشياءهُ..
ونوافذ أوجاعهِ..
وصدى رمله ..في الطرقْ..
يحمل الآن هذا الفراغ/الفيافي..إليّ..
ويترك أقدامكن/مداكم..
خطاكم/خطاكنّ..أيضا..
تتيه الأماكنُ..
هذي المقاعد تبعد في شجوها..
الطاولات ترج عبوركم المتبقي..هنا..
منذ كم ياترى ؟!
لا وقتَ للصيف..
لاصيفَ للبحر..لا
سنابلكن تموج بعيدا..بعيدا..
أرى سهوكم/سهوكنَّ..
العيون البريئةَ..
والحبَّ..
دفء أناملكن/أناملكم..
في الضجيج الجميلِ..
أرى غربة الصمتِ..
في جسدي..
وذهول المسافات ترشق شوقي..
الندى يعبر ظلي/النزيفَ..
الخطى ..واهنه..
وأراني..
أراكم/أراكن..وحدي..
ووحدي..أسير على وتر..من حجرْ..

أيها الذاهبون إلى لغتي..
يتها الذاهباتُ..
أرى الأرض دائرةً..
في الفراغِ..
خطاكم..أرى..
وأصواتكن/المباهج كانتْ..
وأعبرني..جسدا ..
في الجهات/الرحيلِ..
المدى..
حجلا ..واجفا..
غابة.. من عميق الحنينِ..
دما ..شاردا..
في صهيل الفصولِ..
ورمانة..من أرقْ

أيها الذاهبون إلى غربتي
يتها الذاهباتُ..
أرى شمسكم/شمسكن..هنا..
وأرى..
أفتح كفي..على وسعها..
وأحضن هذا الفضاءَ..
أحصِّن فيكم..دمي..
في دفئكن الذي يعبر الآن ثلجي..
أضم انكسارات وجهي..
نعاسَ الحريق الذي هيأني..
جرس العمرِ..
عشب المساءاتِ..
إجاصة القلبِ..
كي..
لاينام الـ..
جسدْ

أيها الذاهبون إلى خيمتي..
يتها الذاهبات..أرى..
وأرى نخلة النبض تجمعني..ها هناكَ..
مياه السهاد على لغتي المتربه..
ثم إني أرى زرقتي في حقول البنفسجِ..
طفل الحدائق يرفع شوقي..إلى خفقكنَّ..
الرحيل إلى موجكم..
في أعاصير هذا الصراخ البخيلِ..
أرى

أيها الذاهبون إلى تربتي..
يتها الذاهبات..أرى..!
لاأرى غيركم/غيركنَّ..
وهذا النشيدَ..
فضاء المسراتِ..
ناي المتاه الذي جرني..
غابة.. من تعبْ..
ثم أوقد نيرانه..في دمي..
أنَّ..حتى ارتديت شواهدهُ..
شمسه المرةَ..
أنّ…
سراب الفيافي البعيدةِ..
في العمرِ..
شيب الغروب على جمرة..من ضلوعي..
هنا..
أنّ..حتى استطالت بيَ الأرضُ..
وانتشرت ريحكم/ريحكنَّ..
عميقا..
وغاب الذي كان من بدء كفي..
يغرد في صوتكم/صوتكنّ..
انتهى ..
في الدروبْ..!
أيها الذاهبون هناكَ ..بعيدا..هناكْ..
يتها الذاهباتُ..
وداعا..إلى آخر الأرضِ..
أو..آخر البحرِ..
أو..آخري ..في الحياةِ..
وداعا..
وداعا..
وداعا لمريمَ/ياسينَ/زينبَ/نهله..
وهذي السهى/زيتونها/فاطمه..
وأيضا وليد/وحيد/أمينه..
ودنيا/حنان/وريمه..
وهاجرَ/إيمانَ/سوسنَ/أحلامها/مالكٍ..
خديجةَ/سارةَ/عرْبي/وناصرهِ..
نصير/وفاءٍ/زكيةَ/أمطارها..
وداعا لأزهرَ/سامي/وزهرته/هاديه..
وداعا لمونيا/حميدتها/ونسيمه..
وحوريةٍ/سفيانَ/صالحها..
محمدَ/وردته/لاميه..
وداعا..
وداعا..

أيها الذاهبون إلى..غيمتي..
يتها الذاهباتُ..
سلاما عليكم..
عليكن أيضا..
على الطيّب /العشبِ..
حين خطاكم تعانق أشجارهُ..
في الغياب النديِّ..
وأحلامكن..هنا..
تنتمي.. لرؤاهُ..
سلاما

أيها الذاهبون..هنا..
يتها الذاهباتُ..
وداعا..
أسير إلى تربة الأرض..وحدي..
أضم يديّ إلى القلب حتى الرماد الأخيرِ..
وأشعل شاهدة القبرِ..
هذا السوادْ..

أيها الـ…
يتها الـ…
وداعا لكم ..هاهناكَ..
وداها لكنّ..جميعا..
إلى آخر الأرضِ..
أو..آخر البحرِ..
أو.. آخر العشبِ..
أو..آخري..في الحياةِ..
وداعا..
وداعا لمريم/ياسين/زينب/نهله..
وأحلامِ هذا العميق البعيدِ..
يهاجر في الصمتِ..
هذا المدى الغجريِّ..
وداعا وليدا/سهى..
وداعا أمينه..
وداعا..
وداعا.









أكواخ وولائــم






-1-
…وعلى شرف الكتاب يقيم وزير ما من وزراء الزمن المرِّ/
البترول المتدفق في الأحشاء مآدب من وجع الجرح الآخرِ/
مالِ الشعب هنا…
يحضرها القاصي والداني..
المفرد والمتعددُ..
يحضرها نواب الشعبِ..
ونواب الأمةِ..
والشعراءُ..
القصاصونَ..
وأولياء أمور العمالْ
يحضرها الأمناءُ..
المسؤولونَ..
ذباب السلْـ ... طةِ..
أعيان قبائل عبسٍ..
ذبيانَ..
نميرٍ..
كعب وكلابْ
يحضرها الوجهاءُ..
سلاطين الأمس أو اليوم جميعا..
ربطات أعناقهمُ تلتف على عنقي..
تسحبني حجرا لغبار السيارات الفخمة تصطف أمام عيون الفقراءْ..
وملايير الدولارات تسد الباب أمام الآتينَ..
ترش دم الأرض قصورا تملأ متيجة قيحا..
ورمادا..
وعجاجا للأخضرِ..
شوكا لدمي..
وحرائق للخبز خجولا يبدأ دورتهُ..
ولا أحدٌ يتكلمُ..
لا أحد يرفضُ..
لاأحد يحزن من هذا الرمل يغوص إلى الأعماقْ..
لاأحد يتألم من وجع الريح/الجرح/الأوراسِ..
وزحف الموج الغاضب في الصمتِ..
على شفتيَّ الذابلتينِ..
وتيه الأكواخ هنا..
في سفح الجبل الضائعِ
لاأحد يتالم من تعب القدمينِ/
رصيف البحر غريبا..
والأحجار ترش شوارعها/
ثلج مساء الغرباء
لاأحد يركض حين تجن الأرض حنينا..
والنخل بعيدا يبكي..
والموج على الموج..دماء..
لا..لأحد يتألمُ..
لاشيءَ هنا..غير خراب الذاتْ
وبقايا أعواد ..من شجرٍ..
ماتَ..
ولا صوتَ هنا..غير حفيف الريحِ..
وأفعى الرشوة جهرا..
تنشر سم الحاضر في جسدي..
ودم الرغوة في الشطآنْ

-2-
…وامرأة تحفر للـ (قطرة) نفقا تحت أساس الكوخْ..
طفل رجلاه الطين..يجر الأرض قميصهْ..
شيخ يتوسد حجر البرد غريبا في الصمتِ..
عجوز تنأى في الركن جدارا يتأبطها في الرجفةِ..
أصوات الريحْ
………………………………………..
…………………………………………..
مد الشيخ أزقتهُ..
فتح الطفل دفاتره في الماءِ..
المرأة شدت خاصرة الأرضِ..
بكتْ..
أنّت في الركن عجوز الرجفةِ..
مالت نحو صهيل الغا ئب شوكا..
لم يحضر رب البيت يفتش عن ذاكرة العشب بعيدا..
يسهر حتى فجر الأيامِ..
غبارا..
عرقا ..
ريحا في العظم..وماء
…………………………………….
……………………………………..
مرت أمطار..وثلوج..وسواعدْ..
مرت أحجار من وجع الجرح..هنا..
وموائدْ
مرت أيامٌ..
مر حصى الموجِ..
سجائر من سمك الجسد المتعبِ..
أمكنة ..وقصائدْ..
لم يرجع رب البيتِ..
الشيخ تمدد رعبا في الأرضِ..
كسا غيمتها/خيمتها شجرا مقطوعا..
وشواهدْ..
والطفل مشى..
مشت المرأةُ..
كفين على وجع العمرِ..
قوارير حنينٍ..
وشفاها تقطع صمت الأشياء هنا..
أرصفة ملأى بالتيهِ..
صفائح من خشبٍ..
وجرائدْ
مشت المرأةُ..
والطفل مشى..
حجرين ..غبار الدم خلفهما..
قبرا..
فولاذا للصمتِ..
شقوقا تتأرجح في النسيان..هناكَ..
ولا أحدٌ يتألمُ..
لاأحد يتكلمُ..
لاأحد يفتح باب الريح على وجع الأحياء..
والنهر وحيدا..يبقى..
شمسا..غائبةً..
مطرا..جف أنينا..
وفما لرصاص الخوفِ..
سماء مغلقةً..
مدنا ترحل في الليل..بعيدا..
وقرى يأكلها التيه رمادا..
جثثا لصهيل الموتِ..
دماء
* * *
لاأحد يبدأ مد أناملهِ..
والنفق الآن..هنا…
مغلقْ


-3-
لي..كوخ..واحدْ..
وله..عدد الساعات اليومية..قصرا..
قصرا
لي..سنتيم..واحدْ..
وله..عدُّ شهور السنتين..ملايين..وفوائدْ..
ومواعيدٌ..وموائدْ
لي ..بعض السمك الصعب لضيفي..
وحليب اللحظةِ..
والأحزانْ..
وله خرفان الحقلِ..
وجبن البقر الضاحكِ..
والسمك الأحمرِ..
والأبيضِ..
والأزرقِ..
واللؤلؤ..والمرجانْ..
وعصير الجوز الهنديّ..
وفاكهة الألوانْ
آه..ياالولد الطاعن في السنّ..
هنا..في..
لي رمل جفاف الحلقومِ..
شقوق القدم المغروسة في العمق أزقتُها..
خطواتي..
من باب الكوخ..لباب العمل المضني..
وله البحرُ..
القمر الذاهب خلف تجوم فنادقهِ..
والميناء الجويّ..
بواخر كل شواطئ هذا العالمِ..
منتزهات الشرقِ..
سحاب الغربِ..
وأنغام الفتياتِ..
أسرّة قصر الحمراءِ..
مفاتيح المدن السرّيةِِ..
دفء الثلج /شمالْ
آه..ياالولد الطاعن في السنّ..
هنا..في..
لي وجع الخوفِ..
مساء العنق المقطوعة في الصمت حرارتها..
ألم الفأس على الرأسِ..
وألم الخنجر في الظهرِ..
وألم الطلقات على الصدرِ..
وألم المنشار على العنق العزلاء..
فاجعة الليلِ..
طريق الترحالْ
وله الضفدع.. والمبضعْ..
والسجن الشاهق..والمدفعْ..
وإليّ هنا الزنزاناتُ..
الطلقاتْ
وله الملياراتُ..
التثقيف الباريسيّ..هناكَ..
وغلق الحنفيات هنا..
غرس الشهقاتْ..
وإليّ هنا..قنوات التصريفِ..
بطاقات اللاتعريفِ..
الصخر على الصدرِ..
وقلع الظفرِ..
وحشو الأفواه دما..
ورمالْ..
وله الجهر وما يخفى..
وله الأول والآخرُ..
والواقف والسائرُ..
والنائم والساهرُ..
والباطن والظاهرُ..
والأعلى والأسفلُ..
والأقبح..والأجملُ..
والزلزالْ..
وله المنشارُ..
الكلاّبُ..
الخنجر والفاسْ..
وله الأعراسْ..
وله الفرس/الأجراسْ..
قاعات الحفلات/الحراسْ..
وله الشاي/نبيذ الفرحةِ..
رقص الحجل القادم من جمجمتي..
وشواء السنوات الصلصالْ

آه..يا الولد الطاعن في السنّ..
هنا.. في..
لي حشرجة الجسد المسحوب على الشوكِ..
دم الرغوة في الشفتينِ..
حصى الأرض يراكم في الصدر حنين البجع الذاهب في الغربةِ..
لي.. حجرٌ..
وله منتوج الأرضِ..
سواعد أبناء الأرضِ..
له الحاضر ..والماضي..
وله بوصلة الآتي..
يجمعها صكا في البنك الآخرِ..
عمراتٍ..
حجات أخرى..
وصلاة موحشةً..
ودمارا..
وفوائدْ

آه..يا الولد الطاعن في السنّ..
هنا..
في القدم العمياءِ..
هنا.. في..
لي ..لغة الزيت/الخبزِ..
الحجر المائيُّ..
وجرجرة الريحِ..
وأوراس الكدريّ الرابض في الصدر مساء
وله التعريبُ ..
الفرنسة /الأمركةُ..
التخريبُ..
شمال الأرضِ..
ورمل الماء

آه..يا الولد الطاعن في السنّ..
هنا ..في
وله الأسماءُ..
ووهج قصائده العصماء..
وله الريحْ..
خطوات الأرضِ..
وفاكهة الشيحْ
وله..وله..وله..وله..وله..وله..وله الـ... جنة.. والنار...
ولذا..لي شهر في العمل الوطني..!
وله أربعةٌ..
في الستةِ..
حبا..
للوطن الصاعدْ..!
وله الموتْ..
ولي الموتْ..
سبحان الجسد الغارق في دمهِ..
وغبار الحجر المرميّ على تعبي..
ومدى الكلمات الأخرى..
وهن العظمِ..
وأغصان التوتْ..
لاشيء هنا..يبقى..
غير أنين يدي..
ورغيف الخبزِ..
وفاتحة النار على الخوف/الموتْ
لا شيء سيبقى..
غير دمي..
ورذاذ المطر الدافئِ..
ورد الماءِ..
وأشجار الصوتْ

آه..يا الولد الصاعد في الحرِّ..
هنا..في..
لاشيء..هنا..
لاشيءَ .. سيبقى..
فليحرقْ سفاك دمي..
ولتسقط يا..يا سارق كفي..
وليسقط وزراؤكَ..
نوابكَ..
أغنياؤك..أتباعكْ..
وليبق عميقا..
هذا الشعب المسكين الـــ.........................................مكبوتْ!!

سطيف:ماي ـ جوان 1998







الكلمـــــــات الأخرى






أشعلت ظفائرها في جسدي..
وتوضأت بكفيها
نادت:يا شطآن البر القادم نحو دمي
يا سكان الملكوت الخافق في الأضلاعِ..
ولم تكمل رحلتها
قلت لها:أنتِ..
غريبا عنك تعددتُ..
غريبا منك تبددتُ..
فسبحانكِ..
لا أحد يكتمل الآن بوحشة عمرك في هذا السفر الغجريّ سوايَ
ولا أحد يتواصل رحلة بعدك في هذا الرمل سوى تعبي.
قالت:سر في برك الدمّ القادم من نهديَّ..
..وغابتْ..
لم تُظهر زينة نهديها..
لم تغسل شجر الرحلة من وجعي..
ألقت كل حوائجها في برك الدمّ القادم من نهديها..
..تركتني وحدي..!
ماذا أتألم في هذا الحزن الموحشِ..؟
ماذا أتكلم في هذا الصوت المتعالي ..في الأعماقِ..؟
وماذا أفعل..؟!!

أشعلت ظفائرها في جسدي..
وتوضأت بكفيها..
كانت تغسل ماء النهر بقدميها..
وترش جذوع الأشجار بقامتها الهيفاء
كانت تحمل في جبهتها مطرا يتهاطل في رمل الأرضِ ..
وتشربني..!
قلت:تعالي..
..اقتربت من شاطئ رجتها.
قلت:اقتربي..
..ابتعدت في الأمطارِ..
ودارت في الريح الأخرى
كانت تبكي حين تخطيت مدار الأرض إليها..
عانقت الصمت بعينيها..
كانت تبكي..!

وأنا أبكي..
لم أشعر ساعتها إلا برحيل أصابعها في كفيّ..
نظرتُ إلى جسدي..
نظرتْ في النهرِ..
وأعطت قامتها للريح تولول في صمت الأشجارْ
كانت تبكي..

وأنا أبكي..
لم أعرف كيف توغلت بأعماق النهر الذائب في شفتيها ..
لم أعرف كيف تمددت على طول العشب القادم منها ..
لم أعرف كيف وجدت أصابعها في كفيّ بعيدا عن كل الأشياء..
آخْ..كانت تبكي ..!

قلت لها :من جعل النهر يحاصر شفتيكِ ..
ومن وجَّه ريح الأرض إليكِ ..؟!
تناءيتِ بعيدا عن هذا الرمل المتواصل في شط القلبِ ..
فكيف تناهيت هنا ..في هذي الأمواج؟!
ـ نظرتْ للأرضِ ..(بعيدا كانتْ)
نظرتْ لسفائن تبحرُ..(كانت أبعدْ)
نظرتْ في وجهي..
ثم أشارت لعصافير تحلق في غيمتها ..

قالت :هل تعرف شيئا…
…………….؟
لم تكمل..
كان بكاء النهر يحاصر بسمتها
ألقت قامتها للموج يفرقها..
وارتحلتْ
آخ..كانت تبكي..

وأنا..أبكي..!
لم أجد الوقت الكافيَ هنا ..لبدايتها ..
لم أجد الثلج سوى ندمي يترجع غيم رحيل يديها ..
في الأيامْ ..
لم أجد الأيامْ..!
كانت تتواصل في بدء الكلمات حنينا لظفائرها ..
في بدء الرمل أنينا لسواعدها ..
في بدء مسافات نوافذها ..
حجرا للكلماتْ ..!
قالت: هل تتوحدني لو جئت مسافاتك بدءا ؟
هل تتعددني في تربة هذا القفر الشاحب فيكْ؟!
قالت: هل تكمل ذاكرة الريح جنونا لحصارشواطئها ..؟!
هل تترجل خطو رؤاكَ..
وهل…؟!
……لم تكمل أسئلة البحر بأمطار يديها ..
لم تجد الموج يعانق صخر الأرض برجتها ..
لم تجد الكلماتْ ..!
كانت تبكي..!

وأنا أبكي ..
واصلت رحيلي..
كانت طرقات المنفى تتهجاني ..
أوراق التبغ تخض دمي..
وأنا ..أتواصل..والأشجار تؤججني ..!
سألتني نافذة كانت تعبر ..قالت:
كيف ترددت سنينا لشواطئها ؟!
سألتني دالية كانت تمسح جدران منازلها :
كيف ترسمت السر بأشواق الرمل الخافق فيكْ؟!
…ناديت بأعلى صوتي..
( كان السوط يدحرجني في الطرقات الملأى بالتيهِ ..
الجدران تشردني..)
سبحانك ..لاأحد يتحددني في هذا البر القادم من أشلاء حنينكِ ..
للصمت ..سوايَ..
ولا أحد يترجع ذاكرة الله بأوهام رؤاكِ..
سوى الكلمات الأخرى ..
سبحانكِ..
سبحانكْ..!



تيندوف:1987






حنـــــين أبدي





كل جزء يحن إلى جزئهِ..
السفوح التي في الأصيل ..إلى غيمها
والغزال..إلى ركضه..في الفيافي
الأراضي ..إلى شمسها
والنخيل إلى تمره..هاهناكَ
وأنتم..هناكَ..
هناكْ..
الغروب الذي يبتدي..ساعديَّ
الشتاء الذي سيمرّ..بطيئا
ثلوج المتاه..الصدى
وأنتنّ..أيضا ..هناكَ..
هناكَ..
خريف الأغاني الحزينةِ..
ناي المساء البعيدِ..
وركض المدى..
…………………….
………………………..
وأين أنا..؟!
……………………………
……………………………..
كل جزء أحن إليهِ..
أرى جسدي البحر..أبعد من صيفهِ
كل جزء أوجه غيمي إليهِ..
أرى رمله يرتوي قدميَّ..هنا..
ولا خطو في الظلِّ..
شمسي تؤجج أحجارها ..
والصحارى اتساع الظهيرةِ..
ركضي السرابُ ..هناكَ..
هناكَ..
………………………
……………………
وها إنني أعبر الآن جسمي..
إلى صمتكمْ..
في المكان الذي ضمني..
أدخل الحجرات التي عانقت ريحكم ..
أفتح الكلماتِ ..
أراكم ..قريبا..
قريبا..
ولكنها الدورة الدموية تبدأ غربتها ..
في السوادِ..
تبعثرني..
ثم توقظ فيّ حنين الكراسي إليكم ..
وأسماءكم ..في الندى..
أفتح الطاولاتِ..
أراكم..سعيدا..
سعيدا..
ولكنها الغربة الحجرية تبدأرجتها ..
في احتراق القصائدِ..
تدخلني لونها الوثنيَّ..
توسد كفيَّ هذا الفضاء البخيلَ ..
تعيد إليّ الذي كان منكم مضى ..
ثم تبعدني في لهيب التراب ..هنا ..
…………………….
……………………
وأين ..أنا..؟!
………………………
……………………..
كل جزء يحن إلى جزئهِ..
المياه إلى نبعها..
والرياح إلى شامخات الجبالِ..
الدروب إلى خطوكم/خطوكنَّ
المدى..لصهيل الخيولِ..
…وهذا أنا..
أحنُّ إليكم..كثيرا..
إليكنّ..أكثرَ..
هذا أنا..نبتة في هجير المكانِ..
أرى صخب العمر ينأى..
جرادَ السنين الفضيعة يمتد في رمله الأبديِّ..
لهيبا..
وها إن سنبلة القلب تكبرُ ..
ماء الرؤى ..يحتوي جسدي..
والشموس التي ما اختفتْ ..
لاتزولُ..
…………………
………………..
وأين..أنا..؟!
………………………
……………………….
كل جزء يحن إلى جزئهِ..
القطا..لقفار الأراضي..
النوارس..للبحرِ..
والموج للصخرِ..
أنتم لهنَّ..
وهن لشدو الأغاني السعيدةِ ..
كفي ..لهذا الندى..يتقدم منكن/منكم..
جرائد هذا الصباح ..لعينيَّ..أيضا..
وهذا أنا..غيمة في سرير السماءِ ..
أرى الأرض /ساعدها..في اكتمالي..
وهذي الحقول المضيئة ..أقدامكن ّ..هنا..
وهذا الصدى..صوتكم ..في الأعالي..
وها إن تفاحة العمر..تكبر فيّ..حنينا..
إلى بدئكم /بدئكنّ..هناكَ..
الحقول التي في عميق الأغاني..
تطولُ..
…………………….
……………….
وأين..أنا..؟!
…………………
………………..
الجدار الذي كان سيجني سنةً ..
في رحيل الفصولِ..
يعانقني الآن..في صيفكم..
في متاه الخرابْ..
اَلرؤى ..موحشه..
هذيان النهار العليل ..هنا..
موحشٌ ..هو أيضا..
ولا ريح لي..
لا اخضرارَ أشد إليه الدروب التي راودت جثتي..في الحنين إليكم..
إليكنّ,,أيضا..
هناكَ..
هناكَ……..هنا

وهنالكْ.





عاصفـــــــه

في عمق شخير الليل الحافي
جمعت بعض الأسمالْ
خرجت ..دون دليل كافٍ
والبدء سؤالْ..!
***
في الساحه..
ـ وهْي تبيع الثياب الباليه
وعيون الخلق سخيه ـ
قال لها:يا امرأةً..
كوني منا..
أختا في اللهْ..
يعطيك اللهْ
((من يبني بيتا للمولى..
يملك قصرا في الجنه))
…مدت يدها..
كانت خمسا من دينارات الوقت المشؤو مْ
عادت يدها ..غصنا من شجر الزقومْ
***
في آخر ساعات اليومْ..
رجعت تحمل ثيابا باليه
وضعت كفا في الكف الأخرى ..
والأرض شقيه
***
…سبحان الله..
بالأمس فقط ـ وكعادتها ـ
كانت تجلس في هذا الركنِ ..
هنا ..تحت الشجره
بالأمس فقط ..باعتني معطفها الكحليَّ بخمس من دبنارات اليومْ
أتراها كانت تسرع في الخطو رحيلا..
كيما تترك خلف مداها..
حجرا..وحشيا..
صهدا ..وغيومْ..؟!
***
بحثوا.. في عمق الكوخْ..
وجدوا امرأةً ..ثانيه..
طفلا من أشجار الليل ..يغنّي..
ويدا ..حانيه

بحثوا في عمق المرآةْ..
في صوت الطفل الباكي..
وجدوا فأسا..مسحاةْ..
شجرا ..من جذع سواقي..
دفنوا المرآةْ..
بحرا ..صارتْ
عاصفةً ..من رمل الأمواتْ..!!




#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مر من جسدي
- تلك الرسائل ما أروعها
- الفتى..كل هذا الجسد
- مريم
- أبجدية لخماسيات جزائرية
- إفريقيا بين السواد وزوارق أزرق الأحلام / الأوهام
- رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي ا ...
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا
- اللاجئون، الغرب والمسلمون ( خواطر)
- انطباعات عائد من تونس
- من طرائف جدتي
- قصائد قصيرة
- (كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات
- خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - أطلال أخرى..