أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - من جعبة ذاكرتي الفلسطينية – 3 : عندما قدم عرفات خدمة شخصية لي















المزيد.....



من جعبة ذاكرتي الفلسطينية – 3 : عندما قدم عرفات خدمة شخصية لي


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه حلقة أخرى من سلسلة مقالاتي حول ذاكرتي الفلسطينية.

في أواخر عام 1974، وبعد أن جدد للتو عقدي مع سي بي أس نيوز لمدة ثلاث سنوات أخرى، برزت بعد فترة من توقيع العقد معهم، أزمة كبرى بيني وبينهم.
فالعادة كانت قد جرت على ارسال الفيلم الذي يتضمن تقريرا ما ليس له صفة الاستعجال (feature)، الى لندن (مركز الادارة الآخر لسي بي أس نيوز) ليبث من هناك الى نيويورك. أما في حالةالتقرير الاخباري الذي له صفة الضرورة والاستعجال، فقد كنا نرسله مع أحد الموظفين جوا الى عمان (القطر العربي الوحيد الذي كان لديه حتى ذلك الوقت بث عبر القمر الصناعي)، ليبث الى لندن عبر تلك المحطة الأرضية الموجودة في منطقة البقعة، ومن لندن الى نيويورك ليدخل ضمن نشرات الأخبار. ولكن الادارة في يوم ما من عام 1975، فاجأتني بالقول أنها تريد تغيير مسار ارسال الشريط الاخباري الذي يغطي حدثا ساخنا، من عمان الى تل أبيب (أو تل الربيع كما نسميها).
وبطبيعة الحال فقد اعترضت على هذا الاقتراح قائلا بأنه مخالف للقانون في لبنان وفي الأردن، بل وفي كل الدول العربية التي فرضت مقاطعة التعامل مع اسرائيل. وسكتت الادارة على رفضي ذاك لبعض الوقت، ثم ارسلت الى بيروت وفدا عالي المستوى ليقابلني وليشرح لي الأسباب التي اقتضت هذا التغيير.
ووصل أخيرا الى بيروت الوفد المؤلف من رئيس التحرير ومن أحد نواب رئيس الشركة واسمه "كاسي ديفيدسون" (يرجح بأنه أميركي يهودي). وكان الوفد لطيفا معي في بداية الأمر ودعاني لتناول العشاء معه. وحتى ذلك الوقت، كان كل شيء يجري بطريقة جيدة. وفي اليوم التالي أرادوا الاختلاء بي في جلسة عمل وحوار عقلاني كما قالوا. وفي اللقاء، شرحوا لي الأسباب التي تستدعي استبدال وجهة الفيلم (كنا في عصر الفيلم آنئذ ولم نكن قد بلغنا بعد مرحلة شريط الفيديو). فالفيلم الذي يرسل الى عمان لا يمكن بثه الى نيويورك مباشرة. لأن تلفيزيون الأردن يبث بنظام 625 خطا، ونظام الاستقبال الفني في نيويورك هو نظام خطوط 525 خطا، مما كان يستدعي بثه الى لندن ومن لندن الى نيويورك. ولكن النظام الأميركي – أي نظام الخطوط 525، متوفر في اسرائيل. فالتلفزيون الأردني لا يملك جهاز تحويل الخطوط من 625 الى 525 لدى الارسال، في الوقت الذي تملك فيه قنوات البث في تل أبيب ذاك الجهاز.
وحاولوا أن يشرحوا لي الأهمية الاقتصادية في ذلك. فالفيلم عندما يبث الى لندن عن طريق عمان، (لعدم توفر جهاز تعديل الخطوط في عمان)، ثم اعادة بثه الى نيويورك، يشكل ضعف كلفة البث المباشر من تل أبيب الى نيويورك مباشرة لتواجد أجهزة تحويل الخطوط لديهم التي تمكنهم من البث المباشر الى نيويورك دون المرور بلندن.
استمعت اليهم طويلا، ثم قلت معقبا بأنني أقدر أهمية المسألة المالية بالنسبة لهم، ولكن عليهم أن يقدروا الزاوية القانونية لما يرغبون بفعله. فتصرف كهذا فيه تعامل مع اسرائيل خلافا لكل القوانين العربية التي تحظر تعاملا كهذا، بل وتعاقب عليه. "ولذا فأنا مضطر لعدم الموافقة عليه" كما قلت منهيا مرافعتي، رافضا ذاك المقترح. لكنهم رفضوا ذاك التبرير قائلين بأن موقفي لا يستند الى أسباب قانونية، بل لأسباب سياسية كوني فلسطيني. وكان ردي بأنه ربما كان هناك سبب سياسي، ولكن النقطة الأهم هو بأنه عمل غير قانوني ومخالف للقوانين العربية المرعية. كما أن طلبكم هذا المخالف للقانون، يتعارض مع ما تأمرنا به بطاقة الانتماء لشبكة "سي بي أس" والتي تمنحونها لنا سنويا، ومضمونها يتضمن تعهدا بأن حاملها "لايجوز له مخالفة القوانين المرعية". وهنا أبرزت البطاقة، وأشرت الى البند الذي ذكرته، وكان واردا بوضوح في البطاقة.
وساد صمت لبعض الوقت. ولكن أحدهم انبرى يضيف زاوية أخرى لذاك المقترح. فالمشكلة لا تقتصر على توفير كلفة البث، بل تمتد الى سرعة البث. فارسال الشريط الى عمان يقتضي أن يصطحبه أحد العاملين بالطائرة الى عمان. وطائرة بيروت - عمان تغادر بعد الثامنة مساء مما يعني الوصول الى عمان في التاسعة والربع. فمع الأخذ بعين الاعتبار الزمن الذي يقتضي حامل الشريط لانهاء معاملة جواز سفره، ثم المعاملات الجمركية، والانتقال من المطار الى مبنى التلفيزيون الأردني، فان ذلك كله يستغرق وقتا قد يؤخر وصول الفيلم الى مبنى التلفزيون، اضافة الى ما يحتاجه من زمن لتحميضه في مختبر تحميض الأفلام، ثم مونتاجه... وذلك كله في وقت ملائم لبثه الى لندن، ومن ثم الى نيويورك، في وقت يلائم موعد نشرتهم الرئيسية وهي السادسة مساء بتوقيت نيويورك، أي الحادية عشر مساء بتوقيت الأردن. فالوقت ضيق جدا، كما أن طائرة بيروت – عمان غالبا ما تتأخر مما يؤدي الى فقدان الفائدة من ارسال الفيلم الى عمان. خلافا لحال ارسال الشريط الى تل أبيب، لكونه لا ينطوي على عملية تأخير مشابهة اطلاقا.
ولم أفهم قصدهم بذاك القول معتقدا بأنهم يقصدون ارساله الى تل أبيب عبر الرحلات الجوية الى قبرص، ومن ثم الى تل أبيب بالطائرة أيضا. اذ كانت بعض الشبكات الأميركية قد بدأت على أرض الواقع تفعل ذلك، وقد فعلته مرارا. فقلت "أن ارساله الى قبرص لا يخفض كثيرا من الوقت الذي تستدعيه عملية الانتقال الى قبرص ومن ثم الى تل أبيب" مضيفا القول بأنه يظل أيضا مخالفا لقوانين المقاطعة المعمول بها في البلاد العربية. وهنا انبرى "كيسي دافيدسون" ليقول لي: "نحن لا نفكر بارسال الشريط عبر قبرص، بل نفكر بارساله عبر جنوب لبنان". لم أفهم ما قصد بقوله ذاك، فسألته: "كيف"، فرد بكل بساطة: " يذهب به أحدهم الى الشريط الحدودي مع اسرائيل في جنوب لبنان، ويرمي به من فوق السياج الفاصل الى موظف من مكتب تل أبيب ينتظره عند الشريط". وهنا ضحكت طويلا وقلت" "هذا لا يخالف القانون فحسب، بل ان فيه شبهة التجسس".
وساد صمت طويل، قبل أن أقول بنبرات قوية بأنني لن أكون مشاركا في تصرف كهذا. واذا كنتم تزمعون اعتماده كوسيلة لنشر التقرير الاخباري سعيا لتحقيق سرعة أفضل وكلفة أقل، فاني سوف أتلف الفيلم قبل ارساله. سأفتحه ليرى النور فيفسد الفيلم". وتبادل الرجلان نظرات ذات مغزى وقد أدركا بأن مهمتهما قد فشلت فشلا تاما. وهنا قال أحدهما بأن هذا الموقف ليس موقف اعلامي محترف يرغب في وصول عمله الى المشاهدين بسرعة وبأفضل طريقة. "انه موقف سياسي بحت". ولم أرد عليهما ولكني أدركت بأن قرار فصلي من العمل قد بات قريبا.

ولكن على أرض الواقع، مضت أكثر من ثلاثة شهور قبل أن أفصل فعليا من عملي. ووصلني قرار الفصل بواسطة برقية ارسلها لي محامي الشركة. الا أن الشركة في مسعى لتخفيف وقع الأمر علي والتأكيد بأن الفصل لا يتعلق برفضي لمشروعهم، أرسلت أيضا وفدا آخر ليشرح لي تصرف ادارة السي بي اس ذاك. وكان الوفد في هذه المرة يتألف من المسؤول عن الشؤون القانونية في نيويورك، يرافقه "بيل ماكلوغلين" الذي كان مديرا لمكتب بيروت لفترة من الزمان واعتبر نفسه صديقا لي. وقالا لي بأن الأمر لا يتعلق بالخلاف بيني وبين الشركة. بل يتعلق الأمر بعدم تغطيتي لأخبار الحرب الأهلية في بيروت. ذلك أن كبير المذيعين في السي بي أس وهو المذيع الشهير "ولتر كرونكايت"، قد غضب كثيرا عندما لم تتضمن نشرته الاخبارية قبل يومين، صورا عن الحرب الأهلية في لبنان التي كانت قد بدأت فعلا، وشهدتمعركة كبرى في منطقة الأشرفية حيث يقطن المسيحيون اللبنانيون.
ولكن ما هي قصة عدم تغطية اطلاق النار في الأشرفية؟
كانت الحرب الأهلية قد بدأت في لبنان منذ التاسع من حزيران عام 1975، عندما أعدت القوات اللبنانية التابعة لحزب الكتائب، كمينا في حي "عين الرمانة"، لفلسطينيين عائدين من احتفال شعبي في مخيمي صبرا وشاتيلا. وأدى الأمر الى مقتل عدد من الفلسطينيين، مما أدى لاشتعال الحرب الأهلية في لبنان خصوصا وكانت قد سبقته عملية اغتيال "معروف سعد"، الناصري الاتجاه والنائب عن مدينة صيدا. وانتشر القتال في أنحاء مختلفة من لبنان. وكانت القوات اللبنانية – الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني الماروني، والمتحالف مع نمور لبنان التابعين لرئيس الجمهورية اللبناني السابق كميل شمعون من ناحية، في مواجهة التحالف الاسلامي المدعوم من المقاتلين التابعين للدروز بقياد "كمال جنبلاط" – يؤازرهم الفلسطينيون، في الجانب الآخر في تلك المواجهة. وكانت القوات اللبنانية قد بدأت تقتل على الهوية في منطقة (البور) الميناء البيروتي. فمن كان مسلما أو فلسطينيا بموجب هويته، يقتل على الفور بدون سؤال أو جواب. وفي ذاك اليوم قتل العديد من المسلمين والفلسطينيين.
ففي ذاك المناخ، طلب مني مدير مكتب سي بي أس – بيروت، وهو أميركي الجنسية وحديث الوصول الى لبنان لتولي ادارة المكتب، أن أذهب الى منطقة الأشرفية لأغطي الاشتباك الحاصل هناك. فوافقت،ولكن عندما طلبت من مساعدي، وهو مسيحي أورثوذكسي ولا يخشى مقتلا على الهوية... أن يرافقني، اعتذر عن ذلك، فطلبت من أحد العاملين الاداريين في المكتب (وكان مسلما) أن يرافقني، فرد هذا ليس عملي. وهنا طلبت من مدير المكتب الأميركي (والذي يعمل مديرا للمكتب وفي نفس الوقت مراسلا للقناة في غياب المراسل الأصلي الذي كان في اجازة)... أن يرافقني، علما أنه من طبيعة عمله كمراسل أن يرافق فريق التصوير لدى تغطية حدث ما... اعتذر هو الآخر عن مرافقتي بدعوى أن لديه أعمالا مكتبية وحسابية كثيرة ولا يستطيع أن يؤخرها. أي كان الأمر يفترض بي أن أذهب وحيدا، بدون مساعد، وبدون مراسل...أن أذهب الى منطقة قتال يسيطر عليها الكتائب الذيتن يقتلون المسلم والفلسطيني على الهوية. وهكذا كان طبيعيا أن أمتنع أيضا عن الذهاب الى منطقة الأشرفية لوحدي وحتى بدون سائق، لأن سائق السيارة المسلم، قد أعتذر عن قياة سيارته الى ذاك الموقع الخطر، مقترحا أن أذهب بسيارتي الخاصة.
فالى هذه الحادثة، استندت الادارة في قرار فصلي وهو الامتناع عن تنفيذ أمر بالعمل. بطبيعة الحال كنت أعلم أن ذلك مجرد عذر، وأن قرار الفصل قد اتخذ منذ فترة طويلة، لكنه كان يبحث عن المبرر الذي يعتبره قانونيا وملائما. وشرحت ماحدث فعلا للمستشار القوني و(للصديق) بيل ماكلوغلين، مبينا لهم أن الجميع رفض مرافقتي الى الموقع، وأن من بين من رفض ذلك، مدير المكتب الذي كانت المهمة تتطلب تواجده معي. وهنا تبادل الرجلان نظرات ذات معنى، وكان الامتعاض باد على كبير المستشارين القانونيين لادراكه بأنه يواجه قضية صعبة اذا وصل الأمر الى القضاء كما كانوا يتخوفون.
ولادراكي لهذه الحقيقة، وتوقعي وصول قرار الفصل بين يوم وآخر، قمت فور مغادرة نائب الرئيس ورفيقه لبيروت التي سبق ذكرها، بتسجيل و تأكيد موقفي الرافض لمقترحهم بالتعامل مع التلفيزيون الاسرائيلي. وقد سجلته برسالة على الورق المروس باسم الشبكة، وبعثت به عن طريق الفاكس الى الادارة في نيويورك، كما قمت بتزويد مكتب المرحوم أبو عمار بنسخة عن رسالتي تلك. وكان مدير مكتبه آنئذ ومستشاره الاعلامي، اعلامي مصري كان يعمل في حقل الاعلام وحقل السينما المصرية، واسمه الحركي "أحمد الأزهري"... واسمه الحقيقي "فاروق....". وكان أحمد صديقا لي وكثيرا ما كنا نتناول العشاء معا في أيام عطلته. وعن طريقه، زودت مكتب أبو عمار بنسخة من رسالتي الاحتجاجية تلك الرافضة، والموجهة للادارة في نيويورك. وبطبيعة الحال، اطلع أيضا المسؤول الأمني في المنظمة الشهيد "أبو حسن" على تلك الرسالة.
لكن أحدا لم يفعل شيئا آنئذ بانتظار ما تؤول اليه الأمور وحرصا منهم على عدم تعريضي لاحتمالات الفصل خصوصا اذا بلغ الادارة أنني قد زودت المنظمة بنسخة من رسالتي الاحتجاجية على مخططهم غير القانوني. ولكن عندما تم الفصل، لم يبق هناك من يحتاج لحماية. فظهرت احدى الصحف اللبنانية في اليوم التالي (وهي صحيفة صغيرة تنطق باسم تنظيم ثوري) يعلن أنه قد اقتحم ليلا مكتب شركة أميركية هي شبكة سي بي أس نيوز، وعثر فيها على وثائق تكشف محاولات المكتب للتجسس. ونشرت صورة من رسالتي، اضافة الى رسائل أخرى على الورق المروس للمكتب (لا اعلم كيف تم الحصول عليه الا اذا كانت رسالتي على الورق المروس قد غطيت بورقة بيضاء مما مكن تلك الصحيفة الثورية من استنساخ أوراق مروسة بيضاء كتبت عليها ما تشاء)، تعلن بأن تنفيذ هذه الخطة قد بدأ فعلا.
طبعا عندما شاهدت تلك الصحيفة وما نشر عليها، وخصوصا الرسائل المفبركة، أصابني الذعر خوفا بأن يصدق أحد المتحمسين الثوريين، أن العمل كان جاريا فعلا بارتكاب حماقات كهذه بوجودي، فيسعى الى تعريضي للأذى. ولذا هرولت الى مكتب أبو عمار حاملا تلك الصحيفة لأطلع عليها مدير مكتبه، مستغيثا به وطالبا العون والحماية. وقال لي أحمد الأزهري أنه سيتصل ب"ابو حسن" لكونه كبير المسؤولين الأمنيين، وهو اكثر اطلاعا ودراية بهذه الأمور.
الا أنه لم يفعل ذلك فورا. وهنا أخذت أحثه على الاتصال الموعود، فقال: "المشكلة أن أبو حسن يعمل طوال الليل ونادرا ما يذهب الى سريره قبل الرابعة أو الخامسة صباحا. هذا يعني أنه لم يحصل بعد على كفايته من النوم، وأنا أنتظر قليلا كي أمنحه فرصة لينام بعض الشيء". ولكني في اضطرابي وتخوفي مما قد يحدث، أخذت ألح عليه مجددا. وهنا اتصل فعلا ب "أبو حسن" الذي جاء بعد نصف ساعة أو أقل الى مكتب أبو عمار، واطلع مني على تفاصيل ما حدث. كانت عيناه محمرتان فعلا مما يدل على أننا قد أوقظناه فعلا من نومه. ومع ذلك لم يغضب أو يتذمر، وطمأنني بأنه على اطلاع بما حدث، وأن أحدا لن يمسني بسوء "فلا تخف". ومن بعض كلامه قدرت أن الجهة الثورية ابلتي نشرت تلك الرسائل على الصفحة الأولى من الصحيفة، هم جماعته. وفهمت أيضا (وهو ما أكده لي لاحقا أحمد الأزهري) أنه أراد باطلاق الأمر الى العلن، أن يفرض على المكتب الثاني (المخابرات اللبنانية) أن تتحرك وتجري تحقيقا فيما يجري في لبنان.
وهذا ما حصل فعلا، اذ فتح تحقيق في الأمر، وهناك معلومات متوفرة حوله، والمرجح وجودها في سجلات المكتب الثاني اللبناني، وأعتقد أن المخابرات الأردنية قد اطلعت عليها أيضا، لأنه في أحد المرات، وأثناء اجراء تحقيق معي من قبل المخابرات الأردنية، تطرق المحقق الى كوني قد تعرضت لتحقيق آخر في لبنان. وهنا أجبت بسرعة وبحزم "هذا صحيح. وأنا فخور في ذلك. كنت في موقف الدفاع عن العرب وعن المصلحة الأردنية بالدرجة الأولى (قاصدا التحول من استخدام التلفزيون الأردني الى استخدام التلفزيون الاسرائيلي)، ولذا أنا توقعت وساما من الأردن لا تحقيقا معي. سكت المحقق للحظة، وعندما هممت بمواصلة الكلام، قال لي ضاحكا "خلاص انس الموضوع. انس أني سألتك هذا السؤال".
وخلاصة الأمر، أنني قد أصبحت في النهاية بلا عمل، فأخذت أبحث عن عمل ما في المواقع التي تمارس فيها مهنتي. وهنا جاء دور المرحوم أبو عمار للتدخل في مسعى لتوفير عمل ما لي.
فقد بلغني أن شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية ربما تحتاج الى موظف يمارس مهنتي كمصور تلفيزيوني في ذاك الوقت. فالتقيت بمراسل الشبكة، وسألته ان كانت لدي فرصة للعمل معهم. فقال "لا يوجد في الوقت الحالي، لكن أعدك بأن تكون على قائمة اختياري ان احتجنا لموظف جديد". وبعد يومين اتصل بي ليقول بأنه قد بلغه بأنني على علاقة وثيقة بمدير مكتب أبو عمار، وأن شبكته قد طلبت منذ سنتين، اجراء لقاء تليفزيوني مع أبو عمار، لكن هذا اللقاء لم يتحقق رغم تكرارهم الطلب طوال العامين الماضيين. وسألني ان كان بوسعي أن أساعده في ذلك، واعدا بأنني اذا مكنته من اجراء لقاء تلفزيونيا مع أبو عمار، سيسعى جاهدا الى ايجاد وظيفة لي في شبكته. ووعدته بأن أحاول.
ونقلت الأمر الى "محمود اللبدي" الذي بات الآن مسؤولا عن الاعلام في المنظمة، مبينا له حاجتي الماسة للحصول على عمل جديد، كما نقلته الى صديقي "أحمد الأزهري" الذي شرح لي بأن تجاهل منح الأن بي سي لقاء مع أبو عمار ناتج عن كون تقاريرهم عن الحركة الفلسطينية لم تكن قط موضوعية، بل وفي غير مصلحة المنظمة. "ولكن" قال مستدركا: "أنا أعرف وضعك وأعلم السبب الذي ضحيت من أجله بعملك...لذا ٍسأطرح الأمر على أبو عمار، وأشرح له الوضع المرير الذي مررت به بسبب موقفك الفلسطيني النبيل.. سنرى ماذا يكون رده".
ولكن المرحوم أبو عمار، رغم عدم ارتياحه لتلك الشبكة، وافق من حيث المبدأ على اجراء لقاء تلفزيوني معهم، نظرا لالمامه بالأسباب الحقيقية التي أدت الى خسارتي لوظيفتي. فمكافأة منه لتضحيتي تلك... وافق على منحهم ذاك اللقاء، عله يساعدني على ايجاد عمل آخر لي. وهكذا طلب مني مكتب أبو عمار أن أبلغهم بالموافقة على منحهم اللقاء التليفزيوني، وأن يتواجدوا يوم غد في مكتب الاعلام الجديد في حي الفكهاني، حيث سيجري الاتصال بهم لتحديد مكان اللقاء. وطلبوا تواجدي مع الفريق أثناء اجراء اللقاء كتأكيد بأن اللقاء ممنوح لهم "من أجل خاطري.
وفي اليوم التالي تواجد فريق أن بي سي وتواجدت معه في مكتب الاعلام انتظارا لاتصال يحدد لنا الموقع الذي سيجري فيه أبو عمار اللقاء معهم. وانتظرنا عدة ساعات، وفي لحظة ما، ظن رئيس الفريق بأن أبو عمار قد عدل عن موافقته. ولكن فجأة وصل حرس أبو عمار الى الموقع، ووصل أبو عمار معهم ليجري اللقاء في موقع مكتب الاعلام. وسلم أبو عمار عليهم، كما شد على يدي بحرارة، ثم قال موجها كلامه لرئيس الفريق "أنا جاهز. هل أنتم جاهزون؟" وقال رئيس الفريق "دقائق وسنكون جاهزين...لقد أمضينا عامين كاملين في انتظار هذا اللقاء".
وتم اجراء اللقاء التلفزيوني، وسر به رئيس الفريق، وشد على يد أبو عمار بسرور واضح، شاكرا اياه على منحه فرصة اجراء لقاء معه بعد انتظار طويل. وبعد أن غادر أبو عمار الموقع، وبينما كان أفراد الفريق يجمعون معداتهم بغية المغادرة، شكرني رئيس الفريق على المساعدة التي قدمتها له، واعدا بأن يبحث فورا مع الادارة في نيويورك احتمالات ايجاد وظيفة ما لي في الشبكة.
ولكني انتظرت عدة أيام دون أن أسمع منه. فاتصلت به.وهنا أبلغني بأنه لا توجد وظيفة لي... واختتم حديثه بالقول "أنا آسف". ولم أفاجأ كثيرا بذاك القرار، فقد قدرت خلال مرحلة الانتظار، أن "أن بي سي" ربما اتصلت بالشركة التي عملت معها سابقا مستفسرين عن أسباب فصلي من شركتهم، ولا بد علموا منهم بأنني أتخذ ما اعتبروه مواقف سياسية تعرقل عملهم ومشاريعهم لتطوير ذاك العمل. ولا أستبعد اضافتهم بأنني ربما أنتمي الى مجموعة ارهابية استنادا لما نشر في الصحيفة اللبنانية الثورية عن اقتحام مجموعة ارهابية مكاتب سي بي أس، حيث حصلت على وثائق هامة تم نشرها (كانت مفبركة طبعا وألمح لي أبو حسن عندها بأنه كان وراء ذلك). وبناء على توصيتهم أو نصيحتهم، يرجح بأن "أن بي سي" قررت عدم منحي وظيفة ما في صفوفهم.
وانتظرت بعض الوقت تصاعدت خلاله حرارة الحرب الأهلية، وتزايد معها الخطر علي وعلى أسرتي، لأنني كنت أقطن في منطقة لبنانية تقع في منطقة فاصلة بين الجانبين المتقاتلين هي مستديرة "الطيوني" الواقعة بين المقاتلين من الجانب الاسلامي والفلسطيني المتواجدين في منطقة الشياح ومخيمي صبرا وشاتيلا من ناحية، والمنطقة المقابلة التي تسيطر عليها القوات التابعة لحزب الكتائب اللبناني المسيحي، والمتواجدة في حيي عين الرمانة وفرن الشباك التي تقابل الشياح والمخيمين الفلسطينيين (كما سبق وذكرت). وازاء هذا الخطر المؤكد، فقد بات من الصعب علي مغادرة منزلي، خصوصا وأن القناصين باتوا ناشطين جدا في ذاك الموقع، فكان من يصاب برصاصهم (الدمدم) فيقتل على المستديرة، أو اثناء محاولته العبور بالطريق المار بالمستديرة والمسماة بطريق دمشق المحاذي لموقع سباق الخيل، تبقى جثته ملقاة هناك، فيعجز حتى المسعفون من الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر من الوصول اليه وانتشال جثته. أضف الى ذلك أن قذيفة قد أصابت غرفة نوم بناتي (لم يكن متواجدات فيها آنئذ لحسن الحظ) وألحقت أضرارا كبيرة فيها، مما جعلني أقرر..خوفا على أسرتي وسلامتها، مغادرة بيروت والعودة الى الأردن.
في هذه المرحلة من الرعب والدمار، اتصلت بي وكالة "يو بي آي تي أن" التي كنت أعمل معها قبل الانتقال منها للعمل مع "سي بي أس"، تعرض علي العودة للعمل معهم. فوافقت من حيث المبدأ، لكن على أن يكون العمل في الأردن وليس في لبنان نظرا لصعوبة، بل خطورة الانتقال من منزلي لأي موقع آخر في بيروت بسبب اقامتي على خط النار. وتفهمت الوكالة موقفي، فوافقت على عودتي للعمل معهم، ولكن في الأردن وليس في لبنان.
ورغم كل الضرر الذي لحق بي من جراء موقفي المتشدد في مواجهة ال "سي بي أس"، فقد كنت مسرورا بالنسبة لنتائجه. ذلك أن موقفي المتصلب ذاك، وما أدى اليه من فتح تحقيق في سلوك بعض الشبكات الأجنبية، خصوصا وأنني قد أقمت دعوى فصل تعسفي على السي بي أس، وفي نيتي أن أحولها الى قضية سياسية أثناء نظر الدعوى، كاشفا للعلن ما حدث على أرض الواقع، وما يشوب عمل بعض الشركات من مخالفات قانونية (لم تعقد المحكمة الا جلسة واحدة أعلن فيها القاضي قبول الدعوى شكلا وموضوعا، ولم تعقد جلسة أخرى بعدها بسبب الحرب الأهلية وموقع المحكمة في منطقة الخطر)، وما رافق ذلك من اشتداد الحرب الأهلية، والذي بات القتل خلالها أمرا سهلا ومجانيا... في خضم تلك الظروف، اضطرت السي بي أس وغيرها من الشبكات، الى العدول عن مشروعهم السابق بالتعامل مع التلفزيون الاسرائيلي عوضا عن التلفزيون الأردني، فتوقفوا تماما عن التفكير بارسال الشريط عبر الحاجز الحدودي في جنوب لبنان، أو حتى عن ارساله عبر رحلة الى قبرص ومن ثم الى تل أبيب (أو تل الربيع كما نسميها نحن). وكان يكفيني فخرا، رغم معاناتي الكبيرة، بأنني قد استطعت ايقاف ذاك المشروع الشيطاني الأميركي الصهيوني... ربما الى الأبد.
ومن سخرية القدر، أنه تبين في وقت لاحق، أن من نفذ ما سمي بعملية اقتحام مجموعة ثورية لمكاتب "سي بي أس"، حيث حصلت منه على وثائق هامة كما وصفت آنئذ، كان محاميا متدربا في....أية تعتقدون....في مكتب محامي شركة "سي بي أس"، وكان منتميا فعلا لمجموعة ثورية، ووجد في رسالتي الاحتجاجية المعترضة على رغبات الشركة غير القانونية، والتي كنت بطبيعة الحال قد زودت محامي الشركة آنئذ بنسخة منها ...رغبة مني في اطلاع محاميهم على مخاطر ما يعتزم موكلوه من الاقدام عليه من تعامل مع اسرائيل عوضا عن الأردن (أملا بأن يضم صوته الى صوتي مبينا لهم كمحاميهم، خطر ما يعتزمون الاقدام عليه من مخالفات للقانون)،... وهكذا وجد المحامي المتدرب في تلك الرسالة المتواجدة في أضابير لبمحامي الموكل، وبالتخطيط مع "أبو حسن"، فرصة لطرح الأمر على العلن واستدراج "المكتب الثاني" لاجراء تحقيق في الأمر، وهو ما حدث فعلا، ولكن بحدود ضيقة، حيث تم حفظ ملف القضية باعتباره كان مجرد تفكير حسن النية يسعى لوسيلة أفضل لبث التقارير، ولم يقترن بتنفيذ فعلي لذلك.
ولكن خرقا آخر للقانون كان قد تم فعلا، وجرى التحقيق فيه، وكان يقتضي المعاقبة عليه، لكن الملف أغلق لعدم كفاية الأدلة. وكانت تلك المخالفة، قد وقعت قبل سنة أو أكثر من مرحلة نشوب الخلاف بيني وبينهم.
ففي أحد الأيام، جئت الى المكتب قبل فترة زمنية سابقة كثيرا عن الفصل... في وقت لم يكن مدير المكتب آنئذ "بيل ماغلوكلين" يتوقع قدومي اليه. كان جالسا وراء جهاز التلكس، فامتقع وجهه لدى وصولي. فسألته عما يجري، وهل هناك تطور هام يناقش موضوعه مع نيويورك عبر التلكس، فنفى ذلك. ولسبب أجهله، استجمع شجاعته وقال لي متباهيا بأنه كان يتحادث مع مكتب تل أبيب. فدهشت وسألته "لماذا...كيف.. هناك مقاطعة تحول دون امكانية تحقق ذلك فنيا". فقال متباهيا بأنه يحاول اثبات أن المقاطعة غير فعالة ويمكن خرقها بسهولة. وأنه قد خرقها فعلا. وهنا نبهته الى خطر ما فعله، وبأن الأمر قد يكشف عاجلا أو آجلا. وحذرته بحزم: "اذا فتح تحقيق في هذا الأمر...وهو احتمال كبير لأن يحصل ذلك في وقت لاحق... وطلبت أنا للشهادة، فاني سأقول الحقيقة...أنا لن أكذب في أمر كهذا". وهنا ضحك وقال "أعدك بأنه لن يفتح أي تحقيق...فالمقاطعة سخيفة وغير فعالة".
وبالفعل، لم يجر تحقيق في ذلك في حينه. ولكن على ضوء الفضيحة التي أثارها منشور الجماعة الثورية...بعد سنوات من ذاك الحدث، فقد كشف التحقيق جانبا كان "المكتب الثاني" قد غفل عنه في حينه، وهو حصول تخابر فعلي مباشر مع مكتب تل أبيب. وهكذا فتح تحقيق آخر في ذاك الأمر كاشفا بأن مخابرة فعلية مباشرة، قد أجريت فعلا بين مكتب بيروت ومكتب تل أبيب. لكن السخرية في الأمر...أو هي سخرية القدر...لست أدري، قد أدت الى استجواب كافة العاملين في المكتب عنه، وعن من أجرى تلك المخابرة. كل ما في الأمر، أنهم اسيتجوبوا الجميع الا أنا الذي أعلن مسبقا بأنه سيقول الحقيقة ولن ينفيها. ولعل السبب في عدم استجوابي آنئذ في هذه القضية، أنني قد بت موظفا سابقا في الشركة، فلم يكن اسمي مدرجا بين قائمة الموظفين الذين ينبغي استجوابهم.




 -;-



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جعبة ذاكرتي الفلسطينية– 2: أنا والشهيد -أبو جهاد-
- تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية، يسعى لاضعاف آخر قوة عربية قاد ...
- لقائي الأول مع ياسر عرفات (أبو عمار)
- ما المقصود بخطة ب؟ تفتيت سوريا أم تكريس ظهور قطبين جديدين ال ...
- هل ننتظر -سيسي- تركي يريح انقره من أردوغان، كما أراح السيسي ...
- صراخ ضد قتل يحصد خطأ بعض الأرواح، وصمت ازاء قتل يحصد أرواحا ...
- الهدية في فالنتاين ليست وردة حمراء، بل تسامح وتعايش مع الآخر ...
- المعارضة السورية تؤخر جنيف بانتظار (غودو)، وأسباب ارتياح سور ...
- من يقف في مواجهة من؟ العالم في مواجهة داعش، أم داعش في مواجه ...
- داعش: بين سعي أميركي لتحجيمها، واستراتيجية روسية لاستئصالها، ...
- مماطلة في عقد مؤتمر جنيف ربما تسعى للتأخير انتظارا لمجيء رئي ...
- اعدامات تنفذها داعش مع أحتدام المعارك العسكرية في سوريا مع ا ...
- أردوغان..أردوغان: هل وصلك أخيرا ربيع عربي كردي روسي داعشي: ا ...
- هذا كتاب آخر مفتوح موجه الى -مارك زوكيربيرج- - صاحب ورئيس شر ...
- أردوغان..أردوغان: هل بلغتك أخيرا لعنة الشيطان؟
- كتاب مفتوح الى مارك زوكيربيرج - رئيس شركة فيسبوك
- لماذا تغرد سلطنة عمان خارج سرب الخليج، و-تصرخ- فرنسا دون أور ...
- عمليات الاعدام الأخيرة، والبحث السعودي عن نصر ما، في ظل مخاو ...
- بانشغال القاعدة وداعش بحروب ضدهما:هل تتولى الذئاب المنفردة ف ...
- أسرار تكشف لأول مرة حول حرب الخليج المسماة بعاصفة الصحراء وم ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - من جعبة ذاكرتي الفلسطينية – 3 : عندما قدم عرفات خدمة شخصية لي