أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عالية خليك ابراهيم - الكاتبة ميمي قدري : تخوض تجربة كتابية جديدة















المزيد.....

الكاتبة ميمي قدري : تخوض تجربة كتابية جديدة


عالية خليك ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


لازلت في موقف مضاد لتحديد الحرية الابداعية من خلال وضع اطار تعريفي لهذا الجنس او ذاك ، فظلت القصة لحقب طويلة تُحصر فنيتها بأنه يجب أن يدور حول محور واحد هو في الحقيقة سبب تداعي القاص. وكأن الدور الأساسي للقاص هو سرد متواليات وقائعية والبلوغ بالحدث إلى عقدة ومن ثم إفراج هذه العقد أو حلها. وبالتالي يجعل القارئ دائماً في حالة ترقب وبحث مستمرين للعقدة ، وفي كثير من الأحيان إلى محاولات التخمين للحلول أو التكهّن بالنهايات. وبمرور الوقت وانفتاح الاجناس الادبية على بعضها ، حاول القاص او السارد الخروج من هذه الاطر ، ورسم معالم انفتاح .. وتطور السرد وتشعب بين القصة الطويلة والرواية والقصة القصيرة جدا ، وغادر منطقة التعريف اعلاه وهشم الوحدات الارسطية ، وانفتح باستيعاب ارهاصات الحياة والتطور وتسارع الزمن حتى جاءت القصة القصرة جدا ، لتكون ملائمة بقراءتها مع فنجان قهوة او في مركبة تقطع مسافة بين البيت ومقر العمل ، وحملت الكثير من المعاني المسكوت عنها .. وبالتالي فـ(القصةُ القصيرةُ جداً ، هي جنسٌ أدبيٌّ حديثٌ يمتازُ بقصرِ الحجمِ والإيحاءِ المكثَّفِ والَّنزعةِ القَصصيةِ المَوجزةِ والمقصَديةِ الرمزيةِ المباشرةِ وغيرِ المباشرةِ، فضلاً عن خاصيَّةِ التَلميحِ والاقتضابِ والتَّجريبِ و الحَذفِ والاختزالِ والإضمارِ. كما يَتميَّزُ هذا الخطابُ الفنيُ الجديدُ بالتَّصوير البِلاغيِّ الّذي يَتجاوزُ السردَ المباشرَ إلى ما هو بيانيٌّ ومجازيٌّ ضمنَ بلاغةِ الانزياحِ والخَرقِ الجَماليِّ. فبَعدَ صُدورِ كتابِ "انفعالات" لناتالي ساروت عام 1932م. انتبَه كتُّابُ القصةِ الى فنٍّ جديدٍ يُشبه القصَّةُ القصيرةُ، لكنَّه يَختلِفُ عنه في بِنائها وشَكلِها و أُطلقَ عليهِ القصةُ القصيرةُ جداً .وعندما تُرجمَ هذا الکتابُ الى العَربيةِ في السَّبعينياتِ نَبَّه القصّاصينَ الى هذا النوعِ من القَصِّ، فبدأَت تَظهرُ في الصُّحفِ والمجلّاتِ المتخصِّصَةِ أولاً، ثمَّ في المجموعاتِ القَصصی-;-َّةِ. ومن هذه المقدمة المختصرة ، استطيع الدخول الى معالم عشرة من القصص القصيرة جدا والتي حملت ارهاصات القصة واعتمدت التكثيف والايجاز وفي النهاية اعتمدت المفاجأة وارباك حالة التوقع لدى المتلقي ، ناهيك عن عوالم التشويق والشد ، كما اني اجدها بادارة قصصية ناجحة ، تنم عن قدرة المبدعة ميمي قدري في ايصال ما تروم ايصاله بفنية اراها قد حققت نجاحا .. ففي قصة (اعدام نبضة) ، حققت الكاتبة نجاح ايصال الفكرة ، والخروج من سجن الى فضاء الحرية ، غير انها سرعان ما تعثرت خطواتها وسقطت .. مع فراغات هي معاني مسكوت عنها ممكن تحمل اسباب ومسببات الخروج والتحرر ثم السقوط ثانية.. اما في قصة (الصـفـعــة) ، حركت المعنى من خلال عتبة العنونة وعالجت امرا اجتماعيا مهما ، جعلت من البطلة في حالة توتر وقلق نتيجة اعتداء الضرب الغير مبرر عليها ، ولكن خلعها خاتم الزواج فتح عليها نوافذ الم اخرى ، جعلها تقاسي وتعذل عن قرارها وبالمقابل اعتذار الزوج بحمله حقائبها وهناك ايضا فراغات تحتاج ملئها من قبل المتلقي .. وكانت قصة (قناع) حملت رؤية الكاتبة عن عالم الافتراض رغم انه غير حقيقي ، الا انه يحمل دروسا في قضية التعامل مع الاشخاص ، حتى وان كانوا افتراضيات غير حقيقية .. فتبقى الامراض النفسية والتربوية تعكس سلوكيات الاخرين ، فمديحة مثلت الوجه المشرق للنصيحة ولاتدري من كانت في المقابل هي قناع فقط .. اما قصة (انين العوز) ، فعالجت قضية اجتماعية مهمة ، تمثلت بالفقر، هذا المرض الاجتماعي الذي يحمل سطوة كبيرة على الانسان ، فقد يوقعه في المحذور ، ويتغلب على ارادته في الصبر وكما نعلم ان القصة القصيرة جدا عالمها التلميح والايجاز ، وما تحمله من افكار يُترك للمتلقي يضع الحلول المناسبة لهكذا مشاكل اجتماعية ، تحتاج لمنظومة من الافكار الاقتصادية المهمة لحلها .. كأن يكون نظام الرعاية الاجتماعية المعمول به في الدول المتقدمة هو احد هذه الحلول .. وقصة (حلم) ، مثلت لحظات جميلة من اللقاء والحب وتركت الكاتبة فضاء القصة مفتوحا للتأويل .. وكانت قصة (اغـتيـال بـراءة...) سجلت حالة فقر اخرى .. وكعادتها الكاتبة احترمت حدود القصة القصيرة جدا ، وتركت الباب مفتوحا للتأويل والمعالجة ، فالفقر يغصب الانسان لحالات جرمية كبيع الشرف بالنسبة للزوجة التي تعطل زوجها بسبب حادث سيارة او السرقة لهذا الطفل وقالت الكاتبة : (هنا تذكرت قول الإمام علي رضي الله عنه قال: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته..."سكنني الآلم وتساءلت... أوقد الفقر قد يكون سبباً للتعاسة؟)، ونثرت اسئلة احتجاجية بدى عليها الانفعال وقصة (دماء الوطن) كانت مباشرة ولغتها تقريرية عادية ليس كأخواتها الباقيات ..اما قصة (حصار من نار) رسمت حالات اجتماعية واقعية وعالجتها بادارة قصصية ناجحة .. والكاتبة ميمي قدري شاعرة وقاصة اضافة الى انها تكتب المقالة وكانت في كل كتاباتها باحثة عن الجمال والحياة ..( وإذ نتحدَّث هنا عن الجَمال، فنحن عن جَمال الفنّ نتحدّث، لا عن جَمال الطبيعة. وجَمال الفنّ أسمَى من جَمال الطبيعة؛ لأنه نتاج الرُّوح، والرُّوح أرقَى من الطبيعة؛ فالرُّوح الإنسانيّة، حتى وَفق المنطق الدِّيني، هي من رُوح الله: «فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي، فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين». إضافة إلى ما يُضفيه الفنّ على الجَمال الشكليّ من مُثُلٍ عُليا، لا وجود لها في جَمال الطبيعة. ثم ما يمنحه إيَّاه من خلودٍ إنسانيٍّ، لا يفنَى كفناء الجَمال في الطبيعة. لتلك الفوارق بين جَمال الفنّ وجَمال الطبيعة، قلَّما يختلف الناسُ حول جَمال الطبيعة اختلافهم حول جَمال الفنّ. إنّ جَمال الفنّ جَمال تحوُّليّ، مَوَّار في ذاته، مباغِت لخارجه، وباستمرار. ومن ثَمَّ تُولَد هُويَّته، التي لا تَنْفَد دهشتها. وبما أنه كذلك، لا يُمكن تعريفُه تعريفًا جامعًا مانعًا، أو عَلْمَنَتُه، بحالٍ من الأحوال.) ، وهكذا نجد الكاتبة ميمي قدري تخوض تجربة كتابة القصة القصيرة جدا ، حيث عالجت فيها العديد من الامراض الاجتماعية ، واثبتت قدرتها الكتابية في هذا الفن باحثة من خلاله عن الجمال والحب والحياة ورافضة كل ما هو قبيح ..



#عالية_خليك_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم
- النزعة التلفيقية في التفكير النقدي العراقي.. كتاب(بويطيقا ال ...


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عالية خليك ابراهيم - الكاتبة ميمي قدري : تخوض تجربة كتابية جديدة